مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الترفيهي > خيمة الأصدقاء والتعارف
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-09-2001, 02:40 PM
laysh laysh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 371
Post خواطر أول يوم في المشرحة..((حتى لو كنت ضعيف قلب فادخل))..

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ....
_________________________________________
كنت اتصفح احد المنتديات ولقد وجدت هذه القصه واقسم لكم اني من قرأت البدايه لم استطع ان اتركها الا ان اكملتها الى النهايه.....


واتمنى منكم ان تقروها وان تعلموني في رأيكم....

____________________________________________
رجاء..
اقرأ الموضوع لآخره..
فستجد هدية قيمة..

لن أبدأ خاطرتي بما يفتتح به المرجفون قصص الرعب..
وحتى لو كنت تتقزز أو تنرعب من التشريح فإني أنصحك بل آمرك بمتابعة القراءة ..

إلى البداية..

غدا أول يوم لي في كلية الطب..

الله أكبر..حان الوقت لأبدأ تحقيق حلم يراودني منذ فترة كلما رأيت إحدى الطبيبات سافرة وكأنها ملكت الدنيا لما أصبحت دكتورة..
كم سمعت عن الدكتورة فلانة..و كيف حفظت القرآن في عيادتها، وكيف يحببنها النساء لورعها وحشمتها وحيائها وتقديرها حال النساء..
لا ترضى أن تكشف المريضة لها إلا الجزء المعين على الكشف فقط..
لا تقبل بأن تتعرى مريضاتها..
تلزم غرفتها الصغيرة ولا تخرج منها إلا لحاجة..
تعالج مشاكل المريضات العقدية ..
فتعالج نفوسهم وقلوبهم قبل أجسادهم..
لا تخرج مريضة من عندها إلا بكتاب و شريط..
لا تخرج مريضة من عندها إلا وهي مقتنعة بالحجاب الشرعي..
لأن (وهذا سر) بعض النساء اللاتي يرتدين الحجاب الفاتن أقصد الأسمال الفاتنة؛ لديهم نقص في الثقة بأنفسهن ويحبن أنهم سيصبحن(كشخة) وسيحسبهم الناس (شي) إذا لبسن هذه الأسمال البالية..
فلما تدخل على هذه الطبيبة ، وتدرك ماهي فيه من مستواً علمي ومادي وخلقي وتراها وقد التزمت الحجاب الشرعي، تستحي من نفسها..

لا أطيل عليكم..

المهم أنني دخلت الكلية لأثبت للناس أن هناك طبيبة داعية ..
وكم الأمة بحاجة لها..
بعد أن استشرت الحماقات بين فتياتنا..
والله المستعان..

تقلبت في فراشي ليلتي تلك حتى كادت الشراشف أن تكفنني..
كنت أتساءل ..
كيف سيمر يوم الغد..
ولماذا طالبتنا الدكتورات لما ذهبنا الاسبوع المنصرم لمراجعة جداولنا بإحضار المعطف والقفازات..
مع أنه أول يوم..
وعودتنا المدارس أن أول يوم..
هو يوم التعارف والتواد ..
ورواية قصص المتأخرين والمتقدمين في سيرة الاجازات..

المهم..
مرت علي الليلة وكأنها سنة..
استيقظت فجرا واستخرت الله للمرة المائة في دخولي لهذه الكلية..

ذهبت للكلية الساعة السابعة..
وأخذت أدور فيها وزميلاتي نبحث عن أثر للحياة..
فلا نجد إلا قططا (بسسا) تدور في الأرجاء..
صعدنا إلى مبنى متهالك..
كله بلكونات..
فإذ بأعيننا تسقط على فناء المبنى المجاور لكليتنا..
الله أكبر..
إنه سجن النساء..

المهم ..
استمرت رحلة البحث والتنقيب عن قاعتنا الموسومة بقاعة سنة أولى..
ولم نجدها..
حتى التاسعة..

