مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-07-2005, 11:02 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي صفحات من التاريخ ........

وفي خريف 1812، توجه طوسون على رأس قوات كبيرة نحو المدينة المنورة واقترب منها في تشرين الأول (أكتوبر) دون أن يواجه مقاومة في الطريق(18). وكانت حامية من الوهابيين بسبعة آلاف شخص تدافع عن المدينة، إلا أن المرض، كما يقول أبن بشر، أصاب قسماً كبيراً من الجند. ولم يكن سكان المدينة راغبين في القتال إلى جانب الوهابيين.

وأخذ طوسون يقصف المدينة بالمدفعية ففتحت الانفجارات ثغرات في أسوارها. واستسلمت المدينة المنورة. والتجأت حامية الوهابيين إلى قلعة المدينة، ولكن الجوع أرغمها على ترك القلعة بعد ثلاثة أسابيع في تشرين الثاني (نوفمبر). ووعد طوسون بالسماح بجلاء بقايا الحامية الوهابية بشروط مشرفة(19). ويقول منجين إن جنود طوسون تصرفوا تصرفاً نبيلاً(20). إلا إن بوركهاردت المطلع عن كثب على سير الحملة يقول أن هؤلاء الجنود قتلوا ونهبوا في الطريق أغلبية الوهابيين (21 ). وارسلت إلى القاهرة 4 آلاف أذن اقتطعت من الوهابيين واعدت لإرسالها إلى الأستانة (22). وانتقل آغا المدينة المنورة حسن إلى صف المصريين ولكنه اعتُقِل ونُفي إلى الأستانة حيث أُعدِم. وعُين حاكماً للمدينة بدلاً منه توماس قيس وهو اسكتلندي أُسر في مصر واعتنق الإسلام (23).

ولعب الشريف غالب على حبلين. فقد كان مسروراً لهزيمة الوهابيين وكان يأمل في التخلص من ظلمهم بمساعدة المصريين. إلا أنه لم يكن راغباً في تقوي مواقع والي القاهرة في الحجاز لدرجة كبيرة. وكان افضل ما يُناسب غالب هو استنزاف القوات المصرية وقوات الوهابيين وعودة السلطة الفعلية في الحجاز إليه.

وهاهو يقسم الولاء من جديد لسعود الذي أدى فريضة الحج آخر مرة في نهاية عام 1812(24)، ويستعد لتسليم مكة وجدة إلى قوات والي القاهرة. وفي تلك الفترة كان معسكر قوات عبد الله يرابط ليس بعيداً عن مكة. إلا إن مصنفات أبن بشر والمصادر الأخرى لا تشير إلى قيام الوهابيين باستعدادات ما لعمليات حربية. ولم تكن سلبية سعود وأبنه تعني بأنهما لم يفهما مدى الخطر الذي يتهددهُما. ولا يمكن أن يُفسر سكوتهما إلا بالحالة الداخلية للدولة الوهابية وعدم الاستقرار في المؤخرة وعدم أمانة البدو.

وفي كانون الثاني (يناير) 1813، أحتل فصيل مصري غير كبير مدينة جدة بلا قتال. وخوفاً من تلقي ضربة غادرة من غالب سحب عبد الله الحامية الوهابية من مكة وانسحب بجيشه كله إلى الخرمة. وفر عثمان المضايفي وعائلته من الطائف. وسقطت مكة، والطائف بعد بضعة أيام، ووقعتا في يد طوسون بلا قتال(25). وأعلن غالب، وعلى أثره قبائل الحجاز البدوية، الولاء للأسياد الجدد.

وانتزع المصريون الحجاز من الوهابيين بدون جهود حربية كبيرة رغم هزيمتهم الفادحة ولعب الدور الحاسم في انتصارهم عداء الحجازيين لأمير الدرعية وللوهابية وكذلك الذهب المصري الذي وزع بسخاء على وجهاء وأعيان البدو وعلى البدو أنفسهم، وأخيراً انتقال شريف مكة إلى جانب والي القاهرة.

وبمناسبة احتلال المدينتين المقدستين أقيمت في القاهرة احتفالات صاخبة أطلقت فيها نيران المدافع وأجرت الألعاب النارية. وتوجه رسول من محمد علي إلى الأستانة يحمل مفاتيح مكة والمدينة المنورة وجدة. وكتبت السفارة الروسية من الأستانة تقول: "حضر جميع أعضاء الحكومة العثمانية لاستلام المفاتيح في مسجد أيوب، ومن هناك نقلت إلى السