مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-01-2005, 11:58 AM
horizonss horizonss غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 13
إفتراضي عذاب القبر ( رؤية وتساؤل )

بسم الله الرحمن الرحيم

يعتقد الفقهاء المسلمون، سنة وشيعة، بأن هناك عذاب وعقاب وجنة ونعيم في الفترة التي تلي الموت وتسبق يوم القيامة، وقد اعتمدوا على حديث نسب للرسول في عدة روايات، ومن ذلك ما أورده الترمذي برقم (1065)، وهذا نصه: حدثنا أبُو سَلَمَةَ يَحْيى بنُ خَلَفٍ البَصْرِيُّ حدثنا بِشْرُ بنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ عَبْدِ الرحمٰنِ بنِ إسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بنِ أبي سَعِيدٍ الْمَقْبُريِّ ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ، قالَ: قالَ رسُولُ الله : إذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ (أوْ قالَ أَحَدُكُمْ) أتَاهُ مَلَكانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ. يُقَالُ لإحَدِهِما الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكيرُ. فَيَقُولاَنِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَيَقُولاَنِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هذَا. ثمَّ يُفْسَحُ لَهُ في قَبْرِهِ سبْعُونَ ذرَاعاً في سَبْعِينَ. ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ. فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فأُخْبِرُهُمْ؟ فَيَقُولاَنِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوس الَّذِي لاَ يُوقِظُهُ إلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إلَيْهِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ الله مِنْ مَضْجَعِهِ ذلِكَ.
وَإِنْ كانَ مُنَافِقاً قالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ. لاَ أدْرِي. فيَقُولاَنِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أنَّكَ تَقُولُ ذلِكَ. فيُقَالُ لِلأرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ. فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ. فَتَخْتَلِفُ فيها أضْلاَعُهُ. فَلاَ يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّباً حتَّى يَبْعَثَهُ الله مِنْ مَضْجَعِهِ ذلِكَ.
قال أبو عيسى( أي الترمذي): حدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ حدِيثٌ حسنٌ غريبٌ.
وتنص هذه الأحاديث على أن جسد الميت هو الذي يطاله العذاب في القبر، وأنه يبقى في العذاب حتى قيام الساعة، وبذلك قال معظم الفقهاء. وقد أكد ابن تيمية ذلك عندما سئل عن عذاب القبر هل هو على النفس، والبدن أو على النفس دون البدن، فقال: بل العذاب والنعيم على النفس، والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة والجماعة، تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن، وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعتين، كما يكون للروح منفردة عن البدن.( الفتاوى الكبرى: ج4)
ويستدلون على أن الروح تعود للجسد بعد الموت فيما حدث بعد معركة بدر، عندما خاطب الرسول جثث قتلى قريش الذين ردموا في قليب ببدر، وقد ذكرت الحادثة كتب إخبارية مثل تاريخ الطبري والبداية والنهاية، وعدد من كتب الحديث، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قام عليهم فقال: يا أبا جهل بن هشام! يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! يا شيبة بن ربيعة! أليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً.

كما يستدلون بآيتين من القرآن على أنهما تفيدان ثبوت عذاب القبر وهما الآية (46) من سورة غافر، وهذا نصها: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ.
والآية (100) من سورة المؤمنون، ونصها: .... كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.

