مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #81  
قديم 11-11-2005, 07:20 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي تشاور قريش في الرجوع عن القتال

[تشاور قريش في الرجوع عن القتال ]
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم عن أشياخ من الأنصار ، قالوا : لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي فقالوا : احزروا لنا أصحاب محمد ، قال فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم فقال ثلاث مئة رجل يزيدون قليلا أو ينقصون ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد ؟ قال فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئا ، فرجع إليهم فقال ما وجدت شيئا ، ولكني قد رأيت يا معشر قريش ، البلايا تحمل المنايا ، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلا منكم فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك ؟ فروا رأيكم . فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس فأتى عتبة بن ربيعة ، فقال يا أبا الوليد إنك كبير قريش وسيدها ، والمطاع فيها ، هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر ؟ قال وما ذاك يا حكيم ؟ قال ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي ، قال قد فعلت أنت علي بذلك إنما هو حليفي ، فعلي عقله وما أصيب من ماله فأت ابن الحنظلية .
[نسب الحنظلية ]
قال ابن هشام : والحنظلية أم أبي جهل وهي أسماء بنت مخربة أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم - فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره يعني أبا جهل بن هشام . ثم قام عتبة بن ربيعة خطيبا ، فقال يا معشر قريش ، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا ، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب ، فإن أصابوه فذاك الذي أردتم وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون .
قال حكيم فانطلقت حتى جئت أبا جهل فوجدته قد نثل درعا له من جرابها ، فهو يهنئها . - ( قال ابن هشام ) : يهيئها - فقلت له يا أبا الحكم إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا ، للذي قال فقال انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد وما بعتبة ما قال ولكنه قد رأى أن محمدا وأصحابه أكلة جزور وفيهم ابنه فقد تخوفكم عليه . ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي ، فقال هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس وقد رأيت ثأرك بعينك ، فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك .
فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ واعمراه ، واعمراه ، فحميت الحرب وحقب الناس واستوسقوا على ما هم عليه من الشر وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة .
فلما بلغ عتبة قول أبي جهل انتفخ والله سحره قال سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو ؟ .
قال ابن هشام : السحر الرئة وما حولها مما يعلق بالحلقوم من فوق السرة . وما كان تحت السرة فهو القصب ومنه قوله رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار قال ابن هشام : حدثني بذلك أبو عبيدة .
ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له .
[مقتل الأسود المخزومي ]
قال ابن إسحاق : وقد خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي ، وكان رجلا شرسا سيئ الخلق فقال أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه فلما خرج خرج إليه حمزة بن عبد المطلب ، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه يريد ( زعم ) - أن يبر يمينه وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض .
[دعاء عتبة إلى المبارزة ]
قال ثم خرج بعد عتبة بن ربيعة ، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ، حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة وهم عوف ومعوذ ابنا الحارث - وأمهما عفراء - ورجل آخر يقال هو عبد الله بن رواحة ، فقالوا : من أنتم ؟ فقالوا : رهط من الأنصار ، قالوا : ما لنا بكم من حاجة . ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة وقم يا علي ، فلما قاموا ودنوا منهم قالوا : من أنتم ؟ قال عبيدة عبيدة وقال حمزة حمزة وقال علي : علي ، قالوا : نعم أكفاء كرام . فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة ( بن ) ربيعة ، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة ، وبارز علي الوليد بن عتبة . فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه .
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن عتبة بن ربيعة قال للفتية ممن الأنصار ، حين انتسبوا : أكفاء كرام إنما نريد قومنا .
[التقاء الفريقين ]
قال ابن إسحاق : ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم وقال إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش معه أبو بكر الصديق .
فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان . قال ابن إسحاق : كما حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين .
[ابن غزية وضرب الرسول له في بطنه بالقدح ]
قال ابن إسحاق : وحدثني حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، وفي يده قدح يعدل به القوم فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار - قال ابن هشام : يقال سواد مثقلة وسواد في الأنصار غير هذا ، مخفف - وهو مستنتل من الصف - قال ابن هشام : ويقال مستنصل من الصف - فطعن في بطنه بالقدح وقال استو يا سواد فقال يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل قال فأقدني . فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال استقد قال فاعتنقه فقبل بطنه فقال ما حملك على هذا يا سواد ؟ قال يا رسول الله حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك . فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير وقاله له
قال ابن إسحاق : ثم عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ورجع إلى العريش فدخله ومعه فيه أبو بكر الصديق ، ليس معه فيه غيره ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول فيما يقول اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد وأبو بكر يقول يا نبي الله بعض مناشدتك ربك ، فإن الله منجز لك ما وعدك . وقد خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش ثم انتبه فقال أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله . هذا جبريل آخذ بعنان فرس يقوده على ثناياه النقع
[مقتل مهجع وابن سراقة ]
قال ابن إسحاق : وقد رمي مهجع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل فكان أول قتيل من المسلمين ثم رمي حارثة بن سراقة أحد بني عدي بن النجار وهو يشرب من الحوض بسهم فأصاب نحره فقتل .
  #82  
قديم 11-11-2005, 07:21 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[تحريض المسلمين على القتال ]
قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم وقال والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة . فقال عمير بن الحمام ، أخو بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهن بخ بخ أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن عوف بن الحارث ، وهو ابن عفراء قال يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده ؟ قال غمسه يده في العدو حاسرا . فنزع درعا كانت عليه فقذفها ، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل .
[رمي الرسول للمشركين بالحصباء ]
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل قريشا بها ، ثم قال شاهت الوجوه ، ثم نفحهم بها ، وأمر أصحابه فقال شدوا ، فكانت الهزيمة فقتل الله تعالى من قتل من صناديد قريش ، وأسر من أسر من أشرافهم . فلما وضع القوم أيديهم يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشح السيف في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم يخافون عليه كرة العدو ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي - في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم قال أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها ( الله ) بأهل الشرك . فكان الإثخان في القتل بأهل الشرك أحب إلي من استبقاء الرجال
[ نهي النبي أصحابه عن قتل ناس من المشركين ]
قال ابن إسحاق : وحدثني العباس بن عبد الله بن معبد ، عن بعض أهله عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يومئذ إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث ابن أسد فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبد المطلب ، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرها .
قال فقال أبو حذيفة أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخوتنا وعشيرتنا ونترك العباس والله لئن لقيته لألحمنه السيف - قال ابن هشام : ويقال لألجمنه ( السيف ) - قال فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص - قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حفص - أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ؟ فقال عمر يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق . فكان أبو حذيفة يقول ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفا ، إلا أن تكفرها عني الشهادة . فقتل يوم اليمامة شهيدا .
قال ابن إسحاق : وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البختري لأنه كان أكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وكان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم وبني المطلب . فلقيه المجذر بن ذياد البلوي ، حليف الأنصار ، ثم من بني سالم بن عوف فقال المجذر لأبي البختري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن قتلك - ومع أبي البختري زميل له قد خرج معه من مكة ، وهو جنادة بن مليحة بنت زهير بن الحارث بن أسد ، وجنادة رجل من بني ليث . واسم أبي البختري العاص - قال وزميلي ؟ فقال له المجذر لا والله ما نحن بتاركي زميلك ، ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك ، فقال لا والله إذن لأموتن أنا وهو جميعا ، لا تتحدث عني نساء مكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة . فقال أبو البختري حين نازله المجذر وأبى إلا القتال يرتجز
لن يسلم ابن حرة زميله حتى يموت أو يرى سبيله
فاقتتلا ، فقتله المجذر بن ذياد . وقال المجذر بن ذياد في قتله أبا البختري
إما جهلت أو نسيت نسبي فأثبت النسبة أني من بلي
الطاعنين برماح اليزني والضاربين الكبش حتى ينحني
بشر بيتم من أبوه البختري أو بشرن بمثلها مني بني
أنا الذي يقال أصلي من بلي أطعن بالصعدة حتى تنثني
وأعبط القرن بعضب مشرفي أرزم للموت كإرزام المري
فلا ترى مجذرا يفري فري
قال ابن هشام : " المري " عن غير ابن إسحاق . والمري : الناقة التي يستنزل لبنها على عسر .
قال ابن إسحاق : ثم إن المجذر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به ( فأبى ) إلا أن يقاتلني ، فقاتلته فقتلته .
قال ابن هشام : أبو البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد .
[ مقتل أمية بن خلف ]
قال ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال ابن إسحاق : وحدثنيه أيضا عبد الله بن أبي بكر وغيرهما ، عن عبد الرحمن بن عوف قال كان أمية بن خلف لي صديقا بمكة وكان اسمي عبد عمرو ، فتسميت ، حين أسلمت عبد الرحمن ونحن بمكة فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول يا عبد عمرو ، أرغبت عن اسم سماكه أبواك ؟ فأقول نعم فيقول فإني لا أعرف الرحمن فاجعل بيني وبينك شيئا أدعوك به أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف قال فكان إذا دعاني : يا عبد عمرو ، لم أجبه . قال فقلت له يا أبا علي اجعل ما شئت ، قال فأنت عبد الإله قال فقلت : نعم قال فكنت إذا مررت به قال يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه . حتى إذا كان يوم بدر مررت به وهو واقف مع ابنه علي بن أمية آخذ بيده ومعي أدراع قد استلبتها ، فأنا أحملها . فلما رآني قال لي : يا عبد عمرو ، فلم أجبه فقال يا عبد الإله ؟ فقلت : نعم قال هل لك في فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك ؟ قال قلت : نعم ها الله ذا . قال فطرحت الأدراع من يدي ، وأخذت بيده ويد ابنه وهو يقول ما رأيت كاليوم قط ، أما لكم حاجة في اللبن ؟ ( قال ) : ثم خرجت أمشي بهما
قال ابن هشام : يريد باللبن أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن . قال ابن إسحاق : حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عبد الرحمن بن عوف ، قال قال لي أمية بن خلف ، وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما : يا عبد الإله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره ؟ قال قلت : ذاك حمزة بن عبد المطلب ، قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل قال عبد الرحمن فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معى - وكان هو الذي يعذب بلالا بمكة على ترك الإسلام فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت ، فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد فيقول بلال أحد أحد . قال فلما رآه قال رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا . قال قلت : أي بلال أبأسيري قال لا نجوت إن نجا .
قال قلت : أتسمع يا ابن السوداء قال لا نجوت إن نجا . قال ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا . قال فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة وأنا أذب عنه . قال فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط . قال فقلت : انج بنفسك ، ولا نجاء بك فوالله ما أغني عنك شيئا . قال فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما . قال فكان عبد الرحمن يقول يرحم الله بلالا ، ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري
[شهود الملائكة وقعة بدر ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث عن ابن عباس قال حدثني رجل من بني غفار ، قال أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة فننتهب مع من ينتهب . قال فبينا نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل فسمعت قائلا يقول أقدم حيزوم فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات مكانه وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن بعض بني ساعدة عن أبي أسيد مالك بن ربيعة ، وكان شهد بدرا ، قال بعد أن ذهب بصره لو كنت اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك فيه ولا أتمارى .
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن رجال من بني مازن بن النجار عن أبي داود المازني وكان شهد بدرا ، قال إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت أنه قد قتله غيري
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن مقسم ، مولى عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن عباس ، قال كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها على ظهورهم ويوم حنين عمائم حمرا
قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم أن علي بن أبي طالب قال العمائم تيجان العرب ، وكانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرخوها على ظهورهم إلا جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر من الأيام وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا لا يضربون .
  #83  
قديم 11-11-2005, 07:22 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ عود إلى مقتل أبي جهل]
قال ابن إسحاق : فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدوه أمر بأبي جهل أن يلتمس في القتلى . وكان أول من لقي أبا جهل كما حدثني ثور بن يزيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وعبد الله بن أبي بكر أيضا قد حدثني ذلك قالا : قال معاذ ابن عمرو بن الجموح ، أخو بني سلمة سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحرجة - قال ابن هشام : الحرجة الشجر الملتف .
وفي الحديث عن عمر بن الخطاب : أنه سأل أعرابيا عن الحرجة فقال هي شجرة من الأشجار لا يوصل إليها - وهم يقولون أبو الحكم لا يخلص إليه . قال فلما سمعتها جعلته من شأني ، فصمدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها
قال وضربني ابنه عكرمة على عاتقي ، فطرح يدي ، فتعلقت بجلدة من جنبي ، وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومي ، وإني لأسحبها خلفي ، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ، ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها .
قال ابن إسحاق : ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمان عثمان . ثم مر بأبي جهل وهو عقير معوذ بن عفراء ، فضربه حتى أثبته فتركه وبه رمق . وقاتل معوذ حتى قتل .
فمر عبد الله بن مسعود بأبي جهل حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتمس في القتلى ، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - انظروا ، إن خفي عليكم في القتلى ، إلى أثر جرح في ركبته فإني ازدحمت يوما أنا وهو على مأدبة لعبد الله بن جدعان ونحن غلامان وكنت أشف منه بيسير فدفعته فوقع على ركبتيه فجحش في إحداهما جحشا لم يزل أثره به . قال عبد الله بن مسعود : فوجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على عنقه - قال وقد كان ضبث بي مرة بمكة فآذاني ولكزني ، ثم قلت له هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ قال وبماذا أخزاني ، أعمد من رجل قتلتموه أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟ قال قلت : لله ولرسوله .
قال ابن هشام : ضبث قبض عليه ولزمه . قال ضابئ بن الحارث البرجمي
فأصبحت مما كان بيني وبينكم من الود مثل الضابث الماء باليد
قال ابن هشام : ويقال أعار على رجل قتلتموه أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟ قال ابن إسحاق : وزعم رجال من بني مخزوم أن ابن مسعود كان يقول قال لي : لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم قال ثم احترزت رأسه ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله هذا رأس عدو الله أبي جهل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آلله الذي لا إله غيره - قال وكانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال قلت نعم والله الذي لا إله غيره ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله .
قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم بالمغازي : أن عمر ابن الخطاب قال لسعيد بن العاص ومر به إني أراك كأن في نفسك شيئا ، أراك تظن أني قتلت أباك ، إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله ولكني قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة ، فأما أبوك فإني مررت ( به ) وهو يبحث بحث الثور بروقه فحدت عنه وقصد له ابن عمه علي فقتله .
[ قصة سيف عكاشة ]
قال ابن إسحاق : وقاتل عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي ، حليف بني عبد شمس بن عبد مناف يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جذلا من حطب فقال قاتل بهذا يا عكاشة فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه فعاد سيفا في يده طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به حتى فتح الله تعالى على المسلمين وكان ذلك السيف يسمى : العون . ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل في الردة وهو عنده قتله طليحة بن خويلد الأسدي ،
وعكاشة بن محصن الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتي على صورة القمر ليلة البدر قال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال إنك منهم أو اللهم اجعله منهم فقام رجل من الأنصار . فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة وبردت الدعوة .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا عن أهله منا خير فارس في العرب ، قالوا : ومن هو يا رسول الله ؟ قال عكاشة بن محصن فقال ضرار بن الأزور الأسدي : ذاك رجل منا يا رسول الله قال ليس منكم ولكنه منا للحلف .
[حديث بين أبي بكر وابنه عبد الرحمن يوم بدر ]
قال ابن هشام : ونادى أبو بكر الصديق ابنه عبد الرحمن وهو يومئذ مع المشركين فقال أين مالي يا خبيث ؟ فقال عبد الرحمن
لم يبق غير شكة ويعبوب وصارم يقتل ضلال الشيب
فيما ذكر لي عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي .
[ طرح المشركين في القليب ]
قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة ، قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب ، طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف ، فإنه انتفخ في درعه فملأها ، فذهبوا ليحركوه فتزايل لحمه فأقروه وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة . فلما ألقاهم في القليب ، وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل القليب ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا .
قالت فقال له أصحابه يا رسول الله أتكلم قوما موتى ؟ فقال لهم لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقا .
قالت عائشة : والناس يقولون لقد سمعوا ما قلت لهم وإنما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد علموا
قال ابن إسحاق : وحدثني حميد الطويل . عن أنس بن مالك ، قال سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل وهو يقول يا أهل القليب ، يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ، ويا أمية بن خلف ، ويا أبا جهل بن هشام ، فعدد من كان منهم في القليب : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا ؟ فقال المسلمون يا رسول الله أتنادي قوما قد جيفوا ؟ قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني .
قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم هذه المقالة يا أهل القليب بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس وأخرجتموني وآواني الناس وقاتلتموني ونصرني الناس ثم قال هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ للمقالة التي قال .
ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقوا في القليب ، أخذ عتبة بن ربيعة ، فسحب إلى القليب ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - في وجه أبي حذيفة بن عتبة فإذا هو كئيب قد تغير لونه فقال يا أبا حذيفة لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء ؟ أو كما قال صلى الله عليه وسلم فقال لا ، والله يا رسول الله ما شككت في أبي ولا في مصرعه ولكنني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا ، فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام فلما رأيت ما أصابه وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له أحزنني ذلك فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير وقال له خيرا
[ ذكر الفتية الذين نزل فيهم إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ]
وكان الفتية الذين قتلوا ببدر فنزل فيهم من القرآن ، فيما ذكر لنا : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا فتية مسلمين من بني أسد بن عبد العزى بن قصي : الحارث بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب ابن أسد .
ومن بني مخزوم أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم .
ومن بني جمح علي بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح
ومن بني سهم العاص بن منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد ابن سهم . وذلك أنهم كانوا أسلموا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حبسهم آباؤهم وعشائرهم بمكة وفتنوهم فافتتنوا ، ثم ساروا مع قومهم إلى بدر فأصيبوا به جميعا .
