مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #51  
قديم 14-04-2007, 09:34 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي

الليل و المصباح 2
وفى لحظة من اللحظات أنقطع هذا الصمت بجملة واحدة لم أسمع بعدها شيئا ولم أفعل شيئا حتى الصباح ...صدرت الجملة عن أمنا فوقعت فى قلبي موقع الصاعقة ، ولاقتها أختى بوجوم غريب ، فرفعت عينيها الى السماء ثم مضت فى صمتها وحزنها واعراضها ... قالت أمنا بصوت حزين بعيد محطم ، اذا كان الغد ،فسنرحل عن هذه المدينة ((المشئومة )) لم يستطع بعدها احدا منا ان يقول ولا أن يظهر شيئا الا الطاعة والاذعان .
سبحت أنا فى الخيال وذلك الكوكب الضاوئ...وتذكرت ما ألم بها من البؤس طول حياتها مع ذلك الزوج الماجن ، و ما حرق فؤادها من الغيرة ، وما آذى نفسها وقلبها من الذل والخوف واليأس .وذلك الخطب الذى ألم بها فهدها هدًَا حينما جاء نبأ صرع زوجها ، وبأنه صرع فيما لا يشرف به صريع ، وتلك الالام التى لا حد لها والتى غمرتها كما يغمر الماء الغريق حين أنكرتها الأسرة كلها وحين أخرجتها من القرية ونفتها مع فلذتي كبدها من الارض.
لم أستطيع أن أنكر ولا أن أجادل ،ولم أزد عن اظهار الطاعة شيئا .ويعلم الله كيف مرت تلك الليلة النكراء فى نفسي . قضيتها ساهراً حائراً ثائراً لا أطمئن الى شيء حتى اذا مضى من الليل جله نهضت أمَنا فأمرت أن نستعد للرحيل ، فقلت الا نستأذن من سادتنا بهذا الرحيل !؟ فردت أمى فى صوت هادئ حزين ؟ إن كان يؤذيك فراقهم فأقم أنت ، فسنرحل نحـن.
وماهى الا ساعات حتى كنا قد تجاوزنا المدينة وانتقلنا من قرية الى قرية نحو الجنوب الشرقى... حتى اذا بلغ منا الاعياء مبلغه ، فكنا نستريح وننتظر الفجر .
وينير لى ضوئك أيها الكوكب الغريب وأنا سابح فى حلم أرى صورا قريبة مألوفة . تمثل لى أهل البيت التى كنت أخدمه . وسيدة البيت وهى تأمر وتنهى ، تصعد وتنزل وتقوم بتدبير شئون بيتها . وتمثل لى تلك الصورة رئيس مركز الشرطة وهو يقبل عند الظهر فيضطرب لمقدمه البيت كله ،ثم يعود الهدوء الذى يوشك أن يكون سكونا ، ويتفرغ أهل البيت كلهم لهذا الرجل الصخرة ، ويقومون بخدمته كأنهم لم يخلقوا الاّ له.... وتمثل تلك الصور أمورا أخرى كثيرة مما كنت أراه فى ذلك العهد القريب السعيد ....لكن ضوئك أيها الكوكب يبهرنى فيخرجنى من تلك الاحلام الحلوة الى يقظة مؤلمة لا أكاد أشعر بها حتى أحس خشونة الفراش وعدم الراحة عليه ...وأين يقع هذا الوطأ اليابس من ذلك الفراش الوثير الهزاز. الموطأ الذى كان موضوع لى فى تلك الغرفة الجميلة المترفة من سراي رئيس مركز الشرطــــــة.
لم أكد أشعر بخشونة المرقد هذا حتى ذكرت أننا عند مضيفنا شيخ أحدى القرى ... فى مكان لايسترنا فيه سقف ، تكاد ظلمة الليل ان تغمرنا فيه لولا شعاع رقيق كان يترقرق من ضوء القمر وقد تقدم به الشهر.
وتذكرت كيف وصلنا الى هذه القرية منهوكين أخر النهار ... نجلس بين الحين والحين الاخر الى ظل شجرة زيتون ... لا نكاد نحادث بعضنا بشيء .... حتى اذا طال الصمت ... قالت أمنا تأمرنا بالرحيل وبأن لا نستطيع أن نقضى الليل فى هذا الشجر، وعلينا أن نجد من يؤوينا أو يضيفنا فى هذه القرية التى لا نعرف من أهلها احدا ..... ولايعرفنا من أهلها احدا الا الشيخ ...خاصة وأنه يجب أن يكون بيته مفتوحا لكل طارق بليل أونهار ...ومضينا متباطئين حتى وصلنا الى دار الشيخ وهناك رأينا جماعة من الناس قد جلسوا أمام الدار وتوسطهم رجل من لا تكاد العين تقع عليه حتى تثق به ....و لما بلغنا المجلس وألحظتنا الأبصار حتى تقدمت أمنا الى الشيخ الوقور وقالت فى صوت هادىء... غرباء وقد طرقنا القرية في هذه الساعة ..... فآونا ياسيدي حتى يسفر الصباح ....قال الرجل ...على الرحب والسعه ...وأمر غلاما ليأخذنا الى دار الضيافة.
و ما هى الا ساعات حتى اتصلنا بمن فى الدار من ضيوف وخدم ،مختلطين ببعضهم بعضا ،فكأنهم جميعا أصحاب البيت ، وأمسينا وكأننا منهم ....
كان العشاء غليظا ، والسمر المضطرب المختلط ثم التفرق الى المضاجع ...منا من اثر الهواء الطلق فأتخذ مضجعه فى فناء البيت أو سطحها ، ومنا من أشفق من ذلك فأوى الى تلك الغرف و الحجرات الصغيرة الرطبة ... وقد رغبت شقيقتى زينة فى السطح وشاركتها أنا في هذه الرغبة ومضينا ننتظر النوم ...وأنا أحدث نفسي بأن هذه الخلوة الى شقيقتي قد تكشف لى من بعض ما يخفى على من أمور ..
لم أكد أجلس اليها أحاول وصل الحديث بيننا حتى لقيتني بإعراض مثلوج مثل الذى لقيتني به من قبل ثم أشاحت بوجهها ومضت فى صمتها وأقمت أنا الى جانبها حائر ذاهل لاأدرى ما أقــــول...