وحديث أبي هريرة، السالف، لم يتأكد ثبوته عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه، كما أن ما تلفظ به ابن تيمية لا يعدوا عن كونه رأي شخصي لا يستند على كتاب ولا على وحي من السماء.
أما حادثة وقوف رسول الله على البئر التي دفن فيها صناديد قريش وتوجيهه حديثاَ إليهم فهناك نقطة هامة حولها، هي:
أن الحادثة رواها أنس وابن عمر وعائشة، وأنس وابن عمر لم يحضرا بدر وليسا من البدريين، لصغر سن سنهما.
وتكون أم المؤمنين عائشة هي المصدر الرئيسي لما حدث، ولما شاعت بين الناس بعد زمن الرسول حدث بها خلق كثير منهم أنس وابن عمر الذي رفعه مباشرة للرسول، أو رفع عنه للرسول، وكأنه هو من سمعه عن الرسول، ولذلك جاء تصحيح أم المؤمنين لصيغة الحديث التي بدأ الناس يتناقلونها، كما ترويها لنا كتب التاريخ على هذا النحو: قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة ، قالت: ... فلما ألقاهم في القليب ، وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أهل القليب ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا . قالت : فقال له أصحابه : يا رسول الله ، أتكلم قوما موتى فقال لهم : لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقا .
قالت عائشة : والناس يقولون : لقد سمعوا ما قلت لهم ، وإنما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد علموا. ثم قرأت: وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ.(فاطر:22) وقوله تعالى: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ.(النمل:80) (البداية والنهاية:ج4 ص 104، كما ورد في تاريخ الطبري وسيرة ابن هشام)
ويبدوا أن القول بقيام الميت في القبر ورجوع الروح إليه مردها في الأصل قتادة، وليس رسول الله ولا كتابه الكريم، وهذا ما أظهرته إحدى روايات حديث أهل القليب الذي أورده أحمد في مسنده برقم (12216)، ونصه: حدّثنا عبد الله حدَّثني أبي ، حدثنا يونس ، حدثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس قال: وحدث أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر ببضعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فألقوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث، قال: وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، قال: فلما ظهر على بدر أقام ثلاث ليال، حتى إذا كان الثالث أمر براحلته فشدت برحلها، ثم مشى واتبعه أصحابه قالوا: فما نراه ينطلق إلا ليقضي حاجته، قال: حتى قام على شفة الطوى، قال: فجعل يناديهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم، يا فلان أسركم أنكم أطعتم الله ورسوله، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ قال عمر: يا نبي الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها، قال: والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة: أحياهم الله عز وجل له حتى سمعوا قوله، توبيخاً وتصغيراً ونقيمة.
فيكون قتادة هو أول من قال بذلك وتناقله الناس بعد ذلك معتقدين بنسبته للرسول صلوات الله وسلامه عليه.

يتبع...

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 06-01-2005 الساعة 03:17 PM.
  #2  
قديم 06-01-2005, 12:02 PM
horizonss horizonss غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 13
إفتراضي

