لأول مرة منذ ربع قرن.. تلاميذ العراق يعودون إلى مدارسهم ولا يواجههم شبح صدام المفزع

[عراقيه حره]

لأول مرة منذ ربع قرن.. تلاميذ العراق يعودون إلى مدارسهم ولا يواجههم شبح صدام المفزع
بغداد ـ رويترز: ارتسمت ابتسامة على وجه محمد طايف الذي يعود للمدرسة الاسبوع الحالي في اول عام دراسي في العراق تخلو مناهجه الدراسية من اي ذكر للرئيس السابق صدام حسين.
وقال طايف البالغ من العمر عشرة اعوام اثناء الاستراحة خلال مباراة لكرة القدم يخوضها مع أصدقائه في الشارع «انا مستعد وأريد ان أعود للمدرسة. كل أصدقائي هناك بامكاننا اللعب كما اني أحب ان ادرس».
وطايف التلميذ في احدى المدارس الابتدائية سيكون بين 4.5 مليون تلميذ سيعودون للمدرسة بعد غد، فيما يأمل حكام العراق الجدد ان تكون بداية جيدة لنظام التعليم المصاب بالشلل في البلاد. وأزيلت صور صدام واي اشارة له من ملايين الكتب الدراسية الجديدة. ويقول مجلس الحكم العراقي للمعلمين ان صدام وحكمه الدكتاتوري الذي استمر ثلاثة عقود ليس من المواضيع الدراسية الآن. وقال فؤاد حسين المستشار بوزارة التعليم العراقية ان بداية العام الدراسي اشارة على ان الحياة تعود الى طبيعتها في البلاد بالرغم من العنف المنتشر جراء تفجير سيارات ملغومة وحدوث جرائم.
وقال حسين الذي عاد للعراق من منفاه في هولندا «سيكون هذا هو العام الاول الذي يبدأ فيه الطلاب عامهم الدراسي دون صدام حسين ودون الغناء له والاشادة به».
وعانت المدارس في العراق من العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على البلاد منذ أكثر من عقد بعد حرب الخليج عام .1991 وحتى قبل الحرب التي قادتها الولايات المتحدة العام الحالي ضد العراق كانت تقديرات الامم المتحدة تشير الى ان 80 في المائة من المدارس غير صالحة للاستخدام. وتسببت الحرب والتخريب والنهب في انقطاع الكهرباء لساعات طويلة خلال اليوم كما أدت الى انقطاع المياه عن العديد من المدارس. وعانت وزارة التعليم ايضا وأشعل مخربون النيران بمبنى الوزارة في الفوضى التي عمت البلاد في أعقاب الاطاحة بصدام في ابريل (نيسان) الماضي كما دمروا سجلات الوزارة. وأقيل عشرات من كبار المسؤولين من مناصبهم لارتباطهم بحزب البعث الذي كان صدام يرأسه. وعين علاء العلوان وزيرا للتعليم مع بقية أعضاء الحكومة العراقية الجديدة بداية سبتمبر (ايلول) الحالي.
وتقول فادية ابراهيم عبد الوهاب المديرة بمدرسة المنصور الابتدائية التي تدمرت وهي تتفقدها «اننا مستعدون للدراسة الا ان المبنى ليس مستعدا. سأجد صعوبة في بدء العام الدراسي».
ونهبت المدرسة في الفوضى التي عمت البلاد بعد سقوط صدام، اذ سرقت أجهزة كومبيوتر وطابعات وأجهزة تكييف ومكاتب حتى نموذج الهيكل العظمي الذي كان الطلبة يدرسون عليه سرق وهشمت نوافذ وأبواب المدرسة. وتحمل جدران المدرسة اثار أعيرة نارية ناجمة عن هجوم على مقر أحمد الجلبي الرئيس الحالي لمجلس الحكم العراقي القريب من المدرسة.
وتقول فادية ان الكتب الدراسية غير متوفرة لديها كما لم تصلها اي أخبار من وزارة التعليم عن اجراء اصلاحات بالمدرسة، ولكنها أعربت هي والمعلمون الثمانية بالمدرسة عن سعادتهم اذ انه لن يتحتم عليهم تعليم السياسة لطلابهم ومجموعهم الفا طالب. قالت «انا سعيدة لاننا سنتخلص من الشعارات المتكررة المؤيدة لحزب البعث، اننا أكاديميون ولسنا سياسيين». ومثل العديد من الاباء قال سلمان علوان سائق سيارة أجرة، 48 عاما، انه يشعر بالقلق بخصوص الاجراءات الامنية أكثر من قلقه على حالة الفصول الدراسية وما سيتعلمه أبناؤه. ومضى يقول وهو أب لثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين سبعة و11 عاما «أشعر بالقلق بسبب الوضع الامني والاقتصادي وكيفية توفير حقائب المدرسة والزي المدرسي لهم ولكن أكثر ما يقلقني هو الوضع الامني».
وتوفر الوكالة الاميركية للتنمية الدولية تكاليف تجديد الف من مدارس العراق ومجموعها عشرة الاف مدرسة ضمن جهود واشنطن لاصلاح نظام التعليم.
وتقوم واشنطن ايضا بتدريب المعلمين على أحدث الاساليب المتبعة في التعليم وقد انتهت المجموعة الاولى التي تضم أكثر من مائة معلم ومدير مدرسة ومشرف من تدريباتها الاسبوع الماضي.