أستلقيت مرسلا نفسي فى الفضاء العريض لالتمس لها مايلهيها عن هذه الهموم الغامضة المستغلقة التي لم أكن أعرف منها الا ثقلها . ولم تكد نفسي تمضي فى ظلمة الليل حتى أدركها موج من هذا النوم القليل فسبحت فيه ولبثت كذلك حتى اخرجها نور ذلك الكوكب العزيز.. ذكرت هذا حين أستيقطت ومرت بي خواطره مسرعة فى حين كنت _أحاول أن أتبين أين أنا وكيف أنتهيت الى حيث أنا وفى حين كنت أفتح عينى وأديرهما من حولي كأنما أريد أن أستكمل شخصى حين أتبين حقيقة المكان الذى أنا فيه .. ثم أستكمل شعورى وأجد نفسى كما كنت قبل أن يغمرنى النوم وأحس كأن شخصا قائما غير بعيد منى فأنتبه فأذا هى أختى جامدة لا تكاد تأتى حركة ولا تحس شيئا وكأنها لا تفكر فى شىء ..
وأنت أيها الكوكب الجميل تلقى فى هذا الليل العريض المظلم نورك البعيد المشع فيصل الى نفسي فيجيبها ويوقظ فيها الذكرى ويبعث فيها الامل والنشاط وأختى ماثلة ذاهلة كأن نورك لا يبلغها ولا ينتهى لعينيها . ومع ذلك فما عهدتها عمياء و لا عهدتها تحس الحزن او تجيد الاكتئاب ،أنما أعرفها فرحة مرحة تحب الضحك ولا تحتاج الى ان تدفع اليه وانما تحتاج الى ان تدفع عنه . أين هي ؟ مابالها جامدة هامدة لا ترى و لا تحس !؟ لعلها قد ارسلت نفسها كما ارسلت نفسي تسبح في هذا الليل العريض فأيقنتها فى المسعى وتركتها جسما ماثلا بلا روح.
نهضت من مكانى فى هدوء وسعيت اليها حتى اذا بلغتها مسست كتفها مسا رقيقا فاذا رعشة عنيفة تجرى مسرعة فى جسمها كأنها رعشة كهربائية ، واذا هى تجفل خائفة ثم تأمن وتسكن حين تسمع صوتى وانا اقول لها : لاتراعي فانا اخوك محمد ما وقوفك ... و ما قوفك فى هذه الساعة من الليل على هذا النحو من ذهاب النفس وكأنك التمثال ؟ ماذا تنتظرين من هذا الليل ... والسماء ؟ فردت وهى تهوى الى الارض كأنها البناء المتهدم ، وصوتها يمزق قلبى كلما ذكرته لا أنتظر شيئا ... لا أنتظر شيئا وأنهمرت دموعها وهي ترتعش ، فيهتز جسمها هزا وينهمر دمعها انهمارا ثم يحتبس صوتها وتضطرب اضطرابا عنيفا وترسل أنفاسا متقطعة ، فأجثوا إلى جانبها وأضمها الي أقبلها بين عينيها وأحاول ان أرد اليها الهدوء والأمن وسكون النفس ما وسعني ذلك حتى اذا مضى وقت غير طويل سكن جسمها بعد اضطراب وانطلقت انفاسها بعد احتباس أوت الى ذراعى كأنها الطفل يستسلم الى أم رؤوم ، فاطمأن رأسها الى كتفى وبقيت كذلك لحظة لن أنس عذوبتها و لا أرى الا أنها أحست بهذه العذوبة ..
رجع لها رشدها وثبتت اليها نفسها ، ولبثت على هذه الحال من السكينة والرشد وقتا غير قصير كأنما أعجبها المكان ومكانها منى ، وكأنما وجدت شيئا طالما كانت تتوق اليه فلا تجده ثم تحركت شفتيها وقالت بصوت خافت بعيد : لقد كنت أحس ان اكون بهذا المكان من أمي لا منك أنت أيها الشقيق الصغير ... وتقطع حديثها صورة أمى التى ظهرت علينا فى هذا الليل العريض وهى تقول موجهة كلامها لي فى لهجة الامر والنهى والصرامة ..محمد... أتركها إنك لم تخلق لتدليل أختك وتمنحها مثل هذا العطف..
كل شيء هادئ ، مطمئن من حولنا .حتى أنفاس أختى التى كانت ثائرة منذ لحظات ..فقد أطمأنت وسكنت ، و إنتهت الى حال تشبه النوم ..وأنى لآخد نفسي بالهدوء مكرها اياها على الاطمئنان ، ملزم جسمى السكون فى هذا الوضع الذى هو عليه ،ليبقى ذلك الرأس البائس المحزون مستريحا الى هذه الكتف الصغيرة الحنون..وترفع أختى رأسها و تستوى فى جلستها وتطوق بيديها عنقى ثم تضمني اليها وتقبلني...ثم تقول ..اياك ..اياك أن تفعل ....اياك أن تفعل أو تخدع كما خدعت او تدفعني الى مثل مادفعت اليه.... أنك أن تفعل سترى نفسك فى مثل ما ترانى فيه الان من الجزع والهلع واليأس ،حتى من رحمة الله ومن القنوط حتى من روح الله الذى لا يقنط منه الا الكافرون.
قلت : وماذا فعلت أذن ؟؟......و ما هذا الشر الذى دُفعت اليه ؟ و ما هذا اليأس الذى تغرقين فيه ؟ و ما هذا الغم والهم الثقيلين الذين صُبا علينا صباّ ولم نكن ننتظرهما و لا نتوقع لهما مقــــدما؟
قالت وهي تقبلنى : لست أدرى أ أحدثك بذلك أم أكتمك أيّاه ؟ إنى لأعتدى على سنك ان تحدثت اليك واني لأعرضك لمثل ما أنا فيه من الغم والهم واليأس أن كتمتك الحديث..
قلت أن صمتك لن يغنى الان شيئا فقد عرفت أن هما ثقيلا ألم بنا وأن حزنا شديدا يمزق قلبك وقلب أمّنا ، وأن يأسا مهلكا قد استأثر بنفسك استئثارا و ما أنا بمقلع عن السؤال والبحث والتفكير حتى أعلم علم هذا كله . وانى لأحمق إن قبلت أن أنزع من ذلك العيش الناعم السعيد الذى كنت أستمتع به دون أن أعلم لما أنُزعُ منه نزعا ،فحدثينى اختاه حديثك فمن يدرى لعل فيه عظة لى وعزاء لك..
فى الصباح لم أجد أمى ولا أختى ... بحثت فى كل مكان قريب فلم أجد أحداً ... و ما كان علي الا العودة الى بيت رئيس الشرطة ... وقد كان ذلك علي يسيرا . أما أمى وأختى فلم أجد لهما طريقا .... ولم ألتق بهما حتى هذه اللحظة ....منذ ذلك اليوم..
فيا أيها الليل ..يالك من ليل طويل مظلم عريض تضطرب فيه هذه الاضواء الضئيلة البعيدة التى تفنى ، ويبسط عليه هذا السكون المخيف ظلالا لا حّد لها ،ثم يندفع فيه من حين الى حين ضوئك أيها الكوكب العزيز وهو يخترق السحب المتناثرة فى الفضاء الشاسع كأنه سهم مضىء ينطلق فى بحر من الظلمات .... وكأنني بقول الشاعر: ـ