وهناك حديث عن عذاب القبر مصدره عجوز يهودية وقد ورد في عدد من الروايات، وهذا أصل الخبر: حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسلمةَ عن مالكٍ عن يحيى بنِ سعيدٍ عن عمرَةَ بنتِ عبدِ الرحمنِ عن عائشةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَن يهودِيةً جاءت تسألُها فقالت لها: أَعاذَكِ اللهُ من عذابِ القبرِ. فسأَلَتْ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أَيُعذَّبُ الناسُ في قُبورِهم؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عائذاً باللهِ من ذلك».( البخاري: 1035)
ومن الواضح جداَ أن الرسول نفى وبشدة أن يكون هناك عذاب قبر، لأن جوابه جاء على شكل: أعوذ بالله؟ إستنكاراَ لمزاعم العجوز اليهودية. وانتهى الخبر عند هذا الحد.
ولو كان الرسول يعلم أن هناك عذاب في القبر قبل أن تحدثه عائشة بما قالته لها اليهودية، لحدث به أو على أقل تقدير لأجاب عائشة بألفاظ تدل على الموافقة وليس بالإستعاذة بالله والتي تعني الإستنكار.
ومما يؤكد أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يعلم أنه لا عذاب في القبر ما أورده ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لنفس الخبر ولكن بروايات مختلفة، منها ما رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري عن سعيد بن عمرو بن سعيد الأموي عن عائشة ” أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر، قالت: فقلت يا رسول الله هل للقبر عذاب قال: كذبت يهود، لا عذاب دون يوم القيامة، ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذات يوم نصف النهار وهو ينادي بأعلى صوته: أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإن عذاب القبر حق ” (فتح الباري: باب مَا جَاءَ فِي عَذَابِ الْقَبْر)
ويبدوا أن الخبر كان يقف عند قول الرسول: كذبت يهود، لا عذاب دون يوم القيامة. وأن بقية الخبر الذي يقول بأن الرسول بعد مدة خرج على الناس ليعلن لهم أن يستعيذوا من عذاب القبر هو إضافة عرفت طريقها للخبر لم يقلها الرسول.
ويؤيد ذلك ما نقله ابن حجر أيضاَ في نفس الباب السابق بقوله: ووقع عند مسلم من طريق ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت ” دخلت علي امرأة من اليهود وهي تقول: هل شعرت أنكم تفتنون في القبور، قال: فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنما يفتن يهود، قالت عائشة: فلبثنا ليالي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل شعرت أنه أوحي إلى أنكم تفتنون في القبور، قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عذاب القبر.
فالرسول يستنكر أن يكون هناك عذاب في القبر، ولو لم يكن يعلم أن هناك عذاب في القبر عندما أبلغته عائشة بادعاء اليهودية، لما سارع ونفى ما ليس له به علم، ولقال لا أدري أو سكت بدون تعليق على عادته صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن شيئ لم ينزل به وحي وانتظر حتى ينزل الوحي بالجواب فيقرأه على الناس.
وهذا الخبر ينسب للرسول قوله: هل شعرت أنه أوحي إلى أنكم تفتنون في القبور. وهذا افتراء على الرسول ونسبت كلام له وهو منه براء، لأنه لو كان صلوات الله وسلامع عليه قد أوحي إليه فسيتلوه على شكل قرآن، والوحي حق ثابت لا يحتمل اللبس لدرجة أن الرسول لم يكن متأكداَ إن كان قد أوحي إليه أن هناك فتنة في القبر أم لا، لدرجة أنه سأل عائشة إن كانت شعرت أن أوحي إليه أنكم تفتنون في القبور، لأنه لم يستطع الجزم إن كان قد تلقى وحياَ بذلك أم لا. (اعوذ بالله أن يكون هذا حدث للرسول).
وقد تم تحوير الحديث مع الأيام بحيث أصبح يروى بهذه الصورة: حدَّثنا عَبْدانُ أخبرَني أبي عن شعبة سمعتُ الأشْعثَ عن أبيه عن مَسْروقٍ عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها «أن يهوديةً دخلتْ عليها فذَكرَتْ عذابَ القبرِ فقالت لها؛ أعاذَكِ اللهُ مِن عذابِ القبرِ. فسأَلَتْ عائشةُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن عذابِ القبرِ فقال: نَعَمْ، عذابُ القبرِ. قالت عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: فما رأيت رسولَ اللهِ بعدُ صلَّى صلاةً إلاّ تَعَوَّذَ مِن عَذابِ القبر» زادَ غُندَرٌ: «عذابُ القبرِ حقٌّ». (البخاري: 1375)
فتم تحوير استنكار الرسول لكلام اليهودية إلى قوله: نعم، عذاب القبر. وهذه العبارة المبتورة لا تحمل أي تأييد أو نفي لعذاب القبر بذاتها، ولذلك أضيف للحديث أن عائشة أكدت أن الرسول لم يعد يصلي أي صلاة مالم يتعوذ من عذاب القبر. وهنا إتهام آخر للرسول بأنه يأخذ بعض الدين مما يتداوله اليهود دون تثبت من صحته، مع أنه نهي عن أخذ أقوال اليهود ونهي أن يقول على الله ما لم ينزل عليه به سلطان من عنده سبحانه.
ثم يزيد غندر أن عذاب القبر حق، وهي جملة أصبحت ملازمة لعذاب القبر وكأن من قالها هو رسول الله وليس غندر الذي قال عنه أحمد بن حنبل: سمعت غُنْدراً يقول: لزمت شُعبة عشرين سنة لـم أكتب من أحد غيره شيئاً وكنتُ إذا كتبتُ عنه عرضتُهُ علـيه. قال أحمد: أحسبه من بلادته كان يفعل هذا.
وغندرذكره ابنُ حِبَّـان فـي كتاب «الثِّقات»، وقال: كان من خيار عبـاد الله علـى غَفْلة فـيه.
ويؤيد ذلك، يحيـى بن مَعِين، بقوله: اشترى غُنْدَر يوماً سَمَكاً وقال لأهله: أصلـحوه، ونامَ، فأكلَ عيالُه السَّمَك ولطخوا يده فلـما انتبه قال: هاتوا السَّمَك. قالوا: قد أكلت. قال: لا. قالوا: فَشُمَّ يدكَ. ففعل. فقال: صَدَقتُـم ولكنـي ما شَبِعتُ. مات سنة 193أو 194. (تهذيب الكمال: لأبي الحجاج المزي)
والغريب أن ينسب حديث إثبات عذاب القبر إلى أم المؤمنين عائشة، وهي التي كان لها موقف حازم وثابت من إنكار عذاب القبر، تجلى في ردها على من قال بأن الرسول عندما خاطب قتلى قريش في بدر كان يعلم بأنهم لن يسمعوه، ولكنهم سيجدون ما وعدهم الله حقاَ، وذلك أن القيامة ستقوم بمجرد موت الإنسان، لأن ذاكرته ستتوقف عن العمل وبالتالي لن يشعر بمرور الزمن ولو كان بلايين السنين وعندما تقوم القيامة سيشعر وكأنه لم يمت سوى لحظات، قال تعالى: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.(النحل:77)
  #3  
قديم 06-01-2005, 12:06 PM
horizonss horizonss غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 13
إفتراضي

