مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 04-09-2005, 05:17 AM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي

شكرا لهذا النقل الراائع


وهانحن ننتظر النهاية...



الملاك الحائر
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي






الرد مع إقتباس
  #12  
قديم 05-09-2005, 02:41 AM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي

<******>drawGradient()



الملاك الحائر
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي






الرد مع إقتباس
  #13  
قديم 05-09-2005, 04:01 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضله "الملاك الحائر"،أشكر لك مرورك الكريم وتعقيبك على هذا الموضوع،ولعلي أوضحت في ردي على الأخت الفاضله بنت الهلال سبب نقلي لهذه القصه
إقتباس:
كما أحببت أن أُنوه أن هذه القصه ليست من تأليفي الشخصي_ربما لم يحن الوقت بعد للإفصاح عن مؤلفاتي الخاصه ( )_ولكنني كنت قد قرأتها منذ زمن وأحتفظت بها عندي،لم لمسته بين سطورها من نواحي تربويه وأبعاد ذات مغزى،ناهيكِ عن لُغتها الأدبيه الراقيه
وعلى كل حال يبقى رأيك الشخصي في القصه محل تقدير،ولعل فيما بقي من أحداث يتبين لنا كيف تعاملت هذه الزوجه مع مجريات الأمور،فتابيعنا أختي الكريمه فيما بقي من قصتنا،وسوف أورد في نهايتها بإذن الله مصدر هذه القصه،دمت بخير أختي الفاضله.

والسلام عليكم ورحمة الله.

آخر تعديل بواسطة مُقبل ، 05-09-2005 الساعة 04:29 PM.
الرد مع إقتباس
  #14  
قديم 05-09-2005, 04:25 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي

زيــــارة الولــيّ الصالــــح


وقف .. تردد برهةً ثم قال باسماً :
- ما رأيكِ في أن نخرج الآن إلى مكانٍ مهمٍ جداً ..
تسمْرتُ في مكاني وأنا أتنهد ، فسألته :
- إلى أين؟ لا أريد الخروج كفى أرجوك ..
- هيا هيا .. سنذهب إلى مكانٍ ستتعجبين مما سترين فيه وتسمعين ..
قلت :
- ولكن .. الوقت متأخر .. ومن الأفضل أن ..
قاطعني بسرعة :
- هيا لا مجال الآن لتضييع الوقت ..

ذهبتُ معه .. أخذ ينعطف بسيارته يميناً ثم يساراً ..
وأنا صامتةٌ أنتظر فرج الله ، فقد أصبحت زاهدةً حتى في حياتي ..
وقفنا عند منزلٍ متواضع صغير .. سألته بخوف :
- أين تذهب بي ؟ ألا تزال مُصرّاً على إخفاء ذلك عني ؟!
سكت وطرق الباب ..
فُتح الباب على يد خادمة غضبى ..
دخل مُسلِّماً على الرجل الطاعن في السّن وأمرني أن أتبعه .. فوجئت !!!

- ألم ينتهِ الهزل بعد ؟! ( خاطبتُ نفسي متألمة ) !!
جلس مُقابلاً له .. شرح قضيتي وأنني من أهل السنة !!
تبادل الرجلان النظرات الحانقة ، وبدت علامات التعجب و التفاجؤ على الرجل لسماعه هذا الخبر!!
امتعض كثيراً وكأنه سمع عني بأنني ارتددتُ عن الإسلام !!
اكفهرّ وجهه .. وتلونت ملامحه ، قال بحقد :
- ما هذا الخبر والحدث الجلل ؟! هل ما يقوله زوجك صحيح ؟
لا أصدق ! لا أصدق !!

انتابني الذعر والرعب ، تلفتُّ حولي بدهشة ..
لا حظ العجوز دهشتي وقال مستنكراً :
- لا لا يا ابنتي هذا شيءٌ خطير جداً ! ابتعدي عن ذلك .. انتبهي إلى أن يجرفك تيّارهم !!
واستمعي إلى كلام زوجك فهو أعلم بمصلحتك ! لا أريد سماع ذلك عنك من اليوم فصاعداً !!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!!

أصابني الخوف والهلع .. اعتذر الرجل المسنّ ليخرج من المكان .. وأنه سيأتي بعد قليل ..
وعند خروجه قال الزوج واثقاً من قوله :
- هل رأيتِ هذا الرجل ؟! إنه علاّم الغيوب .. !!
أجبتُه بحماس كبير يطوي تحته السخرية من كلامه :
- حقاً ؟! وهل كان يعلم بمجيئنا إليه ؟ وفي هذا الوقت ؟!!
نظر إليّ باستغراب وكأنه يشكّ في صدق نيتي .. ثم قال :
- بالتأكيد !! وسيخبرك الآن عن كل ما تفكرين به ..
وستُدهشين من إجابته على كل الأسئلة التي تُطرح عليه !! ..
وسترين ذلك بأمِّ عينك !

امتلأتُ غيظاً .. فكتمتُه !! وعاد الرجل المُدّعي وجلس في مكانه السابق ..
وإذا بالزوج يخضع ويذل نفسه إليه .. وينحني .. وينكسر !!
وإذا به يقبّل يديه ورأسه .. ثم خلع قبعته وفاضتْ عيناه إجلالاً !!!!
اقترب بعدها الزوج كثيراً من الرجل .. وأخذا يتمتمان بكلماتٍ لم أفهمها !
وفجأةً نظر إليّ وقال :
اجلسي .. لِمَ تقفين كل هذا الوقت ؟!
جلسْتُ .. ركّزا نظرهما نحوي ! يا إلهي ماذا فعلتُ أيضاً ؟
لم أعد أحتمل ! لم أعد أستطيع المنافحة !
ماذا ينويان أن يفعلا بي هذه المرة ؟!!!!

أمرني الزوج بانكسار أمام الوليّ أن أخلع حجابي ..
رأيتُ اللهفة في عيني الرجل ليرى أيّ نوع من الكائنات أنا !!! ..
ولماذا تركتُهم وما يدّعون !! ترددتُ كثيراً .. وامتنعت ..
فأمرني الزوج بتلك النظرات المخيفة الكريهة ..
فإذا بالوليّ يبتسم ابتسامة عريضة ! إنه رجلٌ مسنّ ! بالكاد يرى ويسمع !!
وأمرني أن أجلس أمامه مباشرةً فرفضتُ بحياءٍ وخجلٍ .. وهمستُ في أذن الزوج متوسّلة :
- أرجوك لا أستطيع .. أقسم بالله العظيم أني لا أستطيع .. أرجوك .. إني أخاف ..

ابتسم بدوره ابتسامةً صفراء حاقدة :
- لا تخافي إنه وليّ صالحٌ جداً .. سيعرّفك على مستقبلك .. إنه يكشف الغيب ويعلمه .. هيا تقدمي .. هيا ..
ارتجفتُ وشعرتُ بالإغماء .. رباه اصرف أذاهم عني .. رباه ..
قام الزوج وأمسك بيدي بقوة آلمتني .. وأجبرني على الجلوس أمام الرجل المسنّ قائلاً بلطفٍ مصطنع :
- هيا تعالي .. إنه لا يخيف .. واخفضي نظرك ِ عنه إجلالاً لقدرته ومكانته .. ففعلتُ ..
نظر إليّ الرجل المسنّ وابتسم ثانية ثم قال :
- ما اسمكِ يا فتاة ؟!

