مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 29-07-2005, 12:36 PM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي ...::: حديث الروح ...:::


كتاب حديث الروح

للشيخ ناصر السابعي ( حفظه الله )


للروح حديث وأيما حديث

طالما همست إليَّ حاكية ..أو شاكية … أو باكية .. فتسرد لي من حديثها العذب .. وتبث من أشجانها .. تردد من آهاتها..
وكلما راق للقلم أن ينظم لقصتها ملحمة، أو يرسم لوجدانها زهرة، أو يحصى لأناتها عدة .. هتفت بي قائلة :

هل ستبوح لأحد بهذه الزفرات ؟
قالت لي الروح :

سأحدثك بحديث لم أبثه إلي أحد سواك ، غير أنه حديث يعرفه كل أحد لأن أرواحهم حدثتهم به :

في نبضة القلب ، وومضة العقل ، وانشراح الصدر ، والتياع الخاطر ، وإشراقة النفس ، ولدغة الفراق ، وجذل اللقاء ، وسمو الوجدان ولفحة الإساءة ، ونفحة الأيمان ، وهتاف الروح …

ثم تنهدت الروح تنهيدة ، أخذت نفسا عميقا … تهيأت لتشرح لي مكنون سرها ، وتهمس إلي بكلماتها وحروفها … وهممت بالحديث …

وحينما أمسكت بالقلم لتقول أمسكت بيدي فقالت :

هل ستبوح لأحد بهذه الكلمات ؟

أيتها الروح : لن أبوح إلا للروح … ولن أتحدث إلا هامسا …. ولكني لا املك أن انطلق الهمسة عاصفة تحمل إلى كل روح زفرة منك ، تترجم كل حديث قيل ، وكل كلام لن يقال …..


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 29-07-2005, 12:43 PM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

روح الكلمة
الكلام الذي لا يثير الروح كلام ليس فبه روح …. والكلمة التي لا تتنفس جثة ليس بها حياة …. فالكلمة نفثة من الخاطر جالت فيه حتى لم تقدر على البقاء فجاءت لفظة تمثل ميلاد الحياة ذات كيان واستقلال ….
أجل ………… ليت كل الكلمات المنتظمة في عبارات ، أرواح التقت لتؤلف مجتمعا من المعاني … فان طارت حلقت معا … وان طربت رفت معا … وان أسفت تحرقت معا … وان غضبت فان لها هديرا كهدير أمواج البحر الهائج … وان حزنت فان لها هديلا كهديل أفواج الحمائم التي تعزف شكواها … وأما إن هامت فلا تسل عن الليل إذا سجى ، وحياة في عالم يشرب وجدانه من ينبوع الخلود …. لماذا تموت المعاني قبل أن تولد ؟!
الكلمة في كثير من الأحيان .. تخرج الكلمة هامدة جامدة … فتلفظ لتسقط كالحصاة الصغيرة التي لا تبرح مكانها ….
ليت كل كلمة عندما تقال تطير كالعصفور الذي تروي من الشدو ، فرأى من بعيد شجرة لم تهزها بعد همسة نسيم الصباح ….. وليت كل كلمة مغناطيس تجذب القلوب التي تصلبت فصارت حديدا , فلا تحيا إلا بالكلمة التي تحيا ولا تلين إلا بحرارة روح الكلمة ، حين تلامسها نفثة محرقة ، أو همسة دافئة أو نسمة هائمة …….
وليت كل كلمة صدقت فكانت طاهرة الروح لتلامس الرواح الطاهرة …. وحينئذ تلتقي روح الكلمة روح الجسد ليبحرا على سفينة حملتها أمواج من الصدق والإخلاص الطهر …. أو ليسبحا على كوكب سرى في ليلة مقمرة أو نأى في ليلة مظلمة ، أبرقت له النجوم ، مبتسمة لروحين التقتا على متنه لقاء الأرواح الصادقة في عالم الملكوت …

هناك سينشد محمد إقبال قائلا :