أهرمتنى ياليل فى شرخ الصبا كم فيك ساعات تشيبُ وتَهرم
لا أنت تقصر لي و لا أنا مقصرُُ أتعبتني وتعبت هل من يحكــم
لله موقفنا وقد ناجيتنـــي بعظيم ما يخفى الفؤادُ ويكتـــم
الرد مع إقتباس
  #52  
قديم 15-04-2007, 06:32 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

شكرا أخي الفاضل عبد الحميد المبروك
تحياتي وتقديري
مررت علي الليل والمصباح .
الخط الأكبر ولو قليلا يريح العين وياحبذا لو كان اللون أزرق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #53  
قديم 24-04-2007, 04:37 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي الفاضل / السيد عبد الرزاق

جزاك الله خيرا على مرورك ومشاركتك في هذا الموضوع
وأتمنى أن أجد قلمك الذهبي يلمع هنا دائما وأبدا ..

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #54  
قديم 24-04-2007, 04:39 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

قصة السؤال الصعب


جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله:
ما الدليل والبرهان في دين الله؟
فقال الشافعي: كتاب الله.
فقال الشيخ: وماذا- أيضا-؟
قال: سنة رسول الله.
قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟
قال: اتفاق الأمة.
قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟
فسكت الشافعي
فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام.
فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر.
وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس.
فقال له الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات
حتى هداني الله إلى قوله تعالى:
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء
فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا.
فقال الشيخ: صدقت


تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #55  
قديم 04-05-2007, 06:02 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