[وفي نفس السياق يقول تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ.(الروم:55)
ولأن الأحاديث يجوز عليها الصدق والكذب والفهم الخاطئ والزيادة والنقص، كأي خبر ظني، فلابد من الرجوع لكلام الله الذي: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.(فصلت:42) لنقف على ما قاله الله سبحانه وتعالى عن عذاب القبر، فإن كان هناك عذاب فيجب أن نؤمن به وإن لم يكن فيجب أن ننزه دين الله من القول به.

القبر في القرآن الكريم
ليس هناك في القرآن آية واحدة ذكر فيها عذاب في القبر، وليس هناك آية واحدة ذكر فيها الإستعاذة من عذاب القبر، ولكن الإستعاذة في القرآن جاءت من عذاب يوم القيامة: الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.(آل عمران:16)
والدعاء في القرآن دائماَ كان على لسان المؤمنين أن يجنبهم الله عذاب النار: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.(آل عمران:191)
ولكي نتأكد من وجود عذاب في القبر من عدمه، لابد من التعرف على ما ذكره القرآن حول الفترة ما بين وفاة الإنسان وحتى قيام الساعة والتي تبدأ بالموت: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ.(آل عمران:185)
وعملية الموت تتم عبر آلية مجهولة لدينا: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.(النحل: 28)
وتتم بنفس الآلية للكافر والمسلم على حد سواء: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.(النحل:32)
فالملائكة هنا لا تعني بالضرورة المخلوقات النورانية الفوق بشرية، ولكنها تعني الآلية التي تتم بواسطتها خروج الروح وانفصالها عن الجسد، ولا نعلم أين تذهب الروح بعد ذلك، ولا الآلية التي تحفظ فيها إلى يوم القيامة.

أما أقرب صورة تقريبية للموت فهي حالة النوم: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.(الأنعام:60)
لأن النوم غياب عن الوجود وعدم إحساس بالوقت، والموت غياب عن الوجود وعدم إحساس بالوقت، والإستيقاظ من النوم عود للحياة كما البعث بعد الموت: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.(الزمر:42)

