مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-05-2003, 10:12 AM
عمروش عمروش غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 60
إفتراضي كابوس الكبيسي

خطبة الجمعة

كابوس الكبيسي

الشيخ عصام عميرة
الجمعة 08/03/1424هـ الموافق 09/05/2003م

--------------------------------------------------------------------------------


الخطبة الأولى

روى الترمذي وأصحاب السنن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك".

أيها الناس: كتب كاتبٌ مقالاً على موقع يقال له {إيلاف} ما يلي: ((الشيخ أحمد الكبيسي رئيس جمعية علماء العراق، أحد الذين برز نجمهم مع ثورة الفضائيات، وتعمقت معرفة الجمهور والمشاهدين به مع برنامج الفتاوى المباشر الذي كانت تبثه بصفة شبه يومية قناة دبي. الكبيسي واحد من أعضاء مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة، وكان لبعض اجتهاداته الفقهية وتفسيراته المحدثة لبعض آيات القرآن والأحاديث النبوية المتعلقة بالفتن وآخر الزمان ردود أفعال واسعة.

في لقاء أجرته صحيفة الشرق الأوسط نشر أول أمس الثلاثاء، قال الكبيسي: (إن من الخسة أن تكذب وتدجل وأن تدعي أنك تريد أن تقيم دولة إسلامية، وأنت لم تستطع طوال 15 قرناً أن تقيمها حتى عندما كنت في أوج قوتك وفي وجود جيشك)، مؤكداً أنه ما من عباءة أشد فرقة من العباءة الدينية، ولذلك لا ينبغي أن تقوم حكومة دينية في العراق اليوم. ويقول بالحرف الواحد: (نحن لا يجب أن نجعل دين الدولة على مذهب واحد، نريد دولة شعبها مسلم يتمتع بحريات كاملة دون أن تمثل طائفة بعينها). هذه الرؤية التي قدمها الكبيسي لعراق جديد تشابه إلى حد كبير رؤية أبي الحسن الندوي، الذي كان يرى، بعد انفصال باكستان عن الهند، أن العلمانية هي أفضل وضع يمكن أن يعيشه المسلمون في الهند بحكم كونهم أقلية، ولاستحالة إقامة دولة إسلامية بحيث تحمي العلمانية والديمقراطية حقوقهم. غير أن المثير فيما ذكره الكبيسي أن الوضع في العراق مختلف تماماً، فالكبيسي يؤكد أن إقامة حكومة إسلامية أمر مستحيل، مستشهداً بالتجربة التاريخية للمسلمين عبر خمسة عشر قرناً، مؤكداً من غير أن ينطق أن دولة الإسلام أمر قائم وحكم مستقر، مع كل ما مر بالأمة من فترات ضعف وانحطاط، ومع كل ما توالى عليها من خلفاء وحكام وملوك ورؤساء تفاوتت درجات تمسكهم بالشريعة وشعائر الإسلام، ما دام أن المجتمع يمارس واجباته الدينية ويحظى بحقوقه بشتى مذهبياته وطوائفه، فدولة الإسلام باقية ما بقي المسلمون.))