الجرة المشقوقة






كان لحامل ماء في بلاد الهند جرتان كبيرتان معلقتان على طََرفي عصا يحملها على رقبته ، وكانت إحدى الجرتين مشققة بينما الأخرى سليمة تعطي نصيبها من الماء كاملا بعد نهاية مشوار طويل من النبع إلى البيت ، أما الجرة المشققة دائما ما تصل في نصف عبوتها إستمر هذا الحال يومياًًً لمدة عامين
وكانت الجرة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها وقد كانت الجرة المشققة خَجِلة من عِلتها وتعيسة لأنها تؤدي فقط نصف ما يجب أن تؤديه من مهمة وبعد مرورعامين من إحساسها بالفشل الذريع خاطبت حامل الماء عند النبع قائلة " أنا خجلة من نفسي وأود الإعتذار منك إذ أني كنت أعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يسبب تسرب الماء طيلة الطريق إلى منزلك ونتيجة للعيوب الموجودة فيّ تقوم بكل العمل ولا تحصل على حجم جهدك كاملا "

شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة وقال في غمرة شفقته عليها " عندما نعود إلى منزل السيد أرجو أن تلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر " وعند صعودهما الجبل لاحظت الجرة المشقوقة بالفعل أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهار البرية على جانب الممر ، وقد أثلج ذلك صدرها بعض الشيئ ولكنها شعرت بالأسى عند نهاية الطريق حيث أنها سربت نصف حمولتها واعتذرت مرة أخرى إلى حامل الماء عن إخفاقها والذي قال بدوره

" هل لاحظت وجود الأزهار فقط في جانبك من الممر وليس في جانب الجرة الأخرى ؟ ذلك لأني كنت أعرف دائما عن صدعك وقد زرعت بذور الأزهار في جهتك من الممر وعند رجوعي يوميا من النبع كُنتِ تعملين على سقيها ولمدة عامين كنت أقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين المائدة ، ولو لم تَكوني كما كُنتِ لما كان هنالك جمال يُزيِّن هذا المنزل "


الدرس الأخلاقي هنا :


أنه لكل منا عيوبه الفريدة وجميعنا جرار مشققة ( تشبية ) ، ولكن هذه الشقوق والعيوب في كل واحد فينا هي التي تجعل حياتنا مشوِّقة ومكافئة ، لذا وجب عليك أن تقبل كل شخص على ما هو عليه وانظر إلى الجانب الطيِّب فيه حيث هنالك الكثير من الطِّيب فيهم وفيك وقد بورك في الأشخاص الذين يتحَلوْن بالمرونة في التعامل لأنهم لا يضطرون لتغيير مواقفهم. تذكر أن تقدر مختلف الناس في حياتك ، أو كما أحب أن أعتقد أنــه لو لم تكن هنالك جرار مشققة في حياتنا لكانت الحياة مملة وأقل تشويقا
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #56  
قديم 07-05-2007, 06:17 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

