مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-02-2003, 06:54 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي ارجون و الظهير البربري

من كتاب حاضر العالم الإسلامي , من تعليقات الأمير شكيب أرسلان رحمه الله
ص 330 من الجزء الثالث ما يلي :
و هو أن السلطة الفرنسية أجبرت سلطان المغرب مولاي محمد الشاب لمضي أيام قليلة
على توليه السلطنة أن يوقع على ظهير يلغي العمل بالشريعة الإسلامية بين البربر و باشرت ذلك بالفعل و ألغت المحاكم الشرعية في قسم كبير من بلاد البربر بالمغرب و سنت لهم قانونا من العرف البربري يسيرون عليه بحجة أن البرابر طلبوا ذلك و أصبح البربر أجانب عن الإسلام لا في الأحوال الشخصية ولا في المعاملات المدنية .
و في الوقت نفسه أصدر الفرنسيس أوامر بعدم دخول الفقهاء و القراء و مشايخ الطرق إلى بلاد البربر لأجل عزل هؤلاء عن الإسلام بالمرة و تسهيل عمل القسوس في تنصيرهم . و قد بلغ بالسلطة الفرنسية الهوس في هذا الموضوع أن أصبحوا لا يسمحون لأي مسلم من العرب أو من سكان المدن عامة تاجرا كان أو صانعا أو زارعا أو غير ذلك أن يدخل بلاد البربر إلا برخصة خاصة و من يقدم على الاختلاط بالبربر أو يذهب إلى قراهم بدون رخصة من الحكومة يعاقب . وفي أثناء ذلك تركوا الرهبان الفرنسيسكانيين و غيرهم من الدعاة يجوبون في بلاد البربر كما يشاؤون و يبنون المدارس الدينية و الملاجئ و المستشفيات ووقع أن مسلمي قصبة اسمها زمور كانوا مباشرين بناء مسجد لهم فمنعهم من بنائه الحاكم الفرنسي الذي يلي أمورهم و أعطى فسحة الأرض التي كانوا يريدون أن يبنوا فيها الجامع إلى الرهبان ليبنوا فيها كنيسة , و الحال أنه ليس في هذه البلدة مسيحي واحد إلا الحاكم الفرنسي . ووقع أيضا أن أناسا من البربر استدعوا إماما يصلي بهم في رمضان فلما بلغ الظابط الفرنسي الذي في ذلك المكان هذا الأمر قبض على الإمام و حبسه ثم طرده . ووقع أن بعض زعماء البربر جاءوا إلى مدينة رباط الفتح لأجل طلب إبقاء قضاتهم الشرعيين فألقتهم السلطة في السجن .
وكان بعض زعماء البربر يرسلون أولادهم إلى فاس ليتعلموا العقيدة الإسلامية و اللسان العربي فمنعوهم من ذلك و أنذروهم إن فعلوا بعزلهم عن القيادة , و الحاصل أن السلطة الفرنسية باشرت عملا كان يحلم به لافيجري و فوكو و الآباء البيض و تستنكف الحكومة عن الموافقة عليه بصورة رسمية فهذه المرة لم تستنكف عن ذلك و حاولت تطبيق البروغرام الذي طالما حام في خواطر الكاثوليكيين الفرنسيين و أرادوا الحكومة الفرنسية عليه ولم يتمكنوا , و قد أصدرت فرنسة هذا الظهير الذي أطلق عليه الظهير البربري في شهر مايو سنة 1930 وكان بطل هذه المعركة المقيم الفرنسي العام في المغرب المسيو سان الذي اشتهر بالتحامل على الإسلام وكان من قبل المقيم الفرنسي العام في تونس و في أيامه انعقد مؤتمر الافخاريستيا – أي تحول الخبز و الخمر بالتقديس إلى جسد المسيح و دمه – في قرطاجنة و أنكر المسلمون ذلك و عدوه مظاهرة مسيحية دينية في بلاد إسلامية و كان للمسيو سان هذا اليد الطولى في جعل هذه المظاهرة الصليبية في تونس ثم إن الفرنسيس رفعوا درجته و جعلوه المقيم العام في المغرب فجمع حوله عدة من متعصبة الكاثوليك و اندرأوا يهيئون الطرق اللازمة لما أملوه من تنصير البربر و تحقيق حلم كانوا يحلمون به من زمن طويل , و جرأهم على هذه الخطوة الغريبة ما رأوه من استنامة شيوخ المغرب و الفئة المعممة إلى كل ما يراد بهم و عدم معارضتهم في قليل و لا كثير لإرادة السلطة المحتلة و من ممالأة أكثر رجال المخزن ( أي الحكومة المغربية ) مثل الوزير المقري و غيره ممن لا يفكرون إلا في مآربهم الخاصة و يخشون على وظائفهم فيما إذا