رأينا أن نسأل القطط..
فوجدناها تدخل قاعة بابها يفتح في الفناء..
ودخلنا وإذ بدكتورة تشرح على هيكل عظمي ويوجد بنات يشبهن اللاتي كن معنا في التسجيل..
سألنا وإذا هو فصل سنة أولى..
وقد دلتنا عليه (بسة)..
علمنا بعد قليل أن هذه القطة تتسكع في الكلية منذ سنوات ..
تدخل من باب القاعة الاول وتخرج من الثاني بعد أن تتمسح بأقدام الدكتورات..!!
وأحيانا تحضر محاضرة من المحاضرات..
كاملة دون نقصان ..
ولا تخرج إلا إذا قيل هناك امتحان..
يعرفها الجميع..
ويطعمها الجميع..
تمون على الكل..
حتى قامت بالولادة أمامنا..
تنتظر منا الفزعة..!!

المهم..
ظلت المحاضرة للساعة العاشرة..
وطول المحاضرة ونحن فاتحات لأفواهنا وهازات لرؤوسنا..!!
لم نفهم شيئا..
ولم نفك ألغاز هذه اللغة التي تتحدث بها الدكتورة..
فقط نراها تقلب الهيكل العظمي يمينا وشمالا..
علمنا فيما بعد أنه يسمى حساس محمد حساس..
أطلقه عليه دكتور من الدكاترة..
ليشرح عليه دروس الفسيولوجي..

استيقظنا على الكلمة العربية الوحيدة..
"توكلوا على الله"..

الله أكبر..

أحسسنا بالفرج بعد الشدة..
الآن سنذهب لنتبادل قصص الإجازة كما اعتدنا أول يوم..
ولما بدأنا بالتصافح والعناق..
بدل السرور هم قول الدكتورة..
"هيا إلى قاعة التشريح"..

ساعتها..

أظلمت الدنيا في عيني..
وأرتديت بأسى معطفي ..
وكل واحدة منا تحادثها نفسها حديثا..
نهون على أنفسنا..
نحوقل ونترجع..

يا الله..

بعد لحظات سأقابل الجثث..
بعد لحظات سيقابل أنفي رائحة العفن..
بعد لحظات ستمس يدي جسد ميت..

الله أكبر..
لا إله إلا الله..

خرجنا من القاعة إلى قاعة التشريح..
خلف الدكتورة..
وكأننا نساق إلى سجن..
أو عذاب..

كانت أول الداخلات أنا..
وأول العابرات أنا..
وأول الباكيات أنا..
أعوذ بالله من كلمة أنا...!!

لم أكن أتخيل قاعة التشريح هكذا..
قاعة باردة جدا جدا جدا..
رائحة مميزة جدا جدا جدا ..
لا ينساها من لا مست خياشيمه..
وقضى فيها صبحه وظهره..

المهم..
دخلت وتجولت..
لم أدرك أن امامي جثث..
لا أكاد أراها..

وفجأة..
بدأت أمهاتنا(العاملات في المشرحة صرت أسميهن بالأمهات لحنانهن ورقتهن ودعائهن لنا)..
بحمل أكياس بيضاء إلى الطاولات الحديدية في القاعة..
وإذ بالدكتورة الكشميرية (نصر الله اخواننا المستضعفين في كشمير) تشير لنا بالجلوس في تلك الزاوية لتبدأ شرح درس العظام..

جلسنا..
جلسنا وأنظارنا معلقة بأفواج الأكياس البيضاء..
المحمولة والفورمالين يتقاطر منها..
تضعها أمهاتنا على الطاولات..
لم ننتبه لشرح الدكتورة..
هذه واحدة وهذه الثانية و تلك السادسة..
ستة أكياس بيضاء..
لمحت ذاك الجسد المعلق..

سبحان الله..

الله أكبر..

اصطدمت عيناه الزرقاوتان بعيني..

يا الله..

هل كان الشخص هذا على قيد الحياة..
ماذا صنع في حياته..؟
ماذا قدم..؟
هل كان يعرف أن بدنه سيعلق في غرفة التشريح..؟
ترى ماذا صنع بهاتين العينين..؟
ماذا اقترفت هذه اليدين التي نزع عنها الجلد..؟
وهذا اللسان المتدلي من ثغره وقد خلعت أسنانه..
ترى ماذا جنى..؟
وهذا القلب ..
يا الله ..
أنا أمام قلب حقيقي..
قلب لم يعرف الحق..
وجسد..
لروح..
لا أدري أهي في جنة أو نار..

هذه الخاطرة أصابتني بالرعب..
والذعر..
بكيت رغما عني..
شهقت..
وشهقت..
وشهقت..
وما أسكتني إلا..
إلا إزالة الأكياس..
البيضاء..
عن الأجساد المسجاة..

بدأت الأمور تتكشف..
هذه امرأة..
وهذه أخرى..
وتلك أخرى ..
وهذا رجل..
يا الله..
وشم أخضر ظاهر في ذراعيه..
وشم لجمجمة عملاقة في الذراع الأيسر..
وآخر لقلب ووردة في الذراع الأيمن..

الله أكبر..
طلبت منا الدكتورة التقدم لتطبيق درس اليوم..
تشريح الجزء الأعلى من الصدر الملاصق للكتف والذراع(الإبط)..
(مناهج التشريح تبدأ بهذا الجزء لأنه مهم وسهل و هو الأساس الذي يقوم عليه دراسة تشريح الطرف العلوي والصدر)..
تلاقت عيوني بعيون زميلاتي فقد كنا نرتدي الماسكات(الكمامات القطنية)..
هل هذا كان الدرس..؟
وكيف سنطبقه..؟
ومن أول يوم..؟

اخترت أنا وزميلاتي (هن من اللاتي همهن الدعوة وأحسبهن كذلك)..
جسدا لا مرأة مسجاً على أقرب طاولة للباب..
كان شعاري طوال الدراسة أن لا أشرح جثة رجل..
وقد تم لي ذلك مع أن تشريح النساء أصعب ويتطلب دقة أكثر..
والحمد لله..

كان مطلوبا من إحدانا أن تتقدم..
لتنزع الجلد عن تلك المنطقة..
"تقدمن"..
لا مجيب..
سلمتني إحدى الأمهات مشرطاً وملقطاً..
فكأنها اختارتني لهذه المهمة العسيرة..

ارتديت القفازين..
تقدمت..
تقدمت للجسد..
سترته عدا المنطقة التي سأشرحها..
طلبت من إحدى الأخوات فتح الكتاب لنقرأ طريقة التشريح..
لاصقت يدي جلدها..
شعرت بقشعريرة..
تقهقرت..
سعلت..
تهيجت عيني من الفورمالين..
ولكن..
تقدمت..
فالوقت حان لأعرف سر هذا الجسد..
جسد الإنسان..
الذي اختاره الله لخلافته في الأرض..
وميزه على غيره من المخلوقات..

كان مطلوبا مني أن أفتح اليد في وضع التبعيد..يعني يكون مكاني بين اليد والجسد..
طبعا إما أن تمسك إحدى الزميلات اليد حتى أنتهي من عملي..
أو على الجثة أن تحضنني..!!
تجرأت إحداهن بعد أن رأت مني ثباتاً(أصبحت أعز صديقاتي فيما بعد)..
وأمسكت باليد..
بدأت بإزالة الجلد..

وفجأة..
توقفت..
عانقت عيني عيناها..
أحسستها تريد الحديث..
لمع في عيني ذاك اللون الأخضر الباهت..
الذي اشتعل نارا في عيني..
خاطبتها..
ترى أين أنت الآن..؟
تذكرت حماقة من أنكر البعث والنشور..
هذا الجسد أمامي..
في حياة برزخية..
لا يعرف كنهها إلا الله..
سبحان الله..
ترى ماذا جنت يدك..؟
وماذا كان حال هذا الوجه..؟
حاولت التراجع عن المهمة..
فالقاعة بدأت تفرغ من الطالبات..
فكل واحدة ااخترعت حجة للمغادرة..
ولم يصبح هناك جثة قد نالت اجتماعا مثل الجثة التي وقفت عليها..
أخذت أقرأ ما تيسر لي من سورة البقرة..
وزميلتي ماتزال ممسكة باليد..
والأخرى بالكتاب..
تريني مواضع القص..
والنزع..
فجأة أوقفتني زميلتي..
قائلة..
يا.... من كان يعلم أن هذه الميتة سيتلى عندها القرآن..
ولكن..
ولكن بعد موتها..
اللهم أمتنا على دينك..
وثبت قلوبنا..

