مواصلة للنقاش العلمي حول اثبات الصفات الائقة برب العزة سبحانه والتى اثبتها لنفسه

[مسلم فاهم]

أما ادلة المعترض هدانا الله واياه الى طلب الحق والعمل به :

فهي ثلاثة احاديث : تحمل نفس المعنى فلا عبرة بتكريرها محاولة لتهمويه بكثرة الادلة والايات الاخرى حول مسألة المعيه والتى سبق ان بينا فيها قول الامام الاعظم ابو حنيفه يرحمه الله ورده على المعترض وسنأتي على ذلك بشئ من التفصيل ان شاء الله تعالى :

اول المسائل قوله عليه الصلاة والسلام ( إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَبْصُقُ قَبِلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ الله تعالى قِبَل وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى ) .

واليكم كلام الامام العلم ابن عبدالبر المالكي حيث يصف ان من قال هذه المقولة هم المعتزلة وانها دجل وجدل :

قال رحمه الله : ( وقد نزع بهذا الحديث بعض من ذهب مذهب المعتزلة في أن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش وهذا جدل من قائله ) .( التمهيد14/ 157 )

وصدق رحمه الله تعالى فلا يقيس الخلق على الخالق ويتكلم في مقام الربوبية الا المعتزلة والجهمية واشباههم .


والنبي عليه الصلاة والسلام قد بين ان هذا جائز في المخلوق فكيف بالخالق سبحانه فقال عليه الصلاة والسلام : رزين العقيلي أنه قال:
-يا رسول الله أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة وما آية ذلك في خلقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس كلكم ينظر إلى القمر مخليا به قال بلى قال فالله أعظم .


فانت تظر الى القمر وبينك وبينه اميال واميال . وكذلك يكون القمر في قبلتك وهو عاليا عنك فيكون امامك وهو في الفلك السابح وبينك وبينه الالاف الاميال وهو مع هذا قبل وجهك وامامك .

ولله المثل الاعلى فهكذا يمثل رسول الله للصحابه ويبين لهم ان الرؤية غير ممتنعة في حقه سبحانه كما انك ترى القمر وهو عنك بعيد جدا .

وكذلك يكون القمر قيل وجهك وهو فوقك بعيدا جدا . فكيف يمتنع هذا عن البارئ جل وعلا .

وعليك بكلام الامام ابن عبدالبر فانه قيم نفيس .