توبة عاص






قال الراوي : لقد تغير صاحبي.. نعم تغير.. ضحكاته الوقورة تصافح أذنيك كنسمات الفجر الندية وكانت من قبل ضحكات ماجنة مستهترة تصك الآذان وتؤذي المشاعر.. نظراته الخجولة تنم عن طهر وصفاء وكانت من قبل جريئة وقحة.. كلماته تخرج من فمه بحساب وكانت من قبل يبعثرها هنا وهناك.. تصيب هذا وتجرح ذاك.. لا يعبأ بذلك ولا يهتم.. وجهه هاديء القسمات تزينه لحية وقورة وتحيط به هالة من نور وكانت ملامحه من قبل تعبر عن الانطلاق وعدم المبالاة.. نظرت إليه وأطلت النظر ففهم ما يدور بخلدي فقال : لعلك تريد أن تسألني : ماذا غيرك؟
قلت : نعم هو ذلك.. فصورتك التي أذكرها منذ لقيتك آخر مرة من سنوات ، تختلف عن صورتك الآن ..
فتنهد قائلا : سبحان مغير الأحوال..
قلت : لابد أن وراء ذلك قصة؟
قال : نعم.. قصة كلما تذكرتها ازددت إيمانا بالله القادر علي كل شيء قصة تفوق الخيال.. ولكنها وقعت لي فغيرت مجري حياتي.. وسأقصها عليك..
ثم التفت قائلا : كنت في سيارتي متجها إلي القاهرة.. وعند أحد الجسور الموصلة إلي احدي القرى فوجئت ببقرة تجري ويجري وراءها صبي صغير.. وارتبكت.. فاختلت عجلة القيادة في يدي ولم أشعر إلا وأنا في أعماق الماء(ماء ترعة الإبراهيمية) ورفعت رأسي الي أعلي علي أجد متنفسا.. ولكن الماء كان يغمر السيارة جميعها.. مددت يدي لأفتح الباب فلم ينفتح.. هنا تأكدت أني هالك لا محالة.
وفي لحظات – لعلها ثوان – مرت أمام ذهني صور سريعة متلاحقة ، هي صور حياتي الحافلة بكل أنواع العبث والمجون.. وتمثل لي الماضي شبحا مخيفا وأحاطت بي الظلمات كثيفة.. وأحسست بأني أهوي إلي أغوار سحيقة مظلمة فانتابني فزع شديد فصرخت في صوت مكتوم.. يارب.. ودرت حول نفسي مادا ذراعي أطلب النجاة لا من الموت الذي أصبح محققا.. بل من خطاياي التي حاصرتني وضيقت علي الخناق.
أحسست بقلبي يخفق بشدة فانتفضت.. وبدأت أزيح من حولي تلك الأشباح المخيفة وأستغفر ربي قبل أن ألقاه وأحسست كأن ما حولي يضغط علي كأنما استحالت المياه إلي جدران من الحديد فقلت إنها النهاية لا محالة.. فنطقت بالشهادتين وبدأت أستعد للموت.. وحركت يدي فإذا بها تنفذ في فراغ.. فراغ يمتد إلي خارج السيارة.. وفي الحال تذكرت أن زجاج السيارة الأمامي مكسور.. شاء الله أن ينكسر في حادث منذ أيام ثلاثة.. وقفزت دون تفكير ودفعت بنفسي من خلال هذا الفراغ.. فإذا الأضواء تغمرني وإذا بي خارج السيارة.. ونظرت فإذا جمع من الناس يقفون علي الشاطيء كانوا يتصايحون بأصوات لم أتبينها.. ولما رأوني خارج السيارة نزل اثنان منهم وصعدا بي إلي الشاطيء.
وقفت علي الشاطيء ذاهلا عما حولي غير مصدق أني نجوت من الموت وأني الآن بين الأحياء.. كنت أنظر إلي السيارة وهي غارقة في الماء فأتخيل حياتي الماضية سجينة هذه السيارة الغارقة.. أتخيلها تختنق وتموت.. وقد ماتت فعلا.. وهي الآن راقدة في نعشها أمامي لقد تخلصت منها وخرجت.. خرجت مولودا جديدا لا يمت إلي الماضي بسبب من الأسباب.. وأحسست برغبة شديدة في الجري بعيدا عن هذا المكان الذي دفنت فيه ماضي الدنس ومضيت.. مضيت إلي البيت إنسانا آخر غير الذي خرج قبل ساعات.
دخلت البيت وكان أول ما وقع عليه بصري صور معلقة علي الحائط لبعض الممثلات والراقصات وصور لنساء عاريات.. واندفعت الي الصور أمزقها.. ثم ارتميت علي سريري أبكي ولأول مرة أحس بالندم علي ما فرطت في جنب الله.. فأخذت الدموع تنساب في غزارة من عيني.. وأخذ جسمي يهتز.. وفيما أنا كذلك إذ بصوت المؤذن يجلجل في الفضاء وكأنني أسمعه لأول مرة... فانتفضت واقفا وتوضأت.. وفي المسجد وبعد أن أديت الصلاة أعلنت توبتي ودعوت الله أن يغفر لي ومنذ ذلك الحين وأنا كما تري..
قلت : هنيئا لك يا أخي وحمدا لله علي سلامتك لقد أراد الله بك خيرا والله يتولاك ويرعاك ويثبت علي الحق خطاك.

أخذ من :" العائدون إلي الله "
ل:"محمد بن عبد العزيز المسند
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #57  
قديم 16-05-2007, 07:32 PM
نجمة الاطلس نجمة الاطلس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 155
إفتراضي




الى روحي والدي رحمه الله

من كنت أباهيا أبي،
لأدرك نعمة الولد
و لأحس بدفء الأبوة
بل لتمنى أن يكون الوالد و الولد.
يا حسرتاه على نفسي
ما كنت أظنك مفارقي
فالحزن كسرني و علمنى ما كنت أجهله،
و أنت كنت عزتي و كنت السند
و لكنها مشيئة الله و له الحمد الواحد الصمد.
كنت نعم الأب يا أبي
و لا زلت و ستبقى كدلك حتى الأبد
حبك يحفر في أعماقي وطنا
و تنمو الرغبة لاحتضانك و تطفو
بل كل يوم آلاف المرات فيا تتجدد
لي الصبر يا إلهي فامنحني إياه
فما لي سواك أدعوه رحمة ب أبي
فأنت المعين و أنت العمد.
و الله سأحفظ عهدك يا أبي
فبالأمس كنت نعم الأب و أنا اليوم لك نعم الولد.
فيا حسرتاه على نفسي
ما كنت أظنك مفارقي
و إنما لي أم وحيدة مثلي بعدك
سنكون لك الصالح الذي لا يقطعه أمد.



منقولة

الرد مع إقتباس
  #58  
قديم 17-05-2007, 06:35 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

رحم الله الوالد نعم الأب هو
وهو في ذمة الله ورحمته
وماعلينا له إلا الدعاء
له ولجميع موتي المسلمين
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولسيدنا رسوله
بالرسالة وماتوا علي ذلك .
الله اغفر لهم وارحمهم .
تحياتي نجمة الأطلسي علي هذا البوح الفياض
تقبلي مروري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #59  
قديم 17-05-2007, 06:51 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

قصة رجل العضال


في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء
وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى.


وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها.
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن.



وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار ! وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.


نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.


تحياتي
======================
قصة حب محزنة عبر الانترنيت (والله تبكى الحجر)

--------------------------------------------------------------------------------


اتقدم اليكم احبائي بهده القة وبالطبع هي قصة منقولة ...للامانة..


