لا نسخ في القران الكريم

[القحطاني]

يقول الشيخ محمد محمود ندا مدير عام الإدارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف في مصر في كتابه ( النسخ في القران بين المؤيدين والمعارضين ) يقول لا نسخ في القران الكريم والقول بالنسخ هو تخريف ووافقوه علماء الأزهر.
يقول بشأن آية ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت ) ليست نصا في جواز النسخ في القران الكريم بل فيها للمفسرين أقوال كثيرة :
قال مجاهد فيها : يحكم الله أمر السنة في رمضان فيمحوا ما يشاء ويثبت ما يشاء إلا الحياة والموت والشقاء والسعادة . وقال الطحان : يمحو الله ما يشاء من ديوان الحفظة ما ليس فيه ثواب ولا عقاب ويثبت ما فيه ثواب وعقاب وليس المقصود نسخ آيات الله . وقال الفخر الرازي : في هذه الآية قولان الأول : إن الله يمحو من الرزق ويزيد فيه وليس نسخ الآيات . والثاني : إن هذه الآية خاصة في بعض الأشقياء دون بعض .
والحق – يقول المؤلف – إن المتأمل في الآية يجد أنها لا تتحدث عن هذا ولا ذاك إنما هي متصلة المعنى بما قبلها حيث يقول الله تعالى ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزوجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب ) والآية هنا معناها المعجزة التي كان قوم كل رسول يطلبونها منه دليلا على صدقه00 وبذلك يتبين – كما يقول المؤلف - المراد من الآية بعدها أي يمحو الله ما يشاء من تلك الآجال والاقضية ويثبت ما يشاء حسب مقتضيات كل عصر من العصور وليس المقصود منه إطلاقا الأحكام – محو الأحكام الشرعية وإثباتها .. وعلى أي وضع قالوا : فمع الاحتمال يسقط الاستدلال.

ثم يقول إن لغة العرب لا تعرف الآية بالمعنى الذي نريده في القران والتي اصطلح عليها بانها طائفة ذات مطلع ومقطع مندرجة في سورة القران , فإن هذا الإطلاق جاء متأخرا عن اصل وضع الكلمة في اللغة والآية تطلق في لسان اللغة باطلاقات
أولها : المعجزة (سل بني اسرآئيل كم آتيناهم من آية بينه )
ثانيها : العلامة (إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم )
ثالثها: العبرة (إن في ذلك لآية )
رابعها : الأمر العجيب ( وجعلنا ابن مريم وأمه آية )
خامسها: البرهان ( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم )
أما قوله تعالى ( وإذا بدلنا آية مكان آية والله اعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون) إنما السبب الحق هو طلبهم آية على غرار آيات الرسل السابقين أي آية مادية لا قرآنا يتلى على الأسماع والقلوب.ولا يوجد هناك نص قراني مكي أو مدني يدل على إن الرسول اتهم بالافتراء لأنه رفع آية من القران ووضع مكانه أخرى بل دلت النصوص على انه لا تبديل لآيات الله كقوله تعالى ( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) ( وتمت كلمت ربك صدق وعدلا لا مبدل لكلماته) .. ولم يثبت قط أن الله تعالى رفع آية من القران ووضع مكانها أخرى فذلك عبث يتنزه الله عنده وتقدير.
وأما قوله تعالى ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها الم تعلم أن الله على كل شيء قدير) يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه ( نظرات في القران )صفحة 241فلو كان المقصود النسخ المتعارف عليه اليوم فما معنى التطويح بهذا المنسوخ والإتيان بناسخ مساو له ؟! والشرح المقبول للآية ننقله عن الإمام الجليل الشيخ محمد عبده قال : والمعنى الصحيح الذي يلتئم مع السياق.. أن الآية هنا هي ما يؤيد الله تعالى به الأنبياء من الدلائل على نبوتهم أي ( ما ننسخ من آية ) نقيمها دليلا على نبوة نبي من الأنبياء.. والآية في اصل اللغة هي الدليل والحجة والعلامة على صحة الشيء وسميت جمل القران آيات لأنها بإعجازها حجج على صدق النبي(ص)
ويقول الفخر الرازي : واعلم أ، الاستدلال بهذه الآية على وقوع النسخ ضعيف لان ((ما)) ها هنا تفيد الشرط والجزاء وكما أ، قولك ( من جاءك فأكرمه ) لا يدل على حصول المجيء بل على انه متى جاء وجب الإكرام فكذا هذه الآية لا تدل على حصول النسخ بل على انه متى حصل النسخ وجب ان يأتي بما هو خير منه.
والكلام كثير وهذا مختصر المختصر والكتاب مكون من 175 صفحة .
سلملم