حال الأمّة
حال الأمّة
6\7\2002\
******
بعد أن اغتربت عن وطني العربي مدة ثلاثة أعوام كادت خلالها دعايات الأنظمة
العربية أن توهمني أن أوضاع الوطن قد تغيرت نحوالأحسن،عدت إلى الوطن
العربي تحت تأثير تلك الدعاية ولكنني وجدت الآتي 0
*********
أكاد أجزم أني لم أغب أبدا
فحال أمتنا باق كما عهدا
شعب ينام على ضيم ويحرسه
حتى من الحلم جمهور من (العمدا)
وقادة ملؤوا أسماعنا(حكما)
عن(السلام)الذي مدوا إليه يدا
وغاصب يتشكى أنّ قدرتنا
على التناسل لاتبقي لديه غدا
فيعمل السيف في أعناقنا أملا
أن لايظل بنا من ينجب الولدا
لعل مستوطنيه في منازلنا
بعد المجازر لايخشوننا عددا
ولا يسالم من مدوا ظهورهم
جسرا ليعبر أنى شاء أوقصدا
******
أكاد أجزم أن لاشيء في وطني
إلا على وضعه في بؤسه صمدا
(ولاتنا) كلهم باق ، ومن نضجت
جلودهم أبدلونا منهم جددا
وما تزال حدود الإنفصال بهم
محروسة ، بل وزادواشملنابددا
******
الله يابلدي كم أنت رائعة
برغم قبح(ولاة) شوهوا البلدا
جنّات عدن تولى أمر ساكنها
رهط الشياطين من عاثوا بها نكدا
إن(السلاطين) في أقطار أمتنا
عدوا على الحسن حتى صار مفتقدا
جيش من(الأمن) لايبقي على أحد
في مأمن ، إنه الخوف الذي وفدا
(والعدل) في قبضة الجلاد يزرعه
فوق الجلود جميعا لم يدع أحدا
هي المساواة في أجلى مظاهرها
ورد ، وليس بناإلا الذي وردا
*******
ماذا أقول وقد صرنا إلى زمن
نرجو لدى(أمريكا) العون والسندا
لعلها تكبح الطغيان في وطن
طغيانه عمه يستنجد الرّمدا
فالكي بالرغم مما فيه من ألم
قد يستطب به الداء الذي عندا
والسم يقتل لكن ربما برئت
ببعضه علل تسقي كؤوس ردى
******
ياأمتي كدت في أعوام مغتربي
أظن عيشك أمسى هانئا رغدا
وجئت أحلم في عود يمتعني
بعد العناء بما قد يبعث الحسدا
فراعني أن ما هاجرت مبتعدا
عنه،مقيم فلم يبرح ولا ابتعدا
بغداد نخل ولكن ما له ثمر
والشام بادية قد أنضبت بردى
ومصر بعد بناة السد صار بها
تدفق النيل يبدو مثل من جمدا
وغزة وأريحا أنهر سكبت
من الدماء سيولاتحمل الزبدا
أبناؤها من تصدوا دون غيرهم
للغزو يوم سواهم خاف وارتعدا
والأرز فوق ذرى لبنان منتصب
كحارس يحرس الجيش الذي قعدا
نضارة الأرز كادت في تصحرنا
تذوي ويذهب جهد العاملين سدا
والباقيات من الأقطار تضربها
ريح الشمال فلا تبقي لهم وتدا
******
ياأمتي حالنا تدعو مواطننا
أن يركب الريح عن أقطارنا حردا
فلا تلومي اغترابي نحن في وطن
سكانه كلهم ليسوا من السعدا
*********
محمد حيدر- بيروت في 6\7\2002\
|