تركي الفيصل :: لم نطلب الفقية ... والمحاكمة يتم التحضير لها

[P8AsoN]

أبرز إنجازاتي.. وإعادة العلاقة بين السعوديين والأميركيين خطوتي المقبلة

لم نطلب رسميا المسعري والفقيه * محاكمة المتورطين في محاولة اغتيال الأمير عبد الله يتم التحضير لها * تدخل السفير في قضايا الإرهاب ليس من المصلحة


موفق النويصر
حدد الأمير تركي الفيصل السفير السعودي في المملكة المتحدة وايرلندا، والمرشح لان يتولى ادارة دفة العمل الدبلوماسي السعودي في العاصمة الاميركية واشنطن، ان اعادة العلاقة بين بلاده وبريطانيا والتي اصابها الفتور في مرحلة من المراحل الى سابق عهدها، يعد ابرز ما انجزه خلال عمله في بريطانيا، مؤكدا ان ازالة الفتور في العلاقة بين الشعبين السعودي والاميركي سيكون من اولى اهتماماته في عمله الجديد.
وكشف الامير تركي الفيصل عن وجود تنسيق بين الرياض ولندن حول من يسميهم البعض «منشقين سعوديين»، مؤكدا انه سيستمر في الدفاع عن السعوديين ممن ادرجوا في قوائم دعم الارهاب على خلفية احداث 11 سبتمبر 2001، وفي ما يلي نص الحوار:

* كيف تنظرون لقرار انتقالكم الى واشنطن، وما هو تقييمكم لفترة عملكم في بريطانيا؟

ـ كما تعلم انه حتى الآن لم يصدر قرار بهذا الخصوص، وما حدث هو ترشيحي من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين لأكون سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، وحتى يحدث «استمزاج» لهذا الترشيح من قبل الحكومة الاميركية فالحديث عن هذا الامر يعتبر سابقا لأوانه.

اما بالنسبة للفترة التي قضيتها في بريطانيا، فكانت عامين ونصف، اكتسبت خلالها الكثير من الخبرة، وتمكنت من تكوين علاقات عديدة مع الشعب البريطاني، وهو بالمناسبة شعب مضياف وكريم، اضافة الى تقديم بعض الفعاليات الاجتماعية التي كانت كفيلة بتعريف الشعب الانجليزي على نظيره السعودي.

* وما أهم الانجازات التي تم تنفيذها خلال فترة عملكم سفيرا للسعودية في المملكة المتحدة وايرلندا؟

ـ اعتقد ان اعادة العلاقة بين الرياض ولندن التي اصابها شيء من الفتور خلال الفترة الماضية الى سابق عهدها، كان ابرز ما تم عمله، وما زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للسعودية وكذلك زيارة الامير سعود الفيصل الى بريطانيا واقامة مؤتمر المملكتين الا محصلة لاعادة العلاقة بين البلدين الى سابق عهدها. كذلك مشاركة السفارة في مختلف الانشطة الاجتماعية والسياسية يعد من الامور التي حرصنا على تنفيذها.

* وماذا بشأن الملفات الامنية بين البلدين؟

ـ هناك تعاون أمني قائم بين الجهات الامنية المختلفة في البلدين، والتنسيق الدائم على مختلف الاصعدة موجود ايضا، وان كان ملف من يطلقون على انفسهم «منشقين سعوديين» ما يزال مفتوحا والتعاطي معه ما زال قائما.

* هل طالبتم الحكومة البريطانية بتسليمكم هؤلاء المنشقين خاصة وان بعضهم متورط في قضايا أمنية مثل سعد الفقيه الذي ورد اسمه في السعودية في قضية محاولة اغتيال الامير عبد الله، وخالد الفواز؟

ـ بالنسبة لخالد الفواز، فهو مطلوب من قبل الاميركان، والترتيبات بشأنه تتم بين البلدين، اما بالنسبة للفقيه والمسعري فلم يتم طلبهما بصفة رسمية، ولكن، هناك تشاور بين الحكومتين لما يمكن العمل عليه.

* ماذا عن سعد الفقيه الذي أدرجت الامم المتحدة حركته ضمن قوائم الداعمين للارهاب، واشارت اليه السعودية في قضية محاولة اغتيال الامير عبد الله لتسليمه؟

ـ محاكمة المتورطين في محاولة اغتيال الامير عبد الله ما زال التحضير لها قائما، وسيتم الاعلان عن تفاصيلها في حينه.

* كيف تنظرون للاحداث الارهابية التي شهدتها لندن خلال الفترة الماضية؟

ـ اعتقد ان الاعمال الارهابية التي شهدتها لندن مثلها في ذلك مثل ما شهدته السعودية في الفترات الاخيرة، هي اعمال فئة ضالة هدفها «إرعاب» الناس، ولكن الثقة كبيرة في القائمين على الامر في هذه البلاد على مواصلة الجهود الكفيلة بالقضاء عليها.

* باعتبار ان السعودية مرت بتجربة الارهاب وما زالت تتعامل معه.. من واقع الخبرة ما هي النصيحة التي يمكن تقديمها للبريطانيين؟

ـ لا أعتقد ان البريطانيين تنقصهم الخبرة في التعامل مع هذا النوع من الاعمال، فقد تعاملت الشرطة البريطانية مع ما كان يطلق عليه في السابق الجيش الجمهوري الايرلندي طوال عشرين عاما، اكتسبت معه الخبرة التي تمكنها من التعامل مع مثل هذه الاعمال.

