مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #161  
قديم 03-10-2003, 06:29 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

حسن اختيار الشيخ للكتب :

والشيخ- حفظه الله وأطال في عمره على طاعته- حريص كل الحرص في قضية الاختيار للكتب وإيداعها في مكتبته العامرة- عمرها الله بالعلم والإيمان- فلا يقتني من الكتب كل ما هب ودب ، بل يحرص هو وأمينها الفاضل على اختيار النافع المفيد ، وللشيخ- رعاه الله- عناية خاصة ، بالكتب السلفية وآثار المتقدمين التي تعنى بالعقيدة الصحيحة السلفية ، والأحاديث النبوية ، والآثار السلفية التي تعتبر بحق وصدق من نفائس الكتب ، وهذا الاختيار والانتقاء شامل لجميع أنواع الفنون العلمية ، فما كان نافعا مفيدا ، فستجده في مكتبة الشيخ رعاه الله- في أحد رفوفها بل إن سماحته- رعاه الله- إذا ذكر له اسم كتاب من كتب المتقدمين وعهده به مخطوطا ، فيقال له إنه قد طبع الآن ، فيأمر أمين المكتبة بتزويد المكتبة الخاصة به نسخة ، ومكتبة الرياض السعودية نسخة مماثلة ، وهذا دليل على حبه للخير ونفعه للأمة .

وهذه المكتبة الممتلئة بأنواع الكتب لم يكن هم الشيخ - رعاه الله- من وراء جمعها سبيل المباهاة والفخر والتكبر والرياء والسمعة ، كما هو حال الكثير من طلبة العلم اليوم - وللأسف - بل كان جمعه لها لرغبة أكيدة ، ومحبة شديدة ، وغاية نبيلة ، وهي الوقوف على مصادر العلم الثرة ، ومراجع الفقه المختلفة ، وإرواء ظمأه منها حتى ينفع نفسه أولا ، وينتفع الناس بعلمه ثانيا . - زاد الله سماحته عزا وتوفيقا ، وأدام عليه لباس الصحة والعافية- آمين .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #162  
قديم 24-10-2003, 04:42 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل الثامن
حياته العملية


أ :- سماحة الشيخ عبد العزيز في الدلم معلما وقاضيا

عندما كلف سماحة الشيخ عبد العزيز بولاية القضاء في الخرج وافق على ذلك مكرها إذا لم يكن سماحته راغبا في القضاء ولا محبا له ولكن إلزاما من شيخه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ- رحمه الله- وولي الأمر الملك عبد العزيز- رحمه الله- فقدم إلى الدلم قاعدة الخرج آنذاك ، واستقبله أهل الدلم استقبالا يليق به وبمكانته العلمية ، فما أن نزل من السيارة التي تقله حتى صعد المسجد الجامع الكبير فصلى فيه ركعتين اقتداء بالسنة ، ثم استراح قليلا لدى أمير الدلم آنذاك ناصر بن سليمان الحقباني- رحمه الله- فالتف حوله الأهالي فألقى عليهم موعظة بليغة فكان مما قاله بتأثر عميق بأنه غير راغب في القضاء ولكنه ألزم بذلك فلا بد من طاعة ولي الأمر- وأقسم بالله العظيم ثلاثة أيمان تأكيدا لذلك . فما أن بدأ العمل حتى فتح الله على يديه الخير الكثير وسار بالناس في القضاء بالعدل والرأفة ، واستمر على ذلك أربع عشرة سنة ونيفا قضاها سماحته في قضاء الخرج كان خلالها كشأنه في كل مكان ذهب إليه مصدر خير وإصلاح لكل ما حوله ومن حوله ، وقد ساعده على ذلك - كما وصف هو بنفسه طيب قلوب الناس وتقديرهم لأهل الفضل وميلهم الفطري إلى العدل " . ولأن قضاء الخرج يتركز في بلدة الدلم قاعدة الخرج فقد استقر سماحته في الدلم وسكن في بيت القاضي الذي أوقفه الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي- رحمهم الله- على من كان قاضيا في الدلم .

ويذكر الأستاذ الشاعر عبد العزيز الرويس تبعة بلدان الخرج للقضاء الشرعي في الدلم بعد تعداد مآثر مسقط رأسه بلدة اليمامة بالخرج حيث يشير إلى ذلك بقوله :

فلا زميقة تنسى أو يطيب لنا *** عيش بلا دلم تحظى بإكباري
سكانها أنتموا للعين مقلتها *** وهم صحابي في حلي وترحالي
كان بن باز بها قاض ونتبعه *** كفالتي صاغهـا للعم في الجاري
وخطها راشد فيما فرأت له *** من الوصايا ومن أحباس أبراري


وكان يجلس في مجلس القضاء للفصل بين الناس من الضحى حتى صلاة الظهر وربما جلس أحيانا للقضاء بعد صلاة العصر .

وقد رتب الشيخ دخول الرجال في مجلس القضاء حسب وصولهم إلى المجلس ، وأمر بأن لا يدخل عليه أحد حتى يأذن بالدخول وساعده في ذلك رجال الإمارة آنذاك في تنظيم الدخول .