وبعد الموت تتوقف الذاكرة عن التسجيل إلى أن تبعث الروح من جديد يوم القيامة: حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.(المؤمنون:99-100) والآية تتحدث عن لسان حال الكافر، وليس عما يقوله فعلاَ.
ومع أنه سيكون هناك فترة زمنية بين الموت وبين قيام الساعة (برزخ) إلا أن الميت لن يشعر بها مهما طالت، وستكون القيامة بالنسبة له وكأنها حدثت بمجرد موته: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ.(الأعراف:187)
ولأن إحساس الميت بالزمن يتوقف، لتوقف ذاكرته عن التسجيل، ولو مرت عليه بلايين السنين قبل يوم القيامة، فسوف يعتقد بأنها قامت في اللحظة التي توفي فيها.
وحتى اللحظة التي مات فيها لن تسجل ولذلك لن يعلم بأنه مات إلا بعد أن يبعث، مثلما يحدث عند النوم، فاللحظة التي يغلبنا النوم فيها لا يمكن تذكرها لأنها لم تسجل في الذاكرة وكل ما نتذكره هو ما قبل تلك اللحظة، واللحظة التي نستيقظ فيها، عدا الأحلام.
ولو نام المرء فلن يعلم بأن النوم غلبه إلا بعد أن يصحو، عندها ستبدأ الذاكرة بالتسجيل منذ اللحظة التي استيقض فيها، بعد أن توقفت في اللحظة التي نام فيها. وعندما يبعث الإنسان في الآخرة سيتذكر آخر لحظة كان فيها في الدنيا وكأنها حدثت للتو وسيكون إنتقاله للقيامة وكأنه حدث فجأة، بالنسبة له، لأنه سيشعر أنه انتقل من عالم لآخر خلال وقت يسير وبصورة مفاجئة.
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ.(هود:45)
وحتى لو فنيت البشرية وبقيت الأرض بعدهم مليارات السنين، فإن قيام الساعة سيكون كأنه حدث في اللحظة التي توفي فيها كل واحد منهم، وكأنه لم يمت سوى برهة قصيرة جداً من الزمن: وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.(النحل:77)
وعند البعث سيشعر الناس بأن السنين التي عاشوها على الأرض لم تزد على ساعة من نهار، تماما كما نحس بما مضى من سني العمر الآن.
وهكذا فكل من مات حتى هذه اللحظة لا يعلم بأنه ميت، ولن يعلم بأنه مات إلا يوم يبعث، وكأنه انتقل من حالته التي كان عليها في الدنيا في اللحظة التي مات فيها، إلى يوم القيامة بغتة كلمح البصر، وعندما يبعث لن يكون بإمكانه الرجوع: بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ.(الأنبياء:40)
وهذه الصورة الناصعة الواضحة تنفي نفياَ قاطعاَ أن يكون هناك أي نوع من أنواع استرجاع الذاكرة للإنسان في الفترة بين وفاته في الدنيا وبعثه في الآخرة، وبالتالي ينتفي أن يكون قد تعرض لأي نوع من أنواع العذاب أو الثواب أو المسائلة.

يتبع...
  #4  
قديم 06-01-2005, 12:08 PM
horizonss horizonss غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 13
إفتراضي

عذاب القبر
فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ. النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ.(غافر:45-46)
هاتان الآياتان يستدل بهما بعض الناس على أن هناك عذاب قبر، ويصرون على أن واو العطف تعني الترتيب الزمني، أي أنهم يعرضون على النار كل يوم بعد موتهم وقبل يوم القيامة، ويوم تقوم الساعة يدخلون النار، ولا يسمحون بأي معنى آخر، كما لا يستمعون لآيات أخرى قد تشوش عليهم ما اعتقدوه أو تشككهم به.
وإلا فإن يعرضون على النار تعني في القرآن يعذبون فيها، ومن ذلك قوله تعالى: وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ. وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ.(الشورى:44-45)
والقرآن يصور ما سيكون بصورة ما كان: ِقيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ.(يس:26-27)
فالذي تتحدث عنه الآيات لم يدخل الجنة بعد ولكن الآية تتحدث بلسان حاله فيما سيكون عليه في الآخرة.

