مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-11-2002, 03:40 PM
بوفاتح بوفاتح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 46
إفتراضي هل إستوحى بن لادن فكرة أحداث سبتمبر من أدونيس ؟

استوحى بن لادن فكرة احداث سبتمبر من ادونيس؟ شعر

"تفتتي يا تماثيل الحرية، أيتها المسامير المغروسة في الصدور بحكمة تقلد حكمة الورد، الريح تهب ثانية من الشرق، تقتلع الخيام وناطحات السحاب·
المعركة آتية بين العشب والأدمغة الالكترونية، العصر كله معلق على جدار، وها هو النزيف، في الأعلى رأس يجمع بين القطب والقطب، في الوسط آسيا، وفي الأسفل قدمان لجسد غير منظور· أعرفك أيتها الجثة السابحة في مسك الخشخاش، أعرفك يا لعبة الثدي والثدي·
أنظر إليك وأحلم بالثلج، أنظر إليك وأنتظر الخريف·
ويعلو صوتي : حرروا لنكولن من بياض المرمر، من نيكسون، وكلاب الحراسة والصيد، اتركوا له أن يقرأ بعين جديدة صاحب الزنج علي بن محمد"
كتب ادونيس تلك الكلمات في قصيدته "قبر من اجل نيويورك" عام 1971. ويمكن لاي هاو من هواة الكلمات المتقاطعة، ان يلبسها بعضا من قاموس بن لادن كما بان في بياناته وخطبه الاخيرة، لتصبح بيانا جديدا كتب البارحة، لهذا المختبئ في المغارة الافغانية وتطارده الاساطيل والجيوش باعتباره "الشر الذي يهدد العالم". فهل قرأ بن لادن قصيدة ادونيس واستوحى منها مخطط ما حدث يوم 11 سبتمبر 2001؟
فخري زهير نشر في بيان اليوم المغربية هذه القراءة الجديدة لقصيدة ادونيس القديمة:

نيويورك، أنظر إليك، وأنتظر الخريف


"قبر من أجل نيويورك"، عنوان لقصيدة رصدية واستشرافية في آن· شأنها شأن معظم شعر أدونيس الرؤياوي· فهي ترصد حركة حضارة تتكئ على صخب الحديد وجليد الإسمنت، وتستشرف تداعيات هذه الحضارة ومآلها والأفق الكارثي الذي تمضي إليه…
لم تكن نيويورك، قد تلقت صفعة إنذار بعد؛ بل كانت وقت كتابة القصيدة سنة 1971، سادرة في الغي، كانت منشغلة بتدبير هولوكوست يعصف بالجهات كلها، فيما هي كانت تتحصن بدخانها وجنونها، وبوهم بطولتها، وبالذي قد لا يشفع لها كي تظل سوطا مشهرا، ويظل العالم جسدا معلقا يبحث عن براءة!…
كانت نيويورك تصوغ حضارتها بيد العبث، الحديد عمادها والنار· كانت تعتلي أبراج الإسمنت، وتلاحق الغيم الممتد صوب الشمس، وتعبث بالرهانات المحمولة على أجنحة الحمام؛ كانت تنتصب نسرا كاسرا يبسط ظلام جناحيه على أحلام الأنام، ويكسف النور المنبعث من مختبرات صناعة الضوء، على امتداد الماء واليابسة… كانت تغير على شموس الحرية الحقيقيين، فيما هي كانت "تتحصن" بـ "حريتها" الممسوخة، من غير أن يكون لها أي مبرر لاحتمائها بتمثالها المستنسخ·
ونيويورك أو واشنطن، أو قل أمريكا، كما يعلم الجميع، كابوس مزعج لسكان كوكبنا الأرضي، الذين يجوعون لكي تشبع هي؛ وتلك خلاصة نستخلصها مع شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب حين صرخ : " فمن جوع صغارك يا وطني، أشبعت الغرب وغربانه"·
وأمريكا أيضا أسست "حضارتها" بالبطش والدوس على جثث الآخرين وجماجمهم، وهي "الحضارة" التي بدون بعد إنساني، والتي لم تخلق مسببات ديمومتها واستمرارها في الزمن، إنها "حضارة تنهار، وقلب من الطين وعينان بلا قرار" عند الشاعر عبد الوهاب البياتي، وانهيار هذه "الحضارة" يكمن في كينونتها الزائفة، فقد تستمر، لكن بالحديد والنار، وبدون نسغ إنساني، تستمر مثل الوباء، وهذا مايذكرنا به شاعرنا الأبهى محمود درويش حين يعتبر "أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا"·
إن حضارة بهذه المواصفات لن تكون إلا "حضارة بأربعة أرجل" كما صورها بحذق أكبر أدونيس، وهي الصورة الأبلغ حين تنفذ إلى حقيقة أمريكا التي لا تبعد عن جنس الحيوان الضاري، أمريكا "الشخصية" المرهوبة الجانب على امتداد الحكاية الجديدة لهذا الكوكب الأرضي…
ولأن قصيدة "قبر من أجل نيويورك" ترصد هذه الحقيقة، وتستشرف - بنوع من الحدس قوي- أفقا تهوي فيه أصنام الحرية، (وتقتلع فيه ريح الشرق ناطحات السحاب)، ولأن تفاعلات ما بعد الصفعة التي تلقتها أمريكا في 11 سبتمبر 2001، تخلق سياقا مناسبا يسوغ إعادة إدراج بعض من هذه القصيدة حتى يطلع عليها القارئ، ويلمس استباقها الزمني وقوتها الحدسية…، فإننا نراها إلى جانب ذلك ترفع جماليتها في وجه القبح الذي تجسده أمريكا من خلال إرهابها الأعتى، وتحمل إدانتها لمجمل تمظهرات هذا الإرهاب المعولم !


