مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-05-2006, 01:13 AM
tijani tijani غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: Netherlands/Marocco
المشاركات: 32
إفتراضي حول المكسب العلمي الجديد/نموذج الجامعة الحرة بهولندا

حول المكسب العلمي الجديد
نموذج الجامعة الحرة بهولندا


بقلم/التجاني بولعوالي
شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا
http://www.tijaniboulaouali.nl

مما لا ريب فيه، إن من حسنات أنظمة الدول الغربية التي تستقر فيها الجاليات المسلمة والأجنبية، أنها تمنح الجميع الحق في ممارسة شتى الأنشطة والطقوس والتظاهرات الثقافية والسياسية، والدينية، والتعليمية، وغير ذلك، لكن، ما لم يصطدم ذلك بالقوانين السائدة في تلك الدول، وما لم يتعارض تعارضا شاذا مع تقاليد وعادات الشعوب، التي يوجد المسلمون والأجانب بين ظهرانيها، ومثل هذا الحق يكاد ينعدم في الأوطان الأصلية لتلك الجاليات، ولا يعدو أن يكون إلا مجرد حلم جميل يراود الفئة المثقفة، غير أن الغريب في الأمر، أن أغلبية هذه الفئة لما تتسنى لها فرصة الاستقرار القانوني داخل العالم الغربي، قلما يراودها ذلك الحلم الجميل، الذي ظل يراودها وهي في الوطن؛ كأن الظمآن بمجرد ما يرتوي، سرعان ما يتبدد من ذهنه مفهوم العطش! كذلك أولئك المثقفين بمجرد ما تتسع لهم الدنيا، لا يبالون بما كانوا يفكرون فيه قبلا، فهم مشغولون بمظاهر النعيم والترف، الذي يكتشفونه في العالم الجديد الذي ارتحلوا إليه.

غير أن ثمة طائفة من المثقفين لا تتنازل عن مبادئها الأولى، بقدرما تطوع الإمكانات التي يوفرها لها العالم الغربي، لتخدم بها مختلف القضايا، سواء المتعلقة بأوطانها الأصلية، أم المرتبطة بمسارها العلمي والفكري والتحصيلي، مما تولد عن ذلك، نشوء صحوة ثقافية جديدة وفريدة من نوعها، داخل الثقافة الغربية الشاملة، تتزعمها نخبة مثقفة أجنبية، ساهمت، بشكل ما، في تفعيل المشهد الثقافي الغربي، فتمكنت من تصحيح جملة من المفاهيم المغلوطة، التي هيمنت على المنظومة الفكرية الغربية، التي لا تنظر إلى ما هو جنوبي أو إسلامي أو عربي، إلا بنظارة التخلف والتأخر والتطرف! فأثر ذلك بعمق على ثلة من المثقفين والسياسيين الغربيين، الذين بدأوا يسلكون نهجا جديدا في قراءتهم للثقافة الشرقية أو الإسلامية.

إن تأثير الحضور الثقافي الأجنبي والإسلامي، ولو النسبي، على الواقع الذي يوجد فيه، ناتج عن الإسهام المتنوع لذلك الحضور، لكن هذا الإسهام لا يكون دوما فعالا، فدرجاته تتفاوت، من إسهام مائع إلى إسهام عادي إلى آخر متميز. ناهيك عن تكاثر أصناف هذا الإسهام ومجالاته، غير أن ما يهمنا في هذا المقام، هو ذلك الإسهام العلمي التربوي، الذي تقدمه الكثير من المؤسسات التعليمية الإسلامية والأجنبية، قاصدة بذلك خدمة مجموعة من القضايا التي يتوجب عليها أن تحافظ على استمرارها، علمية كانت أم دينية أم لغوية أم غير ذلك، فترى في نقلها إلى مختلف شرائح المجتمع خير ضمانة لذلك الحفاظ وديمومته، وما دام التعليم يعتبر أهم ميدان لتشكل تلك العملية، أصبح في نظر العديد من المسلمين المستقرين بالغرب، أولوية الأولويات، فتكاثفت الجهود، وتضافرت المبادرات، لتشييد المؤسسات التعليمة المختلفة، وهي تستثمر ليونة قوانين البلدان التي تعيش فيها.

وإذا ما اقتصرنا على النموذج الهولندي، نجد أنه انطلاقا من منتصف العشرية السابعة من القرن المنصرم، بدأ هاجس التفكير في تعليم الأبناء، تعليما إضافيا يتوافق وهويتهم العقيدية واللغوية، يسكن نفوس الجالية المسلمة، وسرعان ما ترجم هذا الهاجس إلى واقع الأمر، فصار المسجد فضاء للتعليم الإسلامي الإضافي، الذي راح يتلقاه أبناء المهاجرين في عطل نهاية الأسبوع، غير أن هذا التعليم ظل مرهونا، من جهة، بالمناهج التقليدية المستوردة من الأوطان الأصلية، وهي مناهج مبنية على الحفظ والصرامة، لا تراعي السياق الجديد الذي يوجد فيه أبناء المسلمين بالغرب، ومن جهة أخرى ظل يتخبط في أزمة التسيير العشوائي الذي كان يقوم به المشرفون على تلك المؤسسات، الذين كان ينقصهم التكوين الكافي، والوعي اللازم بظروف الأبناء التي تختلف جذريا عن ظروف الآباء، إضافة إلى المشاكل المادية والتجهيزية.

