اّى اّى الفيتو .

[المصابر]

الامم المتحدة (رويترز) - استخدمت الولايات المتحدة يوم السبت حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الامن الدولي يدين هجوما اسرائيليا على قطاع غزة قتل فيه 19 مدنيا فلسطينيا ويدعو الى سرعة سحب القوات الاسرائيلية من القطاع.

وصوتت تسع دول أعضاء بالمجلس لصالح القرار في حين امتنعت أربع دول عن التصويت هي بريطانيا والدنمرك واليابان وسلوفاكيا.

الا ان استخدام السفير الامريكي لدى الامم المتحدة جون بولتون حق النقض للمرة الثانية منذ توليه منصبه قبل ما يزيد قليلا عن عام كان كفيلا بوأد المشروع.

وقالت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان استخدام الولايات المتحدة حق النقض يظهر أنها تؤيد ما قامت به اسرائيل .

ولكن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية قالت ان مشروع القرار الذي أيدته الدول العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز واقترحته رسميا قطر كان يخدم"برنامجا سياسيا احادي الجانب" وتضمن ادعاء لا يدعمه دليل بخرق اسرائيل القانون الدولي.

واردفت قائلة في بيان"لا نعتقد ان مشروع القرار كان يهدف الى الاسهام في قضية السلام."

وكان الفيتو الاول الذي استخدمه بولتون في 13 يوليو تموز قد منع صدور قرار بشان اجتياح اسرائيلي سابق في غزة.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض 82 مرة منذ انشاء منظمة الامم المتحدة قبل 61 عاما. واستخدمت أمريكا حق النقض تسع مرات من بين اخر عشر مرات استخدم فيها هذا الحق بمجلس الامن. وكان سبع مرات من التسع لمنع قرارات تتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وكان القرار المدعوم من الدول العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز وطرحته قطر رسميا سيدعو السلطة الفلسطينية الى "القيام بعمل فوري ومتواصل لانهاء اعمال العنف بما ذلك اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية."

وكان سيحث ايضا المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات لاضفاء الاستقرار على الوضع واحياء عملية السلام بالشرق الاوسط والتفكير في "امكان ايجاد الية دولية" لحماية المدنيين.

كما كان سيندد بالعمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة ويدعو اسرائيل لسحب قواتها منها وانهاء عملياتها في كل الاراضي الفلسطينية.

وكان سبعة أطفال وأربع نساء بين قتلى القصف الاسرائيلي في بيت حانون الذي اعتذر عنه ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل واصفا اياه بانه "خطأ فني" عرضي ارتكبه الجيش الاسرائيلي.

وقال غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ان النقض الامريكي اشارة الى أن الولايات المتحدة أضفت الشرعية على "المذابح الاسرائيلية" وأعطت ضوءا أخضر لاسرائيل لتنفيذ المزيد منها.

وفي بلدة رام الله بالضفة الغربية قال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان ان النقض الامريكي يشجع اسرائيل على مواصلة "عدوانها ضد الشعب الفلسطيني".

وقال بولتون ان واشنطن تاسف لسقوط القتلى "/لكننا/ نشعر بالانزعاج بسبب لهجة مشروع القرار المتحيزة في اجزاء كثيرة ضد اسرائيل وتحركها دوافع سياسية".

واضاف ان الاشارة الى اليه لحماية المدنيين كان ستثير امالا زائفة موضحا أنه شعر بالانزعاج لان النص لم يورد ذكر لكلمة "الارهاب" وحكومة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المنتخبة التي ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود او نبذ العنف.

وقال المراقب الفلسطيني في الامم المتحدة رياض منصور ان وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون في القاهرة الاحد سيقررون الخطوة التالية بعد هزيمة مشروع القرار. ومن بين الخيارات طرح مشروع القرار للتصويت عليه في الجمعية العامة المؤلفة من 192 عضوا وحيث لا تتمتع واشنطن بحق النقض.

وقال منصور للصحفيين ان تصويت الولايات المتحدة ضد المشروع يوجه رسالة خاطئة الي كل من اسرائيل والنشطين الفلسطينيين. واضاف "هل سيساعد هذا العناصر المتطرفة على ان تأخذ الامور بايديها على الجانبين..في استطاعتكم ان تكونوا واثقين من ذلك."

وقالت الحكومات التي امتنعت عن التصويت انها لم يمكنها تأييد مشروع القرار لانه غير متوازن.