وقفوا في وجه السلطة المحتلة , وزاد جرأتهم على العمل أنهم و ضعوا على كرسي السلطنة شابا هو ثالث أولاد مولاي يوسف لا الأول و لا الثاني و جعلوا له مرشدا جزائريا اسمه المعمري يسوق السلطان إلى ترويج مراضي السلطة الفرنسية بلا نزاع بل بلا تردد و يبين له أنه إن أبدى أقل تلكؤ في تنفيذ إرادة الدولة الحامية كان نصيبه الخلع و النفي و ما أشبه ذلك . و لكن الفرنسيس في هذه النوبة لم يصح حسبانهم و لا أصاب تقديرهم و رأوا من أهل المغرب في الحركة البربرية هذه غير ما كانوا ينتظرون . و قد كان الفرنسيس أرادوا مولاي يوسف على إصدار الظهير الذي أجبروا ابنه على توقيعه فأبى أشد الإباء فما كاد يوارى التراب حتى جاءوا يضغطون على ابنه محمد في إمضاء هذا الظهير الغريب و بواسطة المعمري و المقري تمكنوا من مرادهم و حسب لوسيان سان هذا فوزا مبينا , و يؤكد العارفون أنه كان بين الفاتيكان و لوسيان سان مراسلات خفية في قضية البربر و أن الفاتيكان وعد سان إذا منع الإسلام من دخول بلاد البربر بدفع مبالغ طائلة نفقة بناء مدارس و كنائس و مستشفيات تنصيرية و أخيرا صحت نيتهم على العمل و أرادوا أن يلبسوا هذه المسألة ثوبا غير ثوبها الحقيقي و هو أن جل مرادهم بهذا الظهير هو إدخال إصلاحات عدليه و إقامة البربر على أعرافهم كما يشتهون , إلا
أن هذا لم يقنع أحدا لأنه لو كانت المسألة مسألة إصلاحات عدليه لكان ذلك ممكنا بدون إلغاء المحاكم الشرعية التي كانت تفصل في قضايا الأحوال الشخصية و لما كانت السلطة الفرنسية تمنع اختلاط العرب و أهل الحواضر بالبربر و لا تتعرض لمنع التعليم الإسلامي و اللسان العربي بين البرابر و تصد عن بناء المساجد إلى غير ذلك .
فأهل المغرب ثاروا بأجمعهم من أجل قضية البربر هذه فقد وجدوا السلطة المحتلة لم تكتف بالاستئثار بأراضيهم و مرافقهم و معادنهم و حقوقهم السياسية و الاقتصادية بل مدت يدها إلى دينهم الذي تعهدت فرنسة في معاهدة الحماية التي بسطتها على المغرب باحترامه قائلة ( إن جميع الإصلاحات التي تقوم بها داخل المغرب لا تمس الدين الإسلامي في شيء و لا تجلب أي ضرر على الحالة الدينية و لا تلحق أدنى مساس بنفوذ السلطان ) و عليه كانت ضوضاء شديدة لهذه القضية و أكثر ما اهتاج لها الشبان و الطلبة و خطبوا في جامع القرويين و جوامع أخر احتجاجا على الظهير و طلبوا إلغائه و ساروا جماعات في الشوارع صاخبين فلجأت السلطة إلى القسوة و جلدت بالسياط نحو مائة شاب من الطلبة القرويين و ألقت في السجون مئات و قيل ألوفا و غربت عدة من رؤساء الحركة و كل هذا لم يفد فتيلا في تسكينها و أوفدت فاس وفدا إلى السلطان في الرباط مؤلفا من أعيان البلدة و علمائها و قدموا له عرض حال و بكوا على الدين و على مساس سلطة السلطان التي حلت محلها على البربر السلطة المحتلة و لكن لم يكن في يد السلطان شيء و بقي لوسيان سان متمسكا بتنفيذ ظهيره فوصل صريخ المغاربة إلى مصر و الشام و العراق و الهند و الجاوى و غيرها و أيقن المسلمون أنهم خذلوا مسلمي المغرب في هذه المسألة , لم يمض زمن حتى تعرضت جميع الدول المسيحية للدين الإسلامي إما على سواء أو بخط منحن و حاولت تحويل المسلمين عنه و لذلك نشر أعيان مصر احتجاجا شديدا على عمل فرنسة في قضية البربر أمضاه منهم الأمير الكبير عماد الإسلام و ثمال كل مستضام الأمير عمر طوسون و زهاء مائة من كبار مصر و علمائها و زعمائها و توالت الاحتجاجات على فرنسة من كل فج و إلى جمعية الأمم و قامت الصحف الإسلامية و قعدت لهذا الحادث و لما انعقد المؤتمر الإسلامي في القدس الشريف في أواخر السنة الماضية (في ذلك الوقت ) أصدر قرارا بالاحتجاج على الظهير البربري وكل قانون تقصد به إحدى دول