مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-11-2002, 02:57 AM
ساعدة ساعدة غير متصل
ابن الصحراء
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 250
Talking رواية ...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قرأت هذه الرواية ...

فأعجبتني..

فأحببت أن تطلعوا عليها..

و إليكم ..

الفصل الأول

في "ورشة" عملنا الصغيرة، تجتمع بضعة شعوب، وتلتقي عدة عروق وجنسيات..!‏

فأنت لو تجولت قليلاً بين العمال، وتابعت حركاتهم وتصرفاتهم، وتفرست في ملامحهم وهيئاتهم... لفوجئت بتلك الوجوه المختلفة، والعادات المتغايرة، والمواقف المتباينة..‏

ولو أنك أرهفت السمع، وأصغيت إلى أحاديثهم وهمساتهم، لوجدت عجباً!. فهذا لسان يتحرك بالأوردية، وهذه ألسنة تلهج بالتركية، وتلك نبرات حادة مميزة تشعرك بأن صاحبها كردي..‏

هذا بالإضافة -طبعاً- إلى اللغة العربية... والتي يتكلم بها المقاول أبو عدنان ومن معه من العمال السوريين، والمصريين، والأردنيين، واليمنيين، وغيرهم.. وهؤلاء جميعاً يشكلون المجموعة الكبرى والرئيسة بين مجموعات العمال..‏

عفواً.. أيها الأعزاء!.‏

لقد استرسلت في حديثي، وبدأته بداية غريبة من غير أن أعرفكم بنفسي: من أنا؟. وما صفتي؟. بل من دون أن أذكر لكم شيئاً عن الورشة التي أعمل بها.. أين هي، وماذا تنفذ؟.‏

أصلحني الله، فهذا طبعي دائماً، أبدأ الحديث بأشياء تخطر في ذهني وقت الحديث، فأنقلها إلى المستمع كيفما اتفق، من غير اعتبار لتسلسل معقول أو مقدمة مناسبة!...‏

على كل حال.. أنا تحسين.. تحسين الدمشقي.. شاب في مقتبل العمر.. مازلت خارج القفص الذهبي.. أعيش منذ سنوات في ديار الغربة، وأنا أعمل حالياً في ورشة المقاول السوري (أبو عدنان).. هذه الورشة نيط بها مهام بناء مدرسة حديثة في قرية منعزلة، ما برحت معالم التخلف تبدو واضحة في أزقتها وشوارعها ومساكنها.‏

عندما جاء أبو عدنان أول مرة، وعرض علي العمل معه كمعلم كهرباء.. سألته:‏

-وأين.. مكان العمل يا أبا عدنان؟..‏

أجابني: في منطقة تدعى (العويس)؟.‏

قلت له: وهل هي جديرة بالسكن؟..‏

هز أبو عدنان رأسه، وسحب نفساً طويلاً من (سيكارته) ثم قال:‏

-لا أخفي عنك، المنطقة يا تحسين متخلّفة، ومحرومة من كثير من الخدمات.. ولكن اطمئن، ستعيش في مسكن نظيف، وستلبى كل طلباتك..‏

ولم أعط أبا عدنان جواباً سريعاً، إذ ليس من عادتي الإفصاح عن رأيي بسرعة، أحب، أحب دائماً أن أفكر طويلاً قبل إبرام أي أمر، فكيف والأمر متعلق بعمل قد يستغرق شهوراً طويلة، وفي مكان لا أعرفه، ولم اسمع به من قبل!.‏

واتفقت مع أبي عدنان على أن يزورني في اليوم التالي، كي أبدي له موافقتي أو عدمها..‏

-2-‏

في هدأة الليل يدهمك القلق، وتصارعك الوساوس والهواجس، وتعود إلى ذاكرتك صور الأمس البعيد والقريب، وبخاصة إذا كنت مقبلاً على مشروع جديد... لا تعرف مصاعبه ولا تدرك نتائجه، فأنت تراه حلقة مجهولة من حلقات تلك السلسلة التي بدأت منذ أن لمست قدماك أرض الغربة، وشرعت تمشي بإصرار وعناد في طريق مزروعة بالأشواك محفوفة بالعذاب..‏

بت ليلتي أدور في أرجاء البيت، ألوب، كما لو أنني أضعت شيئاً..‏

بت ليلتي، والحيرة تمزقني، والتردد يقهرني، والقرار الصعب الذي أريد الإمساك به يتملص من بين يدي!.‏

هل أقبل هذا العمل أم لا..‏

إنني في حالة يرثى لها، وموقفي محرج للغاية.. إنني هنا في ديار الغربة منذ خمس سنوات.. لقد كان العمل متوفراً في بداية مجيئي، لكنه الآن يعاني من القلّة! وهو -إن وجد- فجدواه ضئيلة!... لم تعد المدن الكبرى تطعم خبزاً، الخبز فيها يحتاج إلى اللف والدوران، وإلى أساليب غريبة أعجز عن ممارستها.. كثيرون الذين يتجهون الآن إلى الريف والقرى، فهناك وإن كانت الحياة صعبة، فالمال متوفر والجدوى طيبة..‏

هذه ناحية...‏

والمشكلة الثانية أنني فقدت بطاقة الإقامة، أو بمعنى أصح (إقامتي) انتهت مدتها، ولا يحق لي الآن إخراج أخرى، لأن جواز سفري فُقد أيضاً! وعلى صفحاته (فيزة) الدخول، ولا إقامة بدون صورة مصدّقة لهذه الصفحات..‏

لا تسألوني كيف فقدت جواز سفري.. فلهذا قصة مطولة لن أذكرها هنا.. ربما سأسردها عليكم في موضع آخر من هذا الحديث.. ربما!.‏

ونعود إلى موضوع الإقامة..‏

فقدانها يعني أنني معرض في أية لحظة لأن تمسكني إحدى الدوريات المنتشرة في هذه المدينة.. والتهمة التي ستوجه إلي هي الوجود غير المشروع داخل الدولة، وهذه التهمة كافية لأن أساق كنعجة ذليلة، وأحمل داخل قفص متجول، ثم أرغم على السفر في أول طائرة راحلة إلى بلدي.. وهنا الطامة الكبرى.‏

إذاً.. لا خيار لي!.‏

وما أصعب أن يفكر المرء في أمر لا خيار له فيه، وليس أمامه غير حل يتيم لا شقيق له!!.‏

-3-‏

عندما جاء (أبو عدنان) في اليوم التالي، وبيده ورقة العقد جاهزة للتوقيع.. كان يبدو متأكداً من موافقتي!. فهو أدرى بحالي، وهو يعرف أنني أمام إغراء عرضه لا مناص لي من القبول.. ناقشته قليلاً في الأجر، ثم انتقلت إلى مدة العمل، ومراحل سيره وتسليمه.. وأخيراً المبلغ الذي سيدفعه أحد الطرفين في حال إخلاله ببنود العقد.. وقبل أن أوقع الورقة، أمسكت بالقلم، وحركته في الفضاء قليلاً.. ثم قلت:‏