وقد أدخل السجلات في عمله بعد أن رتب مجلس القضاء منذ ولي القضاء في الخرج حيث يسجل له كاتبه في السجلات القضايا ووثائق الأوقاف وغيرها ثم يعطي صاحب القضية وثيقة بذلك إذا دعت الحاجة إليه وهذا قبل تأسيس المحكمة الشرعية في الدلم بصورتها الرسمية في عام 1368 هـ .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #163  
قديم 24-10-2003, 04:45 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ومن سجية سماحته حسن الخلق وانبساط الوجه لكلا الخصمين على السوية فيسوي بينهما في مجلس القضاء ولا يقدم أحدهما على الآخر ، وكان يتثبت من صدق الدعاوي والبينات وغيرها ، وقد اتصف ببديهة سريعة ونباهة عالية وصدق مع الله وإخلاص له وتجرد عن حظوظ النفس مما أورث . قناعة الناس بأحكامه ورضاهم بها حتى إنه في بعض الأحيان بعد الحكم بين الخصمين مباشرة يذهب الخصمان وينفذان ما حكم به لأحدهما على الآخر طواعية دون إكراه . وفي أغلب الأحيان يعرض الصلح على المتخاصمين .

وقد اشتهر الشيخ بالعدل بين المتخاصمين إلى جانب حلمه الذي سنذكر طرفا منه في فصل لاحق .

والمواقف التي حصلت معه ، وهو مع ذلك غيور على محارم الله أن تنتهك شديد الغضب لله محافظا على حدوده فكان له من الهيبة ما يمنع البعض من التحايل بالباطل يقول الشاعر راشد بن شعيل .

وهو ممن عاصر الشيخ : مهابته تقمع خبيث الطبوعي راعي التتن في ديرته ما يبونه وممن عمل لديه كاتبا إلى جانب طلبه العلم عنده - معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين المستشار بالديوان الملكي حاليا وعضو هيئة كبار العلماء- ومعالي الشيخ عبد الله المسعري رئيس ديوان المظالم سابقا والشيخ صالح بن حسين العلي- رحمه الله- والشيخ عبد اللطيف بن شديد - رحمه الله- والشيخ صالح بن عبد العزيز بن هليل .

ولقد كان سماحته يقوم بأعمال أخرى إلى جانب عمله في القضاء وهي مرتبطة عادة بالقاضي وهي : -
1- خطابة الجمعة في الجامع الكبير في الدلم وإمامته .
2- العناية بالمساجد وأئمتها والأوقاف .
3- الاهتمام بالحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
4- قسمة التركات وتنفيذ الوصايا والولاية على القصر .
5- حفظ الأموال الضالة كالحيوانات .
6- الإفتاء الشرعي في البلد والمملكة عموما .
7- عقود الأنكحة .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #164  
قديم 24-10-2003, 04:47 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الشيخ عبد العزيز والتعليم

لقد كان مجيء سماحة الشيخ عبد العزيز إلى الدلم قاضيا للخرج نعمة كبيرة أحدث مع وصوله عقلة كبيرة في جميع النواحي وبالأخص الناحية التعليمية ، إذ وجد قلوبا محبة للخير والعلم والتعليم والصبر على ذلك ، فعقد حلقات التدريس في الجامع الكبير في الدلم والقرى المحيطة به ، ثم ما لبثت وفود الطلاب تتقاطر على الدلم من أنحاء المملكة التي عمرت بالأمن بعد توحيدها علي يد الملك عبد العزيز - رحمه الله- ولم تقتصر تلك الحلقات على الجامع بل كان هناك حلقة في بيته لبعض الطلاب الملازمين له فكان غالب يومه في غير أوقات القضاء في الدرس والتعليم والتربية .

وما فتئ يعلو شأنه وينتشر صيته في أرجاء العالم الإسلامي كعلم من أعلام الشريعة البارزين حتى توافد عليه بعض الطلاب للدراسة عليه من الأقطار المجاورة ( من اليمن وفلسطين والعراق وغيرها ) فازداد عدد الطلاب فلم يعد يجد الكثير منهم مأوى يسكن فيه ، عندئذ طلب سماحته من الملك عبد العزيز- رحمه الله- التكرم بالأمر ببناء سكن يأوي إليه الطلبة ، فلبى الملك عبد العزيز- رحمه الله- طلبه ببناء حجرات قرب الجامع الكبر بمنافعها لتكون سكنا للطلاب وسمي بالرباط ، ولعدم كفاية تلك الحجرات فيما بعد استأجر لبعضهم بيوتا يسكنون فيها .

وأصبح من المألوف أن يجد الرجل في ذلك الوقت طلابا من أنحاء المملكة وإلى الجانب طلابا من ( فلسطين والعراق واليمن ، بل أن بعض هؤلاء الذين وفدوا على المملكة طلاب لهم المقام في الدلم وتزوجوا منها وأصبح لهم ذرية ) .

وللشيخ عبد العزيز عناية خاصة بطلابه فإلى جانب تأمين السكن لهم سعى لدى المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم الملك عبد العزيز- رحمه الله- في إيجاد مكافآت شهرية لبعض الطلاب المجدين والمغتربين تشجيعا لهم على مواصلة الدراسة وطلب العلم ومساعدة لهم على تكاليف الحياة ، فكانت المكافآت ترسل للشيخ في الدلم ويقوم نيابة عنه تلميذه الشيخ راشد بن صالح بن خنين بتوزيعها شهريا على الطلاب ، لأن الشيخ راشد كان إلى جانب طلبه للعلم عند الشيخ عبد العزيز يعمل كاتبا في مجلس القضاء عنده ، ويقوم الشيخ كذلك بتوزيع عباءات لبعض الطلاب المتميزين لتشجيعهم على زيادة طلب العلم . وقد قسم الشيخ أوقاته بين القضاء والتدريس وعقد له حلقتين في المسجد الجامع الكبير في الدلم إحداهما بعد صلاة الفجر في التوحيد والفقه والحديث والنحو والتفسير .

