مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-11-2002, 02:57 AM
ساعدة ساعدة غير متصل
ابن الصحراء
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 250
Talking رواية ...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قرأت هذه الرواية ...

فأعجبتني..

فأحببت أن تطلعوا عليها..

و إليكم ..

الفصل الأول

في "ورشة" عملنا الصغيرة، تجتمع بضعة شعوب، وتلتقي عدة عروق وجنسيات..!‏

فأنت لو تجولت قليلاً بين العمال، وتابعت حركاتهم وتصرفاتهم، وتفرست في ملامحهم وهيئاتهم... لفوجئت بتلك الوجوه المختلفة، والعادات المتغايرة، والمواقف المتباينة..‏

ولو أنك أرهفت السمع، وأصغيت إلى أحاديثهم وهمساتهم، لوجدت عجباً!. فهذا لسان يتحرك بالأوردية، وهذه ألسنة تلهج بالتركية، وتلك نبرات حادة مميزة تشعرك بأن صاحبها كردي..‏

هذا بالإضافة -طبعاً- إلى اللغة العربية... والتي يتكلم بها المقاول أبو عدنان ومن معه من العمال السوريين، والمصريين، والأردنيين، واليمنيين، وغيرهم.. وهؤلاء جميعاً يشكلون المجموعة الكبرى والرئيسة بين مجموعات العمال..‏

عفواً.. أيها الأعزاء!.‏

لقد استرسلت في حديثي، وبدأته بداية غريبة من غير أن أعرفكم بنفسي: من أنا؟. وما صفتي؟. بل من دون أن أذكر لكم شيئاً عن الورشة التي أعمل بها.. أين هي، وماذا تنفذ؟.‏

أصلحني الله، فهذا طبعي دائماً، أبدأ الحديث بأشياء تخطر في ذهني وقت الحديث، فأنقلها إلى المستمع كيفما اتفق، من غير اعتبار لتسلسل معقول أو مقدمة مناسبة!...‏

على كل حال.. أنا تحسين.. تحسين الدمشقي.. شاب في مقتبل العمر.. مازلت خارج القفص الذهبي.. أعيش منذ سنوات في ديار الغربة، وأنا أعمل حالياً في ورشة المقاول السوري (أبو عدنان).. هذه الورشة نيط بها مهام بناء مدرسة حديثة في قرية منعزلة، ما برحت معالم التخلف تبدو واضحة في أزقتها وشوارعها ومساكنها.‏

عندما جاء أبو عدنان أول مرة، وعرض علي العمل معه كمعلم كهرباء.. سألته:‏

-وأين.. مكان العمل يا أبا عدنان؟..‏

أجابني: في منطقة تدعى (العويس)؟.‏

قلت له: وهل هي جديرة بالسكن؟..‏

هز أبو عدنان رأسه، وسحب نفساً طويلاً من (سيكارته) ثم قال:‏

-لا أخفي عنك، المنطقة يا تحسين متخلّفة، ومحرومة من كثير من الخدمات.. ولكن اطمئن، ستعيش في مسكن نظيف، وستلبى كل طلباتك..‏

ولم أعط أبا عدنان جواباً سريعاً، إذ ليس من عادتي الإفصاح عن رأيي بسرعة، أحب، أحب دائماً أن أفكر طويلاً قبل إبرام أي أمر، فكيف والأمر متعلق بعمل قد يستغرق شهوراً طويلة، وفي مكان لا أعرفه، ولم اسمع به من قبل!.‏

واتفقت مع أبي عدنان على أن يزورني في اليوم التالي، كي أبدي له موافقتي أو عدمها..‏

-2-‏

في هدأة الليل يدهمك القلق، وتصارعك الوساوس والهواجس، وتعود إلى ذاكرتك صور الأمس البعيد والقريب، وبخاصة إذا كنت مقبلاً على مشروع جديد... لا تعرف مصاعبه ولا تدرك نتائجه، فأنت تراه حلقة مجهولة من حلقات تلك السلسلة التي بدأت منذ أن لمست قدماك أرض الغربة، وشرعت تمشي بإصرار وعناد في طريق مزروعة بالأشواك محفوفة بالعذاب..‏