-أنت تعرف يا أبا عدنان.. أن حياتي في هذه المدينة لها طابع خاص، وأنت ترى كيف أنني -على الرغم من ضيق ذات اليد- أعيش في منزل مريح، أحاول أن أوفر فيه كل وسائل الرفاهية.. مكيّف، ثلاجة، تلفزيون، فيديو، المقاعد المريحة والأسرة الناعمة!! لا أريد منك يا أبا عدنان منزلاً في (العويس) مثل منزلي هذا، ولكن عسى أن يكون سكني هناك مجهزاً بما أراه ضرورياً لحياة أي إنسان عصري!.‏

قال أبو عدنان وهو يدفع إلي بورقة العقد:‏

-لا تخف.. وقّع هنا.. وستسرّ كثيراً حين تصل إلى منزلك في العويس.‏

وحرك المرآة الصغيرة المعلقة، حتى باتت على مرمى نظري تماماً.. شهقت باستغراب، إذ لم يكن الوجه الذي أراه هو وجهي الذي أعرفه وآلفه!.‏

لقد تحولت أنا أيضاً شخصاً آخر، شبيهاً بتلك الشخصيات الخرافية، التي كانت تثير فينا الرعب، ونحن نستمع إلى حكاياتها من جداتنا..



قريبا سأنزل الفصل الثاني إنشاء الله ..

مع محبتي..
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 28-11-2002, 03:13 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

شكراً أخي ساعدة على هذا الجهد.
هل من مزيد من المعلومات عن الكاتب ومكان النشر؟
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 30-11-2002, 02:14 AM
ساعدة ساعدة غير متصل
ابن الصحراء
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 250
إفتراضي

أخي الكريم محمد ..

عفوا
لا شكر على واجب
و آمل أن البداية أعجبتك .

أما عن المعلومات التي طلبتها ..
الحقيقة أن صديقا لي يرسلها إلي على بريدي و لا أعرف من أين له بها
..

سأسأله و إن عرفت سأخبركم فورا بإذن الله تعالى

سلام ...
|: |: |: |:
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 30-11-2002, 02:54 PM
ساعدة ساعدة غير متصل
ابن الصحراء
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 250
إفتراضي

و إليكم ....

الفصل الثاني

-1-‏

انطلقت سيارة (أبي عدنان) بنا حوالي السادسة صباحاً... وعندما أصبحنا خارج المدينة، وتخلصنا من طرقها المتفرعة، وجسورها المعلقة، وسياراتها التي ليس لها عدد.. أطلق أبو عدنان العنان لسيارته.‏

وقد حاولت أن أحافظ على رباطة جأشي، بيد أن عيني فضحت أمري!. لأنني كنت أنظر بطرفها إلى عداد السرعة، وأتابع دوران السهم الذي تعدى المائة والثلاثين!.‏

وعلى الرغم من ذلك، فقد كانت بعض السيارات تمر بنا.. وتسبقنا!.‏

على كل حال، السرعة الجنونية شيء طبيعي في هذا البلد، وعلى هذه الطريق بالذات.. ولكن المصيبة أن أية حادثة تحدث، فإن الموت نتيجة شبه حتمية لأصحابها.‏

بعد مسيرة ثلاث ساعات تقريباً، لاح أمامنا مفرق للسيارات..‏

خفف أبو عدنان قليلاً من سرعته، ثم دار باتجاه الطريق الأيسر، وبعدها تابع سيره بسرعته المعهودة، بل وزاد عليها قليلاً.. لأن ازدحام السيارات قد تناقص إلى الربع في هذه الطريق الفرعية..‏

اعتلت الشمس كبد السماء، وغدت أشعتها شواظاً مخيفاً يلسع كل من يجرؤ على تعريض بشرته لها.. ومما عقّد الحالة أكثر فأكثر، تعطل مكيف السيارة، فكنا مضطرين إلى فتح النوافذ الزجاجية كي يخفف الهواء شيئاً من حرارة الجو.. ولكن حتى هذا الهواء بالذات، كان يلفح وجهي بضرباته الساخنة.. وأحسست بالعرق يتدفق من مسام جلدي بغزارة، والبلل يغمرني من قمة رأسي حتى أخمص قدمي!.‏

وطلبتُ من أبي عدنان أن يغيثني بالوقوف في أقرب محطة، عسى أن نجد فيها شيئاً من المثلجات أو (البارد) كما يسمونه هنا.. وفعلاً، توقف في أول استراحة صادفتنا.. كانت كغيرها من الاستراحات المتناثرة على طريق هذا البلد: بناء اسمنتي مفتوح الجوانب، تنتشر تحت سقفه الخشبي مقاعد طويلة من القش، وبين كل مقعدين هناك طاولة مستطيلة مصنوعة من الخشب أيضاً.‏

اتجهت نحو مكان ظليل، وتهالكت على أقرب مقعد فيه.. لحقني أبو عدنان وهو ينادي النادل كي يأتيه بالبارد، ويعمّر له (شيشة)..‏

ضحكت قائلاً:‏

-شيشة!. وفي هذا الجو اللاهب..‏

أجاب أبو عدنان:‏

-إنني معتادها في أي وقت.‏

وبعد قليل، جيء بالشيشة والمشروبات..‏

وبينما كانت قرقرة شيشة أبي عدنان تملأ الجو بألحانها الغربية.. كنت أشرب (البارد) باستمراء، وأنا أتأمل هذه الشيشة الغربية العملاقة، ذات (النربيش) الملون المفرط في الطول والثخانة!!.‏

-2-‏

تابعنا السير، بعد أن نعمنا بقسط وافر من الراحة.. وعاد الهواء الساخن يلفح وجهينا.‏

قال أبو عدنان وهو يخفف سرعته قبل أن يصل إلى (مطب) ممتد على عرض الطريق:‏

-أرجو أن نمر بسلام.. فهنا مركز شرطة.‏

وأربد وجهي عندما مرت كلمة (شرطة).. فقد تذكرتُ أن لا (إقامة) معي..‏

وتصنّع أبو عدنان الابتسام حين أحس بقلقي... قال:‏

-لا تخف.. فهم نادراً ما يوقفون سيارة ذات (نمرة) خاصة..‏

ومسح جبينه بباطن كفه.. تابع حديثه:‏

-ثم.. من يجرؤ على تعريض نفسه لحرارة الظهيرة...‏

وفعلاً.. مرت سيارة أبي عدنان أمام المركز.. ولم يكن هناك أي شرطي واقف أمام الباب... تجاوزنا المركز، فوضعت يدي على قلبي وتنهدت بارتياح...‏

بعد فترة من الزمن، أحسست بشيء من الضجر، تململت في مكاني.. أحس بي أبو عدنان، فقال:‏

-اصبر قليلاً.. لقد اقتربنا من مدينة (البحري).‏

وندت من فمي صيحة مفاجئة، قال أبو عدنان باستغراب:‏

-ما بك!.‏

قلت وأنا أشير بسبابتي إلى مجموعة من الأبنية والفيلات الحديثة لاحت من بعيد:‏

-أهذه.. مدينة البحري!‏

قال:‏

-لا.. إنها الهيئة الوطنية للمشاريع.. وهذه مساكن العمال والموظفين.. على كل، إنها أول المعالم التي تدل على اقترابنا من مدينة البحري.‏

