بأمر سامٍ ممنوع التهاني ..

[الوافـــــي]

صحف السعودية تخلو من اعلانات التهاني للوزراء بأمر عال

إيلاف – نصر المجالي:في خطوة غير مسبوقة لن تخرج الصحف السعودية غدا او لأيام او سنوات تأتي وصفحاتها مطرزة بالتهاني لأصحاب "المعالي" الوزراء الذي بقوا حاملين لحقائبهم الوزارية او الذين اقتحموا بوابات التوزير في التشكيل الوزاري الأخير.

واعتبرت مصادر اعلامية وسياسية عديدة ان القرار الصادر من ولي العهد الامير عبدالله بن عبد العزيز له دلالات ومعاني كبيرة في هذه المرحلة التي تشهد حراكا مهما على صعد داخلية اهمها الهيكلة الادارية في الدولة وهي التي تشكل الخطوة العملية الاولى في طريق الاصلاح الشامل في الميادين المختلفة.

وقالت هذه المصادر ان منع نشر اعلانات التهاني للوزراء يعني ان كل اعلانات النفاق الاجتماعي المعهودة للوزراء والمسؤولين الآخرين دفنت والى الابد، وان هنالك ما هو اهم بكثير حيث ازجاء التهنئة يكون على انجاز عملي ملموس لصالح الوطن والمواطنين اولا وقبل كل شيء.

والصحافة السعودية على ما يذكر كانت مثل غيرها من صحف المنطقة العربية متعودة نشر اعلانات التهاني للوزراء والمسؤولين الجدد وكذلك اعلانات اجتماعية عديدة كالنعي والترحيب والشكر والتقدير وهي ما تعود بملايين الريالات على ميزانيات تلك الصحف ولكنها بالمقابل لا تعود بالنفع على عموم الناس ومصالحهم.

وبالمقابل فإن عددا من الصحف السعودية الصادرة في اليومين الأخيرين حفلت بمقالات تطالب الوزراء الجدد بانجازات حقيقية على هدي ما وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في امره بتشكيل الحكومة او لناحية ما يطلبه الوطن السعودي ومواطنيه سواء بسواء.

وموضوع التهاني في الصحافة للوزراء الجدد او العائدين منهم الى كرسي الوزارة كان محل انتقاد من بعض الكتاب المعروفين في الصحافة السعودية فعلى سبيل المثال كتب الاعلامي المعروف تركي الدخيل مقالا في صحيفة (الاقتصادية) تحت زاويته المعروفة "من ثقب الباب" انتقد فيه اعلان تهنئة لوزير التربية والتعليم محمد احمد الرشيد كان محاطا باكوام الورود وكتب المعلنون وهم منسوبون لوزارة التربية في احدى المناطق السعودية الآتي "تتجدد الثقة بكم فتتألق المشاعر ويتعاظم الاحساس لتبرز التهنئة للموقع بكم، فانتم رمز المواطنة والانتماء وانموذج العطاء والوفاء".

ومقال الدخيل على ما يبدو كان له رجع صدى مثير وسريع في اوساط كثيرة منها ما استحسنته واعتبرته مقدمة جديدة في المكاشفة والانفتاح الاعلامي على صعيد مناقشة قضايا الوطن ومنها ما توقفت عن التعليق تاركة المجال لانتظار منجزات قيمة من الفريق الوزاري الجديد ليثنى عليها وتقدر عاليا ثم من بعد ذلك تزجى التهنئة.

واذ ذاك، فإن الحديث عن تطور في تأصيل الانجاز على ايقاع متناغم في السعودية في شؤون عديدة لها مساس مباشر يختص حياة المواطنين يكثر في دواوين الوزراء الذين انفتحوا في اليومين الاخيرين في الكلام امام رجال الصحافة سواء منهم مندوبي الصحف او رؤساء التحرير.

وما علمته "إيلاف" ان وزيرا كبيرا التقى رؤساء التحرير في الاوان الاخير كاشفهم بالقول ان هنالك سلة من"الاصلاحات تحمل ليس اقل من 60 اصلاحا في نواحي عديدة، فلا أحد يستعجل علينا، فالامور تسير على نار حامية ولكن هادئة، فكثرة الغليان تودي الى الطفح، وكثرة الطبخ تؤذي وتقتل بكتيريا الحياة".

ومع منع اعلانات التهنئة لأصحاب المعالي الوزراء، فإن الخطة الثانية هي على ما يبدو ان التصريحات الصحافية ستتراجع هي الاخرى الى "ما قل ودل وما كثر من العطاء ، مع التاكيد على ان من يعمل بصمت سينجز اكثر، وهذا ما حققته لجنة الاصلاح الادارية التي قاد مهماتها في الشهور الأخيرة الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران".

وواضح الى اللحظة فإن الوزارة بتشكيلها الجديد ستظل على ما يبدو خاضعة ليس لمجهر الرقابة والمتابعة من جانب القطاع العريض من المواطنين الآملين بانجازات عملية تتحقق، بل فإن اصحاب القرار الاعلى في الرياض يوسعون دائرة بوصلة التوجيه اكثر، كما ان رادار الالتقاط لموجات الأداء يزداد قوة كهرومغناطيسية مع ديناميات اكثر.