وكان يعطي الطلاب ما يناسبهم فصغار الطلبة والمبتدئين من قصار المتون . وكبار الطلبة يعطي لهم من المتون الطوال حتى الضحى حيث يذهب لمنزله للجلوس للقضاء . والثانية بعد صلاة المغرب في الفرائض وقد اهتم الشيخ بهذا العلم اهتماما بالغا حيث يناقش الطلبة فيما درسوه ليتأكد من فهمهم للمادة العلمية . وبعد أذان العشاء يبدأ درسا آخر في تفسير ابن كثير حيث يقرأ أحد تلامذته وهو عبد الرحمن بن عبد العزيز بن جلال على الشيخ في تفسير ابن كثير مدة من الزمن حي يذكر ذلك ابن جلال بقوله : " لقد أكرمني الشيخ عبد العزيز حفظه الله بتخصيص هذا الوقت لي للقراءة عليه في تفسير ابن كثير قبل صلاة العشاء ، وقد لاحظت من خلال قراءتي عليه شدة تأثره وكثرة بكائه وربما زاد تأثره بما سمع فيمتد الدرس ويطول الوقت دون أن يشعر حتى ينتبه فينهيه فتقام صلاة العشاء " .

وهناك حلقتان كانتا بعد صلاة الظهر وبعد صلاة العصر وقد أوقفهما الشيخ بعد مدة لما ازدحم برنامجه بالأعمال وضاق وقته عن الجلوس لهذين الدرسين .

وكان حريصا على ما يلقيه من الدروس فلا يلقي درسه ولا يسمعه من الطالب حتى يراجع عليه شروحه وحواشيه وما قاله العلماء عليه وذلك في الليلة السابقة للدرس ولذلك إذا وفد إليه أحد وانشغل عن المراجعة لم يجلس للطلبة ، لذا أقبل عليه الطلاب واستفادوا من علمه لما اشتهر به من سعة العلم وحسن الإفادة وكريم الخلق ونطف العشرة . ومن الطريف أن بعض الطلاب كان حريصا على حضور درس الشيخ بعد صلاة الفجر فكثيرا ما ينطلق بعضهم من قبل أذان الفجر مشيا على أقدامهم من أماكن بعيدة في أطراف الدلم حتى يصلوا لجامع الدلم لصلاة الفجر ومن ثم حضور الدرس .

ولم يكتف- حفظه الله- بالدروس التي يلقيها في الجامع الكبير أو في بيته بل كان حريصا على نشر العلم بطرق كثيرة وخاصة بعد انتشار المدارس النظامية الحكومية ، فطلب من ولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبد العزيز ( الملك سعود فيما بعد ) - رحمه الله- حيث كان مشرفا على التعليم خلال مقابلته له في مكة في موسم الحج لعام 1367 هـ افتتاح مدرسة ابتدائية في الدلم فصدر الأمر لمدير المعارف آنذاك الشيخ محمد بن مانع- رحمه الله- بافتتاح مدرسة ابتدائية في الدلم ، فتم افتتاحها في عام 1368 هـ وسميت المدرسة السعودية الابتدائية ( ابن عباس حاليا ) .

وقد أوكل الإشراف عليها لسماحته يرشح لها المدير والمدرسين الأكفاء ، وأخذ الشيخ يحض الناس ويشجعهم على إلحاق أبنائهم في تلك المدرسة حرصا منه على تعليم الناس الخير وانتشار العلم ومحو الأمية والجهل . ولحرصه على المدرسة كان يفقد أحوالها ويسأل عن أوضاعها ويشجع القائمين عليها ويحثهم على بذل المزيد من العطاء .

ويحرص دائما- حفظه الله- على تجديد الجو العلمي لطلابه باهتمامه بالتربية الجسدية ، لذا فعندما دعاه مدير ومدرسو المدرسة السعودية ( ابن عباس حاليا ) وهم بعض طلابه في الحلقات في الجامع للخروج معهم في رحلة إلى البر في إحدى الرياض المزدهرة طلب منهم البقاء في البر إلى الغد على حسابه ثم دعا وجهاء البلد والمسئولين فيه فخرجوا واندمجوا مع بعض في رياضات متعددة إلى جانب الدروس العلمية التي يلقيها الشيخ عليهم . وكان يجلس لعموم الناس في الدلم بعد صلاة الجمعة في منزله ويستقبل الجميع ثم يتم قراءة بعض الآيات ويقوم الشيخ بتفسيرها والتعليق عليها لأن غالبية من حضر قد جاء للاستفادة من الشيخ أو السلام عليه ، جاءوا من أطراف الدلم من المزارع لكون غالبيتهم يعملون في الزراعة .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #165  
قديم 24-10-2003, 04:49 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

2- أبرز أعمال الشيخ وإسهاماته العامة

إن لسماحة الشيخ عبد العزيز همة عالية في فعل الخير ونفسا طموحة للمعروف والإصلاح والسعي في شؤون الناس العامة وقضاء حوائجهم ومصالحهم منذ أن ولي القضاء في الخرج ، لذا فلم يكن عمله في القضاء مقصورا على مهمة المحكمة ، فقد كان يراسل المسئولين في الدولة وعلى رأسهم الملك عبد العزيز- رحمه الله- في كل ما من شأنه إصلاح المنطقة فكانوا عند حسن ظنه لما أحسوا من نصحه وإخلاصه .

