مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-12-2001, 04:09 AM
steitieh steitieh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 53
إفتراضي وثيقة بون تركّز سيطرة أميركا على أفغانستان و تؤسس لاستئصال الإسلام منها

وثيقة بون تركّز سيطرة أميركا على أفغانستان و تؤسس لاستئصال الإسلام منها
بسم الله الرحمن الرحيم

وثيقة بون تركّز سيطرة أميركا على أفغانستان
وتؤسس لاستئصال الإسلام منها
بعد أكثر من شهرين متواصلين من الحرب الظالمة المدمرة التي شنتها أميركا على الشعب الأفغاني المسلم تمكنت من استعادة نفوذها وسيطرتها على أفغانستان والإطاحة بحكامها واجتثاث التوجه الإسلامي منها. وقد ساعدها على ذلك العرقية البغيضة التي تمثلت في تجمع الشمال من زعامة الطاجيك والأزبيك الذين قاموا بدور رأس الحربة الأميركية المسموم حين استجابوا لطلب أميركا بإعلان الحرب على إخوانهم الأفغان المسلمين، ووقفوا مع القوات الأميركية الجوية التي كانت تمطرهم ليل نهار بالأسلحة الفتاكة مستخدمة الطائرات الاستراتيجية المقاتلة العملاقة مثل طائرة بي52 وغيرها. كما وساعدتها الغالبية العظمى من حكام العالم الإسلامي وعلى رأسهم حكام العرب وحكام باكستان وحكام تركيا وحكام البلاد المجاورة للأفغان. هؤلاء الحكام تصرفوا تصرف العدو، إنهم خونة وليسوا مجرد عملاء للعدو، فقد قدموا جميع التسهيلات اللازمة من معلومات أمنية ومطارات وقواعد عسكرية وفتح أجواء ومياه إقليمية واستعداد تام لتقديم الرجال رهن الإشارة.

أما الشعوب الإسلامية فإنها فرطت في واجبها تجاه مسلمي الأفغان تفريطاً فظيعاً. وكان الواجب عليهم نصرة إخوانهم في أفغانستان، قال تعالى: ]إنما المؤمنون إخوة[ ، وقال الرسول r : «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره» وقال أيضاً: «ما من امرئٍ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» . وكان بإمكان الشعوب إجبار الحكام العملاء الجبناء والحكام الخونة على عدم إعطاء التسهيلات وفتح المطارات والقواعد والأجواء والأرض والمياه للكفار الذين يحاربون المسلمين. فإن لم يمتثل هؤلاء الحكام تَقُم الشعوب بإسقاطهم، وتَقُم الجيوش بإسقاط هؤلاء الحكام الخونة لأن الجيوش هي أبناء الشعوب.

ومما شجع بوش على اتخاذ قرار الحرب الرأيُ العام الأميركي الذي طالب بالانتقام بعد حادث 11/9 ، وشجعه أيضاً ضعف أفغانستان وخيانة حكام العالم الإسلامي في مناسبات سابقة مماثلة كثيرة؛ هذا بالإضافة إلى الحشد الضخم الذي حصل عليه من دول الكفر وشعوبها في شتى أنحاء العالم، ما ذكّرَنا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها...» ففي الوقت الذي تنادى به الكفر دولاً وشعوباً من أقاصي الأرض لمساعدة أميركا، العملاقة، أقوى وأغنى دول الأرض، لم نسمع ولم نر حاكماً واحداً من حكام العالم الإسلامي أو غيره يقف موقف الحق والرجولة مع الشعب الأفغاني المسلم أفقر شعوب الأرض.

لم تتوقف أميريكا عند حد تحقيق الأهداف الخمسة التي أعلنها بوش للملأ أمام الكونجرس عشية إعلان الحرب على أفغانستان، بل تعداها إلى أبعد من ذلك بكثير؛ فقد أخذت الحكومة الأميركية تفرض الوصاية الفعلية على أفغانستان تحت اسم الأمم المتحدة ، وتعمل على صياغة أفغانستان جديدة، لتغريبها بالحضارة الغربية، وإحكام ربطها بعجلة الاستعمار الأميركي البغيض بحيث يصبح من الصعب انعتاقها بالأساليب والوسائل العادية. وأخذت تعمل على صياغة دستور جديد لأفغانستان (كما سبق أن وضعت دساتير لكل من ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية) لإبقائها ضمن الحظيرة الأميركية إلى أمد بعيد. فهي تعمل على وضع نظام قضائي جديد، ونظام مالي جديد، ونظام تعليمي جديد، وصياغة جميع نواحي الحياة وفق ما يناسبها ويضمن مصالحها، ليس في أفغانستان فحسب بل وفي آسيا الوسطى كلها. وهذا التوجه سمّاه خبراء وزارة الخارجية الأميركية: "بناء الأمة (الأفغانية)" . وهذه الصياغة تتضح من فحوى وثيقة بون التي صدرت في 5/12 ، ومن الأسلوب الذي سلكته أميركا في إقرار هذه الوثيقة وإضفاء ما يسمى بالشرعية عليها. فهي تعمل من هذا المنطلق لإحكام قبضتها على أفغانستان. وقد جندت خبراءها لإنجاز هذه المهمة وهم: ريتشارد هاس (مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية) ، ومارك جروسمان (وكيل وزارة الخارجية) ، وجوفري لونستيد (خبير في الشئون الأفغانية) ، وخليل زاد (أفغاني الأصل ومستشار البيت الأبيض للشئون الأفغانية) .

تخطت أميركا زعماء القبائل وأهل الحل والعقد وأصحاب الشأن في أفغانستان واستعاضت عنهم بحفنة من العملاء الخونة الذين معظمهم من المستغربين المفتونين بالحضارة الغربية، وأجرت معهم مداولات صورية استمرت تسعة أيام في بون انتهت بإقرار وثيقة عينت أميركا عن طريقها رئيساً مؤقتاً وخمسة نواب له وعدداً من الوزراء للوزارات المهمة، ورسمت لهم بهذه الوثيقة مخططاً يسيرون عليه خلال ستة الأشهر القادمة التي حددتها لحكمهم، ومخططاً لما بعد حكمهم يتعلق بمصير أفغانستان في المستقبل. وفي اليوم التالي لتوقيع الوثيقة، أي في 6/12 استصدرت من مجلس الأمن بالإجماع القرار رقم1383 الذي جاء فيه: "يوافق (مجلس الأمن) على الاتفاقية الخاصة بالترتيبات المؤقتة في أفغانستان بانتظار إعادة تأسيس مؤسسات حكومية دائمية...".

إن هذا الأسلوب الخبيث الذي اتبعته أميركا في تحديد مصير الشعب الأفغاني المسلم بعد أن أطاحت بحكومته يعتبر سابقة خطرة في العلاقات الدولية، ولا يستند إلى أي بند من بنود ما يسمونه ميثاق الأمم المتحدة، أو إلى ما يطلقون عليه: القانون الدولي أو العرف الدولي، أو أية شرعة من الشرائع. ولو كان خلاف ذلك لما فات الأخضر الإبراهيمي، عميلها المرتزِق، أو رئيس مجلس الأمن الحالي من الإشارة إلى المادة التي يستند إليها مثل هذا التصرف. وعدم قانونية هذا الأسلوب ومخالفته لكل ما يتشدقون به من القوانين والشرائع هو الذي حدا بأميركا لأن تأخذ الموافقة السريعة عليه من شاهد الزور ألا وهو مجلس الأمن الدولي. إن هذه السابقة الخطرة سوف تسير عليها أميركا في علاقتها مع الدول والشعوب الضعيفة التي ترى فيها خطورة على مصالحها. إنه اسلوب (بلطجة) دولية أو إرهاب دولة تمارسه أميركا على الشعوب برعاية من منظمة الأمم المتحدة. ومما يلفت النظر أن يحصل ذلك بإجماع من الدول الكبرى وبموافقة صريحة منها. ومن المؤكد أن هذا الإجماع نابع من كون المسألة مسألة إسلامية تتعلق بشعب مسلم.

أما فحوى الوثيقة فإنه يوحي بالمستقبل المظلم الذي ينتظر شعب أفغانستان على يد الاستعمار الأميركي البغيض؛ وينذر بمزيد من الويلات والنزاعات والقتال وسفك الدماء الزكية من الشعب الأفغاني المسلم، وينذر بمحاولات شيطانية خبيثة لإبعاده عن دينه كما حصل مع الشعوب الإسلامية الأخرى التي ابتليت بالغزو الفكري الغربي علاوة على الغزو العسكري والحكم المباشر من الغرب الكافر قبل تسليمه الحكم لعملائه، مثل بلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا. فالنية الأميركية، كما ظهرت صريحة من بنود الوثيقة، تنذر بالويل للشعب الأفغاني المسلم إذا لم يتصدَّ بقوة لما تخططه له الدوائر الأميركية، وإذا لم يتخلص من العملاء الذين تسعى أميركا لتمكينهم من رقاب الناس.