حديث الروح للأرواح يسري ... وتدركه القلوب بلا عناء

هتفت به فطار بلا جناح ... وشق أنينه صدر الفضاء

ومعدنه ترابي ولكن ... جرت في لفظه لغة السماء


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 29-07-2005, 12:50 PM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

شفافية الروح
يدرك البصر الأشياء حينما تراها العيون …. ويدرك السمع الأصوات حينما تسمعها الآذان ….. ويدرك العقل الأفكار بالخيال والإفهام …. فماذا تدرك الروح ؟ وكيف تدرك ؟
إن الروح ترى ما تراه العيون ، وتسمع ما تسمعه الآذان ، وتفهم ما تفهمه العقول …. وهي أيضا تدرك فوق ما تدركه الأبصار والآذان والعقول ….

ولكن الروح _ إذ ذاك _ لا تدرك إلا حينما تتمازج مع الأرواح الروح بالجسد ، فلا يحيا الجسد إلا بالروح ، ولا تقوم الروح إلا بالجسد …..

وامتزاج الروح بالروح آخر خفقة من خفقاتها عندما تهم بالهبوط … ذلك أن الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ،فإذا ائتلف وامتزج بعضها ببعض .

فإذا التقت الأرواح أدركت – في لحظات صمتها الطويل – كل شئ …. لأنها تشعر بغير جنان ، وتتحدث بغير لسان … وإذا افترقت الأرواح أدركت – وهي متباعدة –كل شئ … لأنها ترى بغير عيون ، وتسمع بغير آذان ، وتفهم دونما تفكير ، إذ بلغت من الشفافية والصفاء والإخلاص ما تنكشف لها أسرار الأرواح …

وإذا شاءت الأرواح الوصال في وقت ومن أي مكان فلها ذلك ، لأنها تطير بغير أجنحة ، ولها من سرعة التناغم الوجداني ما تتخطى به حدود المكان والحواجز المادية .

هنا تزفر بعض الأرواح فرتها المحرقة متنهدة قائلة :
أهكذا شأن كل الأرواح ؟
إن من الأرواح روحا خفت فتوثبت للطيران .. ومن الأرواح روحا رفت ، فأوشكت على الوصول …. ومن الأرواح روحا شفت ، فاستغنت بشفافيتها عن كل شئ … وإذا بها – وهي في مكانها – تسمع وترى وتفهم ، وتغوص إلى الأعماق لتصطاد لآلئ الأصداف .يا ترى ..
أي الأرواح بلغت بها شفافيتها إلى كشف أسرار الأرواح ؟

،، يتبع بإذن الله ،،

__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 02-08-2005, 12:23 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

هتاف الروح

لتستقل الروح ما تشاء من مركبات السماء التي تجوب الآفاق ، ولتكن على ظهر غمامة ، أو كف سحابة ، أو متن ذات جناحين تعلو فوق السحاب … فليس ذا ولا ذاك علوا حقيقيا للروح ، ولا سموا يرتقي بالوجدان .

تيهي أيتها الروح الطاهرة حينما يكثر الصخب من حولك في
الطائر بدفقه من قلبك الخفاق ، ويعلو بثقة من وهج الأعماق .

وتيهي أيتها الروح حينما تنزل بك السكينة إلى دفء الأرض،
فتسطع منك إشعاعة ذات بريق على قشرة التراب اليابسة
فتستحيل حدائق ذات بهجة.

وتيهي أيتها الروح حينما تكونين كوكبا بين الكواكب ، أو
نجما بين النجوم ، أو شمسا تسطع ، أو قمرا ينير .

لا غرو أن الروح في صعودها وفي هبوطها ، وفي أرضها
وفي جوها ، أو حتى في البحر ، هي كما هي إشعاع وطهر ونقاء .

يا كوكبا منيرا في الأرض أنت كوكب مضيء في السماء ..
ترسل ومضات برقك من بعيد لتُخضّر أجنحة الأرواح حينما
تكاد أن تيبس ، فإذا بالحياة تنبعث من جديد .