وسنذكر طرفا من الإصلاحات التي قام بها وإسهاماته العامة مع الناس ، ومن ذلك أنه لما رأى أن بيت القاضي في الدلم قد خرب وتهدم أكثره لتقادم العهد به طلب من الملك عبد العزيز- رحمه الله- التكرم بالأمر بتعميره فوافق على ذلك وعمد الوزير عبد الله بن سليمان- رحمه الله- بما يلزم بتعميره حسب توجيه سماحته فاشترى دارا مجاورة وضمه إلى بيت القاضي لتوسعته ونظمه من جديد فأمر ببناء مجلس القضاء وجعل فيه " حبسا " للجلوس وجعل مكانا لانتظار الرجال ، وآخر لانتظار النساء وبه نافذة صغيرة يستمع من خلالها إلى شكوى المرأة صاحبة الدعوى ، وبجوار مجلس القضاء جعل غرفة صغيرة لا تتجاوز أبعادها 2*3 م للكاتب وسجل أوراق القضاء وجلب له مكتبا صغيرا وكرسيا .

وبهذه الغرفة نافذة صغيرة تطل على مكان جلوس الشيخ فيملي من خلالها على الكاتب ما يريد كتابته ، وعمر بقية البيت لسكناه فأمر ببقاء مكتبة للكتب وغرفة أخرى للجلوس . وقد اهتم سماحته بالمساجد اهتماما كبيرا وأولاها جل عنايته ، فبعد مضي عام على قدومه قاضيا- أي في عام 1358 هـ قام بتجديد بناء الجامع الكبير في الدلم وذلك لقدم بنائه وعدم دخول الشمس فيه لإضاءته ، فهو مظلم من الداخل لأن سقفه محمول على " سناطي " من الطين في وسطه . فأمر بهدمه وبنائه من جديد بتعاون من الأهالي ، فهذا يحضر عاملا من عماله وآخر كذلك وثالث يحضر خشبا للسقف وآخر يحضر جريدا . فأتم بناء الجامع بهذا التعاون وجعل فيه أعمدة من الحجر دائرية فأصبح الجامع يدخله نور الشمس واتسعت مساحته ، وترك في وسطه سرحة . وفي نهاية الجامع من الشرق جعل فيه خلوة يصلي فيها وقت الشتاء .

وهكذا نرى الجهد الذي بذله- حفظه الله- في تجديد هذا الجامع بتكاليف مالية قليلة وذلك بتعاون الجميع لثقتهم ومحبتهم للشيخ ولفعل الخير والمساهمة فيه ، ولقد ألحق بالجامع غرفا للطلاب المغتربين لطلب العلم للسكن فيها .

وفي العام التالي قام كذلك بتجديد بناء جامع المحمدي شمال الدلم ثم جدد بناء جامع العذار ثم جامع زميقة ، ثم أخذ في بناء المساجد في نواحي وهجر الدلم الواحد تلو الآخر وجعل له وكيلا للقيام بهذه المهمة والإشراف على البناء والصرف عليه بعد المشاورة في ذلك وهو العم عبد الله بن رشيد البراك- رحمه الله- .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #166  
قديم 24-10-2003, 04:53 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ولما للحسبة من أهمية فقد أولاها الشيخ عنايته لأن رجال الحسبة آنذاك يتبعون القاضي ، فكان له الإشراف المباشر مع أعضاء الحسبة على كثير من القضايا ، فكثيرا ما يجتمع مع رئيس وأعضاء الحسبة فيناصحهم ويحثهم على بذل المزيد من الجهد ويختار لها الرجال من طلابه ممن عرف عنه الرغبة للعمل احتسابا وقد قام رجال الحسبة بعملهم على وجه حسن فانتشر المعروف وخفيت مظاهر المنكر .

وفي بعض الأحيان يقوم بزيارة للمسئولين في البلد ووجهائه لتحقيق بعض المصالح النافعة للبلد . وعندما بدأ اهتمام الملك عبد العزيز- رحمه الله- بعيون السيح واستغلالها في الزراعة قرابة عام 1361 هـ أخذ الشيخ يقوم بزيارات متكررة للعمال هناك مصطحبا معه جملة من طلبته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتعاهدهم بالنصيحة والموعظة ويجيب على استفساراتهم .

ولعامة الناس اهتمام من لدنه- حفظه الله- فكان يخرج أحيانا للسوق العام في اجتماع الناس يومي الإثنين والخميس للبيع والشراء فيقوم خطيبا في وسط السوق مقالا للرجال وقريبا من النساء اللاتي كن يبعن في السوق فيعظ الجميع ويذكرهم وينصحهم ثم يجيب على أسئلة المستفتين . ولسماحته إسهامات كبيرة مع الناس في أمورهم العامة فعندما داهمت السيول الدلم وكادت أن تدخلها في سنة 1360 هـ المسماة سنة جبار ، خرج الشيخ بنفسه وأخذ يشجع الأهالي على القيام بوضع السدود الترابية حول النازل حتى لا يدخلها السيل ، وقد أخرج معه من بيته قلال التمر وأدوات القهوة عند المواقع التي يعمل بها الناس حتى يأكل ويشرب من يعمل في إقامة السدود بدون انقطاع ولما رأى بعض الناس أن السيل قد دخل البيوت شكوا للشيخ ذلك ، فقال اعدلوه ( أي افتحوا له طريقا ) على الآبار التي بداخل البلد فذهب ما في تلك البيوت من السيل في الآبار .

