سؤال أرجو إلإجابة عليه

[einaskh]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

في البداية وكل عام والجميع بألف خير
في شهر رمضان المبارك إشتركت في مسابقة رمضانية وفي سؤال لم أستطع الحصول عليه ، اتمنى أن تساعدوني لإيجابته
السؤال هو :

. قصة نوح عليه السلام معروفة في القرآن الكريم، كما أنها معروفة في الكتب المقدسة السابقة، وهي مذكورة في بعض الروايات التاريخية السابقة للتوراة، وهذه دلالة على أنها قصة حقيقية، ولا يضير التوراة أو القرآن أن تكون هذه القصة مروية في أكثر من كتاب، ولا يدل هذا على أن القرآن قد نقل عن هذه الروايات، فإن ما يجيء به الله على لسان الأنبياء هو الحق الذي يجب أن يكون معتمداً ودليلاً على وجود الحادثة، وإن كانت مختلفة التفصيل عن الروايات التاريخية، التي أصابها التغيير أو التحريف أو النسيان؛ لعدم كتابتها، أو لتعمد روايتها بأسلوب بشري يدخل فيه الهوى والحذف والزيادة. ولقد ذكر القرآن الكريم أن سيدنا نوح عليه السلام قد أُمر أن يصنع السفينة وأن يضع فيها من كل زوجين من الحيوانات اثنين ـ ذكر وأنثى ـ وهذا يعني أن السفينة كانت كبيرة جداً، وذلك حتى تتسع لأصناف الحيوانات المتعددة، وربما كانت مبنية من طوابق، بحيث لا يعتدي الحيوان القوي على الحيوان الضعيف، كما أن هذه السفينة تحتاج إلى طعام للبشر الموجودين فيها، وكذلك لأصناف الحيوانات، الماشية منها واللاحمة وهذا يعني أن السفينة كان فيها مخازن للطعام والشراب أيضاً، لأن المدة التي حدث فيها الطوفان كانت طويلة، وهذا يعني أن الناس سيحتاجون إلىالمأكل والمشرب، وإلى تصريف ما يأكلون ويشربون. فما هي المدة التي استمر فيها الطوفان حسب التفسير القرآني؟ هل هي:
أسبوعان
شهران
سنتان

[الوافـــــي]

أختي الفاضلة / einaskh

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة هود :-

( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) (هود)

هذا يعني أن الله تعالى أصدر أمره إلى سيدنا نوح عليه السلام
وفي الآيات السابقة حكمه تعالى على الكافرين بالطوفان
ولقد أخبر الله تعالى عبده نوحا أنه سيصنع هذه السفينة
(بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) أي بعلم الله وتعليمه
وعلى مرأى منه وطبقا لتوجيهاته ومساعدة الملائكة.
ثم أصدر الله تعالى أمره إلى سيدنا نوح عليه السلام :
(وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ) أي يغرق الله الذين ظلموا مهما كانت أهميتهم أو قرابتهم للنبي ، وينهى الله نبيه أن يخاطبه أو يتوسط لهم.
وبدأ سيدنا نوح يغرس الشجر ويزرعه ليصنع منه السفينة. وانتظر سنوات، ثم قطع ما زرعه، وبدأ نجارته.
لقد كانت سفينة عظيمة الطول والارتفاع والمتانة، وقد اختلف المفسرون في حجمها، وهيئتها، وعدد طبقاتها، ومدة عملها، والمكان الذي عملت فيه، ومقدار طولها، وعرضها، على أقوال متعارضة لم يصح منها شيء.
وقد استمر طوفان سيدنا نوح عليه السلام زمنا لا نعرف مقداره.
قال الفخر الرازي في هذا كله:
[ أعلم أن هذه المباحث لا تعجبني، لأنها أمور لا حاجة إلى معرفتها البتة، ولا يتعلق بمعرفتها فائدة أصلا. ]
ونحن نتفق مع الرازي في مقولته هذه.
فنحن لا نعرف عن حقيقة هذه السفينة ومدة الطوفان إلا ما حدثنا الله به.
لأن الله تعالى تجاوز هذه التفصيلات التي لا أهمية لها إلى مضمون القصة ومغزاها المهم.