وتلتفت في طريق عروجك إلى روح خفت بريقها ونضب نضارتها ، فإذا وحي سناك – وقد أرسلته العناية الإلهية – يبرق إلى غمام السماء ليبل تلك الأغصان التي سقطت أوراقها ، لتورق مرة أخرى .

هنا وهنالك .. أومضت كل روح ،فالتقى في عنان السماء
طائران تحملهما روح واحدة .


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 02-08-2005, 12:33 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

وهل يجدي الصمت ؟
عجبا للروح إذا صمتت ،وإذا نطقت .. كالبحر الذي تنقلب أمواجه شفاها تخبر عن لوعة وغليان ، وعالم ملئ بالحياة … فان هدأ البحر همست الشفاه ، وان هاج هتفت الشفاه …

كذلك هذه الروح كل شئ بها هو حديث تتباين أمواج تردده .. فان نظرت الروح تحدثت … وان ابتسمت تحدثت … وان رفرفت تحدثت ….. وان اغتالها الوجد تحدثت … وان حنت تحدثت ..


فيا ترى أي شئ يخفيه صمت الروح ؟
ولكن …………

هل كل حديث الأرواح يفهمه كل أحد ؟
أم كل حديث الأرواح تسمعه كل روح ؟


إن حديث الأرواح هو كالصنعة للصانع إلا الصانع ، ولا يتذوق القصيدة ألا الشاعر ، ولا يقرأ اللوحة إلا الرسام .

بالله ، هل كل الأرواح تفهم لغة حديث الأرواح ؟ لم تنطق الروح قديما ، ولكنها كتبت ديوانها وأنشدته على مسرح الغيوم ، حينما استيقظت النجوم وحضرت الأرواح … هناك علت الهتافات…

ولم تنطق الروح قديماً ، ولكنها- من غير أن تتكلم – كانت تلقي كل يوم بيتاً من قصيدتها الطويلة .. ولم تنطق الروح قديماً، ولكنها حين التفتت وحين سكتت .. وحين وثبت وحين رفت .. ما كانت تقول أي شيء ، ولكنها كانت تقول كل شيء ..


وأخيراً.. تحدثت الروح ..
فماذا كان ؟
انصهرت الروح الأخرى فسالت حبراً، ثم كتبت :


على ضفاف المنى أستنشق المطرا ... أسائل الشمس هل غيم المساء سرى

أشم من تربة الوديان أن على ... تلك الرياحين تيار السماء جرى

متى المياه التي طارت مرويةً ... صدر الفضاء تروي صدري النضرا

متى العيون التي ترنو محلقةً ... على جناحين ترنو ها هنا لترى

متى النجوم حواها الليل حالمةً ... برؤية البدر يجلو ليلها القمرا

وذلك الحلم المنسي ملتحفاً ... ثوب الغمام ، متى ألقاه مزدهرا ؟


..يتبع بإذن الله ..


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت

آخر تعديل بواسطة نور الحياة ، 02-08-2005 الساعة 12:41 AM.
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 18-08-2005, 01:28 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي


ما بعد الصمت


ما كنت أحسبه يوما ستحمله
تلك السفينة غنّى حولها الخطر

في لُجّة البحر حيرى لا شراع لها
يبكي على متنها الأمواج والمطر

تشكو إلى الله وسط البحر ضيعتها
لا الشمس توردها المرسى ولا القمر

لما بدت أنجم في الأفق لامعة
رنا إليها بعين كلها فكر

كأنما لمعان النجم نار هوى
في قلبه يتهاوى نحوه الشرر

قلبان رهن ليال غير باسمة
تقاسما النجم لم يجمعها القدر

قلب يشاطر ذاك النجم حيرته
وآخر بوميض منه ينشطر

.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.