ظهرت (البحري) أخيراً.. وعندما دخلنا إليها وسرنا في شوارعها.. أخذت أتأمل مخازنها ودكاكينها بشغف، وأتابع أسواقها وسكانها بإعجاب.. كان كل شيء فيها يغلب عليه الترتيب والتجديد والنظافة.. قال أبو عدنان:‏

-إنها مدينة جديدة بمعنى الكلمة..‏

وصمت قليلاً.. ثم تابع:‏

-لو جئت إلى هنا قبل سنوات قليلة، لوجدت أمامك بلدة متخلفة.. ولكن يد البناء والعمران امتدت إليها منذ عهد قريب، وبخاصة بعد أن أنشئت فيها مصفاة للنفط ومحطة لتحلية المياه.‏

وقطع حديث أبي عدنان صوت الكابح.. ووقوف السيارة بجانب بناء جديد كغيره من الأبنية المجاورة..‏

ضحك أبو عدنان وهو يفتح باب بيته قائلاً:‏

-هلم إلى الحمام، فأنت بحاجة ماسة إليه.‏

قلت له ممازحاً:‏

-لا أظنني بحاجة إليه، فقد نعمت بحمام (عرق) كامل في أثناء الطريق!!‏

-3-‏

مهما تحدثت عن المشاق التي عانيتها، والصعوبات التي لاقيتها.. في أثناء سفري هذا إلى مدينة (البحري)، فإنها لا تعد شيئاً إذا قورنت بعناء السفر من (البحري) إلى (العويس)، وبالتحديد من (النخلي) إلى العويس... فأنت إذا أردت أن تذهب إلى العويس عليك أن تذهب أولاً إلى بلدة (النخلي)، وهي بلدة صغيرة تبعد حوالي خمسة وخمسين كيلو متراً عن البحري.. وبعد وصولك إلى هذه البلدة، عليك أن تودع تلك الطريق الناعمة المعبدة، قبل أن ترمي بنفسك وبسيارتك في أحضان طريق وعرة يتجاوز طولها تسعين كيلو متراً!. ولو وضعت هذه الطريق الوعرة في كفة، ووضعت في الكفة الأخرى كل المسافات التي قطعتها، لرجحت كفة هذه الطريق حتماً!!.‏

بالمناسبة.. أنا لم أخبركم أن أبا عدنان قد استبدل في مدينة (البحريّ) بسيارته الصغيرة المريحة.. أخرى جبلية من نوع (جيب)، في البداية لم أعرف السبب، لكن عندما قطعت أمتاراً قليلة من طريق (العويس) الوعرة عرفت قيمة الجيب، وأدركت بأنه لو كانت السيارة الصغيرة معنا.. لتحطمت فعلاً!‏

كانت السيارة تتجه تارة إلى يمين الطريق وتارة أخرى إلى يسارها، وكانت ترتفع في مكان وتنخفض في مكان ثان، وأحياناً كانت تمر فوق مطب مفاجئ فتقذف جسمي إلى أعلى لدرجة أن رأسي يصطدم بالسقف.. وكان الغبار الكثيف يدخل الشقوق والنوافذ فيغمر وجهي، ويملأ جوفي، ويعمي عيني.. وبخاصة عندما تمر بنا سيارة مسرعة تحمل وراءها تلك الزوبعة المخيفة التي تخفي كل المناظر من حولنا، وتجبر أبا عدنان على تخفيف سرعته كي لا يصطدم بشيء لا يراه!!.‏

وكان أبو عدنان قد تحول شخصاً آخر.. لقد تغير لون شعره وبشرته تماماً، فأصبح شبحاً مخيفاً لا تميز ملامحه!. نظرت إليه وأنا أضحك.. فنظر إلي هو الآخر مبتسماً، ثم قال بتهكم:‏

-لا تضحك علي.. انظر إلى وجهك في المرآة.‏

وحرك المرآة الصغيرة المعلقة، حتى باتت على مرمى نظري تماماً.. شهقت باستغراب، إذ لم يكن الوجه الذي أراه هو وجهي الذي أعرفه وآلفه!.‏

لقد تحولت أنا أيضاً شخصاً آخر، شبيهاً بتلك الشخصيات الخرافية، التي كانت تثير فينا الرعب، ونحن نستمع إلى حكاياتها من جداتنا..‏

ضحكت وضحكت.. ولم أكن أدري أأضحك من هذا المنظر الغريب، أم أضحك على نفسي التي سقتها إلى هذا المكان العجيب!!.‏

-4-‏

لم أعد أحسب حساباً للوقت، فهذه أطول طريق عرفتها في حياتي!.‏

أخذت أتابع بعيني تلك الجبال السوداء التي لا نهاية لها.. كانت الطريق تخترقها أحياناً، وأحياناً ترتفع إلى قممها، وأحياناً أخرى تزحف زحفاً وهي تلامس سفوحها!. وكادت الأرض أن تكون جرداء قاحلة لولا بضع شجيرات قصيرة، غريبة المظهر، تبدو بين حين وحين على جانبيّ الطريق.‏

وكان يقطع الدرب بين فترة وأخرى جمل متبختر أو حمار عنيد أو عنزة متشردة، فنضطر إلى الوقوف ريثما يمر موكبه من أمامنا!... على كل حال كانت الحيوانات الشاردة محط تسلية لنا ومثار أنس في طريقنا التي لم تكن تجود علينا بغير التراب!..‏

يا الله!...‏

أفي جوف هذا الصحراء تكمن حياة؟!‏

أبعد هذه المسافات الموغلة هناك سكان وحركة ومجتمع؟!‏

في الحقيقة... أتمنى لو أن أبا عدنان لوى عنان سيارته، وكر راجعاً! فأنا أشعر- وإن كان شعوري هذا جاء متأخراً- أن الطمع قد أعماني عن النظر في العواقب.‏

***‏

وأخيراً، لاحت العويس..‏

عرفت ذلك عندما أشار أبو عدنان إلى البيوت البعيدة، قائلاً وابتسامة النصر مرتسمة على شفتيه المتشققتين:‏

-لقد وصلنا أخيراً..‏

وهمست مردداً:‏

-أخيراً... أخيراً...


إلى اللقاء في الفصل الثالث بإذن الله ..

