مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-05-2005, 03:07 PM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي أبرز مظاهر الفقر في المنطقة الشرقية

أبرز مظاهر الفقر في المنطقة الشرقية

«الدمام، القطيف - متعب البدين ومنير النمر»

دراسة تحدد خط الفقر عند 2060 ريالاً...

يصعب إيجاد بداية للحديث عن أحوال بعض المواطنين في أحياء فقيرة كثيرة في عدد من قرى المنطقة الشرقية حتى تبدو منازل كثر منهم مرتعاً للحشرات بكل أنواعها، خصوصاً أنها تتكاثر بسبب انتشار مياه الصرف الصحي في كل مكان وتحيط بمنازلهم من كل جانب، تحاصرهم كقدر محتوم، كما تتوزع أكوام القمامة في الأزقة وأشباه الشوارع. مواطنون بأعداد كبيرة يقطنون في منازل من صفائح معدنية، وهي معرضة دائماً للخطر وخصوصاً في أوقات هطول الأمطار، لأن معظم الأسلاك والتمديدات مكشوفة، ما يتسبب في نشوب حريق في أية لحظة.

ويؤكد ذلك ما توصلت إليه دراسة أعدها مركز «الدراسات الإنسانية في جمعية البر الخيرية» في المنطقة الشرقية، إذ قدرت الدراسة مستوى خط الفقر لدى الأسر السعودية متوسطة العدد (المكونة من 6 أفراد) بنحو 2060 ريالاً شهرياً. ووفقاً للدراسة، فإن الشريحة التي أجريت عليها الدراسة تصل إلى 1371 فرداً بمعدل للأسرة يتراوح بين ثلاثة إلى ستة أفراد، ويبلغ معدل دخل الأسرة الشهري 1146 ريالاًَ، فيما يصل الحد الأدنى لمعدل الدخل في مدينة أم الساهك إلى 269 ريالاً فقط، وفي مدينة الدمام يصل إلى 1558 ريالاً.

وأوضحت الدراسة أن نصف هذه الأسر تملك وحدات سكنها، فيما تستأجر 27 في المئة وحداتها. وتبين من المسح الميداني أن معظم الوحدات السكنية تتراوح حالتها بين جيدة ومتوسطة، بنسب31 في المئة و45 في المئة على التوالي. وتقل نسبة الوحدات المقبولة والسيئة عن 25 في المئة.

ويقول الأمين العام لجمعية البر في المنطقة الشرقية وعضو مجلس إدارة صندوق الفقر الدكتور عبدالله بن حسين القاضي ان جمعيته تدعم أكثر من 45 ألف أسرة في المنطقة، مشيراً إلى عجز الجمعية عن دعم كل الفقراء.

ويرى متابعون أن العقبة الأهم في طريق مكافحة الفقر في السعودية، تكمن في الزيادة المطردة في أعداد السكان، ما يعيق الخطط التنموية، على رغم الجهود الكبيرة للارتقاء بمستواهم المعيشي.

وقامت «الحياة» بجولة في بعض المناطق والأحياء وزارت أسراً، وسجلت شعور أربابها بالسعادة عند حصولهم على بعض المواد الغذائية لإطعام أطفالهم مرة واحدة في اليوم على الأقل، يرفعون أيديهم بالتضرع إلى الله العلي القدير، والدعاء لكل محسن يمد لهم يد العون، يعيشون في هذه الأماكن جنباً إلى جنب مع أعداد وأنواع مختلفة من الحيوانات.

هطول الأمطار عند المقتدرين نعمة، أما لدى تلك الفئة فحدث ولا حرج سيل من المياه تعوم فيه الأواني المنزلية، مفارش النوم مبللة، مكان الإيواء يفترشه عشرة أشخاص، ملابسهم الملقاة على الأرض لا تحتضنها رفوف أصبحت ملاذاً آمناً للحشرات.. أشياء كثيرة.. وفي الصور بالغ الأثر.

للفقراء حياة لا يعرف قسوتها إلا من عايش تفاصيلها، وللفقر طعم لا يعرفه إلا الفقراء الذين يختزنون في قلوبهم حكايات عنه وعن ليالٍ قضوها من دون عشاء، فيكون النوم جوعاً ينهش عظامهم، وعن انكسارات وحسرات تتراكم كلما اشتهوا شيئاً من متع الحياة ومنعهم الفقر عنها. فدموعهم التي تسكب أو تتجمد لا فرق، تحكي في الحالين صدق معاناتهم.

«لا أعرف للحياة معنى، سوى محاولة العيش ليوم جديد آخر» هكذا تبدأ أم حسين سرد قصتها. فهي تعيل خمسة أطفال بات والدهم عاجزاً عن إيجاد لقمة العيش، بسبب مرض أصابه.

