بسم الله وبه نستعين .
وبعد
بالنسبة الإستدلال العقيدة بالفطرة فهو استدلال باطل وكذا استدلال القياس وقد تكلمت في شأنه سابقا وهذا هو الرابط لبيان أمره .
http://www.khayma.net/hewar/Forum2/HTML/001211.html
وانظر كيف يقيس ابن قيم الجوزية ربه بالبشر ويجعل ما يجري بالبشر يجري لله تعالى .
المهم نعود لقولنا وهو الفطرة، لقد إزداد قول أدعياء السلفية وشيوخهم بالإحتجاج بالفطرة اعتمادا بالحديث الشريف يروية البخاري وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) .
فيقولون أن المولود الذي يولد يولد على الإسلام فهو مسلم ذو عقيدة صحيحة فأبواه يحرفانه عن الإسلام إلى اليهودية إن كانا يهوديين أو إلى النصرانية إن كانا نصرانيين وهكذا .
وكل ما سبق قول باطل يبطله الكتاب والسنة كذلك أما في الكتاب فقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً} سورة النحل:78 .
وهذا يدل على أن المولد الذي يولد لا تولد معه المعتقدات والأفكار الدينية الإسلامية بل يولد خالي الذهب من الأفكار المشوهة والمشبوهة ويجعل الله للمولود السمع والأبصار والفؤاد ليتلقى العلوم، فالمولود لا يولد فقيها ولا محدثا ولا إماما بل يولد على الفطرة وهي أن تكون أفكارة صافية غير مشبعة بالكفر والإلحاد والشرك وهذا هو المراد .
ويقول الإمام الحافظ ابن كثير في نفسيره:
" ثم ذكر تعالى منته على عباده في إخراجه إياهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً، ثم بعد هذا يرزقهم السمع الذي به يدركون الأصوات والأبصار التي بها يحسون المرئيات والأفئدة، وهي العقول التي مركزها القلب على الصحيح" اهـ .
والدليل في السنة أنه ليولد سليم الفكر في حديث الذي يروية الإمام مسلم رحمه الله برواية أخرى أنه قال : (( فإن كانا مسلمين فمسلم)) وهذا الحديث برقم 2049 .
إذن بطل زعم من يقول بأن المولود يعرف ربه ويولد على الإسلام وهي الفطرة فهذا كلام باطل لا صحة فيه . بل يكون المولد مسلم إذا كانا أبواه مسلمين ويهوديا إذا كانا يهوديين ونصرانيا إذا كانا نصرانيين ووثنيا إذا كانا وثنيين، لأن المولد يولد صافي الذهن مع أن له أجهزة تعينه على أن يكون مسلما أو يهوديا أو نصرانيا ألا وهي السمع والبصر والفؤاد ويعنى به العقل والإدراك .
والحمد لله رب العالمين .