مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-04-2005, 01:30 AM
tijani tijani غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: Netherlands/Marocco
المشاركات: 32
إفتراضي ثقافة الحوار أساس التعايش الإيجابي بين كل مكونات المجتمع 2

كيف نستفيد من الآخرين؟

في الفترة الأخيرة استوقفني حدث لافت تمت مجرياته بمدينة أمستردم، وهو الذي دعاني لتحبير هذه الكلمات، هذا الحدث يتعلق بتخصيص يوم للحوار على مستوى مدينة أمستردم، وهو يوم 21 ديسمبر 2004، وقد كانت مدينة روتردم هي السباقة إلى هذه الفكرة منذ ثلاث سنوات، فاستعارت منها بلدية أمستردم هذه الفكرة الجميلة، وحاولت تحقيقها بكل الوسائل والإمكانات الثقافية والإعلامية والبشرية وغير ذلك. فتمت دعوة العديد من الفاعلين الثقافيين مؤسسات وأفرادا، إلى الإسهام في إنجاح هذا اليوم المخصص للحوار، فخصص تدريب لكل المشاركين في تسيير وتنظيم هذا الحوار؛ هذا التدريب الذي قدمه الفريق المشرف على تنظيم هذا اليوم وهو ((Nieuwe Maan Communicatie Adviesgroep تناول بطريقة شمولية الكيفية التي سوف يتم بها تنظيم هذا الحوار، حيث قام المدربون بتقريب الجانب النظري والمفهومي لمصطلح الحوار، ثم تلاه الجانب التطبيقي الذي مؤداه أنه سيشرف كل مسير من المشاركين في تلقي التدريب على مائدة للحوار تضم ما بين ستة وثمانية أشخاص، يحبذ أن يكونوا من مختلف الثقافات والأعمار والأجناس... وهذه الموائد التي قدرت بحوالي 120 مائدة ستتوزع عبر مختلف مقاطعات بلدية أمستردم، وسوف تنظم داخل مختلف المؤسسات من جمعيات ومدارس وأبناك وشركات ومقاهي وحتى المنازل.

وقد حدد يوم الثلاثاء 21 ديسمبر 2004 بمثابة اليوم الأول للحوار بأمستردم، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الخامسة مساء، وبعدها يتوجه المسيرون بنتائج الحوار وأسماء المشاركين واقتراحاتهم وأفكارهم المودعة في ملفات الحوار التي تلقاها المسيرون أثناء تدريبهم، نحو إحدى البنايات الواقعة وسط مدينة أمستردم، حيث سوف يتلقى والي المدينة السيد يوب كوهن تلك الملفات، ويتحدث مع بعض الساهرين على تنظيم تلك الحوارات، وبعدها يعطي انطلاقة مهرجان النور الذي سوف تكون مدينة أمستردم محفلا له طوال ثلاثة أيام.

ولقد أكد والي مدينة أمستردم أن يوم الحوار هذا سوف يتخذ بمثابة تقليد سنوي تتميز به المدينة، قصد تشجيع الحوار الإيجابي بين كل مكونات المجتمع الأمستردمي، وانتخاب أحسن الأفكار التي أدلى بها المشاركون. وتجدر الإشارة هنا إلى أن موائد هذا الحوار الذي سوف تمنح الفرصة للمشاركين لتجاذب أطراف الحديث في ظرف زمني يصل إلى حوالي ساعتين، سوف تتعرض لخمسة محاور وهي كالآتي:
1- تفضل بتقديم نفسك؛ من أنت، ماذا تعمل؟ حاول وصف لحظة ما أحسست فيها أنك بحق تنتمي إلى أمستردم؟
2- كما هو معلوم توجد في أمستردم الكثير من الثقافات، أعطي مثالا حيا حول: أين يتم التعايش بشكل غير جيد، وأين يتم بشكل جيد، هذا ارتباطا بالثقافة التي تنخرط فيها ؟
3- ماذا تنتظر من الناس الذين تتعايش معهم على أساس تجاربك الشخصية؟
4- ماذا يمكن أن تفعل حتى يتم التعايش على الوجه الجيد في أمستردم؟
5- ماذا يمكن أن نقدم سويا؟