وتضيف «لا معين لي على إعالة أطفالي إلا الله، ثم المساعدات التي تأتينا من حين إلى آخر، من بعض أهل الخير وبعض الأقارب، لكنها غير منتظمة وغير كافية لأطفالي الذين يحتاجون إلى الكثير من ضروريات الحياة، بينما أجاهد أنا لتوفير الطعام لهم».

وبين طفل التاسعة وفتاة السابعة عشرة تحتار أم حسين أيهما ترضي وأيهما تُصبِّر، فتقول: «للحياة متطلبات كثيرة غير الأكل والشرب الذي لا يرتاح قلبي قبل أن أطعمه لأطفالي، ولو كان كسرة خبز، لكنني أعجز عن توفير الكثير من الأشياء التي يحتاج إليها أطفالي من صغيرهم وحتى كبيرهم. فما يتبرع به أهل الخير من ملابس لا يكسو عراء البرد في الشتاء، ويتقاسمونها في ما بينهم ولا تكفيهم، فأحاول تصبير كبيرهم من أجل إرضاء صغيرهم».

ظاهرة التسول في المنطقة في ازدياد بسبب الفقر والعازةوتضيف أم حسين وسط انكسار باد على نبرات صوتها «أرقت ماء وجهي في طلب المساعدات لابنتي التي تدرس في الثانوية، ولا أملك ثمن شراء حاجاتها المدرسية، فما تبرعت به إحدى القريبات من أموال، لم يكف إلا لأخوتها الصغار، وبقيت صابرة في انتظار المساعدة التي لم تأت إلا من خلال شرح وضعي لفلان من الأقارب، وفلانة من الجيران حتى يعيلوني في توفير حاجات الدراسة».

تفاصيل مرهقة كثيرة تؤرق أم حسين وتضيق عليها كل يوم وتخيفها، فالمنزل مستأجر وهو متشقق وآيل إلى السقوط، إضافة إلى أن شبكة أسلاك الكهرباء غير سليمة، أما غرفه فلا أبواب لها، بل قطع قماش رثة تعلقها مسامير صدئة، ونوافذه لا شبابيك عليها، ولم يبق منها سوى قطع زجاج يربط بعضها ببعض شريط لاصق ينذر بسقوط القطع المتبقية من الزجاج... وبقدر خوف أم حسين من وقوع مكروه لأبنائها بسبب وضع المنزل، تبذل جهداً مضاعفاً لتجنبهم أي مكروه. ففي فصل الشتاء عندما تنزل الأمطار وتتسرب مياهها إلى كل ركن في المنزل، تقوم بسد الثغرات والشقوق التي يتسرب منها الماء وتضع أواني الطبخ لاحتواء الماء المنهمر من السقف، لئلا تغرق حاجات أبنائها التي ليس لأغلبها مكان يحفظها سوى الأرض.

أم حسين تعيش مع زوجها معاناة حقيقية تنتظر حلاً لها، وهي وأبناؤها مضطرون لمواصلة الحياة تحت ضغط غريزة البقاء التي تشعر الإنسان بوجوده.

أسرة فككها الفقر والمرض

كانت وفاة الأب نقطة فاصلة في حياة الشاب عبد الله (22 عاماً)، فما إن سقط عائل الأسرة، حتى بدأت المشكلات في مواجهة الأسرة الصغيرة. دخلت الأم إلى «دار العجزة»، لتداوي أمراض شيخوختها الكثيرة، وأعقبها ابنها الأكبر الذي يعاني التخلف العقلي، وبقى عبد الله وحيداً مع شقيقه الثاني، الذي يعاني هو الآخر خللاً عقلياً. لكن الفصل الأكبر في مأساة عبد الله هو أنه يعيش من دون مصدر رزق، ويعيش هو وشقيقه في منزلهم المتواضع على مساعدات أهل الخير، التي قد لا تتجاوز 10 ريالات في اليوم.

وبالطبع، لا يدرك شقيق عبد الله حجم المأساة التي يعيشانها، فهو يهيم على وجهه في الشوارع طوال اليوم، لكن عبد الله الذي حصل على الشهادة الثانوية حاول عبثاً أن يعثر على عمل مناسب يكفيه سؤال الآخرين، لكن محاولاته باءت بالفشل.

وعلى رغم معاناته اليومية التي لا تنتهي، فإن أصعب اللحظات التي تمر على عبد الله هي تلك التي يتذكر فيها حال والدته في دار العجزة، ويشفق عبد الله عليها كثيراً، ويقول: «لا حول لها ولا قوة، وعانت انتكاسات عدة في حياتها، بدءاً بموت أبي وانتهاء بمرض أخوتي». ويخشى عبد الله من «كابوس فقدانها» ويتساءل عن سبب ما آلت إليه أسرته وطريقة حياته «التي لا يرضاها فأر».
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م