المبارزات الجوية تهدد السائحين في جزر بحر إيجة
تنطلق المقاتلات اليونانية غالبا لتعقب الطيران الحربي التركي الذي يدخل المجال الجوي اليوناني
حذر طيارون يونانيون من أن حياة السائحين الذين يقصدون جزر بحر إيجة معرضة للخطر الذي يمكن أن ينجم عن المبارزات بين الطيران الحربي التركي ونظيره اليوناني.
وقد حث الطيارون أيضا الاتحاد الأوروبي للضغط على تركيا لحملها على إيقاف إرسال طائراتها الحربية إلى المجال الجوي اليوناني بعد حادث التصادم الجوي الذي شهدته المنطقة مؤخرا.
يذكر أن مقاتلة يونانية من طراز إف-16 كانت قد اصطدمت يوم الثلاثاء بمقاتلة أخرى تركية من نفس الطراز فوق الجزء الجنوبي من بحر إيجة.
"مفقود"
وكان الطيار التركي قد نجا من الحادث، إلا أن البحث مازال جار عن الطيار اليوناني والذي اعتبر بشكل رسمي "مفقودا".
وتقول أثينا إن طائراتها قد انتشرت لتعقب واعتراض الطيران التركي في المجال الجوي لليونان، وهي مزاعم سارعت أنقرة لنفيها.
وكانت الصحافة في كل من تركيا واليونان قد امتدحت إصرار حكومتي بلادهما على أن حادثة التحطم ينبغي ألا تؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين.
"حرب إيجة الباردة"
ويقول مالكولم برابانت، مراسل بي بي سي في أثينا، إن الحادث قد وقع مع حلول العطلة الصيفية حيث يقصد آلاف السياح الجزر اليونانية القريبة من منطقة المواجهة في إطار "حرب إيجة الباردة" هذه.
ووفقا لسلطة الطيران المدني البريطاني فقد توجه حوالي 3.5 مليون سائح عبر مطارات بريطانيا قاصدين اليونان عام 2005.
(("هناك مجال جوي محدود فوق بحر إيجة حيث تكون الممرات الجوية مزدحمة للغاية. إن القضية هي قضية وقت قبل أن تصطدم طيارة حربية بأخرى تجارية. إن الأمر مجرد معادلة رياضية بسيطة "
ديمتري باباديمتريو ))
وقد تم على الدوام تجاهل نداءات الاحتجاج اليونانية ضد توغل الطيران الحربي التركي في مجال أثينا الجوي رغم مصرع 90 طيارا يونانيا في مبارزات كاذبة عبر السنوات الثلاثين الماضية.
يقول ديمتري باباديمتريو، وهو عضو في مجلس التحقيق بحوادث التصادم اليوناني وفي اتحاد الطيارين التجاريين، "على الاتحاد الأوروبي أن يجعل تركيا تحترم القانون."
ويضيف: "هناك مجال جوي محدود فوق بحر إيجة حيث تكون الممرات الجوية مزدحمة للغاية. إن القضية هي قضية وقت قبل أن تصطدم طائرة حربية بأخرى تجارية. إن الأمر مجرد معادلة رياضية بسيطة."
احترام قوانين الجو
ويقول أحد كبار الطيارين في شركة الخطوط الجوية الأولمبية: "نحن نحترم قوانين الجو، ولكن الطيارين الحربيين لا يفعلون الشيء ذاته."
وكان طاقم إحدى طائرات الخطوط الجوية الأولمبية المتوجهة من أثينا إلى مدينة دوسيلدورف قد أجبرالشهر الماضي على الارتفاع بطائرتهم بشكل مفاجئ لتجنب الاصطدام بمقاتلتين يونانيتين فوق جزيرة ليمنوس.
ويقول مراسل بي بي سي إن مأساة كادت أن تقع في طائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية الأولمبية منذ حوالي أربع سنوات مضت عندما ظهرت مقاتلة تركية فجأة وهي تحلق أمام رأس الطائرة المدنية.
اصطدام
يذكر أن حادث اصطدام يوم الثلاثاء وقع على ارتفاع حوالي 27,000 قدم من سطح الأرض وذلك على بعد 34 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب من كارباثوس.
حوالي 90 طيار يوناني لقوا مصرعهم في حوادث مبارزة وهمية خلال الأعوام الـ30 الماضية
وتصر تركيا على أن المجال الجوي اليوناني يمتد فقط لمسافة 10 كيلومترات من الشاطئ وليس 10 أميال كما تؤكد اليونان.
ووفقا لقانون البحار الدولي، فإنه يحق لليونان أن توسع حدودها الإقليمية إلى 12 ميلا بحريا. ولكن تركيا، وهي لم توقع على القانون المذكور، قد حذرت أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى إشعال الحرب بين البلدين.
وكانت وزارتا الدفاع في كل من تركيا واليونان قد حاولتا تخفيف التوتر الناشئ بعد حادث الاصطدام، وهي خطوة لاقت ترحيب واستحسان إعلام الدولتين.
وقد امتدح باباديمتريو موقف حكومة بلاده في هذا الصدد قائلا: "نحن نوافق على المساعي الدبلوماسية لحكومتنا لأننا نريد الأجواء فوق بحر إيجة أن تكون آمنة."
بي بي سي العربية