قصة واقعية:
احمد وديما وما اتت به الايام عليهما
كان احمد في العشرين من عمره طويل القامة، شعر اسود، عيون سوداء، شاب لطيف وجميل جدا. وكان يستخدم الحاسوب للدخول الى شبكة الانترنت، مما قاده الى التعرف على فتاة تدعى ديما.

مرت ايام عديدة واحمد وديما يتحدثان مع بعضهما عبر شبكة الانترنت، وبعد نصف سنة من بداية علاقتهما، دخل احمد كعادته الشبكة وانتظر ظهور ديما على الانترنت للتحدث معها، ولكن ديما غابت ذلك اليوم، فجلس احمد امام شاشته اكثر من 3 ساعات ينتظرها، ولما فقد الاملاقف لحاسوبه ونهض.

وفي اليوم التالي دخل احمد شبكة الانترنت من جديد وهو يأمل ان يلتقيها، واذا بديما تنتظره قائلة له: انتظرتك كثيرا من الوقت، اين كنت!؟ فاجابها انا انتظرتك البارحة لكنك لم تدخلي! لماذا؟
فاعتذرت بوجود امتحانات سنوية لديها.
واستمرت اتصالاتهما بعد ذلك كالمعتاد الى ان جاء يوم وقال لها احمد:ديما انا بدأت افكر فيك كثيرا اعتقد انني احبك….
فردت عليه دون تردد: وانا احبك مثل اخي تماما! ولم تعجبه اجابتها فقال: لكنني يا ديما احبك بمعنى الحب نفسه!
صمتت ديما طويلا ثم قالت: انا لا اريد الارتباط مع اي شخص وخصوصا عن طريق الانترنت؟ لماذا قال احمد!؟ فقالت: لانني لا أؤمن بهذه الخرافات.
واصر احمد على الاعتراف لها بصدق حبه قائلا انه لا يستطيع الابتعاد عنها وانه يريد الاقتراب منها اكثر واكثر وما الى ذلك... الى ان بدت الليونة في موقف ديما وكأنها بدأت تؤمن بصدق نواياه فوافقت على الارتباط بالحب بالرغم من انها خائفة جدا.
وتطورت العلاقة بين الاثنين واصبح الحديث بينهما ليس فقط عن طريق الانترنت وانما عبر الهاتف ايضاً. وبعد علاقة استمرت ستة اشهر من الاتصالات عن طريق الانترنت والهاتف، اتفق الاثنان على الالتقاء وجها لوجه ليريا كل منهما الآخر لأول مرة، وبالفعل تقابل احمد وديما، وشاهد الواحد منهما الآخر فجن جنون احمد من جمال ديما، فهي فتاة جميلة لدرجة انه ارتبك من شدة جمالها: شعر اشقر عيون خضراء ملامح بريئة.
كبر الحب بين احمد وديما اكثر واكثر وصارا يتقابلان بكثرة. وفي احدى هذه اللقاءات بدأت ديما تبكي وتقول لاحمد بينما الدموع تغمر وجهها: "احبك احبك احبك حتى الموت". استغرب احمد بكاءها وسألها عن السبب فاكتفت بالقول: "لانني احبك جدا". فبادلها احمد نفس المشاعر واقسم لها انه لم يحب فتاة اخرى قبلها.

وجاء اليوم الذي ابلغ احمد ديما بأنه سيتقدم لطلب يدها من والديها، وبدل ان تفرح تجهم وجهها وكشفت لأحمد ان عائلتها لن ترضى به عريسا لها لأن اهلها قطعوا على انفسهم عهدا بتزويجها لابن عمها في المستقبل القريب وهذه كانت كلمة شرف من اهل ديما لا يمكن التراجع عنها.
كانت كلمات ديما كالصاعقة بالنسبة لاحمد الذي لم يصدق ما تسمعه اذناه. وبعد تفكير عميق راودتهم فكرة الهروب معا ولكن ديما رفضتها بالكامل، ورفضت الخروج من البيت.

ومرت الايام وبدأ احمد يبتعد عن ديما وشعرت ديما بذلك فصارحته وهي تبكي لانها تريده ان يبتعد عنها مهما كان، لانه يضيع وقته معها في حب بلا امل وبلا مستقبل.

وهذا ما فعله احمد، فقد سافر الى الخارج يحمل في احشائه قلبه الممزق. واما ديما فلم تعرف الجهة التي ذهب اليها ولا تملك عنوانه ولا تستطيع الاتصال به فاصبح المسافة بين الاثنين بعيدة جدا.

اصيبت ديما بمرض من شدة حزنها ودخلت المستشفى عدة ايام وهي تتمنى ان ترى احمد لأنها مشتاقه له وامنيتها ان تراه. كانت تتعذب في سريرها من مرض خبيث.

عندما سمع ابن عم ديما هذا الخبر، ابتعد عنها ولم يزرها في المستشفى. اعتاد الاب والام ان يجلسوا بجوار سريرها في المستشفى وهما يبكيان, وعذاب الضمير يقلقهما اكثر واكثر بسبب رفضهم احمد عريسا لديما.

وبعد اشهر قليلة عاد احمد من الخارج ولا يعلم بما جرى فتوجه الى بيت ديما لكثرة اشتياقه وهناك ابلغوه بان ديما ترقد في المستشفى بسبب مرض خطير.