لم أنطق .. خشيتُ إنْ نطقتُ أن يسقط سقف المنزل علينا من غضب الله !
فأجاب الزوجُ بلهفة :
- اسمها …………… ! أخبرنا يا وليّنا العظيم عما سينكشف لك !!
مازالت نظرات الرجل عالقةً بي … ثم قال :
- أنتِ فتاة صالحة … ولكنكِ منحرفة عقائدياً .. وسيحلّ عليك غضب الله تعالى إنْ لم تتركي ما أنتِ فيه من خزعبلات ..
وأوهام .. عودي إلى الطريق السّويّ .. عودي .. لأن الخير كلُ الخير في طريقتنا .. واتركي عنكِ كل أقوال الكافرين ..
لأنهم سيزيدونكِ كفراً وإضلالاً وذنوباً .. هل فهمتي ؟!!

ارتعشتُ .. ثم أجبتهُ وأنا أشعر بأنني أخضع لتأثير سحرٍ عظيم .. و.. غريب !!!
- فهمتُ .. فهمتُ ..!!!
ارتجفتْ يداي .. شعرتُ بذهول .. ثم .. أفقْتُ !! ماذا يقول ذلك المعتوه !!!
أخفض نظره .. ثم أغمض عينيه وكأنه ينظر إلى شيء ما .. لا أراه !!
ثم قال :
- ستعودين اليوم إلى المنزل ..
سيتراءى لكِ في المنام الوليّ الصالح الذي قد مات منذ زمن ( فلان بن فلان )!
لا أحد يراه في منامه إلا قلةٌ من الناس !
فإذا رأيتيه فأخبريه بما تريدين وسيخبرني هو فيما بعد بما دار بينكما !!!

فتح عينيه المغمضتين .. ونظر إليّ مجدّداً ..
ثم قال :
- ستنجبين ولداً نجيباً .. وستكونين من أولياء الله الصالحين لأنكِ مترفِّعة في أخلاقك ..
وسيخلف الله لكِ خيراً من دينكِ الزائف .. وستنضمين إلينا على الرحب والسعة ..!!
رباه .. رباه .. ماذا يقول هذا الرجل ؟ أريد الخروج .. أنا لا أحتمل ..
وفجأةً سمعتُ صوتاً بجانبي .. انتقلتْ نظراتي بسرعة.. إنه الزوج يجهش بالبكاء الحار !!
إنه متأثر ... منفعلٌ جداً ... مُصدّق !!
ما به ؟! ثم ... سالتْ دمعاتٌ لاهباتٌ من عينيْ وليّهم !!!
أرجوك يا رب .. أبعدني عنهم ! رباه ... إنهم يريدون إغراقي معهم ! إنني أتهاوى ..

وفجأة .. عكف الزوج على يديْ الوليّ وبالغ في تقبيلها .. ثم تمسّح به !!
ماذا يقصد ؟ إنه يضع يده على رأس الوليّ ويأمرني بوضع يدي أيضاً !!! أدرْتُ وجهي .. إلا هذا !
لا أستطيع !! وأُمرتُ مرةً أخرى فرفضتُ ببقائي صامتةً جامدة !
نظر الرجل إليّ بقلق عندما طال صمتي ..
قال للزوج وقد مدّ يده إليه بقبعةٍ قديمة :
- إذاً اجعلها تخلع حجابها كاملاً حتى تلبس هذه القبعة وتتبارك بها !..
فنهض بقوةٍ وشدّ عني حجابي بكيدٍ دفينٍ ثم ألبسني القبعة .. ودمعاتي تحرق كل جزءٍ في وجهي المتألم !
وتناول من الرجل قطعة قماشٍ بالية وهو يشكره بِذُلّ !!
فقال الرجل يوجه إليّ الحديث :
- أما هذه القطعة فضعيها تحت وسادتك وستقيك الشر وتدفع عنك الضُّرَ !
قمتُ من مكاني أترنح من شدة البأس الذي أصابني حتى هذه اللحظة الصعيبة !
لا أحد يُبالي بمشاعري ! .. يا رب رحماك !!

سمعتُ الزوج في هذه الأثناء يقول والدموع الذليلة لا تزال تتدفق من حُجرها :
- أتوسل إليك يا ولينا العظيم أن تخبرني عن أبي .. لقد مات منذ وقت قصير ..
هل في الجنة هو أم في النار ؟ وهل هو في نعيم أم جحيم ؟!!
وزاد بكاؤه وعويله .. فأطرق الوليّ مليّاً .. ثم وضع أصابعه على صدغيه .. وأغمض عينيه ..
وافتعل حركات كأنما هو يرى أشياء أغضبته .. فتلوى وجهه .. وتقطّب حاجباه .. ثم .. أشياء سرّتْه ..
فقال له : لا تحزن فأبوك في الجنة .. لقد رأيته الآن .. إنه يرتع فيها .. هنيئاً لك وله .. إنه في نعيم مقيم ..
لا تخف .. فأبوك بخير فاطمئن وطمئن ذويك عنه ..

زاد بكاء الزوج وارتفع صوته ولكن هذه المرة .. بكاء الفرح والحبور هو الذي كان له صدى في الأرجاء !!!
أستغفر الله العظيم .. ماذا يفعل هؤلاء ؟ هل فقدوا صوابهم ؟
لماذا يفعلون ذلك ؟ وأمامي ؟!
إنّ هذا الرجل المسنّ يدّعي علم الغيب و الإحاطة به !!
ثم يقول إنه كشفٌ وإلهام ؟!
ولكن لا يعلم الغيب .. إلا الله تعالى فكيف يجرؤون ؟!
إنه شرك ! كيف أخبرهم ؟ كيف أقنعهم ؟
سيقتلوني إنْ تفوّهْتُ بكلمةٍ واحدة !

ولكن ألم يقل الله تعالى لرسوله الكريم : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء )
إذا كان رسول الله إلى الناس وخاتم الأنبياء والمرسلين لا يعلم الغيب .. فهل يعلمه هؤلاء ؟!!
إنهم قوم يستكبرون !! هممتُ بالاحتجاج .. تراجعت ..
سيؤذونني بلا شك .. أعرف ذلك !


وللقصة تتمة بإذن الله
الرد مع إقتباس
  #15  
قديم 05-09-2005, 04:27 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي

خزعبـــــلات العجـــــوز


لم أحتمل هذا القول .. فقمتُ من مكاني غضبى إلى الداخل .. فوجدتُ زوجة الوليّ تسرح شعرها !!
إنها عجوزٌ أيضاً .. سلمتُ عليها بريبة وتخوّف ..
ربما كانت ذات عقلٍ .. أفضل من زوجها .. إنها تقبع وحيدة .. ربما هي لا توافق زوجها ولا تقتنع بصنيعه .. مثلي !!
قلتُ لها باسمة :
- كيف حالك يا خالة ؟ فبادرتني بالتحية ؛
وأجلستني بجانبها وقالت :
- بحالٍ طيبة .. أهذه أول زيارة لكِ في بيتنا ؟ وجهكِ غير مألوف لدي!
فقلت :
- نعم .. هذه أول مرة .. ( وخاطبتُ نفسي ) .. وآخر مرة إن شاء الله !!
قالت بدهاء :
- وما رأيك بالوليّ ؟! إنّه علاّمةٌ وعارفٌ بالله .. إنّ له أموراً لا يصدقها البشر !
عندما تجلسين معه مرةً ستأتين أكثر من مرة .. صدقيني ..