ورد اسم الأمم المتحدة (الذي يُقْصَدُ به حقيقةً أميركا) أكثر من خمسين مرة في الوثيقة المكونة من سبع صفحات، وقد تعمّدت أميركا اتخاذ اسم الأمم المتحدة وعَلَمَها غطاء لعملها من أجل تضليل الشعب الأفغاني الذي استعصى على النفوذ الغربي الكافر لقرون. ولأنها تعلم أن الشعب الأفغاني المسلم الذي ضحى بمئات الآلاف من الشهداء في محاربة الاحتلال الروسي، والذي طرد روسيا مكسرة محطمة الأضلاع، والذي قاوم، قبل ذلك، الاستعمارَ البريطاني وطرده شرَّ طرد، أنه لن يقبل الآن الاحتلال الأميركي مهما اتخذ من صور وأشكال متعددة لإخفاء وجهه القبيح. وقد أعطت الوثيقةُ دوراً بارزاً لأميركا بثوب الأمم المتحدة في تقرير شئون الشعب الأفغاني الداخلية والخارجية والإشراف على الصغير والكبير منها. ففي ملحق الوثيقة رقم 2 المعنون: "دور الأمم المتحدة (أميركا) أثناء الفترة الانتقالية" ورد ما نصه:

1 ـ سيكون المبعوث الخاص للسكرتير العام (أنان) مسئولاً عن كل نواحي عمل الأمم المتحدة (أميركا) في أفغانستان.

2 ـ سوف يقوم المبعوث الخاص بالمراقبة والمساعدة على تنفيذ جميع نواحي هذه الاتفاقية.

3 ـ سوف تقوم الأمم المتحدة (أميركا) بإبداء المشورة للسلطة المؤقتة من أجل تأسيس بيئة محايدة تفضي إلى انعقاد اجتماع طارئ لأهل الرأي في ظروف حرة ونزيهة. وسوف تعطي الأمم المتحدة (أميركا) اهتماماً خاصاً بسلوك تلك الهيئات الإدارية التي يمكنها التأثير مباشرة في عقد الاجتماع الطارئ لأهل الرأي ونتيجته.

4 ـ يمكن أن يُدعى المبعوثُ الخاص للسكرتير العام أو من ينوب عنه لحضور اجتماعات الحكومة المؤقتة أو اجتماعات الهيئة المستقلة الخاصة عند عقد الاجتماع الطارئ لأهل الرأي.

5 ـ إذا منعت الحكومة المؤقتة أو الهيئة المستقلة الخاصة بشكل فعّال من الاجتماع أو كانت عاجزة عن الوصول إلى قرار حول مسألة لها علاقة بالاجتماع الطارئ لأهل الرأي، فعلى الممثل الخاص للسكرتير العام أن يستعمل مساعيه الحميدة بقصد تسهيل الوصول إلى حل للعقبة القائمة أو القرار آخذاً بعين الاعتبار وجهات نظر كل من الحكومة المؤقتة والهيئة المستقلة الخاصة.

6 ـ للأمم المتحدة (أميركا) الحق في التحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان، حيث يلزم، وحق التوصية بالعمل اللازم للتصحيح...