أخوكم في الله ..
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 04-12-2002, 02:10 AM
ساعدة ساعدة غير متصل
ابن الصحراء
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 250
إفتراضي

كل عام و أنتم بألف خير
أتمنى لكم عيدا مباركا سعيدا

إليكم ....
الفصل الثالث

-1-‏

العويس قرية كثيفة السكان، واسعة المساحة، تمتد على خط طولي يسعى بين عدة جبال، وعند كتف كل جبل.. مجموعة من البيوت المتراصة أو المتفرقة، أما عرض القرية فبسيط للغاية! لكن طولها ممتد إلى مسافات بعيدة بحيث يصعب عليك السير على قدميك، بل أنت تحتاج إلى سيارة تقلّك عبر هذا الامتداد.. وكثيراً ما تنقطع البيوت والدكاكين، حتى تظن أنك انتهيت من العمران، ولكنك تفاجأ بعد قليل بظهور مبان أخرى تشعرك بأنك لم تبتعد بعد عن حدود البلدة.‏

وتوقف أبو عدنان بجانب أرض متسعة، ارتفعت فيها أعمدة إسمنتية، أشار إليها وهو يقول:‏

-هذه هي المدرسة الجديدة.‏

ثم طلب مني أن أحمل حقيبتي، وألحقه إلى بيت صغير متربع خلف المدرسة، كان بيتاً ريفياً بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. فهناك خزّان مياه مكشوف، وهناك مزرعة أكثر أشجارها نخيل، وهناك سبيل يستقي منه العابرون ماءً لشربهم، وهناك تيس يرعى، وديك يصيح، وحصان يصهل، وحمار ينهق، وعصافير تغرد..‏

صاح أبو عدنان:‏

-تعال يا تحسين.. تعال لتقابل أصحابك الجدد..‏

وعندما دخلت السكن، فوجئت بجمع كبير يجلس في فنائه.. قام أفراده لتحيتي، وهم يرددون بلهجة شامية محببة:‏

-مرحباً بالضيف الجديد..‏

جلست قليلاً مع الشباب، وقد انتابني شيء من الوحشة، فهذا أول لقاء بيني وبينهم، ومن يدري.. ماذا يخبئ المستقبل..‏

غمزني أبو عدنان قائلاً:‏

-هات فراشك، وضعه هنا.. إنه مكان مناسب.‏

فتحت فمي مستغرباً:‏

-ولكن أين غرفتي؟!..‏

ضحك أبو عدنان وقال:‏

-البيت الضيق، يتسع لألف صديق.. ستنام بالطبع مع الشباب، وفي هذه الغرفة.‏

لم يكن عرق الطريق قد جف بعد، ولم يكن غباره المقيت قد مُسح عن وجهي وشعري وثيابي.. عندما قمت ونيران الغضب تتأجج في صدري، وهرعت إلى حقيبتي فاتحاً إياها بنزق، أخرجت ورقة العقد.. ومزقتها بانفعال إرباً إرباً.. ثم رميت مزقها أمام أبي عدنان ونظرات التحدي تكاد تثقب وجهه:‏

-هيا.. أعدني إلى المكان الذي أحضرتني منه، وهناك سأرضيك بما تريد، لأنني الطرف المنسحب من تنفيذ العقد.‏

ولم يرد أبو عدنان، بل نظر إلي ببرود.. بينما قام بعض الشباب لتهدئتي، طالبين مني التريث.. إذ ربما غيرت رأيي بعد معرفة ظروف المعيشة.. قالوا لي:‏

-ستسرّ معنا في هذا البيت المتواضع.. جرب أياماً معدودة ولن تخسر شيئاً.‏

في كلماتهم طيبة ساحرة، وعاطفة مريحة.. جلست، وأنا أتمتم بكلمات اعتذار غير مفهومة.. ثم جئت بفراشي، ووضعته في المكان الذي اختاره لي أبو عدنان.. ألقيت بجسدي المنهك عليه، ثم غطيت وجهي بالوسادة، وأخذت أبكي بكاءً مراً!!!‏

-2-‏

استيقظت باكراً على صياح الديكة.. نظرت حولي فلم أجد أحداً.. تذكرت أحداث الليلة الفائتة، عادت الغصة لتسكن في حلقي، بلعت ريقي بصعوبة، وأنا أشعر وكأن البكاء يعاودني من جديد.. تحاملت على نفسي، وقمت من فراشي وأنا أتلفت هنا وهناك.. أين ذهبوا.. يبدو أنهم جميعاً يزاولون أعمالهم في هذه الساعة المبكرة!.. وضعت (المنشفة) على كتفي، وخرجت من السكن.. دهمني نور النهار الذي غمر الأرجاء، وداعبني هواء الصباح بنسماته الندية العليلة.. نظرت إلى العصافير الملونة تطير هنا وهناك وهي تملأ الفضاء بألحانها الشجية، وتابعت بنظري جذوع النخيل وسعفه الخضر وعناقيده المدلاة الشهية.. ثم التفت إلى الأفق الشرقي، وقد بدأ يتمخض عن شمس تضحك ليوم جديد..‏

أحسست بالسعادة تغمرني فجأة، فلا شيء يفوق حبي للطبيعة الساحرة.. نعم، أحسست بالسعادة.. فها هي ذي السحب السوداء التي أحاطت بي قد تبددت، وها هي ذي شموس الأمل والتفاؤل قد أشرقت من جديد، وها أنذا أشعر أنني على أبواب قرار جديد.. أيضاً!.‏

لماذا لا أبقى؟ حقاً... لماذا لا أبقى؟... وهل هناك ضير من السكن مع هؤلاء تحت سقف واحد، ما دام التفاهم هو اللغة المشتركة بين الجميع.‏

صوت أبي عدنان يناديني من بعيد، ويوقظني من تأملاتي وتساؤلاتي.. رأيته يلوح من مرتفع يطل على البيت، رددت تحيته بحركة مقتضبة من يدي.. صاح أبو عدنان ثانية:‏

-هيا.. انته من حمامك.. وتعال لأريك مكان عملك..‏

هززت رأسي، ثم اتجهت إلى ذلك الحمام الميداني، الذي نصبت جدرانه الخشبية قرب المزرعة.‏

-3-‏

المدرسة الجديدة التي كلفت ورشتنا ببنائها، مدرسة نموذجية بكل معنى الكلمة.. فبالإضافة إلى غرف الصف والأساتذة والإدارة، هناك مسجد ومسرح ومكتبة ومطعم وإذاعة وقاعة مطالعة.. وهذه مرافق لا تتوفر عادة إلا في أفضل مدارس الدولة، وقد علمت أن تكاليف هذه المدرسة ملايين عديدة، وقد كان كثيرون يطمعون في استلام هذا المشروع المغري، إلا أن أبا عدنان -بوسائله الخاصة- كان السباق في استلامه..‏

بالإضافة إلى مجموعة العمال السوريين الذين التقيتهم في البيت، والذين سأعيش معهم طيلة فترة عملي في هذا المشروع.. هناك أفراد من جنسيات متعددة تقوم بعملها داخل الورشة، وقد كنت أحب الإصغاء إلى أحاديثهم وكلماتهم التي لا أفقه بعضاً منها!!. وأحب المقارنة بين النبرات المختلفة التي تميز ألسنتهم.. وكثيراً ما يحلو لي أن أردد بعض الكلمات من غير أن أفهم معناها...‏

كانوا يضحكون مني، وهم يقولون بلغة عربية مفككة:‏

-أنت.. ما في كلام صح!‏

ويشيرون إلى رأسي، ثم يتابعون حديثهم (المكسر):‏

-هادا خربان.. أنت لازم علوم مظبوط...‏

***‏

انسجمت في البداية مع عملي.. خاصة وأن المساعدين الهنود الذين وضعهم أبو عدنان تحت تصرفي كانوا على مستوى لا بأس به من الفطنة والنباهة.. وكانوا يفهمون تماماً ما أرشدهم إليه من عمل، على الرغم من أن وسيلة التفاهم لم تكن أكثر من الإشارة، أو بضع كلمات من العربية المفككة ا لبسيطة التي لا يفقهون غيرها!!!.


