مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-09-2001, 07:28 PM
محمد فلسطين محمد فلسطين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 19
Post حول حوار الأخوة الشادي وأبو عاصم !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي بهذه المداخلة , كنت متابعا للنقاش من أوله ولم أتدخل في النقاش بناء على طلب شيخنا أبا الأطفال ولكن وبعد تدخل الأخوة وإنهاء النقاش رأيت أن ادلي بدلوي في الموضوع لحساسيته وأقول بعد توفيق الله

لم تعرف قبل ظهور المتكلمين مسألة صفات الله , ولم تثر في أي بحث من الأبحاث بشكل مستقل . فلم يرد في القرآن الكريم ولا في الحديث الشريف كلمة صفات الله , ولم يعرف عن أحد من الصحابة انه ذكر كلمة صفات الله تحديدا او تحدث عن صفات الله ببحث منفرد .وكل ما ورد في القرآن مما قال عنه المتكلمون انه من صفات الله يجب ان يفهم على ضوء قوله تعالى (( سبحان ربك رب العزة عما يصفون )) وقوله(( ليس كمثله شيء )) وقوله ((لا تدركه الأبصار )) . ثم ان وصف الله انما يؤخذ من القرآن , وكما ورد في القرآن فالعلم يؤخذ من مثل تعالى (( وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو , ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين )) . والحياة تؤخذ من مثل قوله تعالى (( الله لا اله له الا هو الحي القيوم )) (( وهو الحي لا اله الا هو )) والقدرة تؤخذ من مثل قوله تعالى (( قل هو القادر على ان يبعث عذابا من فوقكم أو من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا )) (( الم يروا ان الله الذي خلق السموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم )) والسمع من مثل قوله تعالى ( ان الله سميع عليم )) (0 والله سميع عليم )) والبصر من مثل قوله تعالى (( وان الله سميع بصير )) (( وكان ربك بصيرا )) والكلام من مثل قوله تعالى (( وكلم الله موسى تكليما )) والإراده من مثل قوله تعالى (( فعال لما يريد )) (( انمل امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون )) والخالق من مثل قوله تعالى (( الله خالق كل شيء ))(( وخلق كل شيء فقدره )) . فهذه أوصاف وردت في القرآن الكريم كما وردت أوصاف غيرها مثل الوحدانية والقدم وغيرهما . ولم يكن هناك خلاف بين المسلمين بأن الله واحد أزلي حي قادر سميع بصير متكلم عالم لما يريد .
فلما جاء المتكلمون وتسربت الأفكار الفلسفية , دب الخلاف بين المتكلمين في صفات الله , فقال المعتزلة : ان ذات الله وصفاته شيء واحد , فالله حي عالم قادر بذاته , لا بعلم وقدرة وحياة زائدة على ذاته . لانه لو كان عالما بعلم زائد على ذاته , وحيا بحيات زائدة على ذاته ,كما هو الحال في الإنسان , للزم ان يكون هناك صفة وموصوف وحامل ومحمول , وهذه هي حالة الاجسام , والله منزه عن الجسمية . ولو قلنا كل صفة قائمة بنفسها لتعددت القدماء , وبعبارة اخرى لتعددت الآلهة .
وهكذا نشب الجدال بين بين المتكلمين المعتزلة من جانب , والسنة من جانب آخر في صفات الله .
ولكن الخطأ الذي وقعوا به هو جعل العقل أساسا للنقاش فيما يدركه وما لا يدركه , وما يحسه الإنسان وما لا يحسه , والذي دفعهم لذلك أنهم لم يجعلوا طريقة القرآن في ادراك الحقائق بل انجروا وراء الفلاسفة في ادراك الحقائق , والذي يتمثل في أن الفلاسفة وان بحثوا في الإلهيات ولكنهم نظروا لذلك من خلال الوجود المطلق , فهم لم يبحثوا في الكون , وإنما بحثوا ما وراء الكون , واخذوا يرتبون البراهين بمقدماتها , وتوصلوا من هذه البراهين الى نتائج , ثم رتبوا على هذه النتائج نتائج اخرى , وهكذا حتى توصلوا الى ما اعتبروه حقيقة عن الذات , وعن مقتضيات هذه الذات .
وهذه الطريقة في البحث تخالف طريقة القرآن , لأن القرآن انما يبحث في الكون نفسه , في الموجودات , اي في كل ما هو مدرك محسوس , وحين يبحث فيما وراء الكون مما لا يقع تحت الحس , ولا يدرك من ادراك الموجودات , فإنه يصف واقعا او يقر حقيقة ويأمر بالإيمان بذلك امرا قاطعا , ولا يلفت نظر الإنسان الى ادراكة , ولا الى شيء ليدركه منه , وذلك كصفات الله وكالجنة والنار والجن والشياطين وما شابه ذلك . وهذه الطريقة فهمها الصحابة وساروا عليها واندفعوا في البلاد يحملون للناس رسالة الإسلام ليسعدوهم بها كما سعدوا هم بهذه الرسالة .
وظل الحال كذلك حتى انصرم القرن الأول كله , وتسربت الافكار الفلسفية من الفلسفة اليونانية وغيرها ووجد المتكلمون , فتغيرت طريقة البحث , وصار هذا الجدال في ذات الله وفي صفات الله .
وهو فوق كونه جدلا عقيما فانه لا يعتبر بحثا عقليا مطلقا , لأنه بحث في شيء لا يقع عليه الحس , وكل ما لا يقع عليه الحس لا مجال للعقل في بحثه ولا بوجه من الوجوه . على أن البحث في صفات الله هي بحث في الذات , والبحث في الذات ممنوع شرعا ومستحيل . ولهذا كان البحث عند المتكلمين من أصله خطأ محض , فصفات الله توقيفية , فما ورد منها في النصوص الراجحة ذكر بالقدر الذي ورد في النصوص ليس غير , فلا يجوز الزيادة في أي صفة لم ترد , ولا يجوز شرح صفة بغير ما ورد عنها بالنص الراجح ودائما اعمال الأدلة خير من اهمال احدها .
هذا ما وفقني الله فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وبارك الله في الجميع .
__________________
ابو عبدالله المقدسي
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م