أيها الناس:
علق بعض المسلمين بعد سماع ذلك وأمثاله من الشيخ بأنه مجنون، بل إنه يرد على الله أمره، ويتجاهل حقائق قرآنية وتاريخية. فتلك أول مرة تصل البذاءة بعالم من علماء الشريعة الإسلامية، ورجل مشهور فضائياً، أن ينزل إلى هذا المستوى المنحط في فقه الواقع وفن مخاطبة المسلمين. فهو ينكر حقائق في التاريخ ساطعة، اعترف بها هو قبل غيره، ففي المقابلة التي أجرتها معه قناة العربية الفضائية قال: "إن المسلمين قد حكموا شعوباً كثيرة ولفترات طويلة، ما سُجلت عليهم مخالفة دولية واحدة"، يعود فينكر في نفس المقابلة أن المسلمين قد قامت لهم دولة بعد الخلافة الراشدة الأولى التي استمرت ثلاثين عاماً! ولقد تعدى أمر هذا الشيخ المتساقط مسألة الافتئات على التاريخ والمرجعية الإسلامية التي بقيت ثلاثة عشر قرناً توجه مسار الحياة في الدولة الإسلامية المتعاقبة في جميع جوانبها، بغض النظر عن درجة التمسك بتلك المرجعية، أو إحسان تنفيذ متطلباتها، إلى أن وصل حد إساءة الأدب مع المسلمين والمسلمات الغيورين على دينهم وأمتهم عندما فُتح المجال للأسئلة والمداخلات. فقد تصرف مع أحد المتصلين من الجزيرة العربية بشكل طاغوتي يوحي أن صدّاماً قد بُعث من مرقده، حيث رغا وأزبد، وقرر عدم مواصلة سماع مداخلته، وإجابة استفساراته بشكل تعسفي، ما حدا بالمتصِل أن يقول بلهجة المخبت المنكسر: "الشكوى لله"، ويكررها على مسمع الشيخ! وفي رد له على مداخلة أخرى من مسلمة من بريطانيا حينما انتقدت الشيخ لقوله بمواصلة جهاد النفس ضد المحتلين قال لها: "قاتلك الله، أيتها الخائبة"! وعندما دخل على برنامجه رجل من المسلمين العاملين لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وبين له من فلسطين الأسيرة كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل أن يقيم نظاماً في المدينة كيفما اتفق، ثم حوله بعد ذلك إلى دولة إسلامية، بل إنه على الصلاة والسلام أقام دولة الإسلام الأولى فور وصوله إليها، ولم يطبق فيها غير شرع الله. وبين له كذلك أن واجب المسلمين اليوم في العراق وما حولها مقاتلة الأميركيين المحتلين، والعمل لإقامة الدولة الإسلامية، كان جواب الشيخ بعيداً بعد المشرقين عن الفقه أو الفكر الإسلامي، بل إنه قال له: "تعال وجاهد الأميركيين وحرر العراق وسنقبل حذاءك"، ثم أردف قائلاً: "هذا الأخ يُنظِّر، والواقع عندنا مختلف عن التنظير، ويجب علينا أن نتعامل مع الأميركيين، ونطيعهم في كثير من الأمر، ونطالبهم بالقيام بواجبهم تجاه العراق، وتنفيذ التزاماتهم بتأمين الحرية والكرامة للعراقيين، وتطبيق الديمقراطية عليهم"!

ولسائل يسأل: هل نحن في حلم مزعج، وأن ما سمعناه هو كابوس من فعل شيطان تمثل بالكبيسي؟ أم أن الذي يجري هو حقيقة وقع عليها الحس؟ وأنه تلبيس من إبليس على هذا الشيخ وأمثاله الذين باعوا دينهم للشيطان فضلوا وأضلوا؟