طلبت مني قراءة سورة ق..
يا الله..
سورة ق ..
سورة عظيمة..
لما وصلت لقوله تعالى: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد)..
احسست بجسم غريب اصطدم بظهري..
واذ بذراع الجثة..
بعد أن انفلت من يد صاحبتي..
نظرت إليها وهي تواري عينيها عني..
لمحت دموعها تتساقط..
طلبت منها الجلوس ولا تهتم بالذراع..
فحتى لو احتضنتني فلا أبالي..
يكفي أنها أعطتني أعظم موعظة في حياتي..
و كفى بالموت واعظاً..

تراجعت صديقتي..
وأمسكت باليد في ثبات..
وطلبت مني إكمال التلاوة..

طلبت من إحدى الأمهات إزالة الجلد من على الطاولة وبعض الشحم والأوردة الصغيرة..
فوضعتها في القمامة..
يا الله ..
((ماخلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة))..
لا إله إلا الله..
الله الذي ركب الإنسان في هذا الخلق البديع..
من تناغم الأعضاء..
وتساعدها فيما بعض..
وتشابك الأوردة والأعصاب..
التي أمسكها بيدي الآن..
لهو أقدر على بعثه ..
وذلك عليه هين..
وسهل..
رغم تفكك أعضاء الإنسان ..
وتحللها..
وتفرقها..
وقد يكون قد فقدها في الدنيا..
أو نزعت منه بعد الموت..
((أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه*بلى قادرين على أن نسوي بنانه))..

ساعتها..
وقع المشرط من يدي..
بل جرحت يدي ..
تولت إحدى الأمهات تضميد جرحي ..
وأصررت على أنهي مهمتي رغم الجرح..
سألتني زميلة كانت واقفة على كرسي..
تتابع التشريح من بعد..
ماذا حصل لك..؟
قلت لها خطر في خاطري خاطر عجيب..
قوله صلى الله عليه وسلم : (كل جسد ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة)..
كنت مصرة يومهاأن أعرف اللغز..
ولكن..
كان علي الانتظار..
علمت فيما بعد أن عظم عجب الذنب(العصعص) هو الجزء الوحيد الذي يحتوي على الخلايا الجذعية الابتدائية التي تستطيع التكاثر وتوليد مختلف أنواع الخلايا الأخرى من خلايا عصبية وعضلية ودهنية وهي المكون الأساسي لجسم الإنسان والأبحاث تعمل عليه الآن..
فيا سبحان الله..

انتهت مهمتي بسلام..
تنفسنا الصعداء..
أسدلنا الغطاء البلاستيكي على هذه الجثة..
ولذنا بالفرار لغسل أيدينا..
والرجوع للبيت لقص أحداث هذا اليوم المهيب..

كانت العائلة مجتمعة للغداء..
وما أن بدأت الحديث..
وقد بدا علي اليقين..
إلا وقد لاذ الكل بالصمت..
فعودتي بكامل عقلي غريبة..
الكل يتصور أن من يدخل التشريح سيصاب بالجنون..
يصبح (ماهوب صاحي)..

قصصت القصة والكل يسأل عن حال الموت..
لم يلمس أحد غداءه..
فقد كانت أعظم موعظة لمستها بيدي في سنواتي القصيرة..