[ ذكر الفيء ببدر والأسارى ]
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بما في العسكر مما جمع الناس فجمع فاختلف المسلمون فيه فقال من جمعه هو لنا ، وقال الذين كانوا يقاتلون العدو ويطلبونه والله لولا نحن ما أصبتموه لنحن شغلنا عنكم القوم حتى أصبتم ما أصبتم وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن يخالف إليه العدو : والله ما أنتم بأحق به منا ، والله لقد رأينا أن نقتل العدو إذ منحنا الله تعالى أكتافه ولقد رأينا أن نأخذ المتاع حين لم يكن دونه من يمنعه ولكنا خفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كرة العدو فقمنا دونه فما أنتم بأحق به منا .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابنا عن سليمان ابن موسى ، عن مكحول ، عن أبي أمامة الباهلي - واسمه صدي بن عجلان فيما قال ابن هشام - قال سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال فقال فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل وساءت فيه أخلاقنا ، فنزعه الله من أيدينا ، فجعله إلى رسوله فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بواء يقول على السواء .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، قال حدثني بعض بني ساعدة عن أبي أسيد الساعدي مالك بن ربيعة ، قال أصبت سيف بني عائذ المخزوميين الذي يسمى المرزبان يوم بدر فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن يردوا ما في أيديهم من النفل أقبلت حتى ألقيته في النفل . قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنع شيئا سئله فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم ، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه إياه .
[ بعث ابن رواحة وزيد بشيرين ]
قال ابن إسحاق : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الفتح عبد الله ابن رواحة بشيرا إلى أهل العالية ، بما فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين وبعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة .
قال أسامة بن زيد فأتانا الخبر - حين سوينا التراب على رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت عند عثمان بن عفان . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني عليها مع عثمان - أن زيد بن حارثة ( قد ) قدم . قال فجئته وهو واقف بالمصلى قد غشيه الناس وهو يقول قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام وزمعة بن الأسود ، وأبو البختري العاص بن هشام وأمية بن خلف ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج . قال قلت : يا أبت أحق هذا ؟ قال نعم والله يا بني .
  #84  
قديم 11-11-2005, 07:23 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ قفول رسول الله من بدر ]
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا إلى المدينة ، ومعه الأسارى من المشركين وفيهم عقبة بن أبي معيط ، والنضر بن الحارث واحتمل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه النفل الذي أصيب من المشركين وجعل على النفل عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار فقال راجز من المسلمين - قال ابن هشام : يقال : إنه عدي بن أبي الزغباء :
أقم لها صدورها يا بسبس ليس بذي الطلح لها معرس
ولا بصحراء غمير محبس
إن مطايا القوم لا تخيس
فحملها على الطريق أكيس قد نصر الله وفر الأخنس
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم - حتى إذا خرج من مضيق الصفراء نزل على كثيب بين المضيق وبين النازية - يقال له سير - إلى سرحة به .
فقسم هنالك النفل الذي أفاء الله على المسلمين من المشركين على السواء ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه ومن معه من المسلمين فقال لهم سلمة بن سلامة - كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، ويزيد بن رومان - : ما الذي تهنئوننا به ؟ فوالله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعقلة فنحرناها ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أي ابن أخي ، أولئك الملأ .
قال ابن هشام : الملأ الأشراف والرؤساء .
[ مقتل النضر وعقبة ]
قال ابن إسحاق : حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قتل النضر بن الحارث قتله علي بن أبي طالب ، كما أخبرني بعض أهل العلم من أهل مكة .
قال ابن إسحاق : ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط .
قال ابن هشام : عرق الظبية عن غير ابن إسحاق .
قال ابن إسحاق : والذي أسر عقبة عبد الله بن سلمة أحد بني العجلان .
قال ابن إسحاق : فقال عقبة حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله فمن للصبية يا محمد ؟ قال النار . فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري ، أخو بني عمرو بن عوف كما حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر .
قال ابن هشام : ويقال قتله علي بن أبي طالب فيما ذكر لي ابن شهاب الزهري وغيره من أهل العلم .
قال ابن إسحاق : ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الموضع أبو هند ، مولى فروة بن عمرو البياضي بحميت مملوء حيسا .
قال ابن هشام : الحميت الزق ، وكان قد تخلف عن بدر ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كان حجام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو أبو هند امرئ من الأنصار فأنكحوه وأنكحوا إليه ففعلوا .
قال ابن إسحاق : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم المدينة قبل الأسارى بيوم .
قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن أبي بكر أن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أسعد بن زرارة قال قدم بالأسارى حين قدم بهم وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء ، في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء ، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب .
قال تقول سودة والله إني لعندهم إذ أتينا ، فقيل هؤلاء الأسارى ، قد أتي بهم . قالت فرجعت إلى بيتي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل قالت فلا والله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت : أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما ، فوالله ما أنبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت يا سودة أعلى الله ورسوله تحرضين ؟ قالت قلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت
قال ابن إسحاق : وحدثني نبيه بن وهب أخو بني عبد الدار . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالأسارى فرقهم بين أصحابه وقال استوصوا بالأسارى خيرا
قال وكان أبو عزيز بن عمير بن هاشم ، أخو مصعب بن عمير لأبيه وأمه في الأسارى . قال فقال أبو عزيز مر بي أخي مصعب بن عمير ورجل من الأنصار يأسرني ، فقال شد يديك به فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك ، قال وكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا ، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحني بها . قال فأستحيي فأردها على أحدهم فيردها علي ما يمسها .
[ بلوغ مصاب قريش إلى مكة ]
قال ابن هشام : وكان أبو عزيز صاحب لواء المشركين ببدر بعد النضر بن الحارث فلما قال أخوه مصعب بن عمير لأبي اليسر وهو الذي أسره ما قال قال له أبو عزيز يا أخي ، هذه وصاتك بي ، فقال له مصعب إنه أخي دونك . فسألت أمه عن أغلى ما فدي به قرشي ، فقيل لها : أربعة آلاف درهم فبعثت بأربعة آلاف درهم ففدته بها .
قال ابن إسحاق : وكان أول من قدم مكة ( بمصاب ) قريش الحيسمان بن عبد الله الخزاعي ، فقالوا : ما وراءك ؟ قال قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف ، وزمعة بن الأسود ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وأبو البختري بن هشام فلما جعل يعدد أشراف قريش ، قال صفوان بن أمية ، وهو قاعد في الحجر : والله إن يعقل هذا فاسألوه عني ; فقالوا : ( و ) ما فعل صفوان بن أمية ؟ قال ها هو ذاك جالسا في الحجر ، وقد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا
قال ابن إسحاق : وحدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، قال قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل وأسلمت وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم وكان يكتم إسلامه وكان ذا مال كثير متفرق في قومه وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر فبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة وكذلك كانوا صنعوا ، لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا ، فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش ، كبته الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا . قال وكنت رجلا ضعيفا ، وكنت أعمل الأقداح . أنحتها في حجرة زمزم ، فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحي ، وعندي أم الفضل جالسة وقد سرنا ما جاءنا من الخبر ، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر حتى جلس على طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري ، فبينما هو جالس إذ قال الناس هذا أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب - قال ابن هشام : واسم أبي سفيان المغيرة - قد قدم قال فقال أبو لهب هلم إلي فعندك لعمري الخبر ، قال فجلس ( إليه ) والناس قيام عليه فقال يا ابن أخي ، أخبرني كيف كان أمر الناس ؟ قال والله ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقودوننا كيف شاءوا ، ويأسروننا كيف شاءوا ، وايم الله مع ذلك ما لمت الناس لقينا رجالا بيضا ، على خيل بلق بين السماء والأرض والله ما تليق شيئا ، ولا يقوم لها شيء . قال أبو رافع فرفعت طنب الحجرة بيدي ثم قلت تلك والله الملائكة قال فرفع أبو لهب يده فضرب بها وجهي ضربة شديدة . قال وشاورته فاحتملني فضرب بي الأرض ثم برك علي يضربني ، وكنت رجلا ضعيفا ، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فعلت في رأسه شجة منكرة وقالت استضعفته أن غاب عنه سيده فقام موليا ذليلا ، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتلته
[ نواح قريش على قتلاهم ]
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد قال ناحت قريش على قتلاهم ، ثم قالوا : لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم ولا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء قال وكان الأسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة بن الأسود ، وعقيل بن الأسود والحارث بن زمعة وكان يحب أن يبكي على بنيه فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة من الليل فقال لغلام له وقد ذهب بصره انظر هل أحل النحب هل بكت قريش على قتلاها ؟ لعلي أبكي على أبي حكيمة يعني زمعة فإن جوفي قد احترق . قال فلما رجع إليه الغلام قال إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته . قال فذاك حين يقول الأسود
أتبكي أن يضل لها بعير ويمنعها من النوم السهود
فلا تبكي على بكر ولكن على بدر تقاصرت الجدود
على بدر سراة بني هصيص ومخزوم ورهط أبي الوليد
وبكي إن بكيت على عقيل وبكي حارثا أسد الأسود
وبكيهم ولا تسمي جميعا وما لأبي حكيمة من نديد
ألا قد ساد بعدهم رجال ولولا يوم بدر لم يسودوا
قال ابن هشام : هذا إقواء وهي مشهورة من أشعارهم وهي عندنا إكفاء .
وقد أسقطنا من رواية ابن إسحاق ما هو أشهر من هذا .
قال ابن إسحاق : وكان في الأسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال وكأنكم له قد جاءكم في طلب فداء أبيه فلما قالت قريش لا تعجلوا بفداء أسرائكم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه قال المطلب بن أبي وداعة - وهو الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عني - : صدقتم لا تعجلوا ، وانسل من الليل فقدم المدينة ، فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به .
