الجمرة الحارقة...
خدعني المستحيل حين أوهمني أن البعد للبعد حل، وأني لواهمة بحرق المسافات لأكون معك ، أشك أن رزنامة أيامي تحوي يوما يجمعنا ليوحد روحينا إلى الأبد ، مزقت أوراق القدر لأضع فرضا أوراقي فوق طاولتي الحزينة وأحمل اليراع الذي جف حبره في ليالي الجفى ، لأكتب من جديد لألد من جديد.
في همس الليل الخافت كنت اسمع صدى صوتك ينادي قلبي كان الصوت حنونا ، نديا ، يداعب مسامعي برفق ، مثلما تفعل قطرة الندى فوق أوراق الأزهار عندما ينام الفجر ، تتسارع الرنات لتقتل أمانيا السكارى ، لتخلق بطيف صوتك سنفونية حزينة من إمضاء الغيب ، وهذا الشوق يحرق روحي العطشى ، ويسقيها دمعا جافا بعدما اعتصرته من تحت أجفان أذبلها السهر ، وأماتها السهاد.
إني الآن أودع ماضيا على عتبة نذم قاهرة ، إني الآن أبكي أطلال أيامي السابقة ، نعم إني أودعك وأودع معك ذكريات الحب الجميل لن أفرض نفسي ، رغم أنني أموت وعزائي كلماتك همسك وأنسك ، لماذا تقتل روحي بهذه الوحشية فوق أرصفة الجوى وتحت أمطار الحزن ، أنا التي احتميت تحت غيمتها مرارا فما اشتكيت حر الشوق القاتل ولا مطر الدمع الجارف .تذكر فقط أنني أحببتك وأنني انسحبت لحفظ ماء وجهي من مملكتك ، وتمنت أن تواجهني بشهامة على أن تختفي دون أن تترك لقلبي عنوان غير أن الفؤاد زاجل لا يحتاج إلى عناوين ليرسل مراسيله ، أتمنى لك السعادة وأتمنى لنفسي مرسى بعدما مزقت أشرعتي في عرض المحيط الهائج
|