وفي بادرة منه- حفظه الله- لجمع كلمة الأهالي وعدم اختلافهم عندما توفي أمير الدلم آنذاك ناصر بن سليمان الحقباني- رحمه الله- عام 1367 هـ قام الشيخ باستدعاء الأهالي لاختيار أمير لهم حسب المتبع آنذاك- فاجتمع الناس وامتلأ المجلس ( في قصر الإمارة ) والمداخل والشارع فأمر بأن يبقى من كل عائلة واحدا والبقية يذهبون لمزارعهم وأعمالهم ، وبعد مناقشات ومداولات بين المجتمعين اتفق رأيهم على اختيار عبد العزيز بن حسن بن سيف- رحمه الله- أميرا لهم وقدموا بذلك خطابا مكتوبا للشيخ فكتب عليه تأييدا ثم أرسل الخطاب إلى الملك عبد العزيز- رحمه الله- فأقره ووافق على الاختيار وتم تعيينه أميرا للدلم .

ومن إسهاماته عندما هاجمت أسراب الدبا وهو صغار الجراد المزارع في الدلم خرج الشيخ معهم إلى " العذار " جنوب الدلم لقتله بالجريد وذلك لشد أزرهم وتشجيعهم لحماية المزارع من الجراد وذلك في عام 1364 هـ المسمى سنة الدبا .

وكان بحكم عمله قاضيا حريصا على الأوقاف وتوثيقها ولو كانت ممن هبله فيأمر كاتبه بنسخ حروفها ونقلها في سجل القضاء حفظا لها وكذلك استغلال ريعها في الطرق التي أوصى بها أصحابها . ولقد كان للطرق العامة اهتمام من لدنه فقد أمر بتوسعة بعض الطرق ومنها الطريق الواصل بين الدلم والمحمدي ، والطريق المتجه من الدلم غربا إلى وادي تركي ويسمى طريق الشبيلي حيث نزع ملكية بعض الأملاك وتبرع بعض المزارعين بجزء من مزرعته للطريق .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #167  
قديم 24-10-2003, 04:55 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ب :- عمله في التدريس في المعهد العلمي وكلية الشريعة

بعد حياة زاخرة بالعلم والقضاء في الدلم ، تولى الشيخ - حفظه الله- التدريس في المعهد العلمي بالرياض عام 1371 هـ ، بأمر من سماحة المفتي العام الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ- رحمه الله- ثم بعد ذلك في كلية الشريعة ، وتخرج على يديه أفواج من أهل العلم والفضل ، وكان يدرس العقيدة والحديث والفقه ، بل حتى النحو قبل أن يأتي الشيخ عبد اللطيف بن سرحان- رحمه الله- وتدريسه يمتاز بوضوح الكلام وقلته ، والقدرة الهائلة على إيصال المعلومة إلى أذهان الطلاب بأبسط الطرق وأسهلها ، وكان طلابه معجبون بسلامة منهجه ودقة استحضاره وقوة ذاكرته وقدرته على الجمع بين الآراء المختلفة ، والأحاديث المتعارضة ؛ وتوصيلها بعبارة سهلة واضحة في جملها وكلماتها .

وكان الشيخ- رعاه الله- جادا في تدريسه وأدائه ، مخلصا في عمله وما يقوم به من أعباء ومسئوليات ويرى أن التدريس أمانة عظيمة ، ومسئولية جسيمة ، لابد من القيام بها ، وهو أمر إن أحسن من يقوم به ، فإنه سيكون له أكبر الأثر وأعظم النفع بين البلاد والعباد . وكان في تدريسه لا يفرق بين الطلاب بل كلهم سواسية لديه ، وإن كان للمجتهد مزية وتقدم على غيره فإنما هو لجده واجتهاده وإن رأى من أحد طلابه خطأ أو عيبا ينبهه إلى ذلك برفق وتؤدة وحسن خلق وصدق في النصح والتوجيه والإرشاد .

وله قدرة هائلة في الاستنباط من النصوص ، وتوضيح المسائل العلمية ، وتوجيه الطلاب إلى مسلك تعظيم الدليل من الكتاب والسنة ، وترك أقوال الرجال المخالفة للكتاب والسنة ، مع معرفة فضلهم واحترامهم وتقديرهم ومكانتهم في الأمة ، ويردد في ذلك قولة الإمام مالك المشهورة : " كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذه الحجرة- يعني النبي صلى الله عليه وسلم " .

ويمتاز سماحته بقوة الحجة ، ونصاعة البيان ، رأى ذلك طلابه جليا في مناقشاتهم العلمية من أثناء تدريسه لهم ، فلربما جاء بعض الطلاب بأقوال لبعض العلماء فيرد سماحته عليها ردا علميا قائما على الأدلة وأقوال العلماء المعتبرين . وكان- وما زال- آية في الفرائض وعلومها ، فقد أتقن مسائلها ، وعرف غوامضها ، وألف فيها مؤلفه المعروف " الفوائد الجلية في المباحث الفرضية " فاستفاد منه طلابه أشد الاستفادة .