ثم إن فرعون ذكر في عدد من الآيات بأنه سيعذب يوم القيامة وليس قبلها: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ. إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ. يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ.(هود:97-99)
ولن يعذب فرعون أو غيره قبل أن يحاسب، ولن يحاسب أحد قبل يوم الحساب، وهذا ما نسيه أو تناساه من قال بأن فرعون يعذب في قبره:
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ.(هود:103)
وقد أخر الله الحساب ليوم القيامة:وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُود.(هود:104)
وبعد الحساب يتقرر مصير الإنسان: يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيد.(هود:105)
والآيات التي تؤكد أن العذاب سيكون في يوم الحساب كثيرة: وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ.(البقرة:48)
ولن تعلم أي نفس مصيرها إن كان للجنة أو للنار إلا بعد الحساب: وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ.(البقرة:281)
والحساب ضروري كي لا يظلم أحد: فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ.(آل عمران: 25)
ولأن الحساب سيكون عادلاَ ودقيقاَ فلن يشعر أحد بأنه ظلم: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ.(الأنبياء:47)
ولن تعلم الأنفس مصائرها أفي الجنة أم النار إلا يوم القيامة وليس قبل ذلك: وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ. عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ.(الإنفطار:4-5)
فيوم الحساب هو يوم القيامة، ولهذا يقول نبي الله ابراهيم: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.(ابراهيم:41)
ولم يأت ذكر لعذاب القبر في القرآن على الإطلاق: لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ.(الرعد:34)
والعذاب المذكور في القرآن هو عذاب الآخرة، ولذلك يتمنى الكافر لو كان الموت أبدياً حتى لا ينهض ويحاسب ويحكم عليه بالنار، ولو كان في القبر عذاب فلن يكون الموت موتاً لأنه يعذب: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ. وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً. فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ. وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ. وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ. يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ. إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ. فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ. قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ. كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ. وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ. يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ. مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ.(الحاقة:13-29)

وفي صورة قرآنية أخرى يظهر بوضوح أن القبر لم يكن قطعة من نار بالنسبة للكافر: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ .قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ.(يس:51-52)
ولو كان الكافر يعذب في قبره، وقامت القيامة فسيفرح بقيامها لأن فترة الحساب ستكون بالنسبة له فترة راحة ما بين عذاب القبر وعذاب جهنم، ولن يولول بالويل والثبور على بعثه من الموت الذي وصفه بأنه كان مرقداً تمنى لو استمر.
ولكن البعث جاء كما وعد الرحمن: إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ.(يس:53)
ليحاسب الناس، وعندها فقط يحكم عليهم بنار أو جنة حسب ما قدمت أيديهم: فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.(يس:54)
ويكون القرآن بريئ من أي ذكر لعذاب القبر، بل إن الآيات تؤكد أن العذاب لن يكون قبل الحساب، وأن الحساب لن يكون قبل يوم القيامة، وأن الحساب لن يكون إلا مرة واحدة، ونتيجة لذلك الحساب الرباني العادل فسيكون مصير الناس الجنة أو النار.
ثم إن من يحاسب هو الله وليس منكر ونكير، اللذين إن كانا ملكين، وأنا لا أعتقد ذلك، فسيبعثان مثل بقية مخلوقات الله في كل الكون، وسيحاسبان مثل بقية مخلوقات الله كلها في كل الكون: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ.(ابراهيم:48)
ويكون الفقهاء والمحدثون قد قالوا بعذاب القبر، بينما أنكره القرآن، وعلى كل شخص أن يتبع من القولين ما يرى أنه الحق، ولن يعلم إن كان اختياره صحيح أم خاطئ إلا يوم الحساب.
والسلام عليكم
انتهى.

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 06-01-2005 الساعة 03:18 PM.
  #5  
قديم 11-01-2005, 06:21 PM
ملك ملك غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
الإقامة: المدينه المنوره
المشاركات: 20
إفتراضي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