دخل احمد غرفة ديما، ولكنه وصل متأخرا فوجد رسالة على سريرها تقول:

"عزيزي احمد
انني متأسفة لانني لم استطع التحدث معك لكن الله سبحانه وتعالى شاهد على ما اقول، كنت انتظر عودتك كل يوم، وعندما دخلت المستشفى شعرت بانني لن اخرج منه حية ابدا. وها انت تقرا الرسالة وانا مدركة انك ستأتي لرؤيتي يوما ما.

انني احبك احبك احبك .

اريدك ان تواصل حياتك بدوني.
اذا كنت تحبني افعل هذا لي.
الى الوداع

حبيبتك ديما".

وقرا الرسالة احمد وتمزق قلبه، وبكى حتى جفت دموعه. وواصل حياته فقط لأن ديما طلبت ذلك منه، وتزوج احمد من فتاة اخرى وانجبا طفلة واطلق عليها احمد اسم ديما
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #60  
قديم 17-05-2007, 07:02 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

هذه القصة موثرة جد ا للغاية

تعود شخص كان اسمه احمد كل ليلة أن يمشي قليلا ، فيخرج لمدة نصف ساعة ثم يعود.. وفي خط سيره يوميا شاهد طفلة لم تتعدى السابعة عشر من العمر.. كانت تلاحق فراشا اجتمع حول احدى انوار الاضاءة المعلقة في سور احد المنازل ... لفت انتباهي شكلها وملابسها .. فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءاً .. وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان .. كانت في البداية لا تلاحظ مروري .. ولكن مع مرور الايام .. اصبحت تنظر إلي ثم تبتسم ..
في احد الايام استوقفتها وسالتها عن اسمها فاجابت ... وقالت هذا هو عالمنا ، اعيش فيه مع امي واخي .. وسالتها عن ابيها .. فقالت ابي كان يعمل كان في احدى الشركات .. ثم توفي في حادث مروري .. ثم انطلقت تجري عندما شاهدت اخيها يخرج راكضا الى الشارع .. فمضيت في حال سبيلي .. ويوما مع يوم .. كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها اطراف الحديث .. سالتها : ماذا تتمنين ؟ قالت كل صباح اخرج الى نهاية الشارع .. لاشاهد دخول الطالبات الى المدرسه .. اشاهدهم يدخلون الى هذا العالم الصغير .. مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ... ولااعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور .. امنيتي ان اصحو كل صباح .. لالبس زيهم .. واذهب وادخل مع هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءة والكتابة .. لااعلم ماذا جذبني في هذه الفتاة.. قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبه .. وقد تكون عينيها .. لااعلم حتى الان السبب .. كنت كلما مررت مع هذا الشارع .. احضر لها شيئا معي .. .. وقالت لي في إحدى المرات .. بأن خادمة تعمل في احد البيوت القريبة منهم قد علمتها الخياطة والتطريز .. وطلبت مني ان احضر لها قماشا وادوات خياطه .. فاحضرت لها ما طلبت .. وطلبت مني في احد الايام طلبا غريبا .. قالت لي : اريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة احبك.. ؟

مباشرة جلست انا وهي على الارض .. وبدأت اخط لها على الرمل كلمة احبك .. على ضوء عمود انارة في الشارع .. كانت تراقبني وتبتسم .. وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة احبك .. حتى اجادت كتابتها بشكل رائع .... وفي الغد حصل لي ظرف طاريء استوجب سفري خارج المدينة لاسبوعين متواصلين .. لم استطع ان اودعها .. فرحلت وكنت اعلم انها تنتظرني كل ليله .. وعند عودتي .. لم اشتاق لشي في مدينتي .. اكثر من شوقي لها .. في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لا يضيء.. كان الشارع هادئا .. احسست بشي غريب .. انتظرت كثيرا فلم تحضر .. فعدت ادراجي .. وهكذا لمدة خمسة ايام .. كنت احضر كل ليلة فلا أجدها .. عندها صممت على زيارة امها لسؤالها عنها .. فقد تكون مريضه .. استجمعت قواي وذهبت لمنزلها.. طرقت الباب على استحياء.. فخرج بدر .. ثم خرجت امه من بعده .. وقالت عندما شاهدتني .. يا إلهي .. لقد حضرت .. وقد وصفتك كما انت تماما .. ثم اجهشت في البكاء .. علمت حينها ان شيئا قد حصل .. ولكني لااعلم ما هو؟؟؟؟

عندما هدأت الام سالتها ماذا حصل؟؟ اجيبيني ارجوك .. قالت لي : لقد ماتت ابنتنا .. وقبل وفاتها .. قالت لي سيحضر احدهم للسؤال عني فاعطيه هذا وعندما سالتها من يكون ..قالت اعلم انه سياتي .. سياتي لا محالة ليسأل عني؟؟ اعطيه هذه القطعه .. فسالت امها ماذا حصل؟؟ فقالت لي توفيت اسماء .. في احدى الليالي احست ابنتي بحرارة واعياء شديدين .. فخرجت بها الى احد المستوصفات الخاصة القريبه .. فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه .. فتركتهم وذهبت الى احد المستشفيات العامة .. وكانت حالتها تزداد سوءا..فرفضوا ادخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى .. فعدت الى المنزل .. لكي اضع لها الكمادات .. ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي .. ثم اجهشت في بكاء مرير .. لقد ماتت .. ماتت..