وكان في تدريسه- حفظه الله- مثلا لرحابة الصدر ، وإبانة المسائل ، وتربية الطلاب على طريقة الترجيح ، ولا سيما أن مواطن الدرس في كل من الحديث والفقه متفقه ، فمثلا يدرس باب الزكاة في الفقه ، وباب الزكاة في الحديث ، فإذا كانت حصة الفقه ، قرر المسألة على مذهب الحنابلة بدليلها عندهم وإذا كان درس الحديث قرر المسألة على ما تنص عليه الأحاديث ، فإن كان المذهب- الحنبلي- وافقه كان تأييدا له وإذا خالفه أشار إلى وجه الترجيح ودعا إلى الأخذ بما يسانده الدليل ، بدون تعصب لمذهب معين ، ومما يحفظ لفضيلته - رعاه الله- عدم التثاقل من السؤال وتوجيه الطالب إلى ما أراده ، وربما توقف عن الإجابة وطلب الإمهال ، إذا كانت المسألة تحتاج إلى نظر وتأمل ، بأن كانت من مواضع الخلاف مثلا ، أو كان بعيد العهد بها ، أو لم يترجح له فيها شيئا . فاستمر على ذلك المنوال معلما ومربيا فاضلا ، وأستاذا حنونا واسع الصدر ، كبير العلم ، عظيم الحلم حتى صدر أمر المفتي العام للملكة الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله- في عام 1380 هـ بانتقاله إلى المدينة النبوية نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #168  
قديم 11-05-2004, 05:21 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

جـ :- عمله في الجامعة الإسلامية نائبا ورئيسا

عين سماحة الشيخ- حفظه الله- في عام 1381 هـ نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية إلى عام 1390 هـ ، ثم بعد ذلك تولى رئاستها من عام 1390 هـ بعد وفاة رئيسها سماحة المفتي الإمام الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله- إلى عام 1395 هـ .

ويجدر بنا في هذا المقام أن نشير إلى جهوده البارزة في الجامعة الإسلامية : إن الجامعة الإسلامية روضة غناء ، وحديقة رواء ، ذات بهجة تسر الناظرين ، وتقنع الطالبين وتشبع الآكلين ، وهي رسالة عالمية ، وحصن من حصون العلم والمعرفة ، وكهف من كهوف الدين المنيعة ، قيض الله لها علماء أجلاء ، وفقهاء فضلاء ، فنشروا فيها العلم النافع والعمل الصالح معطاءة الخير ، في جميع جوانبها وأمورها ، وكان لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- حفظه الله- أكبر الأثر في مسيرتها الخالدة ، فها هي ثمارها غضة طرية في كل مكان من أصقاع المعمورة فهي رسالة الإسلام وخريجوها أبناء الإسلام ، بها أستعاد الإسلام قوته ، وبها استعاد مهبط الوحي المدينة النبوية مركزها المشع على العالم الإسلامي وقد أحسن المجذوب حينما قال في وصف الجامعة الإسلامية ورسالتها ، وذلك أمام الملك فيصل بن عبد العزيز- رحمه الله- عام 1384 هـ إبان زيارته للجامعة الإسلامية آنذاك : هذي الحديقة من أغراس بيتكم وقد أنى ينعها واخلولق الثمر ردت إلى طيبة قيادتها فكل صقع به من نفحها أثر فأنظر إلى اسم الدنيا بساحتها في وحدة لم يشب إيلافها كدر جاءت طلاب الهدى من كل ناحية ظمأى إلى النور تحدوها المنى الكبر فيومها دأب في الدرس متصل ومعظم الليل في تحقيقه سهر لا ترتضي الرأي إلا أن تؤيده طريقة المصطفى والآي والسور جيل الهداة الذي تهفو لمطلعه سوح الكفاح ويرنو نحوه القدر ومما لا خلاف فيه ، ولا شك ولا ريب يمازجه أن للشيخ ابن باز- رعاه الله- أثره العميق في كل تقدم أحرزته الجامعة تحت إشرافه نائبا لرئيسها ، ثم رئيسا مستقلا لها بعد وفاة رئيسها الأول الشيخ محمد بن إبراهيم- رحمه الله

1- كان سماحته- حفظه الله- يتفقد الفصول بين الحين والآخر ، فيستمع إلى دروس المشايخ ويلقي توجيهاته الحكيمة هنا وهناك ، وقد يلحظ في دروس بعضهم ما لا يأتلف مع أفكاره الوثيقة فيعقب على ما سمع بما يؤدي الغرض في منتهى الكياسة والتقدير .

2- ويتردد على قاعات المدرسين فيسألهم عن صحتهم وراحتهم ، ويحاورهم في . شئون التعليم ، ويشجعهم على المزيد من الجهد في خدمة الطلبة ابتغاء ما عند الله .

3- ويدعو المدرسين في مطلع كل عام دارسي لاجتماع عام يضم أساتذة المعاهد مرة ، وأساتذة الكليات الأخرى ، فيتداول معهم أمور الجامعة ، وضرورة الانتفاع من الخبرات الماضية ، مؤكدا على وجوب الاهتمام بأصول العقيدة ، التي يعتبرها الشيخ- رعاه الله- منطلق العمل لتكوين شخصية الطالب ، ثم العناية بلغة القرآن التي عليها يتوقف نجاحه في الفهم عن الله ورسوله . . . وبخاصة في هذه الجامعة التي معظم طلابها من غير العرب ، فلا سبيل لتثبيت العربية في ألسنتهم وأقلامهم إلا عن طريق القدوة والمحاكاة فعلى المدرس إذن أن يتجنب كل لغة ملحونة ، وأن يلتزم الفصحى وحدها في كل حوار مع الطلاب .

