مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-10-2003, 01:29 PM
bassouma bassouma غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 44
إفتراضي الانبياء صفوة خلق الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الانبياء صفوة خلق الله

قال الله تعالى : { كان الناسُ أمةً واحدةً فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين }. (البقرة).
وقال الله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نُوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }(الانبياء).
لقد بعث الله الانبياءَ رحمةً للعباد إذ ليس في العقل ما يُستغنى به عنهم لأن العقل لا يستقل بمعرفة الاشياء المُنجِية في الآخرة، فكان في بعثة الانبياء مصلحةً ضروريةً لحاجة العباد لذلك تفضل الله على عباده من غير وجوب عليه. ثم إن هؤلاء الانبياء هم صفوةُ الخَلْقِ إصطفاهم الله عز وجل من بين خَلْقِهِ فليس فيهم من هو ذميم الخِلْقَةِ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما بعث الله نبياً إلا حسنَ الوجه حسنَ الصوت وإن نبيكم أحسنُهم وجهاً وأحسنُهم صوتاً ". رواه الترمذي. فآدم عليه السلام الذي هو أول الانبياء والبشر لم يكن كالوحش يأوي الى الغابات ويمشي عارياً، ولم يكن مُحْدَودِبَ الظهر، بل كان جميل الخِلْقَةِ كما ان كل الانبياء كانوا جميلي الخِلقة والشكل، وليس فيهم ذو عاهة في خِلقته، لم يكن فيهم أعرج ولا كسيح ولا أعمى.

إنما نبي الله يعقوب عليه السلام من شدة بكائه على ابنه سيدنا يوسف عليه السلام ابيضَّت عيناه من شده الحزن ثم ردّ الله تعالى عليه بصره لمّا أرسل يوسف عليه السلام بقميصه من مصر الى " مَدْيَنَ " البلدة التي فيها أبوه يعقوب، الله تعالى جعله يشم ريحَ يوسف فارتدَّ بصيراً، أما هو في أصل الخلقة لم يكن أعمى ولا كان به عمى قبل هذه المصيبة التي أصابته بفقد ابنه يوسف عليه السلام.

اما موسى عليه السلام فقد تأثر لسانُه بالجمرة التي تناولها ووضعها في فمه حين كان طفلاً أمام فرعون، وصار في لسانه عقدة خفيفة ولكن كلامه كان مفهماً لا يبدل حرفا بحرفٍ بل يتكلم على الصواب ولم يكن ألثَغَاً. ولما نزل عليه الوحي دعا اللهَ قائلا { واحْلُلْ عقدةً من لساني} فأذهبها اللهُ سبحانه عنه.
صفات الانبياء:
وقد جرت عادة العلماء في كلامهم عن الأنبياء عليهم السلام على ذكرِ بعضِ الصفات التي هي واجبة للانبياء كالصدقِ فيستحيل عليهم الكذبُ لانه لو كان فيهم من يكذب لكان تردَّد خبره بين الصدق والكذب وذلك نقص ينافي مناصب النبوة. وأما ما ورد في قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام من أنه حطّم الاصنامَ التي كان يعبدها قومُه وتركَ الصنمَ الكبيرَ فلما عاد قومه وقالوا له : أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم. فقال لهم { بل فعلَه كبيرُهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون} فليس هذا كذبا بل هذا صدق من حيث الباطن والحقيقة لأن كبير الاصنام هو الذي حمله على الفتك بالاصنام الأخرى من شدة إغتياظه من قومه لمبالغتهم في تعظيمِ الصنمِ الكبيرِ بتجميلِ هيأتِه وصورتِه فحملَه ذلك على أن يكسرَ الصغارَ ويُهينَ الكبيرَ فيكون إسنادُ الفعلِ الى الكبيرِ اسناداً مَجَازياً فلا كَذِبَ في ذلك.

ومن صفات الانبياء الفطانةُ فيستحيل عليهم الغباوةُ لأن الغباوةَ تنافي منصبهم لأنهم لو كانوا اغبياء لَنَفَرَ الناسُ منهم لغباوتهم، والله عز وجل حكيم لا يفعل ذلك، فإنّ الانبياء أُرسِلوا ليبلغوا الناسَ مصالحَ آخرتهم ودنياهم والبلادةُ تنافي هذا المطلوب.
وكذلك يستحيل عليهم التلبُّسُ بالرذالة كائنة ما كانت، ويستحيل عليهم صفةُ السفاهة.

