وراء كل قابيل..امرأه..??

[نوفان العجارمة]

قابيل....
دخل في هيئة مزرية .. ويداه ملوثتان بالدماء..
نظر إليها.. وهي بكامل زينتها.. ثم دار بعينيه في المكان..
سالته بقلق واضح:
- طمئني.. هل ..
أجابها بابتسامة مريرة.. و برفع يديه في وجهها.. لترى الدماء..
ندت عنها آهة ارتياح .. ثم أردفت بغنج ودلال..
- كنت واثقة بانك ستفعلها..
غسل يديه مما علق بهما.. و رمى بثقله على أقرب كرسي.. و اضعا رأسه بين راحتيه .. محني الظهر.. بادي الغم..
اقتربت منه و علائم الحبور واضحة عليها.. ووقفت وراءه .. بينما كان عطرها.. السلاح بعيد المدى والاثر.. يعمل عمل المخدر في أعصابه .. وبدأت بتمسيد كتفيه .. كما يحب دائماً.. وهمست:
- حبيبي .. هل رآك أحد؟؟
- لا.. لا اعتقد
- أقدر صعوبة الموضوع .. ولكنك فعلتها من أجلي
- .....
- حياتي.. لقد ثبت لي كم تحبني..
- .....
- آسفة إذ دفعتك دفعاً لهذا.. فوالله لو لم تقم بما قمت أنت .. لقمت به أنا.. فلم استطع تحمل تلك المغرورة وهي تتفاخر بزوجها.. وما كنت لأرضى بأن..
وقبل أن تكمل حديثها.. رنّ جرس الهاتف.. فتركت كتفيه مبتعدة.. وجرت إلى الطرف الآخر من الحجرة .. وهي تكاد تطير كالفراشة..
نظر إليها وهي تتجه نحو الهاتف.. وترفع السماعة بنشوة..
ودار بذهنه حينئذٍ.. أنه بالرغم من حبه لها الذي يطغى على ما سواه.. ولكنها تستغله.. و تدفعه دفعاً لما لا يطيق.. فكم يتمنى أن يصرخ في وجهها ب" لا ".. ولكنه دائماً... يجد نفسه ضعيفاً حيالها.. فيستجيب لمطالبها.. كالمسحور..
أما في هذه المرة.. فقد تجاوزت الحد.. ويجب أن تشعر بالندم هي الأخرى.. بل يجب على الاقل ان يعاقبها على جنونها.. ولكن ليس الآن .. فإحساسه بفداحة ما فعل.. والغثيان في صدره.. يمنعانه من التفكير..
قبع في كرسيه .. خاملاً.. فاغراً فاهه.. وهو يرمقها بينما تتحدث إلى الهاتف ..
- آآلو.. أمي
- ...
- نعم سعيدة جداً..
- ...
- زوجي بخير..
- ....
- .. لقد ذبحه بيديه..
- ...v
v
v
v
v
v
v
v
v
عندها سمع زوجته تتحدث :
- ارسلي السائق لاعطيكم نصيبكم من "الخروف"..

اما هو .. فلم يعد يطيق سماعاً.. ..سقط مغشياً عليه..
ــــــــــــــــــ
مقال بقلم ديك الجن العربي( طبعا انا لاعرف من هو )