على ورقة

[عبد السلام البراج]

على ورقة


على ورقهْ
كتبتُ الحبَّ، عينيها على ورقهْ
على صحراء خديها
على شفتين لثمهما
يغني، آهِ من أصداء مغناهُ
ومعناهُ‍‍
كذا قلبي يموجُ الشوقَ، ينتحرُ
وفي مماته سفرٌ فيبتحرُ
على (هيهاتَ ) يحملني ويستعرُ
أُهدّيه ألا يا قلبُ إرحمني
ستلقاها‍

سأرسم وجهها شعراً
سأرسم ـ آهِ ـ لفتتها وعينيها
لتحيا الآهَ أوّاها
ألا يا قلبُ إرحمني
فأرحمَكَ
وطالبني بأنك لستَ تنساها
فأرسمَها ونلقاها
على ورقهْ



برجا/25/5/2002

[محمد ب]

من زمان أستاذ عبد السلام ما رأينا جديدك.
فمرحباً بك
لا أعرف لماذا استغربت فعل "يبتحر"
تعال لنحلله.
الفعل الذي أعرفه"أبحر يبحر إبحاراً"
فلو قلنا "ابتحر" فهي صيغة افتعل من الثلاثي فعل أي بحر.
هل يوجد فعل بحر بدون زيادة الهمزة في الأول "أبحر"؟
مجرد خاطرة لغوية
مع خالص التحية

[عبد السلام البراج]

عزيزي المشرف سلام من الوجدان والقلب، وبعد، أقول أولاً إن سبب غيابي كان الامتحان النهائي، والحمد لقد نلت الإجازة في اللغة العربية وآدابها وتخرجت بدرجة جيد و"لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا أن طالما غير النأي المحبينا"(على قول ابن زيدون) وأنا الآن انتقلت من حال الطالب للدرس(وسأظل كذلك إن شاء الله تعالى) إلى حال الطالب للعمل وهذا يحتاج إلى سعي وجهد وجد وأكاد أجد الوقت كي أراسلكم، أمّا بخصوص "يبتحر" من "ابتحر" على وزن "افتعل" والافتعال يكون بالذات ومعها كالاشتعال مثلاً.

كذا قلبي يموجُ الشوقَ، ينتحرُ
وفي مماته سفرٌ فيبتحرُ

والابتحار يكون هنا إلى داخل القلب والمشاعر التي تنتحر ولكن هيهات أن تنحتر لأن الابتحار والتفكر فيها يعيدها من جديد وأشد استعاراً:
على (هيهاتَ ) يحملني ويستعرُ

لقد أوضحت ما قصدت وطبعاً كان حقكم أن تستغربوا، ولكن على ضوء التأويل الغوي النفسي ربما تصبح الرؤية أرأى للعين ، وشكراً لكم غيرتكم وسؤالكم

[عمر مطر]

أخي عبدالسلام،

قصيدة لطيفة وجميلة.

يقول الثعالبي في فقه اللغة:

افتعل: يكون بمعنى فَعَلَ نحو اشْتَوى أي شوى، واقْتَنى أي قَنى، واكْتَسَبَ أي كَسَبَ. ويكون لحدوث صفة نحو افْتَقَرَ وافْتَـتَنَ.‏

لا أرى أيا من هاتين الحالتين تنطبق لذلك فإني مع الأستاذ محمد في ملاحظته.

[عبد السلام البراج]

عزيزي عمر مطر سلاماً من صبا برجا أرقّا، وبعد أولاً أردّ بقول_من باب التندر_ الفرزدق لعبد الله بن اسحق "علينا أن نقول وعليكم أن تتقوّلوا"
ثانياً أرد عليكم رداً لغوياً من اللغة نفسها، فأقول مع إيماني بأن الثعالبي من الفرسان اللغويين الذين لا يشق لهم غبار لكن ما تعلمته يدفع بي دائماً للبحث عن مخرج، والمخرج هنا أن " افتعل " تأتي بمعنى "فعل" كالأمثلة المذكورة، وقد تأتي بالمعنى الذي قصدته، ولذا وسأدرس (اقتنى) الذي أتى بمعنى (قنى)، وأرى أني لا أذهب بعيداً عن نفس المنطق المتّبع إذا أضفتُ شرطاً واجباً لكي يرد وزن "افتعل" بمعنى "فعل" وهو أن "المُفتَعَلُ" للنفس لا بها (كما ورد في نصي)، ألا ترى أنّ اقتنى واشتوى غير استوى(بمعنى ارتقى وجلس)؟ وهكذا فإني أقول بمعنى قولٍ لابن جني ورد في كتابه الخصائص (أن استعملات الأبنية والأوزان اللغوية قد تعطي في الأستعمال عدة معان، وأنها تختلف بين قوم وآخرين) ولذا فإني أحكّم السياق في تحديد المعنى.

وختاماً أقول لَهُوَ جميلٌ هذا النقاش، وإنه ليثير في النفس من ينابيع اللغة ما تدركه فطرةً وطبعا، فإذا انكشفت تلك الإشارات والملامح سعى العقل جاهدا كى يقننها، وأنى له ذلك فاللغة جسم حي ما دام هناك من يقول ويكتب بها ويقننها، ومن إشارات الحياة اتساع اللفظ الواحد لأكثر من معنى.... واختلاف الآراء لا يعني بالضرورة أن أحدها لم يصب، فمن خلال معرفتي بلغات أجنبية كالفرنسية والفارسية، أكاد أطلق حكما بأنه من طبيعة اللغة العربية (لاتساعها في المبنى والمعنى ولاضطراد العلاقات بين هذين الأُسين) أن تثير الاختلاف في الآراء عند من يحولون التنظير فيها، والسلام

[عمر مطر]

شكرا لك أخي عبدالسلام على هذه المناقشة الظريفة، واعلم أننا بك أسعد، و على مثل هذه النقاشات أحرص.