أيها الناس:
بعيداً عن الصدمة التي أحدثتها تصريحات الكبيسي في نفوس المسلمين عموماً، والعاملين لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص، وبعيداً عن الانفعالات العاطفية التي تولدت جراء تطاول هذا الشيخ الخرف على ثوابت العقيدة والشريعة، وبعيداً عن البذاءة التي تمثل بها الشيخ عند ردوده على إخوانه وأخواته، بعيداً عن ذلك وأمثاله، فإن القضية تحمل بعداً أعمق، ويسعى الشيخ ومن يقف خلفه وفي صفه، لتحقيق أهداف أخفى وأخطر. ففي كل بلد من بلدان المسلمين كبيسي كالذي في العراق، بل في كل بلد من بلدان العالم قد وجد أمثال الكبيسي ممن يزورون حقائق التاريخ، ويعيثون في فقه الأمة وفكرها فساداً. إنهم ليسوا إلا صناعة غربية يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، إنهم يريدون ضرب فكرة إقامة دولة الخلافة الإسلامية واستئناف الحياة الإسلامية التي انقطعت بانهيار الدولة العثمانية، خصوصاً بعد أن تجذَّرت تلك الفكرةُ في نفوس المسلمين أكثر من أي وقت مضى، وأصبح تحقيقها قاب قوسين أو أدنى. إنهم يريدون التعايش مع الواقع كما هو، بل ويرغبون بشدة في بقاء الحال على ما هو عليه، لضمان بقاء الحكام في مراكزهم الغاصبة لسلطان المسلمين، وبقاء الكفار على المسلمين مسيطرين. إنهم يسعون لإجهاض جنين الخلافة الذي تشكل في رحم الأمة الإسلامية، وأوشك أن يُكمل مراحلَ نموه ليولد عملاقاً يشدخ نافخ الكفر. هيهات هيهات! لقد جئت متأخراً جداً يا كبيسي، فقد حاول قبلك من هو أشد منك قوة وأكثر جمعاً وأغزر علماً أن يشوهوا صورة العمل الإسلامي، ويفتوا من عضد العاملين المخلصين لإعزاز هذا الدين، خدمة لأمراء النفط وملوك الطوائف العربية والإسلامية، ولكن الله أحبط مساعيهم الشريرة، وأخرس ألسنتهم الكاذبة الخاطئة. فلا تغتر بما هيأ لك القوم من فضائيات تقذف عبرها حممك وترهاتك، ولا تفخر بما أحضروا لك من دبابات تصل بها إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تفرح بما وعدوك به من مشاركة في حكم العراق، ومنصب تسترزق منه زقوماً يطعمك الأثيم، كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم. فاعتبر بمن سبقك في هذا المجال، وانظر إلى حالهم والمآل. أخرج البخاري في تاريخه وابن أبي الدينا في الصمت والبيهقي عن أسود بن أبي أصرم المحاربي قال: قلت يا رسول الله أوصني. قال: "هل تملك لسانك؟ قلت: فما أملك إذا لم أملك لساني. قال: فهل تملك يدك؟ قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي! قال: فلا تقل بلسانك إلا معروفاً ولا تبسط يدك إلا إلى خير". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.



الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، ءآلله خير أما يشركون؟ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده المرتجى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المجتبى، وبعد أيها الناس: إن باب التوبة مفتوح لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وإن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فلا تقنط من رحمة الله يا كبيسي، وإن أردت الخير وحسن الخاتمة والعاقبة، فاستغفر الله لما قدمت، واعقد العزم على عدم العودة لمثله، واصبر نفسك مع العاملين المخلصين لإعزاز هذا الدين وإقامة دولة خلافة المسلمين الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ولا تكن للخائنين خصيماً، وللأميركيين معيناً، بل اتق الله وجاهدهم به جهاداً كبيراً، وأذكرك بقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ. وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ. وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}.

وإن لم تكن لميدان الدعوة والعمل الجاد أهلاً، فاترك الميدان لأهله، ولا تتوعر مسالكه، وأمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك وابك على خطيئتك، وانظر في المرآة جيداً لترى بأم عينك كم مضى من عمرك وكم بقي طبقاً لقانون أعمار الأمة الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "أَعْمَارُ أُمَّتي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذلِكَ". رواه الترمذي عن أبي هريرة. واعلم يا كبيسي، وأعلم من خلفك من العلماء أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، منهم عالم تعلم ليقال عالم. فلا تكن وقوداً تسعر به النار يوم القيامة، واربأ بلحيتك البيضاء أن تسود يوم القيامة في نار جهنم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. أعاذنا الله وإياكم من سواد الوجوه يوم القيامة.

لبيك....

وأقم الصلاة


http://www.al-aqsa.org/HOME/vidiocal...503_kaboos.htm
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م