أحاول تقديم هذا النموذج الحضاري الراقي للكيفية التي يمكن أن نفعل بها آلية الحوار داخل مختلف أوساط المجتمع، قصد الاستفادة الإيجابية من تجارب الآخرين، وبغية ثبت أن التعلم من الغير لا يجب أن يقصر في ما هو مادي وصناعي وعسكري، بل ينبغي أن يتسرب كذلك إلى بعض الأمور الحقيرة والصغيرة ذات الطابع البداغوجي والتنظيمي. لأننا منذ استقلال بلداننا ونحن نستعير من الغرب الكثير من أسباب ومحفزات التقدم ذات الحجم الضخم، لكن لم يزدنا ذلك إلا تخلفا وتقهقرا؛ شيدت المصانع والمعامل في أوطاننا، وأقيمت البنايات التي لا توجد حتى عند الغرب، وبنيت الجامعات والمعاهد، وزينت عواصمنا بالبرلمانات والوزارات ودور حقوق الإنسان وغيرها، لكن ظلت العقلية التي تدير دواليب الحكم، وتشكل الخارطة السياسية على حالها الأول، رغم أنها أتقنت اللغات الحية، وحاورت شركاءها المتقدمين، واقترضت آخر ما توصل إليه الغرب من طرق السيادة، واستلهمت قوانينها من أرفع الدساتير الغربية وهلم جرا.

ثم أن التغير - كما سبقت الإشارة- يبدأ من أصغر مكون أو عنصر في المجتمع، والذي يتحدد في الفرد. حيث بمجرد ما يشرع كل واحد منا في إصلاح نفسه، إلا وراح المجتمع يصلح من تلقاء نفسه، وهذا الإصلاح ينبني على منطلقات جمة، أهمها النية الصادقة التي تنطوي على إرادة حقيقية في التبدل والانتقال من حال إلى حال، لكن قبل ذلك لابد من تكوين صورة ولو مصغرة على ماذا نريد فعله وتحقيقه، لأن هذه الصورة تساعدنا على وضع تصميم أو خطة لما نحن مقدمون عليه، إلا أن النية أو الصورة أو التصميم أو الخطة أو غير ذلك هي أمور مشتتة، حتى تكسب حبكتها ومتانتها لابد من رابط يوفق بينها، وهذا الرابط لعمري هو الحوار سواء بشكله الداخلي أم الخارجي، بواسطته نتمكن من تنظيم أفكار وعناصر أي مشروع ذاتي أو حضاري نزمع على القيام به. والحوار هنا، يعادل بشكل أو بآخر دلالة المصطلح القرآني (الشورى)، حيث بالتشاور والتحاور نتوصل إلى معرفة أحسن الطرق التي ينبغي أن نتبعها في التعامل مع قضية ما أو نازلة ما.

من هنا نخلص إلى أن غياب روح الحوار والتشاور من تركيبة مجتمعاتنا الراهنة، حيث الغلبة للرأي الأوحد داخل سائر المؤسسات من أسرة ومدرسة ومسجد وإدارة ومعمل وحزب وجمعية وبرلمان وحكومة... هو المسؤول الأول عن الانغلاق الشرس الذي يطبع سلوكاتنا ومعاملاتنا حيث الحضور المستديم للعقلية المخزنية المستبدة التي لا تؤمن بالآخر ولا تعيره أي اهتمام، رغم أننا نملك كل دواعي المعاملة الإنسانية الحسنة، ونتحلى بقدر لا بأس به من مكارم الأخلاق، وندرك أن لكل ذي حق حقه، لكن تظل المفاهيم التي لقنها لنا ديننا العظيم غير مفهومة على الوجه الأصح؛ حيث قوامة الرجل على المرأة تعني أن الذكر خير من الأنثى، والأبوة تعني أن الإبن بمجرد ما يخالف أباه أو أمه الرأي فهو عاق، والمرؤوس بمجرد ما يناقش الرئيس في أمر ما - حتى ولو أنه لا يمت بصلة إلى الرئاسة- فهو مرتد أو خارجي! بغض النظر عن بعض الاستثناءات، هذا هو ،إذن، الطابع الغالب على بنية المجتمعات التي ننتمي إليها، وهذا الطابع السلبي صدرته تلك المجتمعات عن طريق هجرة الملايين من رعاياها إلى الغرب، مما سبب الكثير من المتاعب سواء لأولئك الرعايا أم للشعوب الغربية. ويمكن اعتبار المبادرة بتشجيع الحوار وتفعيله بين شرائح المجتمع المتنوعة أنجع الوسائل لتخطي ولو جانبا من معضلات التواصل التي غرستها في ذواتنا وثقافاتنا الأنظمة التي تستبد بأوطاننا الأصلية. فلنتحلى إذن بروح الحوار الذي به نستطيع فهم ذواتنا، وبفهم ذواتنا نستطيع فهم ما يحيط بنا، وبفهم ما يحيط بنا نتمكن من إدراك قيمتنا في الوجود الذي ليس ملكا لنا وحدنا، بقدرما هو ملك للكل الذي يحتوينا، فنتفاعل معه أو نتجادل معه!
__________________
التجاني بولعوالي
شاعروكاتب مغربي مقيم بهولندا
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م