تكنيك القراءة و المطالعة
تكنيك القراءة والمطالعة
قد تفتح كتابا ثقافيا ، أو من ضمن كتبك المدرسية أو الجامعية ، و تكتشف بعد مرور نصف ساعة أو أكثر ، أنك لم تقرأ أي سطر ، أو أنك قرأت ، ولكنك لم تفهم شيئا ..
تجد بعض الطلبة يمضون وقتا يساوي نصف ما يمضيه غيرهم من الطلاب ، ولكن فهمهم و درجات امتحاناتهم أفضل بكثير ممن أمضوا وقتا أطول . قد يبادر أحدكم بالقول ، ان الإمكانيات العقلية والقدرة على الفهم تتفاوت بين شخص وشخص ، فأقول لكم نعم و لكن هناك تقنيات للقراءة لا بد من اتباعها ليكتشف عندها القارئ مدى الفرق الذي حدث له ..
قد يذيع صيت كاتب ما ، ويرغب بعض المثقفين من اقتناء كتابه ، او استعارته من أحد الأصدقاء ممن مدح هذا الكتاب ، أو تحدث به أمام أصدقاء .. فيدفع ذلك البعض الى الاطلاع على هذا الكتاب ، ولكنهم يفشلون في الحصول منه ، على أي فائدة .. ما الذي يحدث ؟؟
تقول ( كروبوسكايا) وهي أفضل من كتب بهذا المجال ، بأن هناك عقد معرفية ، تلتصق بمواضع في الدماغ ، أطلقت عليها ( نتوءات المعرفة ) .. وهذه تتكون من خلال صناعتها منذ التكوين الأولي في طفولة الإنسان ، ثم يضاف عليها تباعا .. وقد تسهم بعض الأحداث الحادة في صناعة بعض النتوءات وتطبعها ، كمشهد جريمة ، أو أحداث على صعيد الوطن .. فإنها ستضاف الى إسم الشخص وديانته و لائحة السلوك القاسي ك ( لا تخرج عاريا الى الشارع ، لا تنظر الى عورات أهلك الخ )
لنربط الحديث باختصار مع هذا التأسيس ( نتوءات المعرفة ) .. ونضع بعض النقاط التي تؤمن تطور ملحوظ في مسألة القراءة :
1 ـ لا تحاول قراءة مادة لا تتصل بنمط نتوءات المعرفة لديك .. كمن يستعير كتاب عن عمل المفاعلات النووية ، وهو من الكارهين للكيمياء والفيزياء ..أو من يقرأ مادة متخصصة جدا عن أثر عترات اللقاحات في منع مرض الجمبورو لدى الدجاج !!
2 ـ لا تقرأ بصوت عال .. فهذا يجعل تركيزك مشتتا .. بين الاستماع لصوتك وفهم ما تقرأ ..
3 ـ لا تقرأ و أنت تمشي .. فهذا يفقدك التركيز .. اذ أنه سيضاف الى جهازك العصبي المركزي ، مهاما إضافية ، هي تشتيت الرؤية حيث تحدد سيرك ، وحفظ توازن الجسم السائر ..
4 ـ لا تقرأ و أنت مضطجع .. فإن تلك الوضعية توحي للجسم بإشارات خفية ، أن هذا هو وقت النوم .. فقد تغفو بين مرة و أخرى وتفقد تركيزك ..
5 ـ لا تقرأ بالقرب من مؤثرات صوتية و بصرية ، كالمسجلة و التلفزيون ، أو وأنت تراقب حيوانات ، أو طيور ، أو تجلس في شرفة وتراقب المارة بين حين وحين ..
6 ـ لا تقرأ و أنت متخم بالأكل .. فهذا يجعل التروية التنفسية ، قليلة لإمداد الدماغ بالأكسجين الكافي .. وهذا ينسحب على من يشعلون المدفأة ويغلقون الأبواب ..
7 ـ اجلس على مقعد وضع كتابك أمامك على بعد 35 سم من عيونك ..
8 ـ لخص كل صفحة أو باب بفقرة لا تزيد عن 5 سطور .. واقرأ الملخصات بعد كتابتها لتربط الموضوع بشكل جيد ..
9 ـ اذا كنت كاتبا أو صحفيا ، فالجأ الى (التقميش ) أي كتابة بعض المقولات التي يستوجب الاستشهاد بها فيما بعد ، مشيرا الى الكتاب او المصدر و المؤلف ودار النشر والدولة الناشرة وسنة النشر ..
10ـ لا تقرأ أكثر من ساعة متواصلة كل مرة .. وان كنت طالبا فالقراءة على أربعة فترات كافية ، في كثير من الأحيان ، اذا كانت قراءة مقننة ..
11 ـ اذا كان لديك امتحان ، فلا تسهر طويلا .. بل قم باكرا وعد الى ملخصاتك التي أشرنا اليها في النقطة 8 ..
أرجو أن أكون قدمت ما يفيد في هذا الموضوع ..
__________________
ابن حوران
|