وجوم عينيه في صمت الرياح على
سكينة الموج منها القلب يعتصر

للذكريات هنا سحب وأودية
سالت ، وفاح شذا مرجانها العطر

لمن ـ ترى ـ اللؤلؤ المختار يجمعه
من زرقة البحر والياقوت والدرر

هل يستعير شراعا ؟ هل سيرفعه
في الأفق ؟ والراية البيضاء تنتصر ؟

على السفينة أرياح وأشرعة
تواقة لرؤى الشطآن تنتظر

قيثارة منه تكفيها لتسلك في
بحيرة ملؤها الحيتان والجزر

فهل يقص جناح القلب حين بدت
على شواطئه حورية بشر ؟

لسوف تحمل تلك الفلك أجنحة
من الفؤاد وذي الشكوى ستنصهر

وسوف تحضر أعواد الحمام إذا
طاب الرواء ولن ينأى بها السفر

هناك تخفق رايات وأفئدة
عند المساء ، وحلم النجم يزدهر


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 20-08-2005, 08:46 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

شفاه البحر

…. وحين تكلمت شفاه البحر الغاضبة تعلن عن الوليمة المرتقبة ، زفر البحر زفرة بلغ الروح صداها ومداها … فأدركت أن للبحر رنة يتنفس بها من ثقل المأساة … وأدركت لأن للجمادات الساكنة والمتحركة إحساسا ولغة حقيقيين :

إحساسا بما في الوجود ، ولغة تعبر عن ذلك الإحساس ….

وأدركت الروح أن زفرات البحر ترجمة لأحاسيس كثير من الكائنات … وأن تلك الشفاه حين تكلمت قد نطقت بلسان القدر ، واستغاثت باله الكون … فزأرت بلسان الغيظ ، وجأرت بلسان التسبيح …

إيه يا أبا خالد ………..

لكم لطمت أمواجك وجوه الجبال ، وذابت في حياضك تلال الرمال … وتحطمت على كفك السفن والزوارق …..

وكم من روح هربت من جسدها حينما أحست بدفء الغضب يتصاعد من بين الأمواج …..

ترى …… ماله غاضبا ؟ الآن له روحا يحس بها كإحساس ذوات الأرواح ؟! أم ليس من بين ذوات الأرواح من له روح لكن ليس لها إحساس ؟!

لكأنما دخلت الروح في الجسد لا ليحيا بها ، ولكن ليكون لها قبرا له صلاحية ذات أمد محدود …. فأحس البحر بما فيه من الحياة أن الموت خير لكثير من الأجساد …. وهناك أعلن عن الوليمة !

أيها البحر الذي أبدعته يد القدرة الإلهية : بماذا نتغنى منك ؟
كلهم يطربهم حداء أمواجك بعضها لبعض ….

وكلهم يلذ لرواحهم أن تلامسها نسماتك اللطيفة الباردة …

وكلهم يعجبهم النظر إلى زرقة أمواجك المتقلبة

ولكنك إذا غضبت ….

فكلهم يخاف منك …..!

لأم الحداء ينقلب زئيرا …..

ولطافة النسمة تنطلق صعيقا …..

وزرقتك في عيونهم تنما هي في مياهك …..

فهل أغضبوك ؟ أجل ، لقد أغضبوك … حين أكلوا على شواطئك ، ثم رموا فضلات الطعام للطيور ، ونسوا أن يغسلوا أيديهم من مائك الطهور ، فرأيت أن يأكلوا _ وما أكلوا _ صيدا للحيتان وأسماك القرش ونباتات البحر .

وهنا …همست الروح فقالت :

سبحان الذي جعل من الماء كل شئ حي ! … وسبحان الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا !…
وسبحان الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي !…


ثم رفعت الروح كفها الى بارئها سبحانه وتعالى قائلة : يارب … أحيني بالايمان … وأمتني على الايمان….


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 20-08-2005, 09:03 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

الشمعة البيضاء

يجف ماء العيون حين يجف في النفس نبع الحياة ….

وتخفت إبراقة العين حين يخفت إشعاع القلب …

ويلتحف قمر الوجه غلالة رقيقة حين تغرب شمس الروح عن النفس … بينما ……………..

تشع النفس مستمدة ضياءها من شعاع الوجدان ………….

وتمتلئ كؤوسها إذا جرى في العروق ماء الحياة …..