[ أمر سهيل بن عمرو وفداؤه ]
( قال ) : ثم بعثت قريش في فداء الأسارى ، فقدم مكرز بن حفص بن الأخيف في فداء سهيل بن عمرو ، وكان الذي أسره مالك بن الدخشم ، أخو بني سالم بن عوف فقال
أسرت سهيلا فلا أبتغي أسيرا به من جميع الأمم
وخندف تعلم أن الفتى فتاها سهيل إذا يظلم
ضربت بذي الشفر حتى انثنى وأكرهت نفسي على ذي العلم
وكان سهيل رجلا أعلم من شفته السفلى .
قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكر هذا الشعر لمالك بن الدخشم .
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن عمرو بن عطاء أخو بني عامر بن لؤي : أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو ، ويدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا ، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبيا
قال ابن إسحاق : وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر في هذا الحديث إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه
قال ابن هشام : وسأذكر حديث ذلك المقام في موضعه إن شاء الله تعالى .
قال ابن إسحاق : فلما قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضاهم قالوا : هات الذي لنا ، قال اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه . فخلوا سبيل سهيل وحبسوا مكرزا مكانه عندهم فقال مكرز
فديت بأذواد ثمان سبا فتى ____ ينال الصميم غرمها لا المواليا
رهنت يدي والمال أيسر من يدي ____ علي ولكني خشيت المخازيا
وقلت سهيل خيرنا فاذهبوا به _____ لأبنائنا حتى ندير الأمانيا
قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكر هذا لمكرز .
  #85  
قديم 11-11-2005, 07:24 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ أسر عمرو بن أبي سفيان وإطلاقه ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، قال كان عمرو بن أبي سفيان بن حرب ، وكان لبنت عقبة بن أبي معيط - قال ابن هشام : أم عمرو بن أبي سفيان بنت أبي عمرو ، وأخت أبي معيط بن أبي عمرو - أسيرا في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسرى بدر .
قال ابن هشام : أسره علي بن أبي طالب
قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر ، قال فقيل لأبي سفيان افد عمرا ابنك ; قال أيجمع علي دمي ومالي قتلوا حنظلة وأفدي عمرا دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم . قال فبينما هو كذلك محبوس بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج سعد بن النعمان بن أكال ، أخو بني عمرو بن عوف ثم أحد بني معاوية معتمرا ومعه مرية له وكان شيخا مسلما ، في غنم له بالنقيع فخرج من هناك معتمرا ، ولا يخشى الذي صنع به لم يظن أنه يحبس بمكة إنما جاء معتمرا . وقد كان عهد قريشا لا يعرضون لأحد جاء حاجا ، أو معتمرا إلا بخير فعدا عليه أبو سفيان بن حرب بمكة فحبسه بابنه عمرو ، ثم قال أبو سفيان
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
فإن بني عمرو لئام أذلة لئن لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا
فأجابه حسان بن ثابت فقال
لو كان سعد يوم مكة مطلقا لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا
بعضب حسام أو بصفراء نبعة تحن إذا ما أنبضت تحفز النبلا
ومشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبره وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان فيفكوا به صاحبهم ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبعثوا به إلى أبي سفيان فخلى سبيل سعد .
[ أسر أبي العاص بن الربيع ]
قال ابن إسحاق : وقد كان في الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ، ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب .
قال ابن هشام : أسره خراش بن الصمة ، أحد بني حرام .
[ سبب زواج أبي العاص من زينب ]
قال ابن إسحاق : وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا ، وأمانة وتجارة وكان لهالة بنت خويلد وكانت خديجة خالته . فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالفها ، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي فزوجه وكانت تعده بمنزلة ولدها . فلما أكرم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بنبوته آمنت به خديجة وبناته فصدقته وشهدن أن ما جاء به الحق ، ودن بدينه وثبت أبو العاص على شركه .
[ سعي قريش في تطليق بنات الرسول من أزواجهن ]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم . فلما بادى قريشا بأمر الله تعالى وبالعداوة قالوا : إنكم قد قرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن . فمشوا إلى أبي العاص فقالوا له فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت قال لا والله إني لا أفارق صاحبتي ، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره خيرا ، فيما بلغني . ثم مشوا إلى عتبة بن أبي لهب ، فقالوا له طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة من قريش شئت ، فقال إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص ، أو بنت سعيد بن العاص فارقتها . فزوجوه بنت سعيد بن العاص وفارقها ، ولم يكن دخل بها ، فأخرجها الله من يده كرامة لها ، وهوانا له وخلف عليها عثمان بن عفان بعده .
[ أبو العاص عند الرسول وبعث زينب في فدائه ]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوبا على أمره وكان الإسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلمت وبين أبي العاص بن الربيع ، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر أن يفرق بينهما ، فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صارت قريش إلى بدر صار فيهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في الأسارى يوم بدر فكان بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد عن عائشة قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ، قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها مالها ، فافعلوا فقالوا : نعم يا رسول الله . فأطلقوه وردوا عليها الذي لها .
خروج زينب إلى المدينة
( قال ) : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه أو وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أن يخلي سبيل زينب إليه أو كان فيما شرط عليه في إطلاقه ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم ما هو إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلي سبيله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار مكانه فقال كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتياني بها . فخرجا مكانهما ، وذلك بعد بدر بشهر أو شيعه فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها ، فخرجت تجهز .
[ هند تحاول تعرف أمر زينب ]
قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر ، قال حدثت عن زينب أنها قالت بينا أنا أتجهز بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة ، فقالت يا بنت محمد ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك ؟ قالت فقلت : ما أردت ذلك فقالت أي ابنة عمي ، لا تفعلي ، إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك ، أو بمال تتبلغين به إلى أبيك ، فإن عندي حاجتك ، فلا تضطني مني ، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال . قالت والله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل قالت ولكني خفتها ، فأنكرت أن أكون أريد ذلك وتجهزت .
[ ما أصاب زينب من قريش عند خروجها ومشورة أبي سفيان ]
فلما فرغت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهازها قدم لها حموها كنانة بن الربيع أخو زوجها بعيرا ، فركبته وأخذ قوسه وكنانته ثم خرج بها نهارا يقود بها ، وهي في هودج لها . وتحدث بذلك رجال من قريش ، فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى ، فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، والفهري ، فروعها هبار بالرمح وهي في هودجها ، وكانت المرأة حاملا - فيما يزعمون - فلما ريعت طرحت ذا بطنها ، وبرك حموها كنانة ونثر كنانته ثم قال والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما ، فتكركر الناس عنه .
وأتى أبو سفيان في جلة من قريش فقال أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك ، فكف فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه فقال إنك لم تصب خرجت بالمرأة على رءوس الناس علانية وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ، وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رءوس الناس من بين أظهرنا ، أن ذلك عن ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت وأن ذلك منا ضعف ووهن ولعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة وما لنا في ذلك من ثورة ولكن ارجع بالمرأة حتى إذا هدأت الأصوات وتحدث الناس أن قد رددناها ، فسلها سرا ، وألحقها بأبيها ; قال ففعل . فأقامت ليالي حتى إذا هدأت الأصوات خرج بها ليلا حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ الرسول يحل دم هبار ]
قال ابن إسحاق : حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن أبي إسحاق الدوسي عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية أنا فيها ، فقال لنا : إن ظفرتم بهبار بن الأسود أو الرجل ( الآخر ) الذي سبق معه إلى زينب - قال ابن هشام : وقد سمى ابن إسحاق الرجل في حديثه ( وقال هو نافع بن عبد قيس ) - فحرقوهما بالنار . قال فلما كان الغد بعث إلينا ، فقال إني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما ، ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما .
إسلام أبي العاص بن الربيع
قال ابن إسحاق : وأقام أبو العاص بمكة ، وأقامت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، حين فرق بينهما الإسلام حتى إذا كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام ، وكان رجلا مأمونا ، بمال له وأموال لرجال من قريش ، أبضعوها معه فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا ، لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابوا ما معه وأعجزهم هاربا ، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستجار بها ، فأجارته وجاء في طلب ماله فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح - كما حدثني يزيد بن رومان فكبر وكبر الناس معه صرخت زينب من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع .
قال فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته فقال أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك ، فإنك لا تحلين له .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالا ، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به فقالوا : يا رسول الله بل نرده عليه فردوه عليه حتى إن الرجل ليأتي بالدلو ويأتي الرجل بالشنة وبالإداوة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا
ثم احتمل إلى مكة ، فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ومن كان أبضع معه ثم قال يا معشر قريش ، هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا : لا . فجزاك الله خيرا ، فقد وجدناك وفيا كريما قال فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت . ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن إسحاق : وحدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب على النكاح الأول لم يحدث شيئا ( بعد ست سنين ) .
  #86  
قديم 11-11-2005, 07:26 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي مثل من أمانة أبي العاص

[ مثل من أمانة أبي العاص ]
قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة أن أبا العاص بن الربيع لما قدم من الشام ومعه أموال المشركين قيل له هل لك أن تسلم وتأخذ هذه الأموال ، فإنها أموال المشركين ؟ فقال أبو العاص بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي
قال ابن هشام : وحدثني عبد الوارث بن سعيد التنوري ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي ، بنحو من حديث أبي عبيدة عن أبي العاص .