وهكذا الشأن في نهاية العام الدراسي ، إذ يعقد مع المدرسين اجتماعا عاما آخر ، فيتدارس وإياهم شئون المقررات وملاحظاتهم عليها ، ورأيهم في مسيرة الدروس ، وفي سلوك الطلاب ، وما قد جمعوه من الانطباعات أثناء العام ، ويحثهم على الكتابة عن كل ما يرونه مفيدا للجامعة ، ليعرض على مجلس الجامعة لدراستها والانتفاع بكل صالح منها .

4- وفي دار الحديث التابعة للجامعة- ومن ثم في الجامعة- تلقى المحاضرات الأسبوعية من قبل الأساتذة في مختلف الموضوعات على مدار العام الدراسي إلا فترة المذاكرة للاختبارات والامتحانات ويشرف الشيخ- حفظه الله- بنفسه على محاضرات الموسم هذه ، لا يكاد يعيب عن إحداها إلا تحت ضغط الضرورة ، ولا تعدم المحاضرة تعقيبا منه يوضح غامضها ، ويوسع بعض جوانبها على قدر ما يرى لها من الأهمية .

فإذا كانت المحاضرة له اختار لها الموضوع الذي يمس القلوب والعقول ، حتى إذا جاء موعد الأسئلة حول بعض النقاط ، أفاض على مستمعيه بما يكفي ويشفي ؛ وكثيرا ما ينتهز السامعون هذه الفرصة ، فيوردون على الشيخ- حفظه الله- ألوان الاستيضاحات التي تحمل صفة الاستفادات ، فتأتي أجوبته عليها جامعة مانعة ، لا تلبث أن تتردد على الأفواه . وقد كتب عنه أحد الأساتذة في مقدمة محاضرة ألقاها الشيخ عبد العزيز عن سيرة المجدد المصلح الإسلامي الشيخ محمد بن بن عبد الوهاب - رحمه الله- : " وفي العقائد كان - الشيخ بن باز- مثال الاعتدال لا هو من أولئك المتطرفين الذين يطلقون عبارات الشرك على كل صغيرة كبيرة ، ولا هو من المتساهلين الذين يغضون النظر عن صغار الأمور ، بل إنه لينبه على الصغيرة والكبيرة ، ويضع كل شيء في موضعه ، يجعل الشرك شركا والبدعة بدعة " .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #169  
قديم 11-05-2004, 05:21 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

5 - وفي العالم الإسلامي : ولا يقف نشاط الشيخ- حفظه الله- العلمي والعملي عند حدود الجامعة وحدها ، على الرغم من عظم أعبائها ، بل إن- نشاطه هذا ليمتد إلى الأقاصي البعيدة من وطن الإسلام ومهاجر المسلمين فهناك المدرسون الذين ينتدبهم باسم الجامعة للتدريس في أكثر من مؤسسة علمية ، أو مدرسة وجامعة أثرية ، وبخاصة في الهند وإفريقية وباكستان .

وهناك المتفوقون من متخرجي الجامعة الذين يقدمهم الشيخ إلى مجلس الدعوة الإسلامية . بالرياض من أجل انتدابهم لخدمة الدعوة في بلادهم وغير بلادهم ، وقد تجاوز عددهم . حتى اليوم المئة ، وهم يعملون ليل ونهار في تعليم المسلمين دينهم الحق ، وصراطهم المستقيم ، وتحصينهم من التيارات الهدامة ، والمناهج البدعية - أعلى الله لهم منارا وأخمد لأعدائهم نارا- .

ولقد بذل الشيخ- سدد الله أمره- قصارى جهده لإمداد المسلمين بالكتب النافعة التي هم بحاجة إليها ، في نطاق التدريس أو المطالعة ، واستجابت المؤسسة الحكومية لاقتراحاته ، فوضعت لتوزيع . الكتب نظاما شاملا يتيح لكل منها أن تسهم . في هذا المضمار بالقسط المناسب ، وفي الجامعة الإسلامية دار لتوزيع الكتب يتلقى الكتب والمطبوعات الإسلامية من مختلف الدوائر المعنية بالدعوة في المملكة ليقوم بتوزيعه على الجهات المحتاجة في مختلف أنحاء العالم ، ويعرف اليوم باسم / مركز شئون الدعوة .

وهكذا أصبحت الجامعة الإسلامية بفضل الله وحده ، ثم بجهود هذا العالم الداعية الصالح ، مركز إشعاع ومنبع نور ، ومصدر علم وهدى ، لا على نطاق المدينة النبوية وحدها ، بل على مستوى العالم الإسلامي كله . يضاف إلى ذلك عمله الجاد في مد نشاطات الجامعة ، فهو لا يرضي الوقوف بها عند حد مهما يبلغ من الجلال ، بل يريد لها تحركا متصلا في طريق النمو .