ثم قالت :
- هل تعلمين أنه في يومٍ ما .. كان يحدّث الناس ويعظهم .. وفجأةً سكت ! فنظر إليه الجالسون وقالوا..
- ما بك يا وليّنا العظيم .. ما بك ؟ فقال :
- انتظروا لقد دُعيت .. ويجب أن أُلبي النداء ... ( وكان الجميع ينظرون إليه ) ..
وفجأةً تبلّل كمّه الأيمن بالماء !! فهاج الحضور وصاحوا وقالوا له :
- ماذا حدث يا وليّنا .. وما بال كمّك امتلأ بالماء ؟ ..
فقال :
- كان هناك رجلٌ يسبح في البحر فغرق .. فاستغاث بي .. فأخرجتُه بيدي الآن ..
والحمد لله لقد نجا من موتٍ محتم !! ..
فقالوا وهم يُكْبِرون عمله :
- ولكن كيف ؟ وأنت تجلس معنا يا وليّنا العظيم ... يا إلهي ما أعظمك !!!
إنك عظيم كبير قادر على كل شيء !! يا وليّنا !
قال مزهواً بنفسه :
- هذه من الكرامات الخارقة .. فلا تسألوا عن أشياء إنْ تُبْدَ لكم تسؤكم !!!

( انتظرتْ مني رداً .. وأنا كالمصعوقة مما أسمع ! ) .. هل أصاب عقلي شيء ؟!
هل أنا في كامل وعيي ؟ هل أعيش كابوساً مُروّعاً ؟ أم أنا موجودة حقاً بين هؤلاء ؟!
بدأ عقلي يضعف فقلتُ لها بذهول :
- ولكن !! كيف ؟!! هل يستطيع ؟!
كيف يُرسل يده إلى البحر وهو يجلس في مكانه ؟!! كيف ....؟!
نظرتُ إليها بتوجس .. رأيتها تضحك !!
رأيتُ عينيها الغائرتين تنظران إليّ بنظراتٍ تعني شيئاً ما !!
هل أقنعوها بأن تفعل معي ذلك ؟! هل سلّطوها عليّ هي أيضاً ؟! ..
يا رب .. يا رب ..
سمعتُ صوت الزوج ينادي .. فخرجتُ أستجمع ما بقي من عقلٍ ودين !!
ركبتُ السيارة .. لم أنطق ولم ينطق .. ماذا يحدث حولي ؟!!
ماذا يحصل ؟ أين أنا؟
أشعر بأن ما يدور هنا هي قصةٌ نسجها الخيال إلى أبعد مدى !!!

عدنا إلى المنزل .. أول ما عمله الزوج هو أن وضع قطعة القماش تحت وسادتي ..
وقال بتوسل :
- أرجو أن تعتقدي فيها ! فهي ستنير لك طريقك وستقتنعين فيما بعد ! .. أرجوك !!
أومأت برأسي بالإيجاب .. وتمالكتُ نفسي .. ما أصعب هذا الموقف .. مَنْ سينتصر ؟
ومَنْ سيرفع راية الاستسلام البيضاء ؟! ويطأطئ رأسه خيبةً وخذلاناً !!!
لم يغمض لي جفنٌ طوال الليل .. تضرعتُ إلى الله باكية .. رجوتُ الله أن يثبتني .. فلو رأيتُ الحلم الذي نسجه لي ذلك الرجل الأرعن .. فأخشى أن أؤمن بهم ! يا رب أنت ملجأي ..
يا رب أنتَ ملاذي .. يا رب وجّهني إلى طريق الخير والصواب ..
لقد ظهرت خيوط الصبح وأنا لم أنم !!
أخشى أن أحلم .. يا رب ساعدني ... ثم ... أنسدلتْ أجفاني تغطي عينيّ بدون وعيٍ مني !!

وفي الصباح .. فتحتُ عينيّ بثقل شديد .. رأيتُه .. يذرعُ الغرفةَ ذهاباً وإياباً ..
إنه ينتظر نهوضي بفارغ الصبر .. وقَفْتُ أنظر إليه .. تذكرت !! .. جاء يهرول إليّ .. راجياً .. باسماً..
- هاه ماذا رأيتِ ؟! هل صدق . بالطبع صدق !!
أخبريني بالتفاصيل .. هيا
أسرعي .. لا أطيق الانتظار !! أخبريني .. فصّلي رؤياك .. هيا ..
يا إلهي .. تذكرت ماذا يقصد .. تنهدتُ بعمق ..
ثم ابتسمتُ أخيراً ابتسامة نصرٍ وثقةٍ
واختيالٍ وعُجب .. وازدراء !!!
- لا ... لا .. لا لم أحلم بما قاله وليّك ذاك !!
لم أحلم .. الحمد لله .. الحمد لله ..
ربي لك الحمد والشكر والثناء .. فقام من مكانه مدحوراً مذموماً ..
قال باهتمام :
- ليس من المشترط أن تكون الرؤيا في الليلة الماضية ..
من الممكن أن تكون الليلة .. أو غداً أو بعد غد .. أو ...
قاطعته بتحدٍ :
- ولكن هذا الرجل أكّد لي بأنها ستكون الليلة الماضية .. فلا مجال إذاً !!
آه .. يا رب لك الحمد ..
خرج من الغرفة غاضباً .. وسمعتُ يتمتم بكلماتٍ ساخطة ..
فضحكْتُ في قرارة نفسي على خذلانهم !


وللقصة تتمة بإذن الله
الرد مع إقتباس
  #16  
قديم 06-09-2005, 01:03 AM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي

<******>drawGradient()
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي






الرد مع إقتباس
  #17  
قديم 07-09-2005, 11:43 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضله "الملاك الحائر"،أشكرُ لك متابعتك للأحداث،ولكن يبدو أنكِ لم تقرأي ردي السابق جيداً فقد قلت ما نصّه:
إقتباس:
وعلى كل حال يبقى رأيك الشخصي في القصه محل تقدير،ولعل فيما بقي من أحداث يتبين لنا كيف تعاملت هذه الزوجه مع مجريات الأمور،
ولكن لا ضَير،يغفرُ الله لنا ولكِ،دمتِ بكلِ خير أختنا الفاضله.

والسلام عليكم ورحمة الله.
الرد مع إقتباس
  #18  
قديم 07-09-2005, 11:57 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي

القــطـــــــب والغَــــــــوث


بعد يومين .. ذهبوا بي عند أعظمهم بلاءاً .. وأكثرهم شهرة ..
ووقفوا بي الساعات الطوال ينتظرون الإذن بالدخول !
سبحان الله !! ألهذا الحدّ يُمنع دخول أي شخصٍ إليه ؟!
هل هو إله مُقدّس؟هل يختلف تكويناً عن البشر؟!