إسلام عمير بن وهب
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير قال جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش ، وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء وهو بمكة وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر .
قال ابن هشام : أسره رفاعة بن رافع أحد بني زريق .
قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، قال فذكر أصحاب القليب ومصابهم فقال صفوان والله إن في العيش بعدهم خير قال له عمير صدقت والله أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي ، لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي قبلهم علة ابني أسير في أيديهم قال فاغتنمها صفوان وقال علي دينك ، أنا أقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا ، لا يسعني شيء ويعجز عنهم فقال له عمير فاكتم شأني وشأنك ، قال أفعل .
قال ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له وسم ثم انطلق حتى قدم المدينة ، فبينا عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر ويذكرون ما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشحا السيف ، فقال هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب والله ما جاء إلا لشر وهو الذي حرش بيننا ، وحزرنا للقوم يوم بدر . ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه قال فأدخله علي قال فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها ، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار : ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال أرسله يا عمر ادن يا عمير ، فدنا ثم قال انعموا صباحا ، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة فقال أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد قال فما جاء بك يا عمير ؟ قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه قال فما بال السيف في عنقك ؟ قال قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شيئا ؟ قال اصدقني ، ما الذي جئت له ؟ قال ما جئت إلا لذلك ، قال بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر ، فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك ، على أن تقتلني له والله حائل بينك وبين ذلك قال عمير أشهد أنك رسول الله قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق ثم شهد شهادة الحق . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقهوا أخاكم في دينه . وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره ففعلوا .
ثم قال يا رسول الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل وأنا أحب أن تأذن لي ، فأقدم مكة ، فأدعوهم إلى الله تعالى ، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وإلى الإسلام لعل الله يهديهم وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم ؟ قال فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة . وكان صفوان بن أمية حين خرج عمير بن وهب ، يقول أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه فحلف أن لا يكلمه أبدا ، ولا ينفعه بنفع أبدا .
قال ابن إسحاق : فلما قدم عمير مكة ، أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذى شديدا ، فأسلم على يديه ناس كثير .
قال ابن إسحاق : وعمير بن وهب ، أو الحارث بن هشام ، قد ذكر لي أحدهما ، الذي رأى إبليس حين نكص على عقبيه يوم بدر فقال أين أي سراقة ؟ ومثل عدو الله فذهب فأنزل الله تعالى فيه . وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فذكر استدراج إبليس إياهم وتشبهه بسراقة بن مالك بن جعشم لهم حين ذكروا ما بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة في الحرب التي كانت بينهم .
يقول الله تعالى : فلما تراءت الفئتان ونظر عدو الله إلى جنود الله من الملائكة قد أيد الله بهم رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على عدوهم نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون وصدق عدو الله رأى ما لم يروا ، وقال إني أخاف الله والله شديد العقاب فذكر لي أنهم كانوا يرونه في كل منزل في صورة سراقة لا ينكرونه حتى إذا كان يوم بدر والتقى الجمعان نكص على عقبيه فأوردهم ثم أسلمهم .
نزول سورة الأنفال
قال ابن إسحاق : فلما انقضى أمر بدر أنزل الله عز وجل فيه من القرآن الأنفال بأسرها ، فكان مما نزل منها في اختلافهم في النفل حين اختلفوا فيه يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين
فكان عبادة بن الصامت - فيما بلغني - إذا سئل عن الأنفال قال فينا معشر أهل بدر نزلت حين اختلفنا في النفل يوم بدر فانتزعه الله من أيدينا حين ساءت فيه أخلاقنا ، فرده على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه بيننا عن بواء - يقول على السواء - وكان في ذلك تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وصلاح ذات البين .
[ ما نزل في خروج القوم مع الرسول لملاقاة قريش ]
ثم ذكر القوم ومسيرهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرف القوم أن قريشا قد ساروا إليهم وإنما خرجوا يريدون العير طمعا في الغنيمة فقال كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون أي كراهية للقاء القوم وإنكارا لمسير قريش ، حين ذكروا لهم
وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم أي الغنيمة دون الحرب ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين أي بالوقعة التي أوقع بصناديد قريش وقادتهم يوم بدر
إذ تستغيثون ربكم أي لدعائهم حين نظروا إلى كثرة عدوهم وقلة عددهم فاستجاب لكم بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين إذ يغشيكم النعاس أمنة منه أي أنزلت عليكم الأمنة حين نمتم لا تخافون وينزل عليكم من السماء ماء للمطر الذي أصابهم تلك الليلة فحبس المشركين أن يسبقوا إلى الماء وخلى سبيل المسلمين إليه ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام أي ليذهب عنكم شك الشيطان لتخويفه إياهم عدوهم واستجلاد الأرض لهم حتى انتهوا إلى منزلهم الذي سبقوا إليه عدوهم .
[ ما نزل في تبشير المسلمين بالمساعدة والنصر وتحريضهم ]
ثم قال تعالى : إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا أي آزروا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ثم قال يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير أي تحريضا لهم على عدوهم لئلا ينكلوا عنهم إذا لقوهم وقد وعدهم الله فيهم ما وعدهم .
[ ما نزل في رمي الرسول للمشركين بالحصباء ]
ثم قال تعالى في رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بالحصباء من يده حين رماهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى أي لم يكن ذلك برميتك ، لولا الذي جعل الله فيها من نصرك ، وما ألقى في صدور عدوك منها حين هزمهم الله وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا أي ليعرف المؤمنين من نعمته عليهم في إظهارهم على عدوهم وقلة عددهم ليعرفوا بذلك حقه ويشكروا بذلك نعمته .
[ ما نزل في الاستفتاح ]
ثم قال إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح أي لقول أبي جهل : اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعرف فأحنه الغداة . والاستفتاح الإنصاف في الدعاء . يقول الله جل ثناؤه وإن تنتهوا أي لقريش فهو خير لكم وإن تعودوا نعد أي بمثل الوقعة التي أصبناكم بها يوم بدر ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين أي أن عددكم وكثرتكم في أنفسكم لن تغني عنكم شيئا ، وإني مع المؤمنين أنصرهم على من خالفهم .
[ ما نزل في حض المسلمين على طاعة الرسول ]
ثم قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون أي لا تخالفوا أمره وأنتم تسمعون لقوله وتزعمون أنكم منه ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون أي كالمنافقين الذين يظهرون له الطاعة ويسرون له المعصية إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون أي المنافقون الذين نهيتكم أن تكونوا مثلهم بكم عن الخير صم عن الحق لا يعقلون لا يعرفون ما عليهم في ذلك من النقمة والتباعة ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم أي لأنفذ لهم قولهم الذي قالوا بألسنتهم ولكن القلوب خالفت ذلك منهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ما وفوا لكم بشيء مما خرجوا عليه .
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل وقواكم بها بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون
أي لا تظهروا له من الحق ما يرضى به منكم ثم تخالفوه في السر إلى غيره فإن ذلك هلاك لأماناتكم وخيانة لأنفسكم .
يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم أي فصلا بين الحق والباطل ليظهر الله به حقكم ويطفئ به باطل من خالفكم .
[ ما نزل في ذكر نعمة الله على الرسول ]
ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعمته عليه حين مكر به القوم ليقتلوه أو يثبتوه أو يخرجوه ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين أي فمكرت بهم بكيدي المتين حتى خلصتك منهم .
[ ما نزل في غرة قريش واستفتاحهم ]
ثم ذكر غرة قريش واستفتاحهم على أنفسهم إذ قالوا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أي ما جاء به محمد فأمطر علينا حجارة من السماء كما أمطرتها على قوم لوط أو ائتنا بعذاب أليم أي بعض ما عذبت به الأمم قبلنا ، وكانوا يقولون إن الله لا يعذبنا ونحن نستغفره ولم يعذب أمة ونبيها معها حتى يخرجه عنها .
وذلك من قولهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم فقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم يذكر جهالتهم وغرتهم واستفتاحهم على أنفسهم حين نعى سوء أعمالهم وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون أي لقولهم إنا نستغفر ومحمد بين أظهرنا ، ثم قال وما لهم ألا يعذبهم الله وإن كنت بين أظهرهم وإن كانوا يستغفرون كما يقولون وهم يصدون عن المسجد الحرام أي من آمن بالله وعبده أي أنت ومن اتبعك ، وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون الذين يحرمون حرمته ويقيمون الصلاة عنده أي أنت ومن آمن بك ولكن أكثرهم لا يعلمون
وما كان صلاتهم عند البيت التي يزعمون أنه يدفع بها عنهم إلا مكاء وتصدية
  #87  
قديم 11-11-2005, 07:28 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ تفسير ابن هشام لبعض الغريب ]
قال ابن هشام : المكاء الصفير . والتصدية التصفيق . قال عنترة بن عمرو ( ابن شداد ) العبسي
ولرب قرن قد تركت مجدلا تمكو فريصته كشدق الأعلم
يعني : صوت خروج الدم من الطعنة كأنه الصفير . وهذا البيت في قصيدة له . وقال الطرماح بن حكيم الطائي :
لها كلما ريعت صداة وركدة بمصدان أعلى ابني شمام البوائن
وهذا البيت في قصيدة له . يعني الأروية يقول إذا فزعت قرعت بيدها الصفاة ثم ركدت تسمع صدى قرعها بيدها الصفاة مثل التصفيق . والمصدان الحرز . وابنا شمام جبلان . قال ابن إسحاق : وذلك ما لا يرضي الله عز وجل ولا يحبه ولا ما افترض عليهم ولا ما أمرهم به فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون أي لما أوقع بهم يوم بدر من القتل .