6- أقسام وكليات : لقد بدأت الجامعة عام 1381 هـ ذات مرحلتين ، ففي جانب معهد للدارسة الإعدادية والثانوية ؛ وفي الجانب الآخر كلية الشريعة وعلومها ، وهي الآن- ولله الحمد والمنة- تضم مع المعهدين شعبة خاصة لتعليم العربية لغير العرب ، وإلى جانب كلية الشريعة أربع وهي : كلية أصول الدين والدعوة .

والثانية : كلية القرآن الكريم وهي الوحيدة من نوعها في العالم كله ، وقد استقبل افتتاحها بموجة من الاستبشار في أنحاء العالم الإسلامي ، وتلقت الجامعة فيها تهاني أكابر علماء الإسلام والثالثة : كلية الحديث الشريف وعلومه والرابعة : كلية اللغة العربية وآدابها . مع أقسام عدة للدراسات العليا- الماجستير والدكتوراه .

وهذه الجهود كلها بإشراف من ساحته- حفظه الله- وإن كان بعض المنشآت قد تم بعد انتقال الشيخ إلى عمله الجديد في الرياض ، إلا أن التخطيط له سبق انتقاله ، وكان له الأثر البعيد في التوجيه إليه ، ذلك أنه يرى للجامعة رسالة علمية عالمية تستدعي تجهيزها بكل الإمكانات التي تساعدها على أدائها . وقد أعانه الله على هذه الخطة الرشيدة ، والطريقة الحكيمة ، بإدارة من خيار الرجال ، وأفاضل المستشارين تشاركه النظرة الثاقبة إلى رسالة الجامعة ودورها البناء في إرساء تعاليم الإسلام وقيمه وأهدافه وحظي- ولله الحمد والمنة- بتقدير المسئولين وما ذاك إلا لإخلاصه وفضله ، يدفعهم للاستجابة إلى كل ما يطلب من الاعتمادات المالية لتحقيق هذا الطموح .

7- مشهد لا ينسى : نختم هذه الجهود العلمية الرائعة في الجامعة بمشهد معبر محزن لا ينسى ، إنه مشهد وداع الشيخ- رعاه الله- للجامعة الإسلامية ، ويعبر عن ذلك الشيخ محمد المجذوب بقوله : " كان انتقال الشيخ- رعاه الله- إلى منصبه الجديد في الرياض مفاجأة لكل من في الجامعة مدرسين وطلابا وموظفين ، لا يشبهها إلا فقدان أسرة راعيها الحليم الرحيم الكريم .

وذات يوم عاد إلى المدينة النبوية ، التي أحبها من شغاف قلبه ، عاد إلى الجامعة الإسلامية التي خالطت لحمه ودمه ، عاد إليها في زيارة عابرة ، فكانت فرصة مرموقة للاجتماع على وداعه . وفي مسجد الجامعة احتشد هؤلاء ليعبروا عن تقديرهم . للرجل الذي خالط حبه دماءهم ، فكانت هناك كلمات أملاها الإخلاص دون إعداد ، حتى جاء دور الشيخ للتعقيب عليها ، فإذا هو يتعثر في التعبير ، إذ غلبه التأثر فلم يتمالك أن يبكي . لقد كانت تلك الدموع الحارة أبلغ خطاب سمعته للشيخ ، بل وأشد خطبه المبينة تحريكا لمشاعر سامعيه ، حتى غمر التفاعل كل من في المسجد ، فهم بين باك في صمت ومعول في نشيج . . وما أحسب ثمة بيانا أدل على مدى الترابط الروحي بين الشيخ وهذا الجمع في مثل ذلك الموقف .

ووجدت في نفسي دافعا لا يدفع إلى الكلام في أعقاب هذا المشهد المثير فكان مما جرى به لساني هذان البيتان :

بكينا وفاء لامرئ قل أن يرى *** له في الدعاة العاملين نظير
فخلوا ملامي إن ألح بي البكا *** فإن فراق الصالحين عسير

وحقا لقد كان فراق الشيخ ابن باز للجامعة الإسلامية عسيرا ، لأنه فرق بينها وبين الرجل الذي باشر غرسها من أول أيامها ، ثم مضى يسبقها ذوب قلبه ، ويبذل لها من الجهد ما لا يضاهيه إلا سهر الأم على طفلها الحبيب . فجزاه الله عن الجامعة وأهلها ، وعن الإسلام الذي وهب نفسه كلها لها ، خير ما يجزي الدعاة العاملون المصلحون " .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #170  
قديم 14-05-2004, 12:44 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

د :- رئيسا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

ثم مفتيا عاما للملكة العربية السعودية ، ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء . في عام هـ 1395 هـ صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين سماحته في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برتبة وزير ، ثم في . عام 1413 هـ صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه في منصب مفتي عام المملكة السعودية بالإضافة إلى رئاسة هيئة كبار العلماء ، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء .

وإلي جانب هذه الأعمال الكبيرة التي تنوء بحملها أصحاب القدرات الهائلة ، فللشيخ- رعاه الله- أعمال خيرية في الهيئات الرسمية فلعل من أبرزها :

1- رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
2- رئاسة وعضوية المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي .
3- رئاسة المجمع الإسلامي بمكة المكرمة التابع للرابطة أيضا .
4- عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة .
5- عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية .
6- عضوية المجلس الاستشاري للندوة العالمية للشباب الإسلامي .
7- عضوية الصندوق الدائم للتنمية الشبابية .

هذه بعض أعماله الرسمية ، في الهيئات الخيرية

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م