طال الانتظار .. وهم ينظرون إليّ بين اللحظة والأخرى !
إنهم ينتظرون اهتماماً مني أو سؤالاً !
ترددتُ كثيراً في طرح السؤال أو إبداء الاهتمام والقلق يُساورني !
تُرى أيّ نوع من الناس يكون هذا أيضاً ؟!
أخيراً .. فُتح الباب الكبير على مصراعيه !!
ارتجفوا !! فتحٌ كبيرٌ ونصرٌ بالدخول إليه أكبر !

تسارعتْ خُطاهم ! أيُّ مغفرةٍ ستقع لهم ؟
أيُّ رضىً عنهم بفتح الباب والسماح بالدخول إليه ؟
( تساءلتُ باستهتارٍ في نفسي ) !!!
تقدّمني الجميع وأنا أنظر في دهشة !

ثم عادوا يمسكون بي وقالوا :
- أنتِ وليةٌ من أولياء الله الصالحين ! لقد فُتح البابُ بسببك !!
كم حاولنا الدخول ولكنه لم يُسمح لنا ولم يُسْمَع لرجائنا ؟!!
دخلتُ بخطواتٍ مترددة .. البيت مظلمٌ ، ساكنٌ ، لا حراك فيه مطلقاً ..
ولا أصوات تبدّد وحشة المكان ..
بدأتْ المخاوفُ تنتابني شيئاً فشيئاً ؟

وعندما فُتح البابُ الداخليّ .. ركضوا .. فتتبعتهم بتردّد وتخوّف شديد ..
ما نوع الكائن الموجود بالداخل ؟!!!
وفجأةً .. رأيته ..!!!
شخصٌ قربَ موتُه كثيراً ! لا حراك !
ينام على سريرٍ وكأنه جثةٌ هامدة !
هو لا يتكلم ! لا يتحرك ! لا ينظر !
لا يعلم مَنْ دخل إليه ومن خرج ؟! لا يفقهُ شيئاً !
إنه شبه ميت !!!

توجهتُ أنظر فيمن معي .. أي عقولٍ معتوهةٍ يحملون ؟
تهافتوا عليه كالمصروعين ؟!
ما هذا ؟! إنهم يلمسونه !! يتباركون به ! أوه !
حتى النساء يلمسنه ! يقبلنَ يديه ورأسه ووجهه!!!
يمسحون على وجهه الهرم ! رباه.. إنهم يبكون !
بل ينتحبون ؟! علا بكاؤهم ودوت صيحاتهم !!
إنهم يلهجون بالدعاء ! لمَنْ ؟! له !! يتوسلون ؟!

أما أنا .. فقد وقفتُ وحدي .. هائمة على وجهي !
ماذا حدث ؟ لمَ كل هذا التبجيل والتعظيم ؟!
إنه بشرٌ مثلنا ! بل هو أشلاء إنسان !!
وفيما أخذ التفكير مني والتأمل والتعجب وقتا طويلا ..
إذ بالزوج يقول من بين أدمعه وشهيقه :
- هيا تعالي والمسيه .. فرصتك الذهبية !
لا يحصل عليها أيُّ كان ! انظري إلى وجهه ..
ونور الصوفية الظاهر عليه .. يا إلهي لو تعلمين ماذا كسبنا وماذا جنينا !!!

فخاطبتُ نفسي بتشكك:
- هل كسبوا الجنة مثلا ؟!! ربما !! لسان حالهم يجزم بذلك !
بقيتُ جامدة في مكاني .. كيف لي أن أمسك برجل ؟!
حتى وإن كان الموت يتهافتُ لخطفه!.. لا ..
لن أسمح لنفسي بذلك ! فأنا أخاف الله .. كفاني إلى هذا الحد .. كفاني ..
ثم .. أكرهوني .. وأجبروني بغضب و أحرجوني ..
فتوقفتُ أمام هذه البقايا الهامدة ..
أخاطبها :
- بمَ تشعرين ؟!! هل أنتِ على حق ؟!!
أم أنك خارجة عن جادة الطريق القويم ؟!!!!

أمسك الزوج بيدي وهو غارقٌ في البكاء :
- هيا أسرعي بالإمساك به ، بيديه ، قبليهما ،
قبلي رأسه .. أمسكي بجسده والمسي وجهه !!
انظري بربك إلى هذا النور و الإيمان .. انظري !!!
نظرتُ إليهم وقد عكفوا على أقدامه أذلاء صاغرين ! ماذا جرى لهم ؟ ..
قام الزوج بأمري مرة أخرى .. فقمتُ وبحركة آلية لا شعورية ..
ثم بحركة متعمدة .. وسترت يدي بإدخالها في ثنايا العباءة ..
وأمسكت بيد الصوفي بطريق غير مباشر .. ثم ..
تصنعتُ تقبيلها حتى لا يفعلوا بي ما ينوون فعله أكثر من ذلك ...

تطاير الشرر من عينيه الباكيتين فجفتْ !
وقبض على يديه بقوةٍ كادتا منها أن تتهشم !
انتفض جسده رغبةً في الانتقام مني !
رأيت التقريع والتأنيب يتفجران من أنفاسه !!
يا إلهي ! ما الخطأ الجديد الذي ارتكبته؟! أهو الستر أيضا ؟!
رباه ما العمل ؟! ما العمل ؟!
عدنا إلى المنزل وما إن دخلنا مع عتبة الباب حتى انفجر كالبركان قائلا والكل يؤيده :
- والآن! .. لِمَ فعلتِ ما فعلتِه أيتها الـ ... ؟ هل تتحدينني ؟!

فقلتُ بهدوء وذهول يطويان الخوف والهلع منه:
- وماذا .. وماذا فعلت؟ أنا لم أفهم ؟! ...
قال حانقا منفجرا:
- لِمَ لمْ تتركي يديك تلامس يديه الطاهرتين ؟
يديه الشريفتين ؟ لِمَ ؟ لِمَ ؟ أجيبي !!
ثم قال ُمردفا قبل أن أجيب:
- نعم.. لو كان أباكِ أو خالكِ أو عمكِ أو أنا ..
لما توانيتي مطلقا عن تقبيل أيدينا !! صح ؟!
ولكن هذا الولي الصالح الغوث القطب تضعين بينك وبينه حجاب !! سبحان الله !!

وبحركةٍ لا شعورية استدرتُ نحوه قائلة :
- أيُّ غوثٍ وقطبٍ تعني ؟
رفع رأسه وهو يتقدم نحوي ببطء ..
ثم قال بعد صمتٍ ثقيل وبلهجةٍ متلعثمة :
- أقصد أن الله عندما يريد إنزال أمرٍ ما بالعباد من غضب أو حكمٍ يُظلم به الناس ..
فإن الغوث يُغيث هؤلاء العباد ويخفف عنهم الحكم ويُعدّ له ..
ثم ينزله إلينا .. أو أنه يلطّـف بقدرته من قسوة وقوة حكم الله علينا ..
أفيكون هذا جزاؤه ؟!!!