* هل يعني هذا انه لا يوجد تنسيق أمني بين البلدين وتبادل لقوائم المطلوبين؟

ـ التعاون الامني بين البلدين كان ولا زال قائما، اما قضية تبادل القوائم بين السلطات الامنية في كلا البلدين، فأعتقد ان الاخوة في وزارة الداخلية السعودية أقدر على الاجابة عن هذا التساؤل.

* ما النصيحة التي يمكن ان تقدمها للشخص الذي سيحل محلكم في حال حصل «استمزاج» بين ترشيح الرياض وموافقة واشنطن، وما هي ابرز الملفات التي ينبغي عليه ان يتناولها؟

ـ استغفر الله.. لا أستطيع الادعاء بأنني قادر على اعطاء توجيهات لأي شخص سيحل محلي، لانه سيكون لديه خطة وتصور لعمله، ولكن اعتقد ان افضل نصيحة يمكن توجيهها هو الاندماج مع المجتمع الانجليزي والتعرف عليه عن قرب، هذا بالاضافة الى الملفات المشتركة بين البلدين التي من شأنها تطوير العلاقة بين الحكومتين والشعبين ايضا.

* ما هو تقديركم لأهم الملفات التي ستواجهكم في واشنطن؟

ـ لا يخفى على احد ان هناك فتورا كبيرا في العلاقة بين الشعبين السعودي والاميركي، واستطلاعات الرأي التي تعمل هنا وهناك تؤكد ان هناك فجوة كبيرة بين الشعبين ناتجة بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، ولذلك سيكون من اولى الاولويات لعملي هناك هو ردم هذه الهوة بين الشعبين، ومحاولة اعادتها الى سابق عهدها، وذلك من خلال استثمار نتائج زيارة الامير عبد الله بن عبد العزيز الاخيرة لأميركا، والتي تعتبر ناجحة بكل المقاييس، وكذلك صدور البيان المشترك مع الرئيس جورج بوش، الذي حدد اطار العلاقة، وركز على قضية التبادل الانساني بين البلدين، وهذه من الامور المهمة التي سأوليها الكثير من اهتمامي.

* هل يفهم من هذا انكم ستعتمدون الدبلوماسية الشعبية؟

ـ كما ذكرت في اجابتي السابقة، انه سيكون هناك تركيز من قبلي على تنمية وتطوير العلاقة الشعبية بين البلدين.

* يعتمد العمل الدبلوماسي بشكل كبير على العلاقة الشخصية، فهل تربطكم علاقات صداقة بالمسؤولين الحاليين في الحكومة الاميركية؟

ـ هذا ما سأسعى له خلال وجودي هناك، والعمل على تكوين علاقات جيدة مع جميع المسؤولين الاميركيين.

* هل يعني هذا انكم ستبدأون من الصفر؟

ـ لماذا البداية من الصفر، فالامير بندر بن سلطان نجح طوال ربع قرن من العمل الدبلوماسي في تكوين علاقات وصداقات قوية مع صانعي القرار في الولايات المتحدة، وسأعتمد ـ بعد الله ـ على ارشادات ونصح الامير بندر في متابعة هذه الامور.

* ملف الارهاب من اهم الملفات المفتوحة في الولايات المتحدة.. بحكم خبرتكم السابقة كمسؤول عن جهاز الاستخبارات السعودي وتعاطيكم مع هذا الملف، هل تعتقد ان هذه الخبرة ستساهم في طي صفحات من هذا الملف؟

ـ هذا الموضوع تتناوله اجهزة متخصصة هي الاستخبارات العامة ووزارة الداخلية في السعودية بالتنسيق مع السلطات الاميركية، واذا طلب مني المساهمة في ذلك فلن أتأخر، وان كنت لا اعتقد انه من المصلحة ان يتدخل السفير في هذه الامور الفنية التي تتعلق بتبادل المعلومات البعيدة عن عمل السفارة.

* رفضت المحكمة الاميركية الدعاوى المرفوعة ضدكم.. هل بالامكان من خلال موقعكم الجديد المساهمة في اسقاط التهم عن نحو 200 شخص ومؤسسة عامة وخاصة على خلفية 11 سبتمبر؟

ـ هذا عائد للمحاكم الاميركية، ولا بد من المتابعة مع هذه المحاكم، وكما لا يخفى على احد ان القضاء في اميركا مثله مثل القضاء السعودي له استقلالية، فاذا ما اغلقت هذه المحاكم هذه القضايا، فهذا ما نسعى له، واذا لم تغلقها فسنستمر بالدفاع عن النفس.

* اخيرا.. كيف تنظرون للفترة التي قضاها الامير بندر بن سلطان في عمله بواشنطن؟

ـ لو تتذكر البيان الذي صدر عني بعد ان شرفني خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بترشيحهم لي لأكون سفيرا في الولايات المتحدة، قلت «ان تقفي خطى اخي الامير بندر بن سلطان امر صعب، الا انني اتطلع بالاسترشاد بما انجزه مقدار دوره في تمتين العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الاميركية»، لذلك اعتقد انني سأحتاج لكل دعم ونصح ومشورة الامير بندر بن سلطان خلال فترة عملي في الولايات المتحدة.