عصمة الانبياء:
وتجب لهم العصمةُ من الكفر قبل النبوة وبعدها. وأما قولُ ابراهيم عن الكوكب حين رآه { هذا ربي } فهو على تقديرِ الاستفهامِ الإنكاري فكأنه قال " أهذا ربي كما تزعمون " وليس معناه أنه اعتقد أن الكوكب رب يستحق العبادة. ثم لما غاب الكوكبُ قال { لا أحب الآفلين } أي لا يصلح هذا الكوكبُ أن يكون رباً فكيف تعتقدون ذلك. لقد أراد سيدُنا ابراهيم عليه السلام ان يُبينَ لهم الدليلَ العقلي على وجود الله ويُبينَ لهم أن الشيء الذي هو جِسْمٌ يتغير ويتبدل لا يستحق العبادة. ولمّا لم يفهموا مقصودَه بل بقوا على ما كانوا عليه قال حينما رأى القمر مثلَ ذلك فلم يجد منهم بُغيتَه. فأظهر لهم أنه بريء من عبادتهم لغير الله وأن الكوكبَ وما شابَهَه لا يصلح للربوبية، ثم لما ظهرت الشمس قال مثلَ ذلك فلم يفهموا بُغيتَه فأظهر براءَتَه من ذلك. وأما هو في حد ذاته كان يعلم قبل ذلك أن الربوبية لا تكون إلا للهِ بدليلِ قولِه تعالى : { ولقد آتَينَا ابراهيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْل}.(الانبياء).


ويستحيل على الانبياء المعاصي الكبيرة والصغائر التي فيها خِسةٌ ودناءةُ نفسٍ كسرقةِ لقمة خبز أو حبة عنب. وأما ما سوى ذلك من الصغائر التي ليس فيها خسة ودناءة فقد تحصل من أحدهم بدليل قولِه تعالى في حق آدم { وعصى آدمُ ربَّه فَغَوَى }. كان قد نُهي عن الاكل من شجرةٍ في الجنة ( لم يَرِدْ عن الرسول انها شجرةُ تفاحٍ ولا غير ذلك ) فَوَسْوَسَ الشيطانُ له ولحواء فأكلا منها، هذه هي معصيته ثم تاب منها، وذلك أنّ الانبياء إن حَصَلَ منهم صغيرة لا خسة فيها ينبهون فورا للتوبة فيتوبون قبل أن يقتدي بهم فيها غيرهم. ويجب للانبياء أيضا صفةُ التبليغ فهم يُبَلَّغونَ ما أمرهم اللهُ سبحانه وتعالى تبليغَه لا يزيدون ولا ينقصون. ولا يجوز عليهم أن يكتموا شيئا مما أمروا بتبليغه لأنّ ذلك ينافي منصبَ النبوة.

ويستحيل عليهم أيضاً كلُّ مرضٍ يَنْفُرُ منه الطبعُ السليم. فليس صحيحا ما يقوله البعض إن سيدنا ايوب عليه السلام صار يخرج الدودُ من جسمه ثم كان يعيدها اليه ويقول لها " كلي مما رزقك الله " إن الانبياء لا يُصابون بالأمراض المنفرة لأنّ هذا من مُعَوِّقاتِ الدعوة ويجوز عليهم ما سوى ذلك من الامراض التي لا تؤدي الى الحطِّ من مراتبهم كالإغماء من شدة الألم. وأما خروجُ الريح والبول والغائط فلا نقص في نسبتها الى الانبياء لأنها عادةُ البشر.

تحذير مهم : ورد في كتاب اسمه " مناجاة موسى " كلام يُنسب الى موسى عليه السلام كذباً وافتراءً هو بريء منه وهو قولهم " يا رب كم لك في الالوهية " إنّ هذا الكلام كفر ويستحيل أن يقوله نبي من الانبياء. كما ورد في التوراة المحرفة أن يعقوب صَارَعَ اللهَ وان نبي الله لوطاً سَكِرَ فوقع على إحدى ابنتيه، وهذا مما لا يجوز نسبته الى نبي مُرسلٍ أو كتابٍ مقدس.

تحذير مهم آخر: إنّ تفسير قوله تعالى في حق سيدِنا يوسف { ولقد هَمَّتْ به وهَمَّ بها } أي هّمَّت بالزنا وهو هَمَّ بدفعها عنه لولا أن رأى بُرهانَ ربه أي لولا أن أوحى الله إليه أنه إن دفعها لظنوا أنه هو الذي أراد الفاحشةَ بها. وليس معنى الاية أنّه همّ بالزنا لأن الانبياء معصومونّ عن ذلك، فمن كان يعتقد أنّ يوسف عليه السلام همّ بالزنا فليقلع عن هذا الاعتقاد الذي فيه تنقيص لنبي الله ولينطق بالشهادتين.

أخي المسلم، إنّ الانبياء هم أفضلُ المخلوقات وأطهرُهم فلا تَعْدِلْ عن تنزيهِهم عما لا يليق بهم وتبرئتِهِم عما لا يجوز في حقهم، وكن وقّافاً عند كتاب الله العزيز ولا تلتفت الى ما يفتريه الملحدون والمشوشون على انبياء الله من الازدراء والتنقيصِ في حقهم صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين.
اللهم إنا نسألك أن توفقنا للسير على خُطى الانبياء والصالحين وأن تجعلَنا من أتباع سيدِنا محمد المخلِصين.
__________________
سبحان الله
تنزه عن ما لا يليق به
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م