(( صوت المعالي ))

[salim3344]

(( صوت المعالي ))

شاعرالعلماء وعالم الشعراء سيدي أبو مسلم البهلاني رحمة الله عليه يجيب عمر لطفي المصري عن قصيدة نشرها بجريدة النجاح بزنجبار، مس فيها الأمة العربية بالطعن والازدراء ، ثم تبين للناس أن القصيدة لم تكن عنه إلا على سبيل الادعاء ، وأنه ليس ممن تأهل للنظم والانشاء ، فأفحمه أبو مسلم بهذه القصيدة الغراء ، أظهر فيها عاطفة العرب وحميتهم وإباءهم وأنفتهم :

ألا لبيك يا صوت المعالي ،،،،، لقد أسمعت أحرار الرجال

أجابك سادة نجب كرام ،،،،، طوال العزم بالبيض الطوال

خفافٌ كالصواعق إن يشدوا ،،،،، جبال في حلومهم الثقال

معاقلهم جياد فنقوها ،،،،، مسارحهن حومات النزال

تعلمن التقارع من قديم ،،،،، فهن مع التقارع في شكال

فإن تسأل بهم فهم سراة ،،،،، تربوا بين قيصوم وضال

رضاع وليدهم بدم الأعادي ،،،،، ويحيى في الرضاع بلا فصال

إذا استصرختهم شبوا سريعاً ،،،،، وصخ النجم قعقعةُ النصال

مساعير الحروب لهم أجيج ،،،،، إذا احتمدت حميات الرجال

مصاعب تصعق الأبطال منهم ،،،،، رغائبهم بأطراف العوالي

إذا هجموا رأيت الفجر يجري ،،،،، ببارقة الصوارم في الليالي

تروعك في زحوفهم رجوم ،،،،، من السمر المثقف والنبال

جحاجح من بني قحطان صيد ،،،،، ومن عدنان آساد القتال

رأوا ما حل بالأوطان خزياً ،،،،، يسارع بالفظائع والوبال

وخصم الله جزار شنيع ،،،،، يضحي بالديانة لا يبالي

رأوا أموالهم نهباً هنيئاً ،،،،، وكل محرم عين الحلال

رأوا أملاكهم صارت سبايا ،،،،، موثقة الجوارح بالحبال

فأحرقهم من الإيمان نور ،،،،، بوارقه على القضب الصقال

وغاروا غيرة لله جاءت ،،،،، إلى الباغي عليهم بالنكال

فأصبحت الممالك في أمان ،،،،، وأصبحت العدالة في جلال

تفضل بالزيارة في عمان ،،،،، تجد أفعال أحرار الرجال

تجد ما شئت من مجد وفضل ،،،،، وأحساب عزيزات المثال

تجد ما قسمته من المنايا ،،،،، خيول الله في حزب الضلال

تجد من هيبة الإسلام شأناً ،،،،، عليه الكفر مبيض القذال

تجد همم الرجال مصممات ،،،،، بثأر الدين ترخص كل غال

قطين الشرق نمتم يوم عيد ،،،،، فنبهكم صناديد الكمال

فقوموا عندنا أو لا فناموا ،،،،، هنيئاً بين ربات الحجال

سنأخذ حقكم ونذود عنكم ،،،،، ذياداً باليمين وبالشمال

ويدرك فهمكم أن قليل ،،،،، نكاثر بالحميد من الخلال
وتعترفون أن العرب قوم ،،،،، قديماً عبّدوا صهب السبال

وقد وافاكم زمن جديد ،،،،، ووافتكم به السنن الخوالي

يرد الحق فيكم مشمخراً ،،،،، ويخزى الظلم خزي أبي رغال

بأسياف الغبيراء المواضي ،،،،، ستخضر الأسافل والأعالي

ويعلم عالَم الدنيا بأنا ،،،،، بضوضاء الفخافخ لا نبالي

وأن مطامع الأوغاد فينا ،،،،، سترجع وهي فارغة القلال

ذروهم يكثرون كما أرادوا ،،،،، بأقوى ما يكون من المحال

ستهشم فرقهم منا صخور ،،،،، صلاب لا تلين بكل حال

وإن كنا على عدد قليل ،،،،، فما نصر القليل من المحال

سنعقدها عليهم عقد شؤم ،،،،، ويوم الحشر يوم الانحلال

بأسياف قديمات المزايا ،،،،، مخلدة المفاخر والفعال

تصول بها أسود بني نزار ،،،،، ومن قحطان أقيال النزال

فإن شئت العيان فقم إلينا ،،،،، ترى الأفعال مصداق المقال

ولا تحفل بما يهذون فيه ،،،،، فليس الحق في قيل وقال

وما نصر الحقيقةَ مثل حر ،،،،، منير الصدر متقد الخصال

فكن أنت النصير لها وبادر ،،،،، تقابلك العواطل والحوالي

تشاهد كيف حرف الضاد يعلو ،،،،، بلا شمس يعين ولا هلال

تشاهد عصبة التقوى هياما ،،،،، بحب الله لا عزف الموالي

تشاهد أن في العرب البقايا ،،،،، وللباقين أقلام الجدال

تشاهد أننا خلف كريم ،،،،، لأصحاب النبي ومن يوالي

فلا تقنع بسمع دون عين ،،،،، وما عين الحقيقة كالخيال