الكلام الخيالي
برامج المحادثة((الشات)) على شبكة الانترنيت يدخل فيها يوميا الآلاف
المؤلفة من العرب وأكثرهم من الشباب يدفعهم إلى ذلك مزيج من الفضول والملل والاثارة000
ففي تحقيق صحافي قرأته في مجلة خليجية تعددت أراء المشاركين العرب من الذكور والإناث في هذه المحادثات فبعضهم قال إنها وسيلة للتعرف على أناس آخرين ومناقشتهم في قضايا مختلفة ومعرفة طريقة تفكيرهم وقال آخرون أنها وسيلة جديدة من وسائل التسلية والترفيه0
المثير في هذا الموضوع أن العديد من المشاركين في هذا التحقيق وخصوصا من الإناث قالوا انهم لا يثقون في أي شخص يحادثونه من خلال تلك البرامج ولا توجد لديهم أية رغبة في لقائه بشكل شخصي000
بعضهم اعترف صراحة انه يكذب كثيرا في تلك المحادثات هنالك الصغار الذين يضيفون عشر سنوات أو اكثر إلى أعمارهم وهنالك الأشخاص الذين في منتصف العمر والذين ينقصون عشر سنوات أو اكثر من أعمارهم!!المتزوجون الذين يذكرون انهم عزاب أو مطلقون والعزاب الذين يدعون انهم متزوجون!
هذا بالاضافة إلى المرضى الذين يدعون انهم أصحاء ليجدوا القبول والاصحاء الذين يدعون المرض ليجدوا الحنان والشفقة!! الفقراء الذين يدعون انهم أثرياء ليجتذبوا الآخرين إليهم بواسطة المال والأغنياء الذين يدعون انهم فقراء ليعرفوا إذا كانوا سيحصلون على اصدقاء وأحباب يهمهم الشخص ولا يهتمون بثروته هناك الأسمر الذي يدعي انه ابيض والأبيض الذي يقول انه اسمر!!
القصيرة التي تضيف إلى طولها بوصات عديدة!!القبيح الذي يدعي القبح!!
أحدهم أدمن من خلال الإنترنت محادثة فتاة ظنها حبيبة أحلامه وذلك لمدة شهرين من الزمان وعندما أراد أن يكلمها بالتليفون ليسمع صوتها رفضت وعندما اصر000عرف انه كان يكلم رجلا طيلة الشهرين الماضيين!!
انه عالم الكلام الخيالي الذي يدخله الكثيرون ليكذبوا وهم يعرفون أن الآخرين يكذبون عليهم وكأن الكذب الذي تمتلئ به حياتنا العادية لا يكفينا لنبحث عن كذب خيالي على شاشات الكومبيوتر!!
كم من أب وأم يشاهدون أبنائهم وبناتهم يسهرون الليالي في حجر نومهم وراء شاشات الكومبيوتر فيبتسمون بسعادة ظنا منهم أن الأبناء والبنات يسيحون ويجولون في رياض العلوم والمعارف غير عارفين انهم غارقون في عالم من الخيال والكذب والوهم الخادع!!!
|