آه .. ماذا يقول هذا الأرعن ؟! رباه .. ما للموازين اختلّتْ ؟
قلتُ بلهجةٍ متهدّجة :
- ولكنّ الله هو المتحكم بالكون ولا سلطة لأحدٍ سواه عليه !!
سيطر عليه الارتباك ..
ثم قال :
- تباً لكم من وهّابيين !!
إن القطب هو أكمل إنسان .. وهو نظر الله في الأرض .. وفي كل زمان !
عليه تدور أحوال الخلق .. ويلجأ إليه الملهوف عند حاجته .. أفهمتي ؟!

قاطعته باعتراض :
- ولكن .. إنّ هذه معتقدات كالأساطير الخرافية .. أقصد ....!!!
صرختْ أمه في وجهي غاضبة :
- الويل لكِ ! ماذا تقولين ؟! إنك حمقاء !!
دقّ قلبي بشدة ..
فقلتُ استحثُّ الكلمات على الخروج :
- ولكن .. هذه الصفات .. تنزع إلى تجريد الله .. من .. الربوبية والألوهية .. !!
قال مُدافعاً وبلهجةٍ حادة :
- ألا تعلمين أيتها العنيدة بأنّ مما أكرم الله به هذا القطب أنه علّمه ما قبل وجود الكون ..
وما وراءه .. وما لا نهاية له ؟!
وألا تعلمين أنه علّمه وخصّصه بأسرار الإحاطة بالغيب ؟
وأنه مكّنه من إدارة الوجود بيده كيفما شاء ؟!!!

قلت بمرارة وتألم :
- كفى .. كفى .. كفى أرجوكم .. لا أريد سماع المزيد .. لا أريد ..
صرخ بأعلى صوته في وجهي :
- بل يجب أن تعلمي كل شيء .. فأنتِ تعيشين في وهمٍ مع هؤلاء الجهلة الضلاليين !!
تقدم أحد إخوته بثقة مفرطة أراد بها أن يزعزع بقايا مشاعري ..
فقال :
- حسناً .. لا تتعجلي الأمور .. أنا سأثبت لكِ ..
ألا تعلمين أنّ في الوجود ديواناً باطنياً يحكم فيه القطب الأكبر بما يشاء ويُصرِّف أقدار الوجود ؟!
التفتُّ إليه متعجبة ..
فسألته بهدوء :
- أيّ ديوان تعني ؟ وأيّ أقدارٍ هذه التي تخضع لقدرة غير الله ؟!
إنّ هذا غير صحيح ولا يُمكن أن ...

قاطعني بهدوء أكثر :
- استمعي إليّ .. عند الصوفية محكمة عُليا يحاكم فيها الأقطابُ أقدارَ الله دون أن تستطيع أية قدرة إلهية نسخ حكمٍ لها ..
فهل تعلمين مكان وجود هذا الديوان ؟ ومَنْ يحضره ؟!
صرختُ بقلبٍ قد ملأه الوجل .. فهمتُ إلى أين يريدون الوصول بي ..
نظرتُ إليه بتخوّف ..
انقبض قلبي .. وَهَنَ عقلي .. هل أعيش في واقعي ؟ لا أصدق ..
ساد صمتٌ قاتلٌ فيه انتظار حارق لإجابتي على السؤال المطروح ..
أصبحتُ لا أميّز شيئاً .. ليطل انتظارهم .. ارتجفتُ ..
هممتُ بالدفاع عن نفسي والاحتجاج على ما يتفوّهون به ..
تصوّرتُ ما سيفعلونه بي إنْ نطقت بخلافِ ما يعتقدون ..
تحدّيتُهم ووافقتُ على مجاراتهم ..

فقلتُ بانقباض :
- لا .. ولا أريد أن ......
تدخل الزوج في هذه اللحظة وأجاب بحماسٍ ظاهر :
- إن الديوان في غار حراء ! ويحضره النساء ..
وبعض الأموات .. فالأموات حاضرون في الديوان
ينزلون من البرزخ يطيرون طيراناً بطيران الروح !
وتحضره الملائكة والجن ..
أكملتْ أمه بفرح :
- ليس هذا فحسب .. ففي بعض الأحيان يحضره النبي ..
وكل ذلك يكون في الساعة التي وُلد فيها النبي من كل عام ..
أما الأنبياء فيحضرونه في ليلةٍ واحدة هي ليلة القدر ..
وتحضره كذلك أزواج النبي الطاهرات ..

ابتسمتُ .. فظنّ الجميع بأني آمنتُ أخيراً و أيقنت ..
نظروا إلى بعضهم .. توقفوا عن الكلام ...
انفرجتْ أساريرهم ... فقلتُ أخاطب الجميع :
- حقاً ؟! هل تحضره أزواج النبي الطاهرات ؟!
- أجل .. أجل .. ألم نقل لكِ بأنكِ ستقتنعين ؟!
استبشر الجميع .. أخيراً !!!
فقلتُ بعد أن أخفيتُ تلك الابتسامة عن الوجود :
- وهل كانت أزواج النبي الطاهرات تحضرنَ هكذا في وسط الرجال ؟!
أيّ هراء هذا ؟!

أطبق الصمت !! حملقوا فيّ بنيران نظراتهم ..
ولكني لم أعد أحتمل .. دعوني و شأني .. دعوني ..
وقف الزوج هائجاً يصول ويجول .. يريد الإمساك بي ..
وإخفائي عن الدنيا .. فأمسك به أخوه بسرعة ..
وفهمتُ على الفور بأنني ارتكبتُ في نظرهم خطأً جسيماً في سخريتي من حديثهم .. لا بأس ...
إلى متى هذا الخوف ؟ إلى متى هذا التراجع ؟
بادرتُ بالاعتذار فوراً تخفيفاً من وطأة الغضب الجامح :
- أنا آسفة .. آسفة .. لم أقصد إغضابك .. ولكنك فتحتَ باب النقاش ..
أعتذر منك مرةً أخرى .. أعتذر ..
لم أنتظر المزيد من الجدل .. انطلقتُ بسرعة ..
أخذتُ أصعد السلم .. لا مكان لي هنا .. يجب أن أرحل ..!!


وللقصة تتمة بإذن الله
الرد مع إقتباس
  #19  
قديم 11-09-2005, 02:21 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي شكراً لرفع التثبيت عن الموضوع !!

الحلـــــــــف و الاستغـــــاثة


مضتْ أيامٌ قلائل بعد النقاش والصراع .. خفّت حدة التوتر قليلاً ..
ذهبنا جميعاً إلى البحر في وقت الفجر .. آه ما أجمله !!
كانت النجومُ ما تزال تلمع في كبد السماء ..
وأشعة الشمس .. لقد بدأت بالظهور شيئاً فشيئاً ..

دخل الزوج مع إخوته إلى البحر ... يتلاعبون .. يتمازحون .. تذكرتُ إخوتي ..؟!
كم أشتاق إليهم .. ناداني الجميع لأشاركهم المرح واللعب في البحر ..
اعتذرتُ وعللتُ بقائي برغبتي في الجلوس مع والدة الزوج قليلاً ..
ولكن الرفض كان سببه أني لا أريد كسر طوق الجليد مع إخوته !
فكيف أوافق على اللعب معهم إذاً ؟!