ثم، بعد أن تهيأ المناخ الثقافي الملائم، نتيجة سواء، هجرة مجموعة من المثقفين الجادين نحو هولندا، أم نشوء الوعي الكافي، لدى شبه المثقفين الذين كانوا قد هاجروا مبكرا، بجدوائية تطوير المؤسسات التعليمية، من مؤسسات تقليدية ترتكز على المناهج الكلاسية المستوردة من الوطن الأب، إلى مؤسسات علمية متقدمة تستفيد من المناهج الغربية الحديثة، دون تجاوز لمقومات الهوية الأصلية، فنشأت مؤسسات تعليمية عالية، أطلقت على نفسها اسم الجامعة، حاولت أن تسد بعض الفراغ الفكري الذي كان يعاني منه العديد من الشباب الإسلامي المثقف، إلا أن ما يؤاخذ عليها هو:
أولا، اقتصارها على إدراج الدين الإسلامي واللغة العربية في منظومتها التربوية، دون تجاوزهما إلى باقي مجالات المعرفة وحقول العلم.
وثانيا، حضور الهاجس المادي لدى المشرفين على تلك المؤسسات، مما يجعلها مجرد أدوات لجلب المال، وتوفير المناصب لذويها.

غير أن الطفرة النوعية التي سوف يقطعها التعليم الإسلامي والعربي العالي داخل هولندا، هي التي قام بها صفوة من المثقفين العراقيين، الذين ينحدرون من مختلف التوجهات الفكرية والأكاديمية، عندما بادروا بتأسيس الجامعة الحرة بمدينة دين هاخ، التي حصلت على الموافقة من السلطات الهولندية منتصف شهر يونيو 2005، ولا نرى في هذه الخطوة إلا طفرة نوعية للتعليم الإسلامي والعربي العالي، وذلك استنادا إلى العناصر الآتية التي تضفي على هذا المشروع الحضاري طابع الفرادة والتميز.

سد الفراغ ومنح فرص التحصيل للجميع
لقد عانت طويلا شريحة المثقفين المسلمين والعرب التي استقرت بهولندا، من انعدام المؤسسات الثقافية والتربوية، التي تساير تكوينها القبلي الذي كانت قد تلقته ببلدها الأصلي، ذلك لأن التعليم الهولندي العالي ذو طبيعة مغايرة، فهو يقتضي التحدث باللغة الهولندية تحدثا سلسا ومتقدما، إلى درجة ولو أنك استطعت تخطي كل امتحانات اللغة، ونلت مختلف الشواهد المعترف بها رسميا، فإن ذلك وإن يشفع لك في تعليمك الجامعي، فإنه لن يشفع لك أثناء التقدم لمباريات العمل، ثم إن التسجيل لدى أي مدرسة عليا أو جامعة هولندية، تضحي لأجله بسنوات من التعليم الذي تلقيته بوطنك، فعوض ما تشرع مباشرة في البحث العلمي أو تمهد له، فإنك تكرر حرفيا ما درسته قبلا باللغة الهولندية، والطامة الكبرى أنك تتلقى ذلك مع طلاب في سن تلاميذتك المحتملين، مما يولد لديك شعورا بالإحباط وخيبة الأمل، فيجعلك فريسة اليأس!

لذلك، كانت ولادة الجامعة الحرة في محلها، وما هذه الولادة، بنظري، إلا حصيلة الوعي السليم الذي نشأ لدى مؤسسي هذه الجامعة، بوضعية تلك الشريحة التي حرمت من متابعة تكوينها الدراسي، وهذا ما أكدوه في جملة مقالات كتبت حول هذه القضية. يقول رئيس الجامعة د. أكرم كسار: "ولتكون نبراسا – وهو يقصد الجامعة الحرة – في مجال التعليم العالي وغرسا للأمل في النفوس بعد ان وجد هذا العدد الكبير من الراغبين في استكمال تعليمهم وصعوبة تحقيقهم لهدفهم هذا." ويحدد الأستاذ علي التميمي هدف الجامعة الأساس في "توفير فرص الدراسة والتعليم لأكبرعدد ممكن من الراغبين بالتعليم العالي ونشر العلم والمعرفة بين أبناء الجالية العربية والاسلامية آخذين بنظر الاعتبار ظروف الدارسين مع الاحتفاظ بجودة ومستوى التعليم."

يتبع..
__________________
التجاني بولعوالي
شاعروكاتب مغربي مقيم بهولندا
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م