مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-05-2006, 07:51 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي حضر وبدو وشيعة وشيوخ ايضا!!!

حضر وبدو وشيعة وشيوخ ايضا!!!



انا من مواليد عام 1956, عائلتي الكبيرة هي "الجناعات". ولدت في "شرق" ونشأت في "حولي" ثم انتقلت الى ضاحية عبدالله السالم ومنها الى منطقة قرطبة حيث اسكن حاليا. درست في مدارس حولي ثم في جامعة الكويت. اختلطت "بالشيعة" في مرحلة مبكرة وكان لي اصدقاء ثم شركاء وزملاء في العمل, زرت "الحسينيات" واكلت من "عيش الحسين". اما "البدو" فلم اختلط بهم بشكل مكثف الا في الجامعة ثم في مرحلة لاحقة من عملي في المحاماة ثم في الصحافة. اما قبل ذلك فقد كانت لي صلة محدودة "بالعوازم" الذين كنا نعتبرهم "بدوا". ولأن مجتمع "شرق" الذي انتمي اليه كان مجتمعا منفتحا على الآخر وغير طبقي, لم اكن اشعر بأي حواجز تبعدني عن "البدو او الشيعة" في المراحل الاولي من حياتي الاجتماعية رغم انني كنت اسمع الكثير من العبارات ذات المغزى الطائفي التي تساهم في خلق الحواجز بين السنة والشيعة. وحين انخرطت بالعمل الطلابي السياسي عام 1976 في السنة الاخيرة لي في الجامعة كانت مجموعتنا تضم طلابا من "اهل جبلة وبدو وشيعة ايضا" وكنا الاقدر على كسب الانتخابات في مواجهة خصومنا من الاخوان المسلمين والسلف وبعض الشيعة الذين قرروا الانعزال عن الخط العام في الجامعة فشكلوا قائمة خاصة بهم. ولم يكن "بدو الجامعة" قد انعزلوا بعد.

ان اشكالية "الحضر والبدو والشيعة" في الكويت, كما افمها من واقع تجربتي الشخصية ومنطقي السياسي, كانت في الاساس مسألة طبقية, او اشكالية اجتماعية اكثر من كونها سياسية. وقد كان مجتمع الحضر السنة هو الاكبر حجما, فالشيعة اقلية مندمجة في المجتمع بحدود معينة لا تشمل الزواج المختلط فقد كان, واظن انه لم يزل, غير مستحب اقتران "السني بشيعية". واذكر انني كثيرا ما سمعت عبارة "فلان اخذ شيعية" تقال مصحوبة ببعض الاستهجان ويغلفها عدم الرضا بنبرة يغلب عليها الاستنكار. كما كان اقتران "الشيعي بالسنية" من المحرمات لدى الطائفتين, وكان ينظر للفتاة السنية التي تقترن بشيعي نظرة من ارتكبت جرما لا يغتفر, وبالطبع كانت هناك استثناءات قليلة جدا. اما من جهة التعامل التجاري فقد كان بعض رجال الشيعة يعملون بالتجارة ومنهم من كان وكيلا عن الشيوخ الكبار, وكذلك كانوا يشتغلون بالعمل السياسي منذ المجلس التأسيسي, وقد كان يتم تصنيفهم سياسيا بالموالاة للشيوخ, وهي موالاة كانت مهمة بالنسبة للنظام الذي كان يبحث عن حلفاء في مرحلة جديدة سياسيا. اما في مرحلة المجلس التشريعي عام 1938 فقد كان الانتخاب ممنوعا على من كانت اصولهم ايرانية.

اما البدو فقد كان لهم مجتمعهم الخاص بكل ما فيه من عادات وتقاليد لا يشاركهم فيها الحضر, ولم يكن التزاوج بين الحضر والبدو شائعا, فيما كان الحضر, واظن ان اغلبهم لم يزل, ينظر للبدو نظرة خاصة فيها الكثير من عدم الثقة والكثير من الترفع ايضا. اما من الناحية السياسية فقد كان بعض البدو يناصر الشيوخ ظالمين اومظلومين, كما كان بعضهم بمثابة "الميليشيا" المرافقة للشيوخ. غير ان وضع البدو تغير منذ بداية الستينات واصبحوا كيانا سياسيا في انتخابات المجلس التأسيسي ومجالس الامة التي تلته. وقد ظهر من البدو بمواقف سياسية وطنية لافتة للنظر السيد يوسف المخلد المطيري. ومنذ المجلس التأسيسي كان البدو "سندا للنظام " في مواجهة جماعة الدكتور احمد الخطيب. الا ان الوضع تغير اليوم الى حد ما فاصبحت القبيلة تفرز المعارضة كما هو الوضع بالنسبة للنائب مسلم البراك.

وبصفة عامة يمكن القول ان البعد السياسي في اشكالية "البدو والحضر والشيعة" لم يكن مهما مع بداية الحياة السياسية المنظمة, فقد كان "الصراع" يدور بين الشيوخ والشباب المثقف ممن كانوا ينتمون لحركة القوميين العرب فيما كان الشيعة والبدو حلفاءا للشيوخ في ذلك الصراع كقاعدة عامة. وقد كانت الدوائر الانتخابية التي اجريت على اساسها انتخابات المجلس التأسيسي ومجالس الامة حتى عام 1975 عشرة دوائر تضم الدائرة الواحدة بعض مناطق الحضر ومناطق البدو. وتوضح تركيبة مجالس الامة لغاية مجلس 1975 وهو آخر مجلس تم انتخابه وفقا لنظام العشر دوائر ان البعد السياسي في اشكالية الحضر والبدو والشيعة لم يكن ذا اهمية. بينما كان البعد الاجتماعي في تلك الاشكالية هو الاهم. وقد تزامنت اهمية البعد الاجتماعي في تلك الاشكالية مع استمرار تسيد المعيار الطبقي التقليدي عموما في المجتمع الكويتي حتى بين السنة الحضر حيث يرفض الآباء تزويج بناتهم لمن لا ينتمي لنفس "الطبقة" وهو معيار سطحي لكنه رغم ذلك لم يزل دارجا حتى اليوم الى حد ما.