[المدة بين يا أيها المزمل وبدر ]
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد عن عائشة قالت ما كان بين نزول يا أيها المزمل وقول الله تعالى فيها : وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما إلا يسير حتى أصاب الله قريشا بالوقعة يوم بدر .
[ ما نزل فيمن عاونوا أبا سفيان ]
قال ابن إسحاق : ثم قال الله عز وجل إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون يعني النفر الذين مشوا إلى أبي سفيان وإلى من كان له مال من قريش في تلك التجارة فسألوهم أن يقووهم بها على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا .
ثم قال قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا لحربك فقد مضت سنة الأولين أي من قتل منهم يوم بدر .
[ الأمر بقتال الكفار ]
ثم قال تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله أي حتى لا يفتن مؤمن عن دينه ويكون التوحيد لله خالصا ليس له فيه شريك ويخلع ما دونه من الأنداد فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير وإن تولوا عن أمرك إلى ما هم عليه من كفرهم فاعلموا أن الله مولاكم الذي أعزكم ونصركم عليهم يوم بدر في كثرة عددهم وقلة عددكم نعم المولى ونعم النصير
[ ما نزل في تقسيم الفيء ]
ثم أعلمهم مقاسم الفيء وحكمه فيه حين أحله لهم فقال واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير
أي يوم فرقت فيه بين الحق والباطل بقدرتي يوم التقى الجمعان منكم ومنهم إذ أنتم بالعدوة الدنيا من الوادي وهم بالعدوة القصوى من الوادي إلى مكة والركب أسفل منكم أي عير أبي سفيان التي خرجتم لتأخذوها وخرجوا ليمنعوها عن غير ميعاد منكم ولا منهم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد أي ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم ما لقيتموهم ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا أي ليقضي ما أراد بقدرته من إعزاز الإسلام وأهله وإذلال الكفر وأهله عن غير بلاء منكم ففعل ما أراد من ذلك بلطفه ثم قال ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم أي ليكفر من كفر بعد الحجة لما رأى من الآية والعبرة ويؤمن من آمن على مثل ذلك .
[ ما نزل في لطف الله بالرسول ]
ثم ذكر لطفه به وكيده له ثم قال إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور فكان ما أراك من ذلك نعمة من نعمه عليهم شجعهم بها على عدوهم وكف بها عنهم ما تخوف عليهم من ضعفهم لعلمه بما فيهم .
قال ابن هشام : تخوف مبدلة من كلمة ذكرها ابن إسحاق ولم أذكرها وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا أي ليؤلف بينهم على الحرب للنقمة ممن أراد الانتقام منه والإنعام على من أراد إتمام النعمة عليه من أهل ولايته .
[ ما نزل في وعظ المسلمين وتعليمهم خطط الحرب ]
ثم وعظهم وفهمهم وأعلمهم الذي ينبغي لهم أن يسيروا به في حربهم فقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة تقاتلونهم في سبيل الله عز وجل فاثبتوا واذكروا الله كثيرا الذي له بذلتم أنفسكم والوفاء له بما أعطيتموه من بيعتكم لعلكم تفلحون .
وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا أي لا تختلفوا فيتفرق أمركم وتذهب ريحكم أي وتذهب حدتكم واصبروا إن الله مع الصابرين أي إني معكم إذا فعلتم ذلك ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس أي لا تكونوا كأبي جهل وأصحابه الذين قالوا : لا نرجع حتى نأتي بدرا فننحر بها الجزر وتسقى بها الخمر وتعزف علينا فيها القيان وتسمع العرب : أي لا يكون أمركم رياء ولا سمعة ولا التماس ما عند الناس وأخلصوا لله النية والحسبة في نصر دينكم وموازرة نبيكم لا تعملوا إلا لذلك ولا تطلبوا غيره .
ثم قال تعالى : وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم
قال ابن هشام : وقد مضى تفسير هذه الآية .
قال ابن إسحاق : ثم ذكر الله تعالى أهل الكفر وما يلقون عند موتهم ووصفهم بصفتهم وأخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عنهم حتى انتهى إلى أن قال فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون أي فنكل بهم من ورائهم لعلهم يعقلون وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم إلى قوله تعالى : وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون أي لا يضيع لكم عند الله أجره في الآخرة وعاجل خلفه في الدنيا ثم قال تعالى : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها أي إن دعوك إلى السلم على الإسلام فصالحهم عليه وتوكل على الله إن الله كافيك إنه هو السميع العليم
وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو من وراء ذلك . هو الذي أيدك بنصره بعد الضعف وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم على الهدى الذي بعثك الله به إليهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم بدينه الذي جمعهم عليه إنه عزيز حكيم
ثم قال تعالى : يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون أي لا يقاتلون على نية ولا حق ولا معرفة بخير ولا شر .
قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عباس قال لما نزلت هذ الآية اشتد على المسلمين وأعظموا أن يقاتل عشرون مئتين ومئة ألفا ، فخفف الله عنهم فنسختها الآية الأخرى ، فقال الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين قال فكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم ينبغ لهم أن يفروا منهم وإذا كانوا دون ذلك لم يجب عليهم قتالهم وجاز لهم أن يتحوزوا عنهم
[ ما نزل في الأسارى والمغانم ]
قال ابن إسحاق : ثم عاتبه الله تعالى في الأسارى ، وأخذ المغانم ولم يكن أحد قبله من الأنبياء يأكل مغنما ، من عدو له .
قال ابن إسحاق : حدثني محمد أبو جعفر بن علي بن الحسين ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأعطيت جوامع الكلم وأحلت لي المغانم ولم تحلل لنبي كان قبلي ، وأعطيت الشفاعة خمس لم يؤتهن نبي قبلي
قال ابن إسحاق : فقال ما كان لنبي أي قبلك أن يكون له أسرى من عدوه حتى يثخن في الأرض أي يثخن عدوه حتى ينفيه من الأرض تريدون عرض الدنيا أي المتاع الفداء بأخذ الرجال والله يريد الآخرة أي قتلهم لظهور الدين الذي يريد إظهاره والذي تدرك به الآخرة لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم أي من الأسارى والمغانم عذاب عظيم أي لولا أنه سبق مني أني لا أعذب إلا بعد النهي ولم يك نهاهم لعذبتكم فيما صنعتم ثم أحلها له ولهم رحمة منه وعائدة من الرحمن الرحيم فقال فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم
ثم قال يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم
  #88  
قديم 11-11-2005, 07:29 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ ما نزل في التواصل بين المسلمين ]
وحض المسلمين على التواصل وجعل المهاجرين والأنصار أهل ولاية في الدين دون من سواهم وجعل الكفار بعضهم أولياء بعض ثم قال إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير أي إلا يوال المؤمن المؤمن من دون الكافر وإن كان ذا رحم به تكن فتنة في الأرض أي شبهة في الحق والباطل وظهور الفساد في الأرض بتولي المؤمن الكافر دون المؤمن .
ثم رد المواريث إلى الأرحام ممن أسلم بعد الولاية من المهاجرين والأنصار دونهم إلى الأرحام التي بينهم فقال والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله أي بالميراث إن الله بكل شيء عليم .
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف : عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، تخلف على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه قال وأجري يا رسول الله ؟ قال وأجرك وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، وسالم مولى أبي حذيفة .
قال ابن هشام : واسم أبي حذيفة مهشم .
[ عدد البدريين جميعا ]
قال ابن إسحاق : فجميع من شهد بدرا من المسلمين من المهاجرين والأنصار من شهدها منهم ومن ضرب له بسهمه وأجره ثلاثة مئة رجل وأربعة عشر رجلا ، من المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلا ، ومن الأوس واحد وستون رجلا ، ومن الخزرج مئة وسبعون رجلا .
[ تاريخ الفراغ من بدر ]
قال ابن إسحاق : وكان فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في عقب شهر رمضان أو في شوال .
غزوة بني سليم بالكدر
قال ابن إسحاق : فلما قدم ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لم يقم بها إلا سبع ليال ( حتى ) غزا بنفسه يريد بني سليم .
قال ابن هشام : واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم .
قال ابن إسحاق : فبلغ ماء من مياههم يقال له الكدر ، فأقام عليه ثلاث ليال
ثم رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية شوال وذا القعدة وأفدى في إقامته تلك جل الأسارى من قريش .