هذا هو الفصل الثالث
لا أعتقد أنني سأنزل الفصل الرابع هنا قريبا
سأسافر فترة العيد ( ادعوا لي بالسلامة ... )

مع خالص محبتي و تحياتي للجميع ..
أخوكم ...
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 07-12-2002, 09:26 PM
ساعدة ساعدة غير متصل
ابن الصحراء
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 250
إفتراضي

عدنا ...

و إليكم إخواني ...

الفصل الرابع

-1-‏

الأيام هنا قطار متحرك تشابهت محطاته..‏

رتوبة ما بعدها رتوبة، وجمود رهيب في مسيرة الحياة.‏

كنت أقضي الليل في انتظار النهار، وأدفع النهار كي أستقبل الليل! أما الملل فقد فرض صداقته الدائمة علي، والضجر بات حبيباً وفياً شديد التعلق بي!.‏

كانت (العويس) بلدة في منتهى التخلف، محرومة من أبسط الخدمات التي يتطلبها الإنسان المعاصر.. فالماء فيها لا يأتي إلى البيوت عبر شبكات خاصة، بل يعبّأ في خزانات كبيرة موجودة في كل مسكن.. والكهرباء شبه مفقودة في هذه البلدة، باستثناء الكهرباء التي تولدها (مولّدات) خاصة تابعة لبعض المنازل.. أما إذا أردت الاتصال هاتفياً بأحد، فستصاب بخيبة أمل كبيرة، لأنك لن تجد هاتفاً واحداً في كل (العويس)!. أضف إلى ذلك أن الشوارع غير معبدة وتطفح بالأوساخ والقاذورات..‏

والمواصلات العامة مقطوعة، فلا خروج من العويس، ولا رجوع إليها إلا بسيارة خاصة، وهيهات أن تجد سيارة خاصة ينقلك صاحبها بسعر معقول!.‏

وإذا عرجنا على الطعام، فستفاجأ حين أخبرك بأن الخضار والفواكه الطازجة لا ترد الأسواق إلا في مواسم خاصة ومحدودة! وهي ترد لتباع للغرباء فقط، لأن أهالي العويس ألفوا طعامهم المفضل (الكبسة).. وهو الأرز المسلوق وفوقه قطع اللحم نصف الناضجة.. يتناولونه في الفطور وعند الغداء وعلى العشاء!!. وهم إن أكلوا شيئاً من الخضراوات؛ فمصدره تلك المعلبات المتنوعة التي تغمر أسواقهم!.‏

ولا تسألني عن البريد.. فسيارة البريد الصفراء المصفحة (!) لا تأتي إلا في يومين فقط خلال الأسبوع كله.. وعليك -إذا أردت إرسال رسالة أو استلامها -أن تنتظر يوم السبت أو يوم الثلاثاء كي تحقق رغبتك الفريدة هذه.‏

فوق هذا وذاك، فالعويس محرومة من المكتبات.. وليس هناك من يلتفت إلى بيع وشراء الصحف والمجلات، مسكينة العويس.. إنها شبه معزولة عن العالم الخارجي، وهي تكاد تكون منفى حقيقياً يعاقب فيه المجرمون والأشقياء!!.‏

أقول.. أصبحت للملل صديقاً! إذ لا مكان تذهب إليه ولا طريق تسير عليها! حتى إذا أحببت أن تتنزه في الليل مستغلاً قدوم نسماته العليلة، فإن رجال (العسس) يعترضون طريقك، ويجرون معك تحقيقاً، ثم بعد السؤال والجواب يطلبون منك العودة إلى بيتك.. هذا إذا كنت محظوظاً! أما إذا كنت سيّئ الحظ، فإنهم سيرجونك بكل لطف ولباقة أن ترافقهم إلى مركز الشرطة، حيث ستنعم هناك بليلة هانئة فيها ألوان من كرم الضيافة لا تخطر على بالك!... فنظام منع التجول نظام صارم، فرضه أهل العويس على أنفسهم، ابتداء من تغلغل الظلام وتغلبه على بقايا الضياء!!..‏

ماذا أفعل.. أين أقضي وقتي؟!‏

والفراغ ممل قاتل.. ولا شيء هنا يسد هذا الفراغ!؟‏

-2-‏

الآلام تجر الآلام، والعذاب يذكرك بالعذاب‏

وشقاء اليوم.. يعيد إلى ذاكرتك شقاء الأمس......‏

(تلويحة الأيدي الصغيرة.. مازالت مزروعة في بصره..‏

ووجه العجوز الباكي، مازال مطبوعاً في خياله..‏

ما أغلى تلك الدموع التي زيّنت وجنتيها الذابلتين، وأعطتها بريقاً سحرياً ليس له مثيل..‏

كان وداعاً ولا كل وداع.... التفّت أمه واخوته الصغار حوله، كل منهم يحاول أن يحظى قبل غيره بعناقه وتقبيله... ما أصعب تلك المواقف، فيها تتفجر العواطف الإنسانية دفعة واحدة، وكأنها بركان ثائر وجد فوهته!.‏

كان الأمل.. وكانوا الطامحين في وعوده!...‏

كان البطل، وكانوا اللاهثين وراء انتصاراته!.‏

كان المنار، وكانوا المهتدين بنور مصابيحه!.‏

* * * *‏

مرت الأيام.. والرياح تجري بما لا تشتهي السفن!.‏

مرت الأيام.. والأمور تزداد تعقيداً، والحياة تنتقل من سيئ إلى أسوأ!‏

لقد صدمه الواقع الجديد، وأربكته حياة الغربة.... التفاؤل يضمحل، والأمل يخبو، ورسائله -هي الأخرى- بدأت بالتناقص مع تزايد الخيبة... تناقصت شيئاً فشيئاً حتى توقفت تماماً، وانقطعت -مع توقفها- أخباره عن الأهل وصلته مع أمه واخوته.‏

مرت الأيام..‏

والقادمون من أرض الوطن، يحملون نبأ موت العجوز، وتشرد الأطفال! والوجه المسافر، ما زال بعيداً في ديار الغربة.‏

