أخي معين،
بصراحة، بهرتني قصيدتك، وأقول لك بدون مجاملة أنها من أجمل ما وضع في الخيمة، وهي بلا شك من أجمل قصائدك، وأراك قد تمكنت فيها من أدوات الشعر، كان ذلك بلاغة أو أخيلة أو سهولة لفظ، فشكرا لك على ما أمتعتنا به.
ولي تعليق صغير...
إنْ شاء عاش بلا فؤادِ فليَعِشْ ... ما ليس يهوى لا يُعَدُّ من البشَر
لعلك أردت (من ليس يهوى)؟ ويؤكد استخدام (من) بدل (ما) قولك في النهاية (من البشر).
وقد اخترت من أبياتك ....
أوَ تذكرين بذات يومٍ عندما ... نثَرتْ علينا السُّحْب حبَّات الدُّرَر
ما زال في أقداح عمري بعض أكوابٍ (م) .... ولم تُملأ بحلوٍ أو بِمُرْ
السيف يصدأ إن يُبلِّله الندى ... والزهر يذبل إنْ تداوله البشر
يعجبني من الشاعر إتيانه بالمعاني المألوفة على شكل صور جديدة -سواء بتركيبها أو بألفاظها ومعانيها- وذلك لا يجعل المعاني نفسها جديدة، بل يجعلها أقرب إلى القلب وأثبت في الذهن، وذلك لعمري من أصول البلاغة.
أخي معين،
لقد وضعت نفسك الآن في مرتبة صعبة لا نسمح لك بالتخلي عنها، وإن كنت تريد الاحتفاظ بلقب أمير الشعراء فعليك أن تحافظ على هذا الإبداع الذي خطته أناملك هنا.... وإلا رفعناك إلى محكمة الإبداع العربي، بمحامييها الشهيرين جمال حمدان ومحمد الشنقيطي، وقاضيها المخضرم الأستاذ محمد الشاويش.
لك مني كل الاحترام