وازاء تصاعد حدة الصراع بين الشيوخ انفسهم في الستينات والسبعينات ومع تزايد اعداد البدو في الكويت اثر توطنهم و توطينهم وانتهاء مرحلة "بدو الصحراء" وكنتيجة لفزع النظام وخوف اركانه من فقدان سلطة الحكم في مواجهة الوعي السياسي المتنامي في الكويت وبتأثير عوامل اخرى لا يسع المجال لسردها تم حل مجلس الامة عام 1976 ثم تم التلاعب بالدوائر الانتخابية في محاولة "لتقنين تزوير الانتخابات" عبر ابتداع نظام 25 دائرة الذي كرس عن عمد نظام المحاصصة بين السنة والشيعة والبدو وهو نظام كان يفترض ان ينجب اكبر عدد من الموالين للشيوخ.

ومن الناحية الاجتماعية كان نظام الاسكان الحكومي وتطبيقاته يفرز تقسيما للمناطق فاصبح في الكويت مناطق للبدو واخرى للحضر واخرى ايضا للشيعة. وهذا التوصيف هو توصيف سياسي يتوافق الى حد كبير مع التوصيف الاجتماعي. ونتيجة للتساهل السياسي المتعمد في عمليات التجنيس تضاعفت اعداد البدو بصورة غير طبيعية على حساب الحضر. وبخلاف الآثار السياسية بدأ يتشكل مجتمع البدو في الكويت, ولم تتم اتاحة الفرصة للمجتمع الحضري في استيعاب البدو كما هو مفترض, ومع غياب معايير العدالة والكفاءة والمساواة وبقاء اغلب السلطة بيد الحضر تعزز نفوذ القبيلة وتعاظم فاصبحت تشكل دائرة الانتماء الاقرب للشاب البدوي الذي رأى فيها الوسيط المناسب بينه وبين الدولة, وشيئا فشيئا اصبح في الكويت مجتمعين فعليين يشكل البدو فيه مجتمع الاغلبية. وكنتيجة للتفوق العددي وغياب اي رؤية استراتيجية, كالعادة لدى الحكم, تمت "بدونة الكويت" وخرجت تركيبة المجتمع عن السيطرة السياسية او سيطرة العوامل الطبيعية في تطور المجتمعات وتبدل نسيجها السكاني.

اليوم اصبحت اشكالية "الحضر والبدو والشيعة" اشكالية سياسية خطيرة وليست اجتماعية فقط. اليوم بدأنا نسمع عن "حقوق البدو" و"حقوق الشيعة" و"حقوق الحضر" ولم نعد نسمع عند "حقوق الكويت"... اليوم يقول الحضر ويصرخ اغلبهم ان تطبيق مبدأ العدالة ومعه المساواة في توزيع الدوائر الانتخابية يعني منح البدو السلطة التشريعية وهذا امر مرفوض لديهم, ولذلك لا يجوز بالنسبة لهم تحقيق المساواة والعدالة لان البلد "طول عمرها للحضر". واليوم يقول الشيعة انهم يكونون 30% من سكان الكويت وان تمثيلهم في البرلمان يجب الا يقل عن تلك النسبة... واليوم يقول البدو انهم الاكثرية ولذلك يجب ان يكون لهم مناصب وزارية وحصة كبيرة في مناصب وكلاء الوزارات وطبعا الحصة الاكبر في البرلمان.... واليوم ايضا وكما حدث في السابق يتولى بعض ابناء الاسرة الحاكمة, ممن بدأت الارض تهتز تحت اقدامهم وتهدد مستقبلهم السياسي على المدى القصير جدا, يزرعون الفتنة ويسعون لتدمير البلد لانقاذ بقائهم السياسي عبر تحريك الصراع الطبقي والطائفي وهم لا يعلمون انهم بما يفعلون انما يضعفون في الواقع سلطة اسرتهم في الحكم.

ان لدينا في الكويت مشكلة طبقية فعلا لها بعد اجتماعي خطير وبعد سياسي خطير ايضا... لدينا توجس "حضري" من البدو, ولدينا نزعة "بدوية" لتحويل التفوق العددي الى "وضع سياسي"... ولدينا طائفية تتعزز... كل ذلك تم ويتم بفعل ممارسات مدمرة قصيرة النظر لنفر من افراد الاسرة الحاكمة في السابق واليوم. اننا اليوم نتناقش حول موضوع الدوائر الانتخابية خمس عشر خمس وعشرين ونتجاهل ما يكمن في نسيجنا الاجتماعي من اورام سرطانية لا احد يعلم متى تأكل الجسد الكويتي.

ان "الحضر يتحسرون ويقولون اننا اصبحنا اقلية... والبدو يقولون اننا الاغلبية المظلومة... والشيعة يقولون اننا نشكل ثلث سكان الكويت ونحن نعاني الاضطهاد. وبعض شيوخنا "لاهين" ولا يرون ابعد من انوفهم!!



محمد عبد القادر الجاسم




 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م