أين كلماته ووعوده؟.‏

أين ماله الذي ينقذ العائلة، وينقلها من الضيق إلى السعة؟.‏

أين الغد المشرق، والمستقبل الباسم؟‏

ولكن..‏

أيعود الغائب صفر اليدين بعد هذه الغيبة الطويلة؟!..‏

ما جمعه.... بدده في ديار الغربة..‏

وهو ينتظر عودة المال، وهناك ينتظرون عودة الأخ المسافر!.‏

ترى..‏

هل تتحقق الأماني...‏

هل تحل هذه المعادلة الصعبة؟!..).‏

-3-‏

شهور أربعة كاملة مرت على مجيئي إلى العويس..‏

شهور ولا كل الشهور..‏

صباحاً.. أنخرط في عملي من غير أن ألتفت إلى أحد، وعصراً أتناول لقيمات الغداء بعد حمامي السريع.. ثم أجلس أمام المزرعة وقد اعترتني ملالة بلغت حد النزق، يحدثني بعضهم فأردّ بكلمات مقتضبة، ويمازحني آخرون فلا يجدون مني غير الصدّ والتأفف.. أصبحت معزولاً، أو بالأحرى أنا الذي عزلت نفسي عن المجموعة.. لم تكن مشاركتي لها إلا في النوم والطعام، وما عداهما، فأنا في واد وهم في واد آخر‍‍!..‏

كارثة كبرى.. أن يصبح الإنسان مجرد آلة تتحرك.. جهاز فاقد الشعور يسير بلا طموح أو هدف مرسوم..‏

العمل والنوم والطعام.. مظاهر معروفة في هذه الحياة.. ولكنها ليست (كل) الحياة.‏

ومصيبتي أنني أصبحت إنساناً يعمل ويأكل وينام.. فقط، بحيث لو سألتني: وماذا بعد.. ماذا عن المستقبل المأمول؟ عن الغد الجديد الذي ترنو إليه..‏

لأجبتك بكل برود:‏

-لا أعرف.. فتفكيري لم يعد مشغولاً بمثل هذه الأمور!!!!‏

* * * *‏

عادة واحدة.. لم يتخل عنها تفكيري، ربما لمحاولته الارتباط مع الجديد في هذه الحياة، ولو بخيط واه!!‏

هذه العادة هي الاهتمام بالمتعاقدين العرب الذين يردون إلى العويس للتدريس، وتسقط أخبارهم.‏

فكلما سمعت بمجيء أستاذ جديد، حاولت فتح باب للتعارف.. ولكن من بعيد.. مكتفياً بمعرفتي الرسمية له، دون أن أجرب تمزيق الحجاب الفاصل بيني وبينه!.‏

تعرّفت أبا أحمد، وأبا حسن، وأبا سالم، وغيرهم، وكانوا جميعاً متزوجين ترافقهم عائلاتهم، وكثيراً ما كانوا يزورون الورشة، ويسهرون مع أفرادها.. كنت أجلس معهم صامتاً، أستمع إلى أحاديثهم من غير أن أنبس ببنت شفة!. حتى أنهم استغربوا سكوتي، وحاولوا أكثر من مرة جرّي إلى الحديث معهم.. لكنهم بعد عدة محاولات فاشلة، توقفوا كغيرهم.. وبادلوني صمتاً بصمت، وإهمالاً بإهمال!.‏

لماذا كنت أتصرف بهذه الطريقة مع الآخرين؟.‏

أنا بالذات.. لم أعرف جواباً لهذا السؤال!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أخوكم ...
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 08-12-2002, 12:25 PM
ساعدة ساعدة غير متصل
ابن الصحراء
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 250
إفتراضي

و ها هو ...


الفصل الخامس

-1-‏

متعاقد جديد.. جاء إلى العويس..‏

والشيء الذي أثار فضولي أكثر، أن هذا المتعاقد لا يمت إلى سلك التدريس بصلة، بل هو طبيب جاء ليعمل في المستوصف الحكومي..‏

وهذه أول مرة يأتي فيها طبيب عربي إلى العويس!!‏

من هو هذا الطبيب؟ ماهي صفاته؟ هل هو مسرور بمجيئه إلى هنا، أم إنه مكره -كغيره- على العمل في العويس؟‏

ترى.. هل هو اجتماعي يحب التعارف والاندماج مع الآخرين؟ أم إنه -كبعض الأطباء- يحاول أن يحيط نفسه بهالة من الغموض والترفع.. ترى، هل سيزور الورشة أسوة بغيره من المتعاقدين العرب كي يعرف المجموعة السورية العاملة فيها؟.. أم إنه سينتظر زيارتنا له وتحرشنا به.. أم إنه لن يلقي بالاً لكل هذه الأمور؟؟‏

-2-‏

قال أبو عدنان:‏

-مرحباً بالشباب.... تفضلوا.‏

وحملقت إلى وجوه القادمين، ميزت منها وجه أبي أحمد، ووجه أبي سالم، ووجهاً جديداً لم ألمحه من قبل!.‏

وصافحنا الشباب، ودعاهم أبو عدنان للجلوس في صدر المجلس، ثم أسرع إلى دولة القهوة ليقوم بواجب الضيافة..‏

قال أبو أحمد مستبقاً الحديث:‏

-معنا اليوم ضيف عربي جديد، انضم إلى قائمة نزلاء العويس!.. إنه الدكتور فارس، الذي جاء ليعمل في مستوصف البلدة.‏

ورددنا بصوت كاد أن يكون واحداً:‏

-أهلاً وسهلاً..‏

أضاف أبو أحمد:‏

-ضيفنا وأخونا الجديد.. وصل منذ أسبوع تقريباً.. وهو يواجه الغربة للمرة الأولى.‏

قال أبو سالم:‏

-الحقيقة.. كلنا غرباء.. وكلنا نعاني من آلام الاغتراب، ونتجرع كؤوسه المرة كل يوم.. ولكن لقاءاتنا هذه، قد تخفف بعض آلامنا وأحزاننا.‏

ووافقه أبو أحمد بقوله:‏

-فعلاً، فعلاً.. فاجتماعنا هذا يعيد إلينا الجو الذي نألفه في بلداننا، مثلاً أنا أشعر أن هذا البيت قطعة من بلدي.. بلهجة سكانه، وطريقة تفكيرهم، وأسلوب عملهم.. حتى بالكيفية التي يطهون بها طعامهم!.‏

وضحك أبو عدنان قائلاً:‏

-يبدو أنك قد جعت يا أبا أحمد!‏

أجاب أبو أحمد مبتسماً:‏

-ليس تماماً.. ولكن رائحة الطعام التي تسربت من باب هذا المطبخ، هي ما أثار اهتمامي!!‏

قال أبو عدنان بصوت عال:‏

-أبشر، أبشر.. سنطعمكم بعد قليل طبخة شامية شهيرة صنعتها يد الشباب.‏

-3-‏

كان يأكل صامتاً.. وكانت اللقمة تقف أحياناً في يده وهو يحدق إلى وجوه المحدثين، ثم تعود إلى رحلتها الطبيعية، كان يبتسم عندما تُروى فكاهة أو تُذكر طرفة، ولكنه لم يتكلم قط! ولم تتحرك شفتاه إلا عند انتهائه من طعامه، وقتئذ تمتم ببضع كلمات شاكرة، ثم غادر المائدة متعثراً، وفي عينيه سؤال عن مكان المغسلة.‏