الكل متقزز ..
أما أنا أتناول الغداء بشهية غريبة..
أحسست بعظمتي كإنسان..
و واجبي كخليفة في الأرض..
أحسست يومها بنشاط غريب..
رغم سهري ليلتي الفائتة..
ألقيت عليهم السلام وصعدت لغرفتي..
لأكتب ماشاء الله لي من المقالات..
فهذه هوايتي منذ الصف السادس..
فجأة..
سمعت طرقاً على باب غرفتي..
وإذ به اخي الذي يدرس في الصف الأول متوسط..
وكنت أنا ووالدي الكريمان قد (هلكنا)من كثرة نصحه وإبعاده عن سماع الغناء..
قال لي..
(صدق اللي تقولينه)..
ضحكت..
(انت وش رايك؟)..
أشار إلى يدي..
(يعني يدك هذي لمست ميت؟)..
قلت وأنا أنظر لعينيه وإذ ألمح بها فزعا دفينا..
(نعم يا أخي .. هل تريد أن تخوض هذه التجربة؟)..
وضعت يدي على كتفه..
صرخ..
ولول..
(أبعدي يدك..أنا كنت باسألك سؤال بس..)
(تفضل)..
(يعني ما خفتي؟)..
لذت بالصمت ..
فزع..
صرخ..
(ثاني مرة لا تجيبين أخبار التشريح لبيتنا واشتري بالطو لكل يوم..تكفين الله يخليك)..
أمسكت بيديه بقوة..
منعته من الخروج..
ذكرته بطلبي منه في آخر مرة كلمته فيها بالإقلاع عن سماع الغناء..
وكأني قد لمست منه القبول..
خرج..
وعدت لمعانقة قلمي..

عدت من الغد وكلي حماس لأخذ درس في التشريح..
عدنا ومعنوياتنا مرتفعة..
كان عندنا حماس لكشف سر هذا الجسد..
ومعرفة كنهه..
ودقة صنعه..
يومها لاحظت شيئا عجيب أول مادخلت المشرحة..
لا إله إلا الله..
((والتفت الساق بالساق))..
((إلى ربك يومئذ المساق))..
كانت ساقا الجثة ملتفتان..
وقد عانينا من هذا لا حقا لما هممنا بتشريح الساق..
فقد كانت ملتفة بشكل واضح ..
كلما عدلناها ارتدت..
الله أكبر..
((‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ‏ ))..
أتذكر هذه الآية كلما هممنا في أخذ درس في علم الأجنة..
فهذا العلم صعب..
مهمة علمائه وصف تخلق الجنين وتركب أعضائه..
لكنهم عن التفسير عاجزون..
دكتورتنا أمضت عشرين سنة في دراسة هذا العلم..
وتقول: (هي دي حكمة ربنا وخلقته..احنا مانعرفش إزاي ده يحصل..احنا بنوصف اللي بنشوفه بس..ودي حاجة ماتتوصفش ولا أحد يقدر يرسمها كمان)..
الله أكبر..
سبحان الله..
بدأنا أول العام بدراسة نقطة صغيرة..
وفي آخر العام أصبحت كائنا متكاملا..
يقولون أن مادرسناه هو مقدمة في هذا العلم..
ولا نملك إلا أن نقول سبحان الله..

نعود إلى المشرحة..
صرخت إحدى الزميلات في درس تشريح الساق..
هرعنا إليها..
وهي ترمي بالمشرط..
وتقول..
(لا أستطيع..لا أستطيع)..
هرعت إليها..
وكشفت عن وجه الجثة التي تعمل عليها فوجدتها لرجل..
كان يبدو من ملامحه ولون شعره الأشقر أنه من الدول الاسكندنافية..
سألتها عن الخطب..
أشارت هي وزميلاتها لساق الرجل ..
فإذ بها والله كأنها لحي..
حد الجراب (الشرّاب) ظاهر..
وكأنه قد نزعه للتو..
هناك تفاوت في اللون..
وهذا دليل أنه كان يرتدي (الشرّاب) لفترة طويلة..
أمسكت بيديها..
وناولتها المشرط..
وقلت بدل الصراخ والعويل..
تذكري كيف كان حال هذا الرجل..
كان حيا يرزق..
انظري ما آل إليه حاله..
وما هي أخباره الآن..
في جنة أو نار..
وابكي على حالك..
نعم..
ابكي على حالك المقصرة..
خلعت قفازيها وهرعت خارج القاعة..
وتولت إحدى زميلاتها الإكمال..
وحدثتني نفسي حينها بأشياء وأشياء..
(أصبحت هذي الزميلة فيما بعد أختاً عزيزة)..