غزوة السويق
[ عدوان أبي سفيان وخروج الرسول في أثره ]
قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي قال ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق في ذي الحجة وولى تلك الحجة المشركون من تلك السنة فكان أبو سفيان كما حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، ويزيد بن رومان ، ومن لا أتهم عن عبد الله بن كعب بن مالك ، وكان من أعلم الأنصار ، حين رجع إلى مكة ، ورجع فل قريش من بدر ، نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا صلى الله عليه وسلم فخرج في مئتي راكب من قريش ، ليبر يمينه فسلك النجدية ، حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له ثيب ، من المدينة على بريد أو نحوه ثم خرج من الليل حتى أتى بني النضير تحت الليل فأتى حيي بن أخطب ، فضرب عليه بابه فأبى أن يفتح له بابه وخافه فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم ، وكان سيد بني النضير في زمانه ذلك وصاحب كنزهم فاستأذن عليه فأذن له فقراه وسقاه وبطن له من خبر الناس ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه فبعث رجالا من قريش إلى المدينة ، فأتوا ناحية منها ، يقال لها : العريض ، فحرقوا في أصوار من نخل بها ، ووجدوا بها رجلا من الأنصار وحليفا له في حرث لهما ، فقتلوهما ، ثم انصرفوا راجعين ونذر بهم الناس . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم واستعمل على المدينة بشير بن عبد المنذر وهو أبو لبابة فيما قال ابن هشام ، حتى بلغ قرقرة الكدر ، ثم انصرف راجعا ، وقد فاته أبو سفيان وأصحابه وقد رأوا أزوادا من أزواد القوم قد طرحوها في الحرث يتخففون منها للنجاء فقال المسلمون حين رجع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أتطمع لنا أن تكون غزوة ؟ قال نعم .
غزوة ذي أمر
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق ، أقام بالمدينة بقية ذي الحجة أو قريبا منها ، ثم غزا نجدا ، يريد غطفان ، وهي غزوة ذي أمر واستعمل على المدينة عثمان بن عفان فيما قال ابن هشام .
قال ابن إسحاق : فأقام بنجد صفرا كله أو قريبا من ذلك ثم رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا . فلبث بها شهر ربيع الأول كله أو إلا قليلا منه .
غزوة الفرع من بحران
ثم غزا ( رسول الله ) صلى الله عليه وسلم يريد قريشا ، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ، فيما قال ابن هشام .
قال ابن إسحاق : حتى بلغ بحران ، معدنا بالحجاز من ناحية الفرع ، فأقام بها شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا .
أمر بني قينقاع
[ نصيحة الرسول لهم وردهم عليه ]
( قال ) : وقد كان فيما بين ذلك من غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بني قينقاع ، وكان من حديث بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق ( بني ) قينقاع ثم قال يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا ، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم قالوا : يا محمد إنك ترى أنا قومك لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس
[ ما نزل فيهم ]
قال ابن إسحاق : فحدثني مولى لآل زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير ، أو عن عكرمة عن ابن عباس ، قال ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيهم قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
[ كانوا أول من نقض العهد ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا فيما بين بدر وأحد .
[ سبب الحرب بينهم وبين المسلمين ]
قال ابن هشام : وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة ، عن أبي عون قال كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها ، فباعته بسوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها ، فضحكوا بها ، فصاحت . فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا ، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع .
[ ما كان من ابن أبي مع الرسول ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه فقام إليه عبد الله بن أبي ابن سلول حين أمكنه الله منهم فقال يا محمد أحسن في موالي وكانوا حلفاء الخزرج ، قال فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أحسن في موالي قال فأعرض عنه . فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن هشام : وكان يقال لها : ذات الفضول .
قال ابن إسحاق : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني ، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظللا ، ثم قال ويحك أرسلني ، قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربع مئة حاسر وثلاث مئة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة إني والله امرؤ أخشى الدوائر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم لك .
[ مدة حصارهم ]
قال ابن هشام : واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في محاصرته إياهم بشير بن عبد المنذر وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليل
  #89  
قديم 11-11-2005, 07:31 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ تبرؤ ابن الصامت من حلفهم وما نزل فيه وفي ابن أبي ]
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي ابن سلول وقام دونهم قال ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحد بني عوف لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي ، فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم من حلفهم وقال يا رسول الله أتولى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم .
قال ففيه وفي عبد الله بن أبي نزلت هذه القصة من المائدة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض أي لعبد الله بن أبي وقوله إني أخشى الدوائر يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم ثم القصة إلى قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وذكر لتولي عبادة بن الصامت الله ورسوله والذين آمنوا ، وتبرئه من بني قينقاع وحلفهم وولايتهم ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون
سرية زيد بن حارثة إلى القردة
[ إصابة زيد للعير وإفلات الرجال ]
قال ابن إسحاق : وسرية زيد بن حارثة التي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، حين أصاب عير قريش ، وفيها أبو سفيان بن حرب على القردة ، ماء من مياه نجد . وكان من حديثها : أن قريشا خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكون إلى الشأم حين كان من وقعة بدر ما كان فسلكوا طريق العراق ، فخرج منهم تجار فيهم أبو سفيان بن حرب ومعه فضة كثيرة وهي عظم تجارتهم واستأجروا رجلا من بني بكر بن وائل ، يقال له فرات بن حيان يدلهم في ذلك على الطريق .
قال ابن هشام : فرات بن حيان ، من بني عجل حليف لبني سهم .
قال ابن إسحاق : وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فلقيهم على ذلك الماء فأصاب تلك العير وما فيها ، وأعجزه الرجال فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ مقتل كعب بن الأشرف ]
[استنكاره خبر رسولي الرسول بقتل ناس من المشركين ]
قال ابن إسحاق : وكان من حديث كعب بن الأشرف : أنه لما أصيب أصحاب بدر ، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة ، وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه وقتل من قتل من المشركين .
كما حدثني عبد الله بن المغيث بن أبي بردة الظفري وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وصالح بن أبي أمامة بن سهل كل قد حدثني بعض حديثه قالوا : قال كعب بن الأشرف وكان رجلا من طيئ ثم أحد بني نبهان وكانت أمه من بني النضير حين بلغه الخبر : أحق هذا ؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمى هذان الرجلان - يعني زيدا وعبد الله بن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها .
[ تشبيب كعب بنساء المسلمين والحيلة في قتله ]
ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني عبد الله بن المغيث بن أبي بردة من لي بابن الأشرف ؟ فقال له محمد بن مسلمة أخو بني عبد الأشهل أنا لك به يا رسول الله أنا أقتله قال فافعل إن قدرت على ذلك . فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلا ما يعلق به نفسه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال له لم تركت الطعام والشراب ؟ فقال يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفين لك به أم لا ؟ فقال إنما عليك الجهد فقال يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول قال قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك
فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة ، وسلكان بن سلامة بن وقش وهو أبو نائلة أحد بني عبد الأشهل ، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة وعباد بن بشر بن وقش ، أحد بني عبد الأشهل والحارث بن أوس بن معاذ أحد بني عبد الأشهل وأبو عبس بن جبر أحد بني حارثة ; ثم قدموا إلى عدو الله كعب بن الأشرف قبل أن يأتوه سلكان بن سلامة أبا نائلة فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدوا شعرا ، وكان أبو نائلة يقول الشعر ثم قال ويحك يا ابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك ، فاكتم عني ; قال أفعل قال كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء عادتنا به العرب ، ورمتنا عن قوس واحدة وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا .
فقال كعب أنا ابن الأشرف أما والله لقد كنت أخبرك يا ابن سلامة أن الأمر سيصير إلى ما أقول فقال له سلكان إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك ، ونحسن في ذلك فقال أترهنونني أبناءكم ؟ قال لقد أردت أن تفضحنا إن معي أصحابا لي على مثل رأيي ، وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك ونرهنك من الحلقة ما فيه وفاء وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها ; قال إن في الحلقة لوفاء قال فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره وأمرهم أن يأخذوا السلاح ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن هشام : ويقال أترهنونني نساءكم ؟ قال كيف نرهنك نساءنا ، وأنت أشب أهل يثرب وأعطوهم قال أترهنونني أبناءكم ؟
قال ابن إسحاق : فحدثني ثور بن زيد عن عكرمة ، عن ابن عباس . قال مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ، ثم وجههم فقال انطلقوا على اسم الله ; اللهم أعنهم ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته وهو في ليلة مقمرة وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة وكان حديث عهد بعرس فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها ، وقالت إنك امرؤ محارب وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة قال إنه أبو نائلة لو وجدني نائما لما أيقظني ; فقالت والله إني لأعرف في صوته الشر قال يقول لها كعب لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب . فنزل فتحدث معهم ساعة وتحدثوا معه ثم قال هل لك يا ابن الأشرف أن تتماشى إلى شعب العجوز ، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟ قال إن شئتم . فخرجوا يتماشون فمشوا ساعة ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ثم شم يده فقال ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط ، ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها ، فأخذ بفود رأسه ثم قال اضربوا عدو الله فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا .
قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولا في سيفي ، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا ، فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار قال فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه أو في رجله أصابه بعض أسيافنا . قال فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ثم على بني قريظة ، ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض ، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس ، ونزفه الدم فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا . قال فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل وهو قائم يصلي ، فسلمنا عليه فخرج إلينا . فأخبرناه بقتل عدو الله وتفل على جرح صاحبنا ، فرجع ورجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه .
