كتاب: أَصلبٌ أَم خلبْ؟– الفصل الثاني. (مقتطفاتٌ نافعةٌ جداً من الكتاب القيم).

[عساس العساس]

الفصل الثاني – الحق في المطالبة بالبرهان.

بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين، الهادي إلى الحق وسواء السبيل، وإلى صالح الأعمال، وإلى خير الدنيا والآخرة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الذي أخرج اللهُ به الناس من عبادةِ العباد إلى عبادتهِ وحدهِ، ومن جورِ الأديان، إلى عدلِِ الإسلام، والذي أبان اللهُ عزَّ وجل َّ بهِ الحقِ من الباطلِ، والضلالَ من الهدى، أما بعد:

في الفصل السابق (الأول) بينا تعلق المسيحيين بمزاعم الصلب وأوهامه. وكيف أنها أهم مرتكزات عقيدتهم الباطلة.

وحيث أنهم يزعمون أن عندهم شهادات على وقوع الصلب بالكيفية التي يزعمونها فمن حقنا مطالبتهم بإبراز هذه الشهادات للنظر فيها. بل إن هذا توجيه رباني مُعتبر. كما لا ينكره مثقفو اليهود والنصارى ( المسيحيين )، لأنه من المفترض أنه يعزز دعواهم ويبين صدقها، أَليس الأمر كذلك؟

يقول الشيخ الفاضل أحمد بن حسين ديدات، جزاه اللهُ خيراً كثيراً، في الفصل الثاني من كتاب أَصلب أم خلب؟ تحت عنوان:-

أدعو شهداءكم :-

إلحاح النصارى إلحاح تجاري، ففي محولات مضنية لإثبات مُعتقداتهم، خرجوا علينا بالغاز وبينات مزلزلة، منها ما سبق واستخدمته كعنوان لهذا الكتاب " المسيح المصلوب ، تاريخ أم خرافة " ، ولا أنكر أنه عنوانٌ منفرٌ، ومفزع، إلا أنه عنوان مستعار، اقتبسته، وجئت به من مفرداتِ الديانةِ المسيحيةِ، ذاتها.

فهذا، المدعو قارنر تد ارمسترونق، نائب الرئيس التنفيذي والناشر المشارك لمجلة بلين تروث، أي الحقيقة الصريحة، في محاولة منه لحل أُحجيته الخاصة، وفي مقالة بعنوان " هل كان القيام خرافة؟ " { ولا تعجب فهذه هي الأنماط الأمريكية المُثلى لتسويق الدين } ، قال :- " إن قيام يسوع المسيح الناصري، إما أن يكون حقيقيةً تاريخيةً ساميةً، وإما أن يكون افتراءً آثماً مُدبراً، لُفق على أتباع الديانة المسيحية باقتدار. "

وبرعمٌ فتيٌ أخر، يدعى جُوش ماكداول (أو بلي قراهام الصغير تشبهاً له بالمنصر الكبير بلي قراهام)، الذي يفيض في إسهابه المقيت قائلاً :- " لقد أُجبرت على الوصول إلى هذه النتيجة عن يسوع المسيح، فإما أن يكون من أكثر الخزعبلات إثماً وشروراً وفظاظةً، وبها تم تضليل عقول الناس، وأما أن يكون من أعظم الحقائق روعةً في التاريخ. " فما الذي نلاحظه أيها الأخوة الكرام في هذا القول، غير الهرطقة. أنه لا يأتي بأدلة ليبرهن على رأيٍ ما، ولكنه فقط يتلاعب بالألفاظ ليهيج العواطف، ويستثير المشاعر! والأمر كله لا علاقة له بحق أو باطل! على الإطلاق! ولما كان من الصعب على رجل مسلم مثلي اللجوء إلى الكذب، كما أنه من العسير على رجل شرقي مثلي مجاراة أمريكي مثله في مقالاته الكلامية المفخمة، وإسهابه اللفظي المنمق، فلا أجد حرجاً، ولا الاعتذار عند استعارة أساليبهم، أو عناوين كتبهم.

ونقول نحن المسلمون للمسيحيين، وكما أمرنا اللهُ، في محاجةِ الضالين والمكذبين بالحق المبين، في ممارسةٍ راقيةٍ للحوار الهادف للوصول للحق: { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } (البقرة : 111).

فهل لدى المسيحيين برهان على مزاعمهم فيما يختص بالصلب؟

فيقول المسيحيين: نعم، لدينا الأناجيل. وهي الشهادات التي أدلى بها تلاميذ المسيح يسوع. الإله المصلوب.

وستكون محل بحثنا في الفصل التالي إن شاء الله، أي الفصل الثالث. فإلى اللقاء أيها الأصدقاء.

وجزى الله عنا الشيخ أحمد بن حسين ديدات خيراً، على أبحاثه القيمة التي أراد بها، أن يساعدنا على الرد على المسيحيين الذين تسلطوا علينا في كل مكان، هذه المواد نافعة لِلدعاة ولعامة المسلمين الذين يتعرضون لأذى المنصرين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.

والصلاة السلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد اللهِ، الذي أظهر الله به الحق ودحض الباطل، وآخر دعوانا أن الحمد للهِ رب العالمين.