الاستعمار رأسا أو بالواسطة تحويل المسلمين عن الإسلام و أبلغه المؤتمر إلى جمعية الأمم بواسطة الوفد السوري الفلسطيني في جنيف و كان قد بسط القضية البربرية المذكورة في المؤتمر الشاب الأديب الفاضل السيد مكي الناصري الذي كان من ممثلي المغرب في المؤتمر كما أنه نشر بعد ذلك رسالة قيمة عنوانها (فرنسة و سياستها البربرية في المغرب الأقصى ) جمعت كل الوثائق و الأدلة التي لا تقبل الرد ولا المماحكة على المراد الحقيقي من قضية هذا الظهير البربري و هو تحويل البرابر عن الإسلام إلى النصرانية بطول الزمن و بقطع شأفة الشرع الإسلامي و التعليم العربي من بينهم و كان شبان المغاربة في باريس نشروا رسالة بالفرنسية في هذا الحادث عنوانها عاصفة فوق مراكش , وقد نشر الأمير شكيب رسالة في الجامعة العربية في القدس الشريف و هذا نصها ( إن الحكومة الفرنسية عندما تتبرأ من دسيسة تنصير البربر و تزعم أنها بإلغائها المحاكم الشرعية من بين البربر لم تقصد إخراجهم من الإسلام و إنما قصدت معاملتهم بمقتضى عرفهم الذي هم متمسكون به ! تدخل في مأزق ضيق لا مخرج لها منه إلا بالرجوع عن هذه السياسة العقيمة التي ثلمت اسم فرنسة في العالم و ألحقت بها ضررا كبيرا
أولا : إن مسلمي المغرب بالإجمال متفقون على أن هذا الظهير لم يكن إلا دسيسة لإخراج البربر من عقائدهم و أوضاعهم الإسلامية و إنه ليستحيل تواطؤ أمة عدة ملايين على الكذب
ثانيا : أنه من سنتين كاملتين لا تزال احتجاجات أهل المغرب متواصلة منها ما هو بتلاوة الأدعية العامة في المساجد و منها بالخطب و منها بالكتابة في جرائد فرنسة و منها بنشر كتب خاصة بالفرنسية و بالعربية و منها بتوزيع مناشير بين الأهالي و بغير ذلك
ثالثا : قد ضرب من أجل القيام على هذا الظهير نحو من مائة شاب من طلبة القرويين بفاس و جلدوا بالسياط جلدا مبرحا و حبس مئات في فاس و الرباط و الدار البيضاء و مكناس و نفي عدد كبير من الوجوه و الطلبة و الأدباء ولا يزال بعضهم منفيين إلى هذه الساعة و يستحيل أن يكون كل من أجل محض توهم
رابعا : قد تألف وفد بعد صدور الظهير بشهرين و ذلك من أعيان فاس و علمائها و تجارها و قصدوا السلطان في الرباط و شكوا له من هذه الفادحة , وشاع يومئذ أن السلطان الشاب كان يبكي مما سمعه من وفد فاس و لكنه لم يقدر على شيء كما لا يخفى
خامسا : لم يكن المسلمون وحدهم هم الذين شهدوا بأن قضية الظهير هي قضية مقصود بها إخراج البربر من الإسلام بل شهد بذلك عدد كبير من كتاب الفرنسيس أنفسهم
سادسا : أنه غير معقول و غير متطابق و غير منطقي أصلا قول الحكومة الفرنسية إننا لم نقصد إخراج البربر من الإسلام و إنما ألغينا المحاكم الشرعية من بينهم نظرا لتمسكهم بعرفهم ! فإن المسلم لا سيما في الأحوال الشخصية لا يكون مسلما إلا إذا اتبع شريعة الإسلامية و مادام البربر يقولون أنهم مسلمون فلابد من أن يكون لهم قضاة مسلمون و إلا فيكونون معدودين قد خرجوا من الإسلام أو يكون المقصود تهيئة خروجهم منه
للاختصار انتقلنا إلى تاسعا
تاسعا : إن المؤامرة في قضية الظهير البربري لم تقع على الدين الإسلامي وحده بل على الثقافة العربية بأجمعها فانهم منعوا التعليم العربي بين البربر بتاتا و قد ثبت أن بعض زعماء البربر كان لهم أولاد يتعلمون العربية في فاس فأنذروهم بسحب أولادهم من أو يقطعوا لهم رواتبهم و قد ثبت أيضا أنهم لا يريدون أن يتعلم البربري إلا اللغة البربرية و بجانبها الفرنسية فقط و هذا كما ثبت أن بعض زعماء البربر جاءوا إلى الرباط يلتمسون إبقاء القضاء الشرعي في ديارهم فقبضوا عليهم و القوهم في السجون إرهابا لهم و لغيرهم و سدا لهذا الباب )
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م