بت ليلتي أدور في أرجاء البيت، ألوب، كما لو أنني أضعت شيئاً..‏

بت ليلتي، والحيرة تمزقني، والتردد يقهرني، والقرار الصعب الذي أريد الإمساك به يتملص من بين يدي!.‏

هل أقبل هذا العمل أم لا..‏

إنني في حالة يرثى لها، وموقفي محرج للغاية.. إنني هنا في ديار الغربة منذ خمس سنوات.. لقد كان العمل متوفراً في بداية مجيئي، لكنه الآن يعاني من القلّة! وهو -إن وجد- فجدواه ضئيلة!... لم تعد المدن الكبرى تطعم خبزاً، الخبز فيها يحتاج إلى اللف والدوران، وإلى أساليب غريبة أعجز عن ممارستها.. كثيرون الذين يتجهون الآن إلى الريف والقرى، فهناك وإن كانت الحياة صعبة، فالمال متوفر والجدوى طيبة..‏

هذه ناحية...‏

والمشكلة الثانية أنني فقدت بطاقة الإقامة، أو بمعنى أصح (إقامتي) انتهت مدتها، ولا يحق لي الآن إخراج أخرى، لأن جواز سفري فُقد أيضاً! وعلى صفحاته (فيزة) الدخول، ولا إقامة بدون صورة مصدّقة لهذه الصفحات..‏

لا تسألوني كيف فقدت جواز سفري.. فلهذا قصة مطولة لن أذكرها هنا.. ربما سأسردها عليكم في موضع آخر من هذا الحديث.. ربما!.‏

ونعود إلى موضوع الإقامة..‏

فقدانها يعني أنني معرض في أية لحظة لأن تمسكني إحدى الدوريات المنتشرة في هذه المدينة.. والتهمة التي ستوجه إلي هي الوجود غير المشروع داخل الدولة، وهذه التهمة كافية لأن أساق كنعجة ذليلة، وأحمل داخل قفص متجول، ثم أرغم على السفر في أول طائرة راحلة إلى بلدي.. وهنا الطامة الكبرى.‏

إذاً.. لا خيار لي!.‏

وما أصعب أن يفكر المرء في أمر لا خيار له فيه، وليس أمامه غير حل يتيم لا شقيق له!!.‏

-3-‏

عندما جاء (أبو عدنان) في اليوم التالي، وبيده ورقة العقد جاهزة للتوقيع.. كان يبدو متأكداً من موافقتي!. فهو أدرى بحالي، وهو يعرف أنني أمام إغراء عرضه لا مناص لي من القبول.. ناقشته قليلاً في الأجر، ثم انتقلت إلى مدة العمل، ومراحل سيره وتسليمه.. وأخيراً المبلغ الذي سيدفعه أحد الطرفين في حال إخلاله ببنود العقد.. وقبل أن أوقع الورقة، أمسكت بالقلم، وحركته في الفضاء قليلاً.. ثم قلت:‏

-أنت تعرف يا أبا عدنان.. أن حياتي في هذه المدينة لها طابع خاص، وأنت ترى كيف أنني -على الرغم من ضيق ذات اليد- أعيش في منزل مريح، أحاول أن أوفر فيه كل وسائل الرفاهية.. مكيّف، ثلاجة، تلفزيون، فيديو، المقاعد المريحة والأسرة الناعمة!! لا أريد منك يا أبا عدنان منزلاً في (العويس) مثل منزلي هذا، ولكن عسى أن يكون سكني هناك مجهزاً بما أراه ضرورياً لحياة أي إنسان عصري!.‏

قال أبو عدنان وهو يدفع إلي بورقة العقد:‏

-لا تخف.. وقّع هنا.. وستسرّ كثيراً حين تصل إلى منزلك في العويس.‏

وحرك المرآة الصغيرة المعلقة، حتى باتت على مرمى نظري تماماً.. شهقت باستغراب، إذ لم يكن الوجه الذي أراه هو وجهي الذي أعرفه وآلفه!.‏

لقد تحولت أنا أيضاً شخصاً آخر، شبيهاً بتلك الشخصيات الخرافية، التي كانت تثير فينا الرعب، ونحن نستمع إلى حكاياتها من جداتنا..



قريبا سأنزل الفصل الثاني إنشاء الله ..

مع محبتي..
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م