بقيتُ مع والدته .. استرقْتُ النظر إليها .. إنها تتأمل أبناءها ..
تذكرتُ أمي .. إخوتي .. أبي .. تنهدتُ بعمق ..
مسحتُ دمعةً حزينة كادتْ أن تفتح باباً لأنهار الدمع بداخلي ..
آه .. عائلتي تعتقد بأن السعادة ترفرفُ على أرجاء حياتي !!
إنها لا تعلم بمعاناتي !!

حدّقتُ في البحر .. في الزرقة الممتدة أمامي بلا نهاية .. آه ..
أشتاق كثيراً لسماع صوت أمي ..
لمداعبات أبي وأخوتي .. أوه ..
أفقتُ من أحلامي الجميلة عندما تحركتْ والدة الزوج ونظرتْ إليّ !!!
تحركتُ بحذر .. ثم قلتُ بابتهاجٍ مُصطنع :
- خالتي .. هل تريدين أنْ أعدَّ لك بعض الطعام ؟!
- لا .. لا أشعر بالجوع الآن ... شكراً لكِ ..
فقط أريد كوباً من الشاي ..
فالطقس يُساعد على الانشراح ..

ابتسمتُ بصدق ..
وأحضرتُ لها كوب الشاي لتشربه ..
إنها تفضله دائماً من صنع يدي .. ناولتها الكوب ..
حذّرتُها من إمكان وقوعه .. فالأرض غير مستوية ..
عبّرت عن امتنانها لي بابتسامةٍ مسرورة .. وقامتْ بوضعه أمامها ..
أما أنا فعدتُ ثانيةً لتأمل ظهورقرص الشمس كاملاً ..
تحركتْ الأم وهي تحدّق في أبنائها مسرورة ..
فانسكب الشاي على قدمها وأحرقها ..

فتمتمتْ قائلة بغضب وهي تحدث نفسها ..
- ( يا فلان بن فلان ) .. تتوسّل بأحد الأموات وتستنجد به !!
استولى الاستياءُ عليّ .. فأدرتُ ظهري للبحر وقابلتُها مباشرةً ..
ثم قُلتُ لها بلطف :
- خالتي .. ماذا تقصدين بـ ( فلان بن فلان ) ! ولِمَ هو بالذات ؟!
نظرتْ إليّ باستغراب وكأنها لم تكن تنتظر مني مثل هذا السؤال ..

ثم قالت بعد صمتٍ وتلعثم :
- إنه .. إنه .. أحد أولياء الله الصالحين المقرّبين إلى الله ..
آه لقد مات منذ زمنٍ بعيد .. نستنجد به ونتوسل إليه ..
وهذا أمرٌ واجبٌ مفروضٌ يا ابنتي .. واجبٌ دينيّ يجب علينا وعليك أيضاً عمله !!
حدّقتُ بها شككتُ في صحة معلوماتها فقلت :
- ولكنك كما قلتِ مات !!
فماذا تطلبين من ميتٍ أو ترجين منه يا خالتي ؟!!!

شعرتُ بأنها تأخذ نفساً عميقاً .. ضمّتْ يديها وقالت بتعجرف :
- ولكن روحه تخرج إلينا .. وتساعدنا وتجيب ملهوفنا ..
ولذلك نطلب منه ومن غيره من أولياء الله ما نريد !
- تطلبون منه ما تريدون ؟!! مثل ماذا ؟
- مثل .. مثل .. الرزق .. الأولاد .. الزواج .. النجاح .. الشفاء من الأمراض والأوجاع ...
حبسْتُ أنفاسي في مكانٍ ما حول قلبي الذي كان يطرق بقوةٍ وعنفٍ ..

هناك صوتٌ صغيرٌ بداخلي قد يئس منهم يهتف بي بقوة بأن هذه حقائق زائفة ..
ولا يهمني سماعها ..
ألا يجب أن تكون أكثر عقلانيةً في مثل هذه السّنّ ؟
قلتُ بقلق :
- خالتي الحبيبة .. فكري معي قليلاً .. أرجوكِ ..
حسناً لنتبادل وجهات النظر ونؤيد أصحها ..
ألا ترين معي أن سؤال الميت أو الغائب يُعدُّ مُنكراً لنفوسنا ؟
لا نرتضيه لأنفسنا !!
ثم إنه لم يأمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
ولا فعله أحدٌ من الصحابة أو التابعين .. فكيف نفعله نحن ؟

قاطعتني بجديةٍ وهي تؤمن بكلمة تقولها :
- أوووه ... ماذا تقولين ؟ ما هذا الهراء ؟
إننا قد تعوّدنا أن نستغيث بهم إذا نزلتْ بنا تِرةٌ أو عرضتْ لنا حاجة !
إني أقول لميت من الأولياء ( يا سيّدي فلان بن فلان )
أنا في حسبك أو أقضِ لنا حاجتنا .. وسُرعان ما يقضيها ..
تجهّم وجهي على الفور ..

فقلتُ بغيظٍ كظيم :
- ولكنّ أحداً من الصحابة لم يستغثْ بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ( وهو نبي ) !!
ولا بأحدٍ من الأنبياء أو بغيرهم .. والاستغاثة بغير الله عزّ وجلَّ مُحرّمة ..
فقدتْ أعصابها عند سماع كلماتي ..
فلم تجدْ بداً من الإدلاء بدليلٍ تحاول به تشويه الواقع :
- لن أقتنع .. هلاّ علمتني بأن أحد أئمة الصوفية العظماء كان قد دعا الله ستّ سنوات أن يرزقه الولد .. فلم يُرزق !!
فذهب إلى وليّ صالحٍ .. فما إن استغاث به وطلب منه الولد حتى رُزق بطفلين توأمين !!!!

حملقْتُ فيها بعينيّ .. شعرتُ بأنّ لمعاتِ البرق تكادُ أن تمزق السماء !
شحب وجهي .. لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ..
هل بعد هذا الشرك من شرك ؟!
وبحركةٍ لا شعورية .. تابعتْ قولها وهي ترتعد غضباً مني ..
وأنفاسها تتمزق ..
_- ألا تصدقين ؟! حسناً .. بجاه فلان بن فلان .. وبحق النبي .. أن هذا ما حدث له !!
ولكن ما أدراكِ أنت ؟!!
إنّ تربيتك الدينية كانت غيرسليمة .. أعانك الله عليها يا بُنيتيّ !!!

امتقع وجهي فأصبح كالغمام .. طالتْ فترةُ الصمت .. وساد صمتٌ آخر ..
إنها تحلف !! بمَن ؟ أيضاً بغير الله !!
- خالتي .. خالتي نحن نتجاذب أطراف الحديث !!
يجب أن تُقنع إحدانا الأُخرى !
كيف.. كيف تدعين وتستغيثين بغير الله ؟!
خالتي إنك تفتقرين إلى غير الله ..
ألا تعلمين أن في ذلك إذلال للنفس وظلم لها ؟
ثم .. ثم .. إنك تحلفين أيضاً بغير الله ...
خالتي ..

