مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-05-2006, 11:12 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي الطفل "نور" أحن إلى زنزانة أمي..


أصغر أسير يتحرر بعد فصله عن والدته في سجن الرملة

كتبت نائلة خليل

الطريق من الأسر إلى البيت ليست دربا للفرح، بل ربما تكون بوابة مشرعة على الخوف، ومزيدا من الألم، تنتهي بين أيدي الأطباء تخفيفا لوجع الصدمة هذا ما عاناه الطفل نور غانم عندما فصل قسرا عن أمه "منال" من سجن الرملة.

"نور" كان يوم 12 أيار على موعد مع قرار المحكمة الإسرائيلية بفصله عن والدته من السجن الذي اختار الاحتلال ذاته للطفل أن يولد فيه قبل عامين ونصف، فعاد نور إلى بيته الذي لم يره يوما في مخيم طولكرم بصحبة والده وأشقائه، طفلا مذعورا، يبكي وتقيأ في إشارة إلى الخوف الذي استبد به.

هكذا تلمس نور درب حريته بعيدا عن أمه، التي تحتاج لتسعة ِأشهر طويلة من الانتظار في زنزانتها في سجن تلموند حتى تضمه ثانية وأخوته.

وبذلت المعتقلة غانم جهدا كبيرا، ليتم انتزاع "نور" من حضنها بأقل قدر من الوجع للطفل، فتحينت عبر الزيارة الخاصة غير المسبوقة للزوج والأولاد، اللحظة التي يبدأ بها نور باللعب مع شقيقته نيفين، ويألف وجوه والده وأشقائه التي لا يعرفها، لتغادر مسرعة تحت حراسة الكثير من المجندات.

يقول الأب ناجي غانم: "لم يقترب مني أو من أشقائه، بدا أكثر قربا من أخته لأنها بنت، وبعد دقائق قليلة عندما اكتشف غياب أمه، وبقائه وحيدا معنا بالغرفة، بدأ بالبكاء والصراخ: وين من"ال؟

نور يبكي يريد أمه الذي يناديها باسمها "منال" كما تخاطبها بقية الأسيرات، فالحياة خارج سجن الرملة غير مألوفة له، ووجود نور مع والده وأشقائه، لا يعني إلا المزيد من التوتر لطفل ولد في السجن وسط عالم من النساء، فهناك أمه والمعتقلات، والسجّانات، ورفيقة قيده ولعبه في الأشهر الأخيرة الطفلة عائشة الهودلي، ولا وجود للرجال أو الوجوه الغريبة إطلاقاً.

وطوال العامين ونصف الماضية لم ير الأب غانم طفله سوى مرتين، الأولى عندما كان نور في شهره السابع، والمرة الثانية كانت يوم الجمعة 12 أيار، والحال ليس أفضل عند الأخوة حيث لم تسمح لهم إدارة السجن بزيارة خاصة لأمهم وشقيقهم سوى مرة واحدة كانت قبل عام.

ويصف الأب غانم يوم حرية نور "بالأصعب" في حياة عائلاته، فالأم خلف القضبان، والأولاد إيهاب وماجد ونيفين، في حالة نفسية سيئة بعد الزيارة القصيرة للأم، ونور الذي لم يكف عن البكاء طوال الطريق، زادت حالته سوءا عند رؤيته للحشود الكثيرة من سكان المخيم الذين إزدحموا ليستقبلوا أصغر أسير محرر، ما أدى إلى إصابته بنوبة قاسية من التوتر والإستفراغ، استدعت نقله إلى المستشفى لفحصه والاطمئنان عليه.

تقول عمته أريج غانم: "اتصل أخي ناجي هاتفيا قبل أن يصل إلى مشارف مخيم طولكرم بنحو نصف ساعة، وطلب من العائلة تفريق أهل المخيم الذين اجتمعوا لاستقباله، لأن نور كان متوترا ويبكي طوال الطريق، ورؤية الناس المحتشدين ستصيبه بصدمة".

وأبدى الدكتور النفسي محمود سحويل قلقه على الطفل غانم، وقال: "الزنزانة بالنسبة لـنور، أمر طبيعي، وهو لم يتعرض للعالم الخارجي منذ ولادته، وما يعيشه الآن هو مرحلة الفقدان، أي فقدان عزيز لديه".

ويؤكد سحويل الذي يدير مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب في مدينة رام الله "أن الطفل يعرف أن أمه موجودة، وهذا صعب، لذلك يحتاج إلى وقت طويل حتى يعتاد على غيابها، وهذا يعتمد على الجو الذي سيعيش فيه".

وأضاف: "ستؤثر هذه الحادثة على نمو الطفل النفسي، ومن الممكن عندما يكبر أن يعمد إلى ممارسة سلوك عنيف".

"مع مرور الوقت سيتأقلم نور، لكنه كما أخوته لن يتفهم ما يحدث في عالمهم، ولن يسامحوا الاحتلال"، يعلق سحويل.



ويبدو أن إدارة السجن تعلم مدى الفراغ والغضب الذي خلّفه غياب "نور" لوالدته ولزميلاتها المعتقلات، بعد إن اعتدن على وجوده معهن طوال تلك الفترة، فعمدت إلى نقل الأم إلى معتقل تلموند بعيدا عن زميلاتها، كما أكدت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا.

وقالت دقماق: "لم يسمحوا لي ولزميلي المحامي نزيه أبو التين، بزيارة غانم للاطمئنان على صحتها".

وعلمت دقماق من بعض المعتقلات اللواتي استطعن رؤية غانم قبل نقلها بلحظات من سجن الرملة، أن "الأم منهارة نفسيا، وحالتها سيئة للغاية بعد فصل طفلها عنها".

عائلة غانم ستبقى مثل آلاف من عائلات المعتقلين "عائلات مع وقف التنفيذ"، ومنال ستبقى مع 22 أما أسيرة في سجون الاحتلال، تنتظر اليوم التي تضم أطفالها فيه ليس في زيارة سجن خاصة، وإنما في البيت المكان الطبيعي للأمهات والأطفال.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م