30-03-2006, 11:02 PM
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 415
|
|
خذوني للجهاد...دراما جهادية
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن طالب الجامعة " جعفر عتبة " إلا الإبن الأوسط في عائلة الأستاذ عمر عتبة التي تقطن في إحدى الأحياء الشعبية في عمان الشرقية , ولم يكن بطل قصتنا هذه إلا شخصا عاديا بمقاييس مجتمعنا المعاصر , مع كامل التحفظ على ما اعتاد عليه مجتمعنا و صنف الناس على ضوئه (عاديين) .
لم يكن جعفر متدينا بالمعنى الدارج للكلمة , بالرغم أن والده كان يعد " محافظا" ,على الرغم من ذلك... كان جعفر يحافظ على صلاته في بيته قدر ما يستطيع - كما يقول - , ولا يجد غضاضة من سماع الأغاني و متابعة " الموضة " التي طالما أثارت إنتقادات الأستاذ عمر والد جعفر .
كان هناك أمر واحد يجعل جعفر يخرج قليلا عن" عاديته" , فلقد كانت أخبار الجهاد تثير إهتمامه بشكل خاص , و لقد أجهش مرة بالبكاء عندما شاهد فلما عن الجهاد في البوسنة والهرسك , و أصابه الغم لحال أمة الإسلام البائس , و شعر لسويعات برغبة بالجهاد في سبيل الله , لكن هذه الحالة لم تستمر سوى سويعات قليلة تبخرت بعدها في فضاء اللهو الفسيح ..
11 أيلول , وما أدراك ما 11 أيلول , فلقد كانت محطة مهمة في حياة جعفر " العادي " حسب مقاييس مجتمع ابتعد عن الإسلام و تعاليمه , و لنترك جعفر يقص لنا الحكاية بلسانه :
[center]استيقظت صباحا , و رأيت حركة غير عادية في المنزل , والدتي تجلس أمام التلفاز , و والدي يلبس نظارته التي لا يلبسها إلا في حالات الطوارئ, أخي محمد و غالب يجلسان بترقب يتابعان الأحداث عبر الشاشة الصغيرة , لم أفهم ما حدث ...
جعفر : ما الذي يجري ؟
أبو محمد : الله يستر يا ولدي , أمريكا تحترق ..
أم محمد : الله أكبر , الله أكبر , تعال يما يا محمد و شوف المجاهدين شو عملوا , ضربوا أمريكا في دراها ..الله ينرصهم الله ينصرهم ...
غالب : الله أكبر , الله أكبر , الله يلعن اليهود و الأمريكان , خليهم يذوقوا..
محمد : أكيد وراها اليهود لكي تقوم أمريكا بضربنا ..
لم يهتم جعفر كثيرا ببقية الحوار , فلقد كان إنعكاس الحدث على نفسيته إنعكاسا فريدا , نشط في دماغه خلايا كامنة , و هز في أعماقه عاطفة" حب الجهاد" , التي كانت و حتى تلك اللحظة , مجرد عاطفة خام , بلا معالم أو هوية , أو خارطة طريق تخرجها
من أسرها.
كانت القنوات الفضائية تعرض صور التفجيرات مرات و مرات , و جعفر لا يمل منها ولا يشبع , لقد كان يشاهد التفجيرات و دموعه حبيسة في زنزانة عينيه , تماما كما هي عاطفة " حب الجهاد" الخجولة , التي كانت تجلس في خدرها في عالم ما وراء الشعور....
لقد كانت ردة فعل جعفر مختلفة عن بقية أفراد الأسرة , بالرغم أنها لم تعكس مظاهر الفرحة العفوية التي أظهرها البقية , فأثرها كان عميقا جدا في نفسية جعفر الذي أصبح بعد 11 أيلول (( عادي)) مع وقف التنفيذ .
لقد كان أثر 11 أيلول يشبه زلزالا قويا ضرب عمق المحيط , فسبب شقوقا و صدوعا غير ظاهرة للعيان ,
لقد تغير إتجاه عقارب الساعة , و تغيرت معالم القرن الجديد بسبب ما فعلته تلك الطائرات المدنية , التي أنجزت مالم تنجزه أعتى الطائرات العسكرية في عشرات السنين ,
من وراء هذا الحدث الجلل ؟من تجرأ و حطم الصنمين في منهاتن ؟
كيف أعلن عن بداية الحرب العالمية الرابعة ؟
كيف غير التاريخ بسكاكين بلاستيكية و 19 عشر رجل ؟
من اي مدرسة عسكرية تخرج ؟ ما هي رتبته ؟ أين هو جيشه ؟
لم تكن تلك أسئلة تجول في خاطر جعفر وحده , بل كان يشاطره ذلك كل سكان هذا الكوكب,
أمريكا بدأت بالصراخ:
(( قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين * قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ))
لقد كان أسامة بن لادن رضي الله عنه هو ذلك الفتى ,
|