رفعتْ حاجبها باستغراب بسرعة ..
ترددتْ قليلاً قبل أن تجيب :
- كوني على ثقة ويقين بأنك عندما تطلبين اليمين بالله منّا نحن الصوفيّون فإننا نعطيك ما تريدين صدقاً أو كذباً ..
بينما .. عندما تطلبين منّا اليمين بالشيخ أو الوليّ أو صاحب القبر فإننا نصدق معك ولا نجرؤ على الكذب أبداً ..
وذلك لعظمتهم و جلالة قدرهم ... !!!!!

تملكتني موجةٌ من الغضب والانفعال اللاإرادي ..
فهتفتُ وأنا أقفُ وأجمع حاجياتي رغبةً في الهروب منها ..
- ولكن هذا لا يجوز !! حرامٌ أن تسألي بمخلوقٍ يا خالتي !!
عودي إلى رشدك يا خالتي ..
افهميني أرجوك !
ألم تستمعي قوله تعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) ؟
ألم تستمعي إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" من حلف بغير الله فقد أشرك " ؟!!

لمْ تردّ .. لم تتحدثْ !!
فضّلتُ السكوت للحظات .. لقد بلغ الصمتُ حداً يثير الأعصاب !!
لا طيور تزقزق ! ولا أوراق تهتز مع نسيم الريح الخفيف ..
حتى صوت البحر بدا مكتوماً !!
قلتُ لها قبل أن أفترق عنها بلطفٍ ورجاء :
- خالتي .. لقد شاهدتِ قبل قليل ولادةً لنهارٍ جديد ..
وأعتقد أنه باستطاعة المرء أن يُولد مرةً أخرى ..
إذا فتح صفحةً جديدةً .. ناسياً كل الأمور والأحداث الماضية !!
خفّفْتُ لهجتي الهادئة من اضطرابها وغضبها ..
فنقلتْ نظرها إلى البحر .. خلفي .. واعتقدتُ أنها تتأمله !!!

قالت بدون أن تنظر إلي .. وقد ركّزتْ نظرها خلفي :
- إنها فكرةٌ جيدة لم تخطر ببالي يوماً !!
ولكن .. لا تظني بأنها ممكنة !!
شعرتُ بخيبة أملٍ عنيفة .. تنهّدتُ بأسى من الأعماق ..
وبحركةٍ لا شعورية ..
التفتُّ إلى الوراء .. خلفي ..
حيث كانت نظراتها مُسلّطة .. وإذا بي أجده ورائي ..
وقد بدتْ عليه إمارات الغضب الشديد !!!!!

نعم ( لقد كانت والدته تنظر إليه هو ولم تكن تتأمل البحر )!!
اكتفيت بالنظر إليه وقد اتسعتْ عيناي تعجباً وتحجّر قلبي تخوّفاً ..
فلم أجد الكلمات المناسبة للدفاع ...!!
فضّلتُ الصمت !
منذ متى وهو يقف خلفي ؟!
شعرتُ بالوهن الشديد أمام نظراته التي كانت تنمّ عن حقدٍ دفينٍ وقهرٍ شديد !!



وللقصة تتمة بإذن الله
الرد مع إقتباس
  #20  
قديم 11-09-2005, 02:27 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي شكراً لرفع التثبيت عن الموضوع !!

الحلـــــــــف و الاستغـــــاثة


مضتْ أيامٌ قلائل بعد النقاش والصراع .. خفّت حدة التوتر قليلاً ..
ذهبنا جميعاً إلى البحر في وقت الفجر .. آه ما أجمله !!
كانت النجومُ ما تزال تلمع في كبد السماء ..
وأشعة الشمس .. لقد بدأت بالظهور شيئاً فشيئاً ..

دخل الزوج مع إخوته إلى البحر ... يتلاعبون .. يتمازحون .. تذكرتُ إخوتي ..؟!
كم أشتاق إليهم .. ناداني الجميع لأشاركهم المرح واللعب في البحر ..
اعتذرتُ وعللتُ بقائي برغبتي في الجلوس مع والدة الزوج قليلاً ..
ولكن الرفض كان سببه أني لا أريد كسر طوق الجليد مع إخوته !
فكيف أوافق على اللعب معهم إذاً ؟!

بقيتُ مع والدته .. استرقْتُ النظر إليها .. إنها تتأمل أبناءها ..
تذكرتُ أمي .. إخوتي .. أبي .. تنهدتُ بعمق ..
مسحتُ دمعةً حزينة كادتْ أن تفتح باباً لأنهار الدمع بداخلي ..
آه .. عائلتي تعتقد بأن السعادة ترفرفُ على أرجاء حياتي !!
إنها لا تعلم بمعاناتي !!

حدّقتُ في البحر .. في الزرقة الممتدة أمامي بلا نهاية .. آه ..
أشتاق كثيراً لسماع صوت أمي ..
لمداعبات أبي وأخوتي .. أوه ..
أفقتُ من أحلامي الجميلة عندما تحركتْ والدة الزوج ونظرتْ إليّ !!!
تحركتُ بحذر .. ثم قلتُ بابتهاجٍ مُصطنع :
- خالتي .. هل تريدين أنْ أعدَّ لك بعض الطعام ؟!
- لا .. لا أشعر بالجوع الآن ... شكراً لكِ ..
فقط أريد كوباً من الشاي ..
فالطقس يُساعد على الانشراح ..

ابتسمتُ بصدق ..
وأحضرتُ لها كوب الشاي لتشربه ..
إنها تفضله دائماً من صنع يدي .. ناولتها الكوب ..
حذّرتُها من إمكان وقوعه .. فالأرض غير مستوية ..
عبّرت عن امتنانها لي بابتسامةٍ مسرورة .. وقامتْ بوضعه أمامها ..
أما أنا فعدتُ ثانيةً لتأمل ظهورقرص الشمس كاملاً ..
تحركتْ الأم وهي تحدّق في أبنائها مسرورة ..
فانسكب الشاي على قدمها وأحرقها ..

فتمتمتْ قائلة بغضب وهي تحدث نفسها ..
- ( يا فلان بن فلان ) .. تتوسّل بأحد الأموات وتستنجد به !!
استولى الاستياءُ عليّ .. فأدرتُ ظهري للبحر وقابلتُها مباشرةً ..
ثم قُلتُ لها بلطف :
- خالتي .. ماذا تقصدين بـ ( فلان بن فلان ) ! ولِمَ هو بالذات ؟!
نظرتْ إليّ باستغراب وكأنها لم تكن تنتظر مني مثل هذا السؤال ..

ثم قالت بعد صمتٍ وتلعثم :
- إنه .. إنه .. أحد أولياء الله الصالحين المقرّبين إلى الله ..
آه لقد مات منذ زمنٍ بعيد .. نستنجد به ونتوسل إليه ..
وهذا أمرٌ واجبٌ مفروضٌ يا ابنتي .. واجبٌ دينيّ يجب علينا وعليك أيضاً عمله !!
حدّقتُ بها شككتُ في صحة معلوماتها فقلت :
- ولكنك كما قلتِ مات !!
فماذا تطلبين من ميتٍ أو ترجين منه يا خالتي ؟!!!

شعرتُ بأنها تأخذ نفساً عميقاً .. ضمّتْ يديها وقالت بتعجرف :
- ولكن روحه تخرج إلينا .. وتساعدنا وتجيب ملهوفنا ..
ولذلك نطلب منه ومن غيره من أولياء الله ما نريد !
- تطلبون منه ما تريدون ؟!! مثل ماذا ؟
- مثل .. مثل .. الرزق .. الأولاد .. الزواج .. النجاح .. الشفاء من الأمراض والأوجاع ...
حبسْتُ أنفاسي في مكانٍ ما حول قلبي الذي كان يطرق بقوةٍ وعنفٍ ..

هناك صوتٌ صغيرٌ بداخلي قد يئس منهم يهتف بي بقوة بأن هذه حقائق زائفة ..
ولا يهمني سماعها ..
ألا يجب أن تكون أكثر عقلانيةً في مثل هذه السّنّ ؟
قلتُ بقلق :
- خالتي الحبيبة .. فكري معي قليلاً .. أرجوكِ ..
حسناً لنتبادل وجهات النظر ونؤيد أصحها ..
ألا ترين معي أن سؤال الميت أو الغائب يُعدُّ مُنكراً لنفوسنا ؟
لا نرتضيه لأنفسنا !!
ثم إنه لم يأمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
ولا فعله أحدٌ من الصحابة أو التابعين .. فكيف نفعله نحن ؟

قاطعتني بجديةٍ وهي تؤمن بكلمة تقولها :
- أوووه ... ماذا تقولين ؟ ما هذا الهراء ؟
إننا قد تعوّدنا أن نستغيث بهم إذا نزلتْ بنا تِرةٌ أو عرضتْ لنا حاجة !
إني أقول لميت من الأولياء ( يا سيّدي فلان بن فلان )
أنا في حسبك أو أقضِ لنا حاجتنا .. وسُرعان ما يقضيها ..
تجهّم وجهي على الفور ..

فقلتُ بغيظٍ كظيم :
- ولكنّ أحداً من الصحابة لم يستغثْ بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ( وهو نبي ) !!
ولا بأحدٍ من الأنبياء أو بغيرهم .. والاستغاثة بغير الله عزّ وجلَّ مُحرّمة ..
فقدتْ أعصابها عند سماع كلماتي ..
فلم تجدْ بداً من الإدلاء بدليلٍ تحاول به تشويه الواقع :
- لن أقتنع .. هلاّ علمتني بأن أحد أئمة الصوفية العظماء كان قد دعا الله ستّ سنوات أن يرزقه الولد .. فلم يُرزق !!
فذهب إلى وليّ صالحٍ .. فما إن استغاث به وطلب منه الولد حتى رُزق بطفلين توأمين !!!!

حملقْتُ فيها بعينيّ .. شعرتُ بأنّ لمعاتِ البرق تكادُ أن تمزق السماء !
شحب وجهي .. لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ..
هل بعد هذا الشرك من شرك ؟!
وبحركةٍ لا شعورية .. تابعتْ قولها وهي ترتعد غضباً مني ..
وأنفاسها تتمزق ..
_- ألا تصدقين ؟! حسناً .. بجاه فلان بن فلان .. وبحق النبي .. أن هذا ما حدث له !!
ولكن ما أدراكِ أنت ؟!!
إنّ تربيتك الدينية كانت غيرسليمة .. أعانك الله عليها يا بُنيتيّ !!!

امتقع وجهي فأصبح كالغمام .. طالتْ فترةُ الصمت .. وساد صمتٌ آخر ..
إنها تحلف !! بمَن ؟ أيضاً بغير الله !!
- خالتي .. خالتي نحن نتجاذب أطراف الحديث !!
يجب أن تُقنع إحدانا الأُخرى !
كيف.. كيف تدعين وتستغيثين بغير الله ؟!
خالتي إنك تفتقرين إلى غير الله ..
ألا تعلمين أن في ذلك إذلال للنفس وظلم لها ؟
ثم .. ثم .. إنك تحلفين أيضاً بغير الله ...
خالتي ..

رفعتْ حاجبها باستغراب بسرعة ..
ترددتْ قليلاً قبل أن تجيب :
- كوني على ثقة ويقين بأنك عندما تطلبين اليمين بالله منّا نحن الصوفيّون فإننا نعطيك ما تريدين صدقاً أو كذباً ..
بينما .. عندما تطلبين منّا اليمين بالشيخ أو الوليّ أو صاحب القبر فإننا نصدق معك ولا نجرؤ على الكذب أبداً ..
وذلك لعظمتهم و جلالة قدرهم ... !!!!!

تملكتني موجةٌ من الغضب والانفعال اللاإرادي ..
فهتفتُ وأنا أقفُ وأجمع حاجياتي رغبةً في الهروب منها ..
- ولكن هذا لا يجوز !! حرامٌ أن تسألي بمخلوقٍ يا خالتي !!
عودي إلى رشدك يا خالتي ..
افهميني أرجوك !
ألم تستمعي قوله تعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) ؟
ألم تستمعي إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" من حلف بغير الله فقد أشرك " ؟!!

لمْ تردّ .. لم تتحدثْ !!
فضّلتُ السكوت للحظات .. لقد بلغ الصمتُ حداً يثير الأعصاب !!
لا طيور تزقزق ! ولا أوراق تهتز مع نسيم الريح الخفيف ..
حتى صوت البحر بدا مكتوماً !!
قلتُ لها قبل أن أفترق عنها بلطفٍ ورجاء :
- خالتي .. لقد شاهدتِ قبل قليل ولادةً لنهارٍ جديد ..
وأعتقد أنه باستطاعة المرء أن يُولد مرةً أخرى ..
إذا فتح صفحةً جديدةً .. ناسياً كل الأمور والأحداث الماضية !!
خفّفْتُ لهجتي الهادئة من اضطرابها وغضبها ..
فنقلتْ نظرها إلى البحر .. خلفي .. واعتقدتُ أنها تتأمله !!!

قالت بدون أن تنظر إلي .. وقد ركّزتْ نظرها خلفي :
- إنها فكرةٌ جيدة لم تخطر ببالي يوماً !!
ولكن .. لا تظني بأنها ممكنة !!
شعرتُ بخيبة أملٍ عنيفة .. تنهّدتُ بأسى من الأعماق ..
وبحركةٍ لا شعورية ..
التفتُّ إلى الوراء .. خلفي ..
حيث كانت نظراتها مُسلّطة .. وإذا بي أجده ورائي ..
وقد بدتْ عليه إمارات الغضب الشديد !!!!!

نعم ( لقد كانت والدته تنظر إليه هو ولم تكن تتأمل البحر )!!
اكتفيت بالنظر إليه وقد اتسعتْ عيناي تعجباً وتحجّر قلبي تخوّفاً ..
فلم أجد الكلمات المناسبة للدفاع ...!!
فضّلتُ الصمت !
منذ متى وهو يقف خلفي ؟!
شعرتُ بالوهن الشديد أمام نظراته التي كانت تنمّ عن حقدٍ دفينٍ وقهرٍ شديد !!



وللقصة تتمة بإذن الله
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م