واشترطت الوثيقة حضوراً أميركيا بثوب الأمم المتحدة لوضع دستور للبلاد: "... على الحكومة المؤقتة، وخلال شهرين من توليها لمهامها، أن تؤسس بمساعدة الأمم المتحدة (أميركا) هيئة دستورية" . "سوف تقوم الأمم المتحدة (أميركا) بالمساعدة على تأسيس وعمل الهيئة الخاصة المستقلة التي ستعمل على عقد الاجتماع الطارئ لأهل الرأي وعلى تأسيس وعمل سكرتارية قوية فعالة" . وحضوراً أميركيا لإعادة بناء النظام القضائي: "على الحكومة المؤقتة أن تؤسس بمساعدة واشتراك الأمم المتحدة (أميركا) هيئة قضائية لإعادة بناء النظام القضائي الداخلي طبقاً للمبادئ الإسلامية والمعايير الدولية وحكم القانون والأعراف الشرعية الأفغانية" . ويلاحظ من هذه الفقرة النية المبيتة في إدخال القضاء الوضعي المغلف بالمسحة الإسلامية. وحضوراً أميركيا للمؤسسات المالية: "... على الحكومة المؤقتة أن تؤسس بمساعدة الأمم المتحدة (أميركا) بنك أفغانستان المركزي الذي سيعمل على تنظيم إصدار العملة في البلاد..." وحضوراً أميركيا فيما يتعلق بالخدمة المدنية: "على الحكومة المؤقتة أن تؤسس، بمساعدة الأمم المتحدة (أميركا) هيئة مستقلة للخدمة المدنية...". وبذلك تتمكن أميركا من السيطرة على الجهاز الإداري للدولة وشراء ذمم الكثيرين من ضعاف النفوس وإفسادهم. وحضوراً يمكنها من التدخل في كل ما يستجد من إجراءات: "يمكن للحكومة المؤقتة، بمساعدة الأمم المتحدة (أميركا) تأسيس أية هيئة أخرى لمراجعة المسائل غير المذكورة في هذه الاتفاقية" . وحضوراً يتعلق بأعمال وصلاحيات أعضاء الحكومة التي فرضتها على رقاب الناس: "أعمال وصلاحيات أعضاء الحكومة المؤقتة سوف توسع حسبما يقتضيه الحال بمساعدة الأمم المتحدة (أميركا)". وحضوراً في أي تغيير يتعلق بالقواعد الإجرائية لجميع مؤسسات الدولة: "القواعد الإجرائية لجميع الهيئات التي تم تأسيسها تحت حكم الحكومة المؤقتة سوف توسع حسبما يقتضيه الحال بمساعدة الأمم المتحدة (أميركا)" . واشترطت مراقبة أميركية على تنفيذ بنود الاتفاقية: "سوف يقوم الممثل الخاص لسكرتير الأمم المتحدة (أميركا) بالمراقبة والمساعدة على تنفيذ جميع نواحي هذه الاتفاقية" .

إن أميركا عدو للمسلمين لا يرحم، أمطرتهم في أفغانستان بالحمم على مدار الساعة أكثر من شهرين متتاليين وفي شهر رمضان المبارك بالذات، ولا زالت. قتلت عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء عن تعمد وسبق إصرار. وقتلت الأسرى في قلعة جانجي وفي قندوز ومزار الشريف وغيرها، غيرَ عابئة بالأعراف والمواثيق. شنت حربها هذه على المسلمين تحت اسم مقاومة الإرهاب مع أنها هي الدولة الإرهابية الأولى عبر تاريخها، فهي قتلت أهل أميركا الأصليين، الهنود الحمر، واستولت على ممتلكاتهم، وهي جلبت السود من إفريقيا واستعبدتهم، وما زالت تعاملهم بالتمييز العنصري، وهي التي ضربت اليابان بقنبلتين ذريتين، وضربت العراق والسودان وأفغانستان بالصواريخ. كما أنها كانت وراء معظم الحروب المحلية التي حصلت في القرن الماضي في أميركا اللاتينية وأفريقيا وشرق آسيا والعالم الإسلامي، وكانت تطلق عليها بمعرفة كل المراقبين "الحرب بالوكالة". كما وأنها هي راعية "سي.آي.إيه وكالة الاستخبارات الأميركية" التي مهمتها الأساسية العمل خارج الأرض الأميركية، وهي أكبر وأخطر منظمة إرهابية في تاريخ العالم. ابتدعت في خمسينيات القرن الماضي فكرة الانقلابات العسكرية، فأشغلت الشعوب بدوامة هذه الانقلابات، واغتالت كثيراً من رؤساء الدول، واشترت جيوشاً من العملاء من شتى الاتجاهات، كما وكانت وراء كثير من المنظمات والحركات التي أصبحت إرهابية ممنوعة. حتى غدت سمعة "سي آي إيه" بأعمالها القذرة تحرج الساسة الأميركان ما دفع الكونجرس إلى سن تشريعات تحد من أعمالها، ودَفَعَ الحكومةَ الأميركية إلى إخفاء الأرقام الحقيقية لميزانيتها والتستر على كثير من فضائحها. كما أن أميركا تسخّر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتحقيق مصالحها الخاصة، وتفرض القوانين الدولية أيضاً لمصالحها الخاصة، وتكيل بمكيالين، وتتبجح بأنها "أفضل صديق لإسرائيل" وتغدق عليها المليارات وتزودها بصنوف الأسلحة الحديثة المتطورة لتبقي على تفوقها النوعي في قلب العالم الإسلامي. وتنصب على المسلمين حكاماً عملاء لها، لا يَرْقُبُون في مسلم إلاًّ ولا ذمّة، تحضّهم على البطش بشعوبهم إن حاولت هذه الشعوب محاسبتهم. فعلى الشعوب الإسلامية أن تعرف عدوها، وأن تعي درس أفغانستان، وأن تدرك أن ما حصل هناك قد يحصل على أي شعب من هذا العدو المتغطرس في أية لحظة من اللحظات. وها هي التحركات الأميركية لضرب العراق أو الصومال أو غيرها قد بدأت، وتم نقل مركز قيادة القوات الأميركية إلى الكويت، وزادت من دعم قواتها في الخليج. فأميركا وحليفاتها من دول الكفر مستمرة في تحطيم البلاد الإسلامية بلداً بلداً للهيمنة التامة عليها. والدواء لهذا البلاء هو شيء واحد: هو الإطاحة بالحكام الخونة والحكام العملاء الجبناء في البلاد الإسلامية، والإطاحة بأنظمتهم القائمة على العلمانية الكافرة، وإيجاد الخلافة الإسلامية على أنقاضهم التي تطبق الإسلام وتوحد المسلمين في دولة واحدة كبيرة مرهوبة الجانب تحت راية خليفة واحد. وعندئذٍ لن يكون المسلمون أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام. وعندئذٍ سيكون نصر الله حليف المسلمين، قال تعالى: ]إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم[ ، وقال رسول الله r : «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به» .

