إن يطل هجري
كنت ذات يوم جالسا مع أحد الأصدقاء فرأيت الحزن يبدو على وجهه
فسألته عن السبب فبدأ يروي متاعبه و الهموم التي تتقاذفه نتيجة
عدم حصول صاحب الأخلاق على مراده لا من الحبيب و لا من الناس ، ثم أنشد :
إن يطل يا صاح هجري .. فله حلمي و صبـري
يا صديقي لا جناحا .. إن تركت الدمع يـجري
فهو للقلب طبيب .. صاحبـي لو كنت تدري
أنا من يشقى شعورا .. ضـيع الأوغاد قدري
و الـخليلات تناست .. ضيعت أيام عمري
كيف للمرء فكاك .. و الهوى يطري و يغري
فكتبت له :
يا ابن عمي لا تـجدد .. دمعة في العيـن تـجري
آه لو تدري بـحالي .. آه لو تدري بأمـري
ساعة لو كنت تبكي .. فأنا أبكي لعـشر
أنا من هام بظبـي .. و له قدمت عمري
و منعت النوم نفسي .. منه كي أحـظى بوفر
إنـما ما كان حظي .. من حبيبـي غيـر غدر
أنا من يـحيا أسيفا .. بالمنـى شيدت قصري
و رجوت السكنـى فيه .. فإذا بي وسـط قفر
صغت هـمي في قصيدي .. و دموعي هي حبـري
فإذا تقرأ تلـقى .. حرقة فـي كل سطر
تلك أبياتي اكتبـوها .. و ضعوها على قبـري
علـّه يدرك يوما .. أنه ما صـان قدري
|