وتتهلل أسارير الوجه معلنة بداية لإشراقة جديدة …

هكذا شأن الحياة ….. وكل حياة ….

والروح للجسد كالمصباح ، إذا انطفأ أصبحت النفس مظلمة ، وكل شئ فيها مظلما شاحبا ……

وإذا اشتعل أبصرت النفس كل شئ ….

ولكن قبل أن تبصر غيرها ، هل يتمكن المصباح الصغير أن يضيء للروح في أروقة النفس المعتمة وطرقها الباهتة ….

هنا ينبغي أن يشتعل فتيل يستمد وقوده المتدارك دونما انقطاع …

فأي وقود يشعل فتيل الروح ويضئ مصباح النفس ؟ !

هل يا ترى الفتيل يقبس جذوته من وهج الفؤاد المتقد على ضراوة الشوق واللقاء ؟!

أم تراه تشتعل أوراده من حفيف أجنحة الروح في النفس حينما تطير بها في عالمها الفسيح .؟!

أم يغلي به البركان ثار في الكيان صعودا وهبوطا ، فأذاب كل جليد ، وأحرق الأخضر واليابس ، فلا تراه رمادا تحته نار تسيل ؟!


لندع للروح أن تختار ما تشاء …

فهي التي تحدد طريقها بما يحمل كفها من فتيل ، وما تتزود به من وقود ….

ولكن عسى ألا تنسى أن تحمل معها شمعة ربما ستشعلها في الظلمات بحثا عن المصباح ….

ولعلهاـ إذن ـ أن تختار من بين كل الشموع شمعة بيضاء ...



__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 21-08-2005, 01:12 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي


إذا احترق الليل


حين يلد الليل حمائمه البيض لتشاركها الروح الطيران ,يتنفس كل شئ ….

يتنفس الصبح إثر تلك الزفرات التي لهيبها الأحمر في الأفق معلنة لحظات الميلاد …

ويتنفس الطير بعدما احتبس عن التحليق وتوقف عن التغريد …

ويتنفس الشجر بعد أن شارك الإنسان نسمته فاشتاق لنسمة المعتادة …

ويتنفس الإنسان إثر جثوم الليل على صدره بظلامه الدامس وهمومه الثقيلة ، وأفكاره التائهة ، فيحيا من جديد ….

لنسأل الصبح حين ابتسمت شفته :أكان ذلك ابتسام الخلاص أم ابتسام اللقاء ؟
ولنسأله أيضا ، عما جرى في العالم الليلي المليء بالهمسات ؟
ولنسأله ماذا قالت الروح حين ودعتها الشمس وانطفأ مصباح الحياة ؟
لليل آهات وزفرات … ولكل روح آهة وزفرة …

فللعابدين إيمانهم…. وللبائسين أحزانهم …. وللعاشقين أشجانهم فكم روح رفت حين سكن الليل ………..

وكم روح أشرقت حين أظلم الليل ………….

وكم روح اشتعلت حين احترق الليل ……….

أيها الليل الذي يغط على جميع الأرواح ،أتراك تركتها تغط بعد أن ألقيت عليها رداءك الدافئ ؟!

أتيت فبدأت حياة جديدة … وغنت الروح فقالت :

إذا احترق الليل عند الشفق
وأورى زناد الهوى والقلق

وطار جناح النهار أسى
وعس هلال الدجى واتسق

فقل للنجوم على مسرحي
أسيلي على وجنتي الألق

وقل للكواكب لا تعجبي
إذا ابتسم الفجر عند الغسق

فروحي ترف على كوكب
جرى طربا وسرى في الأفق


أيتها الروح الساجدة في المحراب : دعي سائر الأرواح ، فإنك في مقام لو علمت به لزاحمتك عليه


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 23-08-2005, 12:20 PM
الوائلي الوائلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 183
إفتراضي

الكلام الذي لا يثير الروح كلام ليس فبه روح …. والكلمة التي لا تتنفس جثة ليس بها حياة

ما شاء الله حديث روح يسري في الأرواح

بارك الله فيك
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م