إن الشعب الأفغاني لا يؤمن بغير الإسلام نظاماً لحياته اليومية وطريقةً للعيش؛ فمن العبث إقحام الحضارة الغربية والنظام الأميركي الكافر المستورد، فليس في ذلك إلاّ غضب اللّه، والمزيد من الفوضى والقلاقل والفتن وسفك الدماء الزكية الطاهرة. فعلى الشعب الأفغاني المسلم وبخاصة أهل الحل والعقد وأصحاب الرأي والمشورة أن يتمسكوا بإسلامهم مهما كلفهم من تضحيات، وأن لا يقبلوا بغيره دستوراً للبلاد، فلا مكان لدساتير الكفر عند المسلمين سواء أكانت الديمقراطية أو الأعراف الدولية أو غيرها من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان. قال r : «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي» . وقال: «تركتكم على المحجّة البيضاء ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلاّ هالك» . وعلى الشعب الأفغاني أن ينبذ العرقية البغيضة؛ قال r : «ليس منا من دعا إلى عصبية» ، وقال r : «ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة» ؛ وقال تبارك وتعالى: ]إن أكرمكم عند الله أتقاكم[ . وما كان لأميركا وغيرها من دول الكفر أن تحسم الحرب لصالحها بهذه السرعة لولا تآمر حكام باكستان وخيانتهم لأفغانستان بإذعانهم لأميركا، ولولا تآمر بعض زعماء الطاجيك وبعض زعماء الأوزبيك وبعض زعماء الباشتون الذين باعوا أنفسهم لها. فإذا تمكنوا بتحالفهم مع أميركا، عدو الإسلام والمسلمين، من التغلب على إخوتهم المسلمين الأفغان فإنهم بفعلتهم الشنيعة هذه قد فتحوا باب أفغانستان على مصراعيه للنفوذ الأجنبي، ومكنوا أميركا من إعادة فرض سيطرتها عليهم بعد أن تخلصوا منها، وفتحوا الباب لقوات الدول الكافرة تحتل أرضهم. كان الشعب الأفغاني يعاني من العرقيات قبل الحرب أما الآن بعد الحرب فقد أصبح يعاني من العرقيات والسيطرة الأجنبية الكافرة المباشرة واحتلال القوات الأجنبية الكافرة. فإن عاد الشعب الأفغاني إلى نبذ العرقية البغيضة، ونبذ الزعماء الذين تحالفوا مع أميركا، والتمسك بالإسلام، فإن النصر سيكون حليفه بإذن الله. قال تعالى: ]وكان حقاً علينا نصر المؤمنين[.


الاثنين 25 رمضان 1422هجرية حزب التحرير

الموافق 10/12/2001 ميلادية


www.al-aqsa.org (صوتيات من الأقصى المبارك)
www.al-waie.org
www.march1924.com
www.khilafah.net
www.khilafah.com
www.khilafah.com.pk (urdu
www.al-islam.or.id (indonesia
www.hilafet.com (turkish
www.explizit-islam.de (german
www.expliciet.nl (holland
www.khilafah.dk (danish
www.muslimstudent.org.uk
www.caliphate.org.uk
  #2  
قديم 26-12-2001, 04:28 PM
aboutaha aboutaha غير متصل
زهير عكاري
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 5,729
إفتراضي

سبحان الله ..........
__________________


التطرف آفة عظيمة وصفة ذميمة تدمر الوطن وتضع المجتمع
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م