احببت يااخى ان اتحاور معك واسالك كيف تنكر عذاب القبر ونعيمه وتقر بان القران ليس به اية واحده تدل على عذاب القبر
اولا الله سبحانه وتعالى انزل على رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والسلام
وحيين واوجب على عباده الايمان بهما والعمل بما فيهما وهما الكتاب والحكمه
قال تعالى(وانزل الله عليك الكتاب والحكمة) وقال تعالى(وهو الذى بعث فى الامين رسولا يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)
ومن المعروف ان الكتاب هو القران الكريم اما الحكمة فهى السنه باتفاق السلف وما اخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام عن الله فهو فى وجوب تصديقه والايمان به وقد قال النبى عليه الصلاة والسلام (انى اوتيت الكتاب ومثله معه)
وهناك الكثير من الايات القرانيه والاحاديث الصحيحه وردت فى عذاب القبر
لذا وجب ان نعلم ان عذاب القبر ونعيمه اسم لعذاب البرزخ ونعيمه
قال تعالى ( ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون)
فعذاب البرزخ ونعيمه اول عذاب الاخره ونعيمها كما دل على ذلك القران والسنه فى غير موضع دلالة صريحه كقوله تعالى (ولو ترى الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما
كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون )
وهذا الخطاب لهم عند الموت ولو تاخر عنهم ذلك العذاب الى انقضاء الدنيا لما صح ان يقال لهم اليوم تجزون وقوله تعالى (فوقاه الله سيئات مامكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعه ادخلوا ال فرعون اشد العذاب )
ففى هذه الايه دلالة واضحه وذكرا صريحا لايحتمل غيره لعذاب القبر على عكس ما جاء فى استدلالك لهذه الايه
وكذلك قوله تعالى (فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم )
وقسم الارواح الى ثلاثة اقسام ( المقربين) واخبر انها فى جنة النعيم (واصحاب اليمين) واخبر بسلامتها من العذاب ( والمكذبة الضاله) ولها نزل من حميم وتصلية جحيم وهذه الايه ايضا بها اشارة واضحه على ان الروح بمجرد خروجها تبشر من الملائكه بمكانتها فى الاخره فاما الجنه واما النار
وقوله تعالى( ان اللذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون)
وهذا التنزيل طبعا يكون عند الموت وهو اول بشاره لهم بما سايكون عليه حالهم وفى هذه الايه ذكر صريح لما تلقاه الروح بعد الموت من بشارة الملائكة لها
ايضا قوله صلى الله عليه وسلم فى المؤمن بعد موته انه يفتح له باب الى الجنه فياتيه من روحها ونعيمها وفى الفاجر انه يفتح له باب الى النار فياتيه من حرها وسمومها
وقد اخبر النبى عليه الصلاة والسلام ان ارواح الشهداء تجول فى اجواف طير
خضر تعلق من ثمر الجنه وكما جاء فى القران الكريم من ان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون
وقد جاء فى الصحيحين عن ابى هريره ان النبى عليه الصلاة والسلام قال ( اذا فرغ احدكم من التشهد الاخير فليتعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة السيح الدجال)
وكما فى الصحيحين ايضا عن ابن عباس ان النبى عليه الصلاة والسلام مر بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان فى كبير اما احدهما فكان لايستبرى من البول واما الاخر فكان يمشى بالنميمه ثم دعا بجريده رطبه فشقها نصفين وقال لعله يخفف عنهما مالم ييبسا
وكذلك ما جاء فى الصحيحين عن البراء بن عازب ان النبى عليه الصلاة والسلام قال اذا سئل المسلم فى قبره فشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى(يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الاخرة) واحاديث المساله فى القبر كثيره جدا
وقد جاء ان الله يرفع درجة العبد فى الجنه فيقول العبد انى لى هذا فيقال بدعاء ولدك لك
فاذا لم يكن الميت يشعر بعذاب القبر ونعيمه فكيف ينتفع بالدعاء والاستغفار والصدقه وغيرها وفى حديث لعثمان بن عفان رضى الله عنه ان النبى عليه الصلاة والسلام كان اذا فرغ من دفن ميت وقف على قبره وقال استغفروا لاخيكم واسالوا له التثبيت فانه الان يسال .وكان عليه الصلاة والسلام يصلى على الموتى ويدعوا لهم بعد الدفن بان يقيهم الله من عذاب النار ومن عذاب القبر
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م