تحياتي

[einaskh]

شكرا لك يا الوافي على هذه الإجابة والحقيقة أنني أتفق معك .. المغزى هو المهم ولكن ماذا أفعل! طوال شهر رمضان وأنا أجمع الإجابات وقد عرفتها كلها وصدمت في اليوم الأخير من رمضان بوضع هذا السؤال الغريب!! فماذا بقتراحك ممكن أن أفعل؟

[الوافـــــي]

أختي الكريمة

أنقلي ردي هنا كاملا إلى مكان المسابقة
ليكون جوابا
فليس هناك جواب خلاف ما ذكرت
وما تقرأينه عن المدة
فذلك ليس إلا ( تخرصات وظن ) فقط لاغير

تحياتي

[أبو إيهاب]

بارك الله لك أخى الوافى وأجزل لك العطاء .

أتفق معك تماما فيما قلت ونبهت له ... فقد لاحظت للأسف كثيرا من الإخوة اتخذوا كتاب الله سبحانه وتعالى للتسلية ، والخروج به عن الهدف الذى أنزل من أجله .

وأنا لا أشك لحظة واحدة أنهم يقدسون كتاب الله ، ولكن الشيطان له مداخل كثيرة ، وهذا من مداخله ... فليستعذ بالله كل من يشعر أنه أساء إلى القرآن الكريم باتخاذه لتضييع الوقت والبحث فيه عن أشياء تافهة لا تسمن ولا تغنى من جوع .

[محمد العاني]

الأخوان العزيزان الوافي و أبو إيهاب..
جزاكما الله خيراً على ما ذهبتما إليه و إنما هذا هو ما يجب أن نذهب إليه في هذه الأمور التي لا تؤثر على صلب الدين و لا على العبادات.

و أود أن أشير إلى أنه جاء في "الكامل في التأريخ" لأبن الأثير و الذي يتخذ من تاريخ الطبري أساساً لمعظم رواياته؛
جاء في المجلد الأول عن إبن عباس (رضي الله عنهما) في قصة النبي نوح:
"وركب هو ومن معه من بني آدم في الطبق الأعلى فلما أطمأن نوح في الفلك وأدخل فيه كلّ من أمر به وكان ذلك بعد ستمائة سنة من عمره في قول بعضهم وفي قول بعضهم ما ذكرناه وحمل معه من حمل جاء الماء كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونًا فالتقي الماء على أمر قد قدر‏}‏ ‏[‏القمر‏:‏ 12‏]‏‏.‏ فكان بين أن أرسل الماء وبين أن احتمل الماء الفلك أربعون يومًا وأربعون ليلة وكثر واشتدّ وارتفع وطمى وغطى نوح وعلى من معه طبق السفينة وجعلت الفلك تجري بهم في موج كالجبال ونادي نوح ابنه الذي هلك وكان في معزل‏:‏ ‏{‏يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 42‏]‏‏.‏ وكان كافرًا ‏{‏قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء‏}‏‏.‏ ‏[‏هود‏:‏ 43‏]‏‏.‏ وكان عهد الجبال وهي حرز وملجأ فقال نوح‏:‏ ‏{‏لا عاصم اليوم من أمر الله إلاّ من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 43‏]‏ وعلا الماء على رؤوس الجبال فكان على أعلى جبل في الأرض خمسة عشر ذراعًا فهلك ما على وجه الأرض من حيوان ونبات فلم يبق إلا نوح ومن معه وإلا عوج بن عنق فيما زعم أهل التوراة وكان بين إرسال الماء وبين أن غاض ستّة أشهر وعشر ليال‏.‏ "

أي أن بقاء النبي نوح و من معه في السفينة كان لخمسةِ أشهرٍ ..
و الله أعلم..


المصدر

أخوكم
محمد