أمر محيصة وحويصة
[ لوم حويصة لأخيه محيصة لقتله يهوديا ثم إسلامه ]
قال ابن إسحاق : وقال رسول الله من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود - قال ابن هشام : ( محيصة ) . ويقال محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس - على ابن سنينة -
قال ابن هشام : ويقال سبينة - رجل من تجار يهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم وكان أسن من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول أي عدو الله أقتلته أما والله لرب شحم في بطنك من ماله . قال محيصة فقلت : والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك ; قال فوالله إن كان لأول إسلام حويصة قال آولله لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني ؟ قال نعم والله لو أمرني بضرب عنقك لضربتها قال والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب فأسلم حويصة . قال ابن إسحاق : حدثني هذا الحديث مولى لبني حارثة عن ابنه محيصة عن أبيها محيصة .
[ شعر محيصة في لوم أخيه له ]
فقال محيصة في ذلك
يلوم ابن أمي لو أمرت بقتله لطبقت ذفراه بأبيض قاضب
حسام كلون الملح أخلص صقله متى ما أصوبه فليس بكاذب
وما سرني أني قتلتك طائعا وأن لنا ما بين بصرى ومأرب
[رواية أخرى في إسلام حويصة ]
قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة عن أبي عمرو المدني قال لما ظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة أخذ منهم نحوا من أربع مئة رجل من اليهود ، وكانوا حلفاء الأوس على الخزرج ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تضرب أعناقهم فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ويسرهم ذلك فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخزرج ووجوههم مستبشرة ونظر إلى الأوس فلم ير ذلك فيهم فظن أن ذلك للحلف الذي بين الأوس وبين بني قريظة ولم يكن بقي من بني قريظة إلا اثنا عشر رجلا ، فدفعهم إلى الأوس ، فدفع إلى كل رجلين من الأوس رجلا من بني قريظة وقال ليضرب فلان وليذفف فلان فكان ممن دفع إليهم كعب بن يهوذا ، وكان عظيما في بني قريظة فدفعه إلى محيصة بن مسعود ، وإلى أبي بردة بن نيار - وأبو بردة الذي رخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يذبح جذعا من المعز في الأضحى - وقال ليضربه محيصة وليذفف عليه أبو بردة فضربه محيصة ضربة لم تقطع وذفف أبو بردة فأجهز عليه . فقال حويصة ، وكان كافرا ، لأخيه محيصة أقتلت كعب ابن يهوذا ؟ قال نعم فقال حويصة : أما والله لرب شحم قد نبت في بطنك من ماله إنك للئيم يا محيصة فقال له محيصة لقد أمرني بقتله من لو أمرني يقتلك لقتلتك ; فعجب من قوله ثم ذهب عنه متعجبا .
فذكروا أنه جعل يتيقظ من الليل فيعجب من قول أخيه محيصة . حتى أصبح وهو يقول والله إن هذا لدين . ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال محيصة في ذلك أبياتا قد كتبناها
  #90  
قديم 11-11-2005, 07:36 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ المدة بين قدوم الرسول نجران وغزوة أحد ]
قال ابن إسحاق : وكانت إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدومه من نجران ، جمادى الآخرة ورجبا وشعبان وشهر رمضان وغزته قريش غزوة أحد في شوال سنة ثلاث .
غزوة أحد
وكان من حديث أحد ، كما حدثني محمد بن مسلم الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا ، كلهم قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد ، وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قالوا ، أو من قاله منهم .
[ التحريض على غزو الرسول ]
لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب ، ورجع فلهم إلى مكة ، ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ، في رجال من قريش ، ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا : يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم ، وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه فلعلنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منا ، ففعلوا .
[ ما نزل في ذلك من القرآن ]
قال ابن إسحاق : ففيهم كما ذكر لي بعض أهل العلم أنزل الله تعالى : إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون - عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون
[ اجتماع قريش للحرب ]
فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فعل ذلك أبو سفيان ابن حرب وأصحاب العير بأحابيشها ، ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة . وكان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي قد من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وكان فقيرا ذا عيال وحاجة وكان في الأسارى فقال إني فقير ذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن علي صلى الله عليك وسلم فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له صفوان بن أمية : يا أبا عزة إنك امرؤ شاعر ، فأعنا بلسانك ، فاخرج معنا ; فقال إن محمدا قد من علي فلا أريد أن أظاهر عليه قال ( بلى ) فأعنا بنفسك ، فلك الله علي إن رجعت أن أغنيك ، وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتي ، يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر . فخرج أبو عزة في تهامة ، ويدعو بني كنانة ويقول .
إيها بني عبد مناة الرزام أنتم حماة وأبوكم حام
لا تعدوني نصركم بعد العام لا تسلموني لا يحل إسلام
وخرج مسافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح إلى بني مالك بن كنانة ، يحرضهم ويدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا مال مال الحسب المقدم أنشد ذا القربى وذا التذمم
من كان ذا رحم ومن لم يرحم الحلف وسط البلد المحرم
عند حطيم الكعبة المعظم
ودعا جبير بن مطعم غلاما له حبشيا يقال له وحشي ، يقذف بحربة له قذف الحبشة ، قلما يخطئ بها ، فقال له اخرج مع الناس فإن أنت قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة بن عدي ، فأنت عتيق .
[ خروج قريش معهم نساؤهم ]
( قال ) فخرجت قريش بحدها وجدها وحديدها وأحابيشها ، ومن تابعها من بني كنانة ، وأهل تهامة ، وخرجوا معهم بالظعن ؟ التماس الحفيظة وألا يفروا . فخرج أبو سفيان بن حرب ، وهو قائد الناس بهند بنة عتبة وخرج عكرمة بن أبي جهل بأم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة ، وخرج صفوان بن أمية ببرزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفية وهي أم عبد الله بن صفوان بن أمية .
قال ابن هشام : ويقال رقية . قال ابن إسحاق : وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منبه بن الحجاج وهي أم عبد الله بن عمرو ، وخرج طلحة بن أبي طلحة وأبو طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بسلافة بنت سعد بن شهيد الأنصارية وهي أم بني طلحة مسافع والجلاس وكلاب قتلوا يومئذ ( هم ) وأبوهم وخرجت خناس بنت مالك بن المضرب إحدى نساء بني مالك بن حسل مع ابنها أبي عزيز بن عمير وهي أم مصعب بن عمير ، وخرجت عمرة بنت علقمة إحدى نساء بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة . وكانت هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مر بها ، قالت ويها أبا دسمة اشف واستشف وكان وحشي يكنى بأبي دسمة فأقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي ، مقابل المدينة .
[ رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
( قال ) فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين إني قد رأيت والله خيرا ، رأيت بقرا ، ورأيت في ذباب سيفي ثلما ، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة
قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت بقرا لي تذبح ؟ قال فأما البقر فهي ناس من أصحابي يقتلون وأما الثلم الذي رأيت في ذباب سيفي ، فهو رجل من أهل بيتي يقتل
[ مشاورة الرسول القوم في الخروج أو البقاء ]
قال ابن إسحاق : فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا ، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها وكان رأي عبد الله بن أبي ابن سلول مع رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى رأيه في ذلك وألا يخرج إليهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج فقال رجال من المسلمين ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيره ممن كان فاته بدر يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا ، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا ؟ فقال عبد الله بن أبي ابن سلول يا رسول الله أقم بالمدينة لا تخرج إليهم فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا ، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه فدعهم يا رسول الله فإن أقاموا أقاموا بشر محبس وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا . فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته فلبس لأمته وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة . وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له مالك بن عمرو ، أحد بني النجار فصلى عليه رسول صلى الله عليه وسلم ثم خرج عليهم وقد ندم الناس وقالوا : استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك . فلما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله استكرهناك ولم يكن ذلك لنا ، فإن شئت فاقعد صلى الله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه . قال ابن هشام : واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بالناس .
[ انخذال المنافقين ]
قال ابن إسحاق : حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد ، انخزل عنه عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس وقال أطاعهم وعصاني ، ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة يقول يا قوم أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم فقالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ولكنا لا نرى أنه يكون قتال . قال فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم قال أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم نبيه .
قال ابن هشام : وذكر غير زياد عن محمد بن إسحاق عن الزهري : أن الأنصار يوم أحد ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ألا نستعين بحلفائنا من يهود ؟ فقال لا حاجة لنا فيهم
[ حادثة تفاءل بها الرسول ]
قال زياد حدثني محمد بن إسحاق قال ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حرة بني حارثة ، فذب فرس بذنبه فأصاب كلاب سيف فاستله .
قال ابن هشام : ويقال كلاب سيف .
قال ابن إسحاق : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحب الفأل ولا يعتاف لصاحب السيف شم سيفك ، فإني أرى السيوف ستسل اليوم .
[ ما كان من مربع حين سلك المسلمون حائطه ]
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه من رجل يخرج بنا على القوم من كثب أي من قرب من طريق لا يمر بنا عليهم ؟ فقال أبو خيثمة أخو بني حارثة بن الحارث أنا يا رسول الله فنفذ به في حرة بني حارثة ، وبين أموالهم حتى سلك في مال لمربع بن قيظي وكان رجلا منافقا ضرير البصر فلما سمع حس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين قام يحثي في وجوههم التراب ويقول إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي .
وقد ذكر لي أنه أخذ حفنة من تراب في يده ثم قال والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك . فابتدره القوم ليقتلوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتلوه فهذا الأعمى أعمى القلب ، أعمى البصر وقد بدر إليه سعد بن زيد ، أخو بني عبد الأشهل ، قبل نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فضربه بالقوس في رأسه فشجه .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م