وأسرعت بالقيام، لأكون الدليل الذي يرشده إلى صنبور الماء.‏

تبعني، وصمته مازال مرافقاً له.. ناولته لوح الصابون، استلمه مني، وقد ارتعشت على شفتيه ابتسامة، ثم بدأ يغسل يديه بهدوء وتأن..‏

كان نحيل الجسم، طويل القامة، عريض الجبين، خفيف الشعر.. كان ثوبه نظيفاً وإن كان يعوزه الكي! وكان جيبه العلوي منتفخاً بكدسة من الأوراق ربطت بقلم حبر جديد.. وكانت معالم القلق بادية في حركاته.. أحسست بارتباكه من نظراتي، فأشحت بوجهي كي يأخذ حريته بعيداً عن عيني المراقبتين..‏

غمرني ارتياح غريب لوجودي معه، وأحببت، أن أتقرب منه أكثر فأكثر..‏

حين ناولته (المنشفة) كي يمسح بها آثار الماء، قدمت له نفسي قائلاً:‏

-أخوكم.. تحسين، تحسين الدمشقي.‏

أجابني بأدب جم:‏

-تشرفنا يا أخ تحسين.. وأنا فارس.‏

وشجعتني إجابته المتواضعة على الاستمرار.. فقلت:‏

-من أي بلد.. دكتور فارس..‏

ضحك وقال:‏

-وهل يهمك أن تعرف هذا.. أنا عربي وكفى.‏

ولم أحاول تكرار السؤال، فقد سبق أن عرفت مسقط رأسه من (لكنة) كلامه، لكنني كنت أحب التأكد فقط.‏

حاولت تغيير مجرى الحديث.. سألته:‏

-أأعجبتكم العويس؟.‏

بدا مرتبكاً حين سمع السؤال، لكنه رفع رأسه وقال بكلمات متقطعة:‏

-الحقيقة.. البلدة مقبولة.. ولكن!‏

وصمت قليلاً بعد كلمة (ولكن).. وكدت أقول له: ولكن ماذا؟. بيد أنه استمر في حديثه الذي غمرته نبرة حزن مفاجئة:‏

-ولكن.. ليتني بقيت في بلدي.‏

قلت له باستغراب:‏

-أليست هذه رغبتكم.. عفواً دكتور أقصد: ألم تكن راغباً بالمجيء؟.‏

قال.. وعيناه الحزينتان تنظران بعيداً:‏

-صحيح، لقد جئت بمشيئتي.. ولكنني لا أخفي عنك، أنا نادم.. نادم!‏

أحسست بأن وراء هذا الوجه الهادئ بركاناً يوشك أن ينفجر.. حاولت تلطيف الجو:‏

-كلنا مثلك يا دكتور.. نندم في البداية.. لكننا سرعان ما نألف الوضع!!‏

قال، وهو يحرك سبابته بالنفي:‏

-لا.. لست أنا.. صحيح أنني أتيت برغبتي، ولكنها رغبة المجْبَر!!‏

(رغبة) و (بالإجبار)!... كيف توافق ذلك!.. دفعني الفضول إلى خرق الستار أكثر فأكثر، قلت له:‏

-الواحد منا يا دكتور.. مضطر للغربة، كي يجمع قرشين نظيفين، يستطيع بهما بناء حياته.‏

أخذ يفرك (المنشفة) بانفعال، وخرجت الكلمات مهزوزة من بين شفتيه المرتجفتين:‏

-لعنة الله على الفلوس.. ما قيمتها إن لم تجد سبيلاً إلى السعادة!!.‏

قلت:‏

-ولكن.. لابد منها يا دكتور، لابد منها!.‏

قال، وهو يدفع المنشفة إلي:‏

-يا رجل!! لابد منها لمن هو بحاجة إليها!.‏

سألته بنبرة دهشة:‏

-هل هذا يعني، أنك في غنى عنها!.‏

قال، وهو يحاول رسم ابتسامة على وجهه الحزين:‏

-لا أقصد ذلك.. ولكن والحمد لله الحالة مستورة في بلدي.. لي عيادة ممتازة في وسط المدينة، ولدي زبائن محترمون، ولا شيء ينقصني..‏

وبدون وعي صحت:‏

-إذاً... لماذا أتيت؟‏

وشعرت بأن صيغة سؤالي كانت غير مهذبة.. لم أعرف كيف أعتذر وأتراجع عن خطئي! لاحظ هو ارتباكي، فوضع يده على كتفي وقال بلهجة مشجعة:‏

-لا عليك، لا عليك.. ولكن لا تنح علي باللائمة!.‏

وتنهد.. ثم قال بنبرة تقطر أسى:‏

-على كل حال.. جازى الله من كان السبب.‏

إذاً.. القصة أعمق مما أتصور.. لم أرغب في متابعة الحديث نفسه، خاصة بعد أن أوصلته إلى تلك النقطة الحرجة.. قلت لنفسي: أترك بقية القصة لظرف أكثر مناسبة.‏

وهززت رأسي، ثم أشرت بيدي إلى باب البيت قائلاً:‏

-تفضل يا دكتور.. فالجماعة بانتظارك.‏

ودلف صامتاً.. ثم أخذ مكانه.. ومعالم الحزن مازالت مرتسمة على وجهه.



أرجو أن تستمتعوا بقراءة هذه الرواية

أخوكم
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 09-12-2002, 05:39 AM
ساعدة ساعدة غير متصل
ابن الصحراء
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 250
إفتراضي

هذا هو ....

الفصل السادس

-1-‏

-أكثر ما يحزّ في نفسي، أنهم يسموننا (أجانب)!‏

قال عبارته هذه، ثم تنهد بعمق.‏

قلت:‏

-لم أنت مستاء من هذه التسمية يا دكتور!! لقد اعتدناها، وستعتادها أنت أيضاً، بعد أن تقضي أياماً أخرى في خدمة هذه البلد.‏

قال وهو يهز رأسه:‏

-يا أخ تحسين.. إنها تسمية جارحة، ولقب مؤذ.. إنني أحس بسكين تطعن قلبي حين يقال لي (أنت أجنبي)، وأنا إنسان عربي أعيش في بلد عربي يفترض فيه الأصالة!‏

قلت له:‏

-وماذا يضيرك من هذه التسمية.. ليسمونا كما يحلو لهم، فالأمور بحاجة إلى شيء من (التطنيش)!!‏

قال بانفعال:‏

-لا أقدر على تحمل هذه الكلمة؟ إنني في بلد هو منبع للأصالة العربية، ومورد لأخلاق العرب، ومَعْلَم للضيافة والكرم والسلوك العربي.. مع ذلك ففيه من ينظر إليك على أنك أجنبي غريب، جئت إليه لأخذ فلوسه وابتزاز أمواله، متناسياً كل مجهود تقدمه له، وكل خدمة تؤديها لمجتمعه.‏