ويوم هممنا بتشريح القلب ..
وقد كانت دروس هذه العضلة العجيبة..
وحجرها الأربع الرهيبة..
دروساً ماتعة بالفعل..
تذكرت حلقة برنامج دين ودنيا عن زراعة الأعضاء والتي كان ضيفها الوالد الحبيب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..
وكيف كان مصراً على عدم القول بجواز زراعة القلب ..
لأن القلب موطن العقل..
واليقين..
والاعتقاد..
وإن أنكر الأطباء ذلك..
وإن قالوا أنه لا علاقة للقلب بالعقل..
فأنا أخالفهم..
وهناك تجارب عقدت في الخفاء..
تبين فيها كيف تغيرت أحاسيس وشعور المزروع له القلب..
تهيب منفذوها من تبيين هذه الحقيقة على الملأ..
فسبحان الله..

لعلكم سمعتم عن الأورطا..
الشريان الأورطي..
الشريان الذي يتغذى منه الجسم كله..
لما أخذنا ندرس فروعه وتشعباته و مداخله ومخارجه وارتباطه بالقلب..
عرفت أنه الوتين..
((تنزيل من رب العالمين*ولو تقول علينا بعض الأقاويل*لأخذنا منه باليمين*ثم لقطعنا منه الوتين*فما منكم من أحدعنه حاجزين))..
رجعت لتفسير الآية..
فصدق ظني..
قال ابن عباس وهو نياط القلب وهو العرق الذي القلب معلق فيه وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحكم وقتادة والضحاك ومسلم البطين وأبو صخر حميد بن زياد وقال محمد بن كعب هو القلب ومراقه وما يليه.
سبحان الله..
نفس الوصف الذي في كتبنا..
لا إله إلا الله..
((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق))..

لا أريد أن أطيل عليكم..
فمغامراتنا في المشرحة كانت كثيرة..
بعضها طريف ..
وبعضها مرعب رهيب..
لقد أهدتني هذه الكلية أعظم موعظة في حياتي..
كل يوم نرى الموتى..
وننهي مافي أيدينا ونهرع لصلاة الظهر..
ونعود لأهالينا لنلقي عليهم موعظة الغداء..
أصبح الأهل تستهويهم قصص المشرحة..
لقد احتقرنا الدنيا..
وملذاتها..
هذا الاحساس لمن وفقها الله في التأمل في أحوال الموتى والاعتبار..
فاجأني أخي بإعطائي كيسا ..
فلما فتحته وجدت فيه أشرطة لأغانٍ وقد كسرت..
أصبح يبادرني بالسؤال عن أعضاء الجسم..
لقد كانت دروساً لكل العائلة..
دروساً قيمة..
قيمة جداً..
نعم كفى بالموت واعظاً..

إن بعض المرجفين يبعدون الناس عن رؤية أحوال الموتى بإثناء من أراد التطوع في التغسيل عن عزمه..
و بعض الناس يستنكف عن تشييع الجنازة والصلاة عليها..
ويتهيب من ذكرالقبور أو مجرد المرار بأسوارها..
لماذا...؟!!!
ولكن..
((فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجا كأنما يصعد في السماء))..

هذه هديتي لكم..
موعظة أسأل الله أن أكون قد لامست بها شغاف قلوبكم.. www.dotbint.net/come

أختكم في الله: الطبيبة الداعية
حقوق النسخ واللصق والنشر: ممنوحة لمن هدفه الوعظ والتذكير بحقارة الدنيا ومآل الحي المحتوم..

__________________
الطبيب الداعية: مسلم أخذ على عاتقه الجمع بين علم الدين وعلم الدنيا، ينهل منهما معاً،هو طبيب يداوي النفوس قبل الأبدان، هو طبيب يذكر المرضى باللجوء إلى الله، هو طبيب وقبل ذلك مسلم، عرف واجباته تجاه ربه ودينه وأمته ؛فاجتهد في الإخلاص فيها كلها لينال بهاخيري الدنيا والآخرة، نذكر بأسى كيف انتشرت النصرانية على يد الأطباء، ونتساءل بحرقة أين الأطباء المسلمين؟!!!..،نعم الطبيب الداعية هو طبيب مازلنا نبحث عنه، ومازلنا نفتقده، مع أن الموجود فيه خير، ولكن أين الطبيب الداعية؟!!
((أيها الجيل..العالم في غمة من الشك وعندك مشرق اليقين،فهل يجمل بك أن تكون معه خيالاً لا حقيقة وآلاً لا بلال))علي القرني

