الرسالة الساخنة

[عيون الليل]

لا يزال مصير خمسة من الموظفين الكبار في إحدى الشركات القانونية الكبرى عالقا بظهور شابة بريطانية أرسلت إلى أحدهم رسالة في البريد الإلكتروني، تحولت خلال أيام قليلة إلى واحدة من أكثر المواد تداولا عبر شبكة الإنترنت
ويتعقب الصحفيون حاليا المرأة الأكثر شهرة كلير سواير التي اختفت عن الأنظار بعدما فجرت الرسالة التي أرسلتها إلى صديقها في شركة نورتون روز، محتوية إيماءات جنسية، ضجة وإعجابا واسعين

وقد أصدرت الشركة قرارا بوقف الموظفين الخمسة الذين شاركوا في نشر الرسالة الأصلية، كما يواجهون عقوبة الفصل بفضل قانون بريطاني طبق مؤخرا يسمح لإدارة الشركات والمصالح بالاطلاع على محتويات البريد الإلكتروني الخاصة بموظفيها



مدير الشركة أكد وجود إجراء تأديبي ضد الموظفين



وكانت القصة التي يتابعها الرأي العام باهتمام قد تفجرت في السابع من الشهر الحالي برسالة بعثتها كلير إلى عدد من الأصدقاء بينهم صديقها الشخصي تضمنت بعد المزح

ولم تلبث أن أردفت الرسالة الأولي برسالة خاصة إلى صديقها سردت فيها تفاصيل دقيقة ومفرطة عن الممارسة الجنسية بينهما

وفي نهاية رسالتها الثانية كتبت كلير إن ما تحكيه يرسم صورة مرحة في ذهنها ويجعلها تقهقه عاليا، كما انه كان يتعين عليها أن تروي لزميلتها ما الذي يجعلها تضحك هكذا

وقام الصديق بإرسال ما كتبته كلير إلى ستة من زملائه معلقا في نهايتها بقوله، إنها مجاملة رقيقة من فتاة حبيبة

وأكمل أحد الأصدقاء الدور بتعميم الرسالة على بقية الزملاء في نفس الشركة، ولم ينته اليوم دون أن تمرر على الشركات المجاورة، وتحولت رسالة كلير إلى حمى حيث أرسلت إلى الملايين ليضع كل شخص تصله بإضافة عبارة جديدة إليها


وعندما اكتشف المسؤولون عن تشغيل نظام الكمبيوتر في نورتون روز ما قام به الموظفون أخطروا إدارة الشركة التي حولتهم بدورها إلى التحقيق القانوني

البحث عن كلير

وقد ذهب أحد المعلقين على الرسالة إلى المطالبة بحملة للعثور على كلير المؤلفة الأصلية للرسالة

لكن كلير التي ذاعت شهرتها دون أن تقصد - ربما- فضلت الاختفاء عن الأنظار والهروب من منزل أسرتها في منطقة إيست ساسكس

ولم يصدق والداها أن رسالة من ابنتهما قد فجرت كل هذا الاهتمام والمتابعة العالمية التي وصل صداها إلى نيوزيلندا وبقاع نائية أخرى

وقد أشارت إحدى الصحف القومية البريطانية إلى إمكانية ان تحصد كلير ثروة هائلة إذا فكرت في بيع القصة التي ربطتها بهذه الرسالة وما أسفرت عنه من تشويه لسمعتها

كما نشرت صحيفة أخرى أجزاء واسعة من الرسالة الأصلية مخفية التفاصيل الإباحية فيها

وذهبت إحدى المجلات الرجالية إلى عرض وظيفة جدية على كلير، حيث اكدت المجلة أن بوسعها ان تكون كاتبة رائعة لمقال متخصص في المشكلات الجنسية أو أن تتولى الرد على رسائل القراء ومشكلاتهم