قلت، مكرراً أفكاري السابقة:‏

-على كل حال، ما دام الأمر لا يتعدى التسمية، ولا يصل إلى حقوقك الأساسية.. فلا أرى أنه يستحق منك هذا الانفعال.‏

التفت إلي، وأجابني بحدة:‏

-ومن قال لك إنه لا يمس شيئاً من حقوقي!! ليست حقوقي يا صاحبي هي استلام الراتب في نهاية كل شهر.. بل حقوقي أن أشعر بأنني أعيش في مجتمع عدل ومساواة، أن أعامَل أمام القانون كما يعامَل أي فرد في هذه البلد، أن تطبق علي الأحكام التي تطبق على كل إنسان في هذا المجتمع، أن أقف موقف الند بجانب أي شخص يحمل جنسية هذه الدولة.‏

قلت، محاولاً تهدئته:‏

-وهل يعاملونك معاملة شاذة، تختلف عن معاملة الآخرين.‏

نظر إلي شزراً.. وقد تضرجت وجنتاه، قال:‏

-آه.. لو غيرك قالها! فأنت أدرى مني بهذه الأمور، بعد أن مضى على وجودك هنا عدة سنوات! انظر يا تحسين.. في الدوائر الرسمية معاملتك تختلف، وفي الأسواق والدكاكين معاملتك تختلف، وفي مكان عملك النظرة إليك تختلف تماماً عن نظرتهم إلى أي إنسان متجنّس يمارس مهنتك نفسها، حتى راتبك يختلف اختلافاً غير معقول عن رواتب الآخرين الذين يقدمون المجهود نفسه ويحملون المؤهلات ذاتها إن لم تكن أدنى منها!.. بل، حتى شرطي السير- الذي تلقاه في طريقك دائماً- يعاملك بطريقة تختلف.. فهو يشدد عليك فيما يتعلق بالرخصة والاستمارة، ولا يقبل منك أية رخصة دولية مهما تكن سمعتها.. بينما تراه يغض النظر عندما تمر أمامه سيارة مسرعة يسوقها طفل يرتدي الزي الوطني، ولا يتجاوز عمره تسع أو عشر سنوات!!.‏

كان الدكتور فارس منفعلاً في حديثه، وهذه طبيعته عندما يتطرق إلى المواضيع الحساسة، وبحكم كونه إنساناً مرهف الحس سريع التأثر.. لم أكن أستغرب منه هذا الانفعال، فمناقشاتي معه- والتي كانت تجري بين حين وآخر- قد علمتني الكثير الكثير من طباعه وعاداته، وأقنعتني بأن السر العميق الذي يحمله والذي كان سبباً لمجيئه إلى هذا البلد، يحتاج إلى مزيد من الانفتاح والمصارحة والحوار كي يفصح عنه!!.‏

قلت للدكتور فارس.. وأنا أحاول جره إلى مزيد من الحديث:‏

-ولكن هذا يحدث في أي بلد.. دائماً معاملة الغرباء تختلف عن معاملة المواطنين الأصليين!‏

قال.. وابتسامة سخرية مرتسمة على شفتيه:‏

-فعلا هذا يحدث في أي بلد! ولكن بطريقة معكوسة!!‏

سألته:‏

-كيف؟!‏

قال:‏

-في بلدك بالذات- مثلاً- تطلقون على الآخرين تسمية خاصة، ولكن بدلاً من تسميتهم بـ (أجانب) تسمونهم (الأشقاء العرب).. كما أنكم تعاملونهم بطريقة تختلف.. فعلاً، ولكن بالطريقة التي يعامل بها الضيف، فأنتم تعطونهم دوركم حين يتطلب الأمر الوقوف بالدور، وأنتم تسهّلون معاملاتهم وتسيّرونها بسرعة عندما يتعلق الأمر بالدوائر الرسمية، وأنتم تسألون دائماً عن أحوالهم وتطمئنون على حسن أوضاعهم عندما يسكنون بجواركم أو يعملون معكم في مكان واحد.. أنتم تحاولون جهدكم أن لا تشعروهم بالغربة، تحاولون إقناع الواحد منهم أنه يعيش بينكم فرداً من أفرادكم، بل أنتم تفضلونه على أنفسكم في كثير من الأمور.‏

لم يكن لدي جواب.. فهززت رأسي.‏

وتابع الدكتور حديثه، بلهجة يغلب عليها الهدوء:‏

-يا أخي.. يكفي أن الغربة قاسية بطبيعة الحال. فأنت منسلخ عن أهلك وأحبابك ومجتمعك الذي ألفته منذ نعومة أظفارك، وأنت بعيد عن ديارك التي شهدت أيامك الأولى، وعاداتك التي مشيت عليها منذ أن وعيت هذه الحياة.. يقتلك الشوق كل يوم مائة مرة، ويذبحك الحنين كل يوم مائة مرة، وتخنقك اللهفة إلى رؤية الوجوه البعيدة كل يوم مائة مرة.. نعم يا أخي، الغربة قاسية قاسية، وأنت بحاجة إلى أناس يواسونك في غربتك هذه، ويخففون عنك عناءها وضيقها وأذاها.. لكنك هنا تفاجأ بالعكس، أجل تفاجأ بالعكس، تفاجأ بمن يزيد من مرارة هذه الغربة، بمن يجدّد آلامها ويضاعف أحزانها!‏

وصمت....‏

نظر إلى بعيد بعينين مغرورقتين، وكأنه يحاول أن يستشف من الجبال الجرداء ما يساعده على إتمام حديثه!‏

وعادت كلماته تطرق سمعي بإيقاع عجيب:‏

-إننا شعب واحد، وأمة واحدة... المفروض أن يسافر الواحد منا بحرية ويتجول بحرية.. أن يشعر بأنه يعيش في بلده مهما تباعدت الأسفار وتغيرت المسافات، وإلا.. فما فائدة هذه الشعارات المرفوعة وتلك الأهداف الموضوعة، إن لم نطبقها في سلوكنا اليومي وتعاملنا الشخصي، وعلى جميع المستويات عامة كانت أم خاصة؟‏

إن الوحدة لا تتحقق إلا بتآلف القلوب، وتراحم النفوس..‏

وكي تقوم الوحدة الحقيقية في بلداننا، علينا أن نقيمها أولاً في صدورنا!


البقية في الطريق إن شاء الله تعالى ...

أخوكم ..
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 09-12-2002, 09:40 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

هذا الوصف التوثيقي لحياة هذه الشريحة من البشر كان بالفعل مثيراً جداً للاهتمام.
واللغة كانت سليمة
يبدو أننا صرنا هذه الأيام مضطرين للإشادة بهذه النقطة التي كانت بديهية عند الجيل السبق.
وأخي ساعدة يستحق كل شكر على إتحافنا بهذه الصور الحية التي أدعو رواد هذه الخيمة لقراءتها ولن يندموا!
ولم أزل في انتظار معرفة الكاتب..
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 09-12-2002, 09:41 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

ومن باب الفضول:هل الكاتب معلم مدرسة؟
لا أعرف لماذا عندي حدس بأنه معلم!
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م