____________________________________________
هذي هي القصه اعلموني برأيكم

[ 12-09-2001: المشاركة عدلت بواسطة: laysh ]
__________________
دقات قلب المرء قائله له... إن الحياه دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها...فالذكر للإنسان عمر ثاني
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 12-09-2001, 02:47 PM
daimon x96 daimon x96 غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
الإقامة: اخر الكرة الارضية على ايدك اليمين
المشاركات: 1,344
Post

سلامات
ارجوا ان تقول لي المختصر المفيد
لانها طويلة كتير

x96
__________________
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 12-09-2001, 02:54 PM
laysh laysh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 371
Exclamation

شكرا لك اخي دايمند اتمنى منك ان تقرأها تراها بسيطه وممتعه وجميله ولن تستوعب الا وانت قاريها كلها ....


فاتمنى ان تقرأها ملها وان تعلمني ماذا حدث....
__________________
دقات قلب المرء قائله له... إن الحياه دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها...فالذكر للإنسان عمر ثاني
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 12-09-2001, 03:11 PM
daimon x96 daimon x96 غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
الإقامة: اخر الكرة الارضية على ايدك اليمين
المشاركات: 1,344
Post

سلامات
يا اخي موضوعك اطول من ايام الفقر كتبوا شوي
قصير


x96
__________________
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 12-09-2001, 03:16 PM
laysh laysh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 371
Question

اخ دايمند انا مثل ما قلت في البدايه انا ناقله القصه مو انا الي كاتبها فالرجاء ان تستوعبها في طولها لانا ليس لي الحق ان اقصرها لانها ليست ملكي......

[ 12-09-2001: المشاركة عدلت بواسطة: laysh ]
__________________
دقات قلب المرء قائله له... إن الحياه دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها...فالذكر للإنسان عمر ثاني
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 12-09-2001, 03:26 PM
daimon x96 daimon x96 غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
الإقامة: اخر الكرة الارضية على ايدك اليمين
المشاركات: 1,344
Post

سلامات

شو هالمشكلة
فيني اقول لك شي ؟؟


x96
__________________
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 12-09-2001, 03:32 PM
laysh laysh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 371
Question

هلا تفضل اخوي دايمند اسأل الي تبي.....؟؟؟؟؟
__________________
دقات قلب المرء قائله له... إن الحياه دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها...فالذكر للإنسان عمر ثاني
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 12-09-2001, 03:37 PM
daimon x96 daimon x96 غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
الإقامة: اخر الكرة الارضية على ايدك اليمين
المشاركات: 1,344
Post

سلامات

انت متأكد يلي كتبها كاتبها كلها


x96
__________________
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 12-09-2001, 05:02 PM
عبشميه عبشميه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 51
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
اخي ليش : اشكرك على هذا الطرح الجيد ،والذي اثر فيني كثيرا ، فانهمرت عيناي بالبكاء ، خوفا من هذه الدنيا وفتنها ،فاسل الله ان يرحمنا بترك المعاصي ابدا ما ابقانا على هذه الدنيا .

والحمد لله الذي وسعت رحمته كل شئ ، رحم من شاء من عباده فهيأ لهم في الدنيا ما يرفع به درجاتهم في الاخره ، واسل الله المثابره على طاعته ، وحسن الخاتمه :
اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها ، وخير ايامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين انعمت عليهم في جنتك وجوارك ، وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
وشكرا
__________________
الغضب يذهب رجاحة العقل
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 12-09-2001, 06:11 PM
daimon x96 daimon x96 غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
الإقامة: اخر الكرة الارضية على ايدك اليمين
المشاركات: 1,344
Post

سلامات


قرأت القصة كاملة ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

X96

[ 12-09-2001: المشاركة عدلت بواسطة: جاد ]
__________________
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م