لااعلم لماذا خانتني دموعي .. نعم لقد خانتني .. لاني لم استطع البكاء .. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها .. لااعلم كيف اصف شعوري .. لااستطيع وصفه لا أستطيع .. خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم اعد الى مسكني ... بل اخذت اذرع الشارع .. فجأة تذكرت الشي الذي اعطتني اياه والدتها..

فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعه .. وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك .. وامتزجت بقطرات دم متخثره ... يالهي .. لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمه .. وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها في اخر لقاء .. كانت اصابعها تعاني من وخز الابره التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز .. كانت اصدق كلمة حب في حياتي .. لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها .. كانت تلك الليلة هي اخر ليلة لي في ذلك الشارع .. فلم ارغب في العودة اليه مرة اخرى.. فهو كما يحمل ذكريات جميله .. يحمل ذكرى الم وحزن .. يحمل ذكرىهذه الفتاه احتفظت بقطعة القماش معي .. وكنت احملها معي في كل مكان اذهب اليه .. وبعدها بشهر .. واثناء تواجدي في احدى الدول .. وعند ركوبي لاحد المراكب في البحر الابيض المتوسط .. اخرجت قطعة القماش من جيبي.. وقررت ان ارميها في البحر .. لا أعلم لماذا ؟؟ ولكن لانها تحمل اقسى ذكرى في حياتي .. وقبل غروب الشمس .. امتزجت دموعي بدمها بكلمة أحبك .. ورفعت يدي عاليا .. ورميتها في البحر .. واخذت ارقبها وهي تختفي عن نظري شيئا فشيئا .. ودموعي تسالني لماذا ؟؟ ولكنني كنت لا أملك جوابا ؟؟ واقول سامحيني .. فلم أعد أحتمل الذكرى ؟؟واكرر سامحيني .. فقد حملتني اكبر مما اتحمل؟؟واكرر سامحيني فأنا لااستحق الكلمات التي نقشتيها .. سامحيني
--------------------------------
سيارة أجرة

تحركت على خط متعرج يتسع ويضيق مع انحناءات السلسلة الجبلية ، يجلس إلى جانبي رجل أشعث أكل عليه الزمن وشرب ، صوت المذياع يرتفع وينخفض مع ارتفاع أو انخفاض قدرته على التقاط موجات أثير المرح ، كما يحلو للمذيع أن يسميه ، علق الرجل بجانبي على جملة لم تعجبه من المذيع قائلا : -
- ما هذا ؟؟ .. يريدون أن يعلموننا أمور ديننا كأننا في أيام فتح مكة .
وأضاف :-
- من هذا بن لادن رجل ربته أمريكا لمحاربة أعدائها والآن تريد التخلص منه .
أطلت الحاجة هادية من الكرسي الخلفي للسيارة قائلة :-
- غير معقول هذا إنسان شريف ومجاهد .
رد عليها الرجل الجالس بجانبي :-
- تدافع عن الرجل كأنه من بقية أقربائها .
رد شاب جامعي يحمل بين يديه رزمة من الكتب أطرافها مهترئة من كثرة المطالعة :-
- أنا شايف انك يا حج من أنصار خارطة الطريق وبدك تخلص بسرعة ،" بس جماعتنا" "بيشتغلوا بطول بالهم " .
دبت خناقة بين الجميع لتقف السيارة على حافة حاجز للجيش أنزل الجميع وأخذ يدقق في هويتهم .

00000000000000000000000
--------------------------------------------------------------------------------

والله العظيم أقول الحق!

خزانته تحوي مالذ طاب ....لعاب ولا في الخيال...أدوات مدرسية غريبة عجيبة....مرجعهم هو....
مازال يعتبر نفسه القائد لهذه الجوقة الموسيقية الرائعة....
عندما تنتهوا من واجباتكم المدرسية أعيدوا إلي قلمي لاتكسروووووه....

كثيرة هي المرات التي عاقبهم فيها واتهمهم وهو الملوم أولا وأخيرا لأنه المستفز للتخريب....المنزلي....
كان يمرح عندما يخترع لعبة جماعية يمتص فيها طاقتهم ويحوز على إعجاب والديه....
وهو هنا دوما في نفس المكان...
اقترب على رؤوس أصابعه إلى أحلى غرفة يعشقها...
فيها رائحة الحنان الذكريات..صور الماضي....
كان يحسن استدرار عطف والديه ليصل إلى نقودهما المحبوبة...
سمع همهمات وانين.....!!
حملق بفضول من ثقب الباب...صعق...
دق قلبه بقوة...سيتوقف حاول العودة للوراء.....
تحلق حوله الصغار..يزيقزقون ...
قول والله العظيم أقول الحق....
كعادتهم...
فتح الباب....
لم يعد قادرا على أي تصرف....
لكنه قال بصمت...
-قلة أدب...
أم فراس

000000000000000
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م