ـــــــــــــــــــ
قصيدة لأدونيس، مجلة مواقف، ع15، ماي - يونيو 1971- لبنان
قبر من أجل نيويورك (مقاطع)

حتى الآن، ترسم الأرض إجاصة
أعني ثديا
لكن، ليس بين الثدي والشاهدة إلا حيلة هندسية:
نيويورك،
حضارة بأربعة أرجل؛ كل جهة قتل وطريق إلى القتل، وفي المسافات أنين الغرقى·
نيويورك،
امرأة- تمثال امرأة
في يد ترفع خرقة يسميها الحرية ورق نسميه التاريخ
وفي يد تخنق طفلة اسمها الأرض·
(…)
هنا،
في الجهة الطحلبية من صخرة العالم، لا يراني إلا زنجي يكاد أن يقتل أو عصفور يكاد أن يموت، فكرت :
نبتة تسكن في أصيص أحمر كانت تتحول وأنا أبتعد عن العتبة، وقرأت : عن فئران في بيروت وغيرها ترفل في حرير بيت أبيض، تتسلح بالورق وتقرض البشر،
عن بقايا خنازير في بستان الأبجدية تدوس الشعر، (…)
تفتتي يا تماثيل الحرية، أيتها المسامير المغروسة في الصدور بحكمة تقلد حكمة الورد، الريح تهب ثانية من الشرق، تقتلع الخيام وناطحات السحاب·
وثمة جناحان يكتبان :
أبجدية ثانية تطلع في تضاريس الغرب،
والشمس ابنة شجرة في بستان القدس·
هكذا أضرم لهبي، أبدأ من جديد، أشكل وأحدد :
نيويورك،
امرأة من القش والسرير يتأرجح بين الفراغ والفراغ، وها هو السقف يهترئ : كل كلمة إشارة سقوط، كل حركة رفش أو فأس، وفي اليمين واليسار أجساد تحب أن تغير الحب النظر السمع الشم اللمس والتغير- تفتح الزمن كبوابة تكسرها وترتجل الساعات الباقية (…)
نيويورك، أيتها المرأة الجالسة في قوس الريح،
شكلا أبعد من الذرة،
نقطة تهرول في فضاء الأرقام،
فخذا في السماء وفخذا في الماء،
قولي أين نجمك؟ المعركة آتية بين العشب والأدمغة الالكترونية، العصر كله معلق على جدار، وها هو النزيف، في الأعلى رأس يجمع بين القطب والقطب، في الوسط آسيا، وفي الأسفل قدمان لجسد غير منظور· أعرفك أيتها الجثة السابحة في مسك الخشخاش، أعرفك يا لعبة الثدي والثدي·
أنظر إليك وأحلم بالثلج، أنظر إليك وأنتظر الخريف·
ثلجك يحمل الليل، ليلك يحمل الناس كالخفافيش الميتة، كل جدار فيك مقبرة كل نهار حفار أسود،
يحمل رغيفا أسود، صحنا أسود
ويخطط بهما تاريخ البيت الأبيض (…)
وضعت نيويورك بين قوسين وسرت في مدينة موازية· قدماي تمتلئان بالشوارع، والسماء بحيرة تسبح فيها أسماك العين والظن وحيوانات الغيم·
وكان الهدسون يرفرف كغراب يلبس جسد البلبل، وتقدم نحوي الفجر طفلا يتأوه ويشير إلى جراحه، وناديت الليل فلم يجب، حمل سريره واستسلم للرصيف· ثم رأيته يتغطى بريح لم أجد أرق منها غير الجدران والأعمدة… صرخة، صرختان، ثلاث… وأجفلت نيويورك كضفدع نصف جامد يقفز في حوض بلا ماء·
لنكولن،
تلك هي نيويورك : تتكئ على عكاز الشيخوخة وتتنزه في حدائق الذاكرة، والأشياء كلها تميل إلى الزهر المصنوع· وفيما أنظر إليك، بين المرمر في واشنطن، وأرى من يشبهك في هارلم، أفكر : متى تحين ثورتك الاتية؟ ويعلو صوتي : حرروا لنكولن من بياض المرمر، من نيكسون، وكلاب الحراسة والصيد، اتركوا له أن يقرأ بعين جديدة صاحب الزنج علي بن محمد، وأن يقرأ الأفق الذي قرأه ماركس ولينين وماوتسي تونغ والنفري، ذلك المجنون الذي أنحل الأرض وسمح لها أن تسكن بين الكلمة والإشارة (…)
لنكولن،
تلك هي نيويورك : مرآة لا تعكس إلا واشنطن، وهذه واشنطن : مرآة تعكس وجهين - نيكسون وبكاء العالم (…)
نيويورك،
أحصرك بين الكلمة والكلمة، أقبض عليك، أدحرجك؛ أكتبك وأمحوك· حارة باردة، بين بين· مستيقظة، نائمة، بين بين· أجلس فوقك وأتنهد أتقدمك وأعلمك السير ورائي، سحقتك بعيني أنت المسحوقة بالرعب، حاولت أن آمر شوارعك : استلقي بين فخذي لأمنحك مدى آخر؛ وأشياءك : اغتسلي لأعطيك أسماء جديدة (…)
نيويورك ! تمزجين الأطفال بالثلج وتصنعين كعكة العصر، صوتك إكسيد، سم مما بعد الكيمياء، واسمك الأرق والاختناق·(…)


فخري زهير
03 11 2001
__________________
ليست العظمة في أن لا تسقط ، ولكن العظمة في أن تسقط وتنهض من جديد.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م