مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 17-11-2006, 04:26 AM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي نموذج للمرأة المسلمة 00 جسدت اليقين بقضاء الله عملاً 00





منذ أسابيع نشرت الدكتورة سامية العامودي في زاويتها الأسبوعية في صحيفة المدينة
ما انتابها من مشاعر وما أحاط بها عندما كانت في مواجهة مفاجئة باكتشافها الإصابة بسرطان لثدي..

وكيف في لحظات قاسية مر بها ملامح أبنائها وكيف ستواجههم بهذه الحقيقة المؤلمة
وكيف واجهت هذا الموقف وهي (الطبيبة) العارفة بمضاعفاته وكيفية مواجهته..

عندما اكتشفته في يوم عادت فيه مع أبنائها إلى المنزل من بعد تناولهم طعام الغداء خارجه
في يوم الجمعة، وكيف مررت يدها على مكان الإصابة بالمرض وقيامها بالكشف للتأكد.

وعند اكتشافها أن هذا المرض كامن في أنسجة الثدي.. أكاد أجزم أن أي امرأة
منا قد ترهبها هذه اللحظة..

غالباً مايكون حديثنا عن هذه الأمراض أنها تحدث لآخرين، ثم عندما قد يواجه هذا
الفرد أنه هو المعني بهذه الإصابة فإن الوضع يصبح أشد إيلاماً خصوصاً كما ذكرت
الأخت الدكتورة سامية أنها تعيش في دائرة من محبيها من أبناء وأسرة..

وكان عليها مواجهة هذا البلاء بصبر ويقين واحتساب، حيث ذكرت ذلك في بداية مقالتها.

بدأتها بالآية الكريمة {وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}
وذكرت عدداً من الأحاديث التي تتعلق بصبر المبتلين وجزائهم بفضل الله.


ومقالتها المنشورة في جريدة المدينة في 9/3/1427ه بحق كانت سطور يقين امرأة مسلمة
ابتلاها المولى فصبرت وتحدثت عن ابتلائها بهدوء وسكينة واستطاعت أن تمس شغاف قلوبنا
التي أحبتها وهي تصف ذلك اليوم من عمرها (الذي تحولت فيه حياتي - كما تقول - أولوياتي إلى منحى جديد)..


نعم هو منحى جديد لم يسلب منها ذلك الصبر وذلك الهدوء وتلك الابتسامة على محياها
عندما قابلتها في الجامعة تشاركنا المنتدى العلمي للأكاديميات..
وهي قد بدأت العلاج الكيميائي وعاشت معاناته إصرارها كما ذكرت في مقالتها
على أن يتم علاجها هنا رغم إصرار أهلها على علاجها في الخارج..


ورغم تساقط خفيف لشعرها الغزير كجزء من العلاج إلاّ أنها كانت أقوى وأجمل، ورغم شجني
عند رؤيتها ومحاولتي التخفيف من تلك المصيبة ولكن وجدت أنها أقوى مني وكانت أمامي
نموذجاً متميزاً لم نعهده فيمن يصاب بهذا المرض على وجه الخصوص..

فالغالبية لا يرغبون أن يعلم أي كان أنهم مصابون به وإن لم يكن هم شخصياً فمن حولهم
يحجبون عن ذكر هذه الحقيقة.. لأن هذا المرض فتاك مخيف..

في جانب وامتحان رهيب للمبتلى به في جانب آخر عندما يدرك كيف هي الحياة تتقلص
في لحظة وكافة الامتدادات والرؤى تنحصر في إجراءات العلاج وآثاره..

ولكن عند د.سامية كانت منحى جديداً عاشت صدمته الأولى في لحظة عصيبة أخذت تدور
حينها في الغرفة تدعو الله بصوت عال أن يلهمها الثبات..

تدعوه بالثبات لأنها تعلم أن الأجر إنما يكون عند الصدمة الأولى..
تقول: دعوته، ناجيته دامعة هل تحبني إلى هذه الدرجة حتى ترسل لي رسالة حب كهذه..
تلك كانت اللحظة الأولى في تجربتها الإنسانية كما ذكرت في مقالتها الجميلة التي أكدت
ملامح هذه الشخصية القوية بإيمانها وبأمومتها وبنوتها واخوتها وزمالتها لدوائر محبيها وجميع من عرفها..


فقد استثمرت هذه المحنة والأزمة في بناء شخصيات أبنائها وهم الدائرة الحميمة الأولى
والأقرب فاستطاعت أن تضعهم في الدائرة معها كما أرادت فكسبت أول معركة في مرضها
- كما تقول - لم تفزع ولم تنهر، كانت أقوى مما نتوقع جميعاً.. وكانت أرق في مناجاتها
خالقها مما هي تتوقع ربما.


وبشفافيتها المعتادة تترجم ما أحيطت به من دعوات من أهلها وأحبتها فتقول: (عندما تسمع
عبارات اليقين ممن حولك فكأني بهم جميعاً يتحدثون لغة عالية واحدة تقول لك اصبرْ فهذا
أرفع للدرجات عند الله، تشعر لحظتها بحلاوة الإيمان وأكثر من هذا بأن نعمة الإيمان هي
البديل لكل جديد في عالمنا الطبي.. وتلك هي أكبر الإيجابيات لهذه الابتلاءات...)..





وقد يتساءل سائل لماذا تنشر د.سامية هذا الحدث الخاص بها.. فتقول: (لماذا أحكي لكم عن
أمر هو خاص بي ولأحبتي أضع قصتي هنا ليكون البوح عالياً فقد لمست إصراراً من البعض
على أن تكون هذه الأمراض من الأسرار التي لا ينبغي الخوض فيها.. وهذا أمر أشعر في
داخلي أنه يتعارض مع المرض والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.. ولذا يجيء البوح هنا عالياً).


وتوجّه سطوراً مضيئة تقول فيها: (لنتعلم معاً الاستثمار الأمثل للابتلاءات بالإكثار من الدعوات
ومواجهة الأزمات بإيجابية المؤمن وهذه المواجهة هي دعم نفسي وعاطفي واجتماعي لمن أصابهم هذا الابتلاء).

ولم تنس أن تُذكِّر كل امرأة بقولها: لا تنسي الفحص المبكر لاكتشاف الأورام..
وهي رسالة حب منها لجميع النساء..


استعرضت جزءاً من مقالة الأخت الغالية الدكتورة سامية العامودي. لأنني أجدها خير نموذج
للمرأة المسلمة الأم والابنة والطبيبة التي جسدت اليقين بقضاء الله عملاً..
نسأل الله لها الشفاء وأن يحفظها لأسرتها ولجميع محبيها.


بقلم // د. نورة خالد السعد




__________________






في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله
وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به
وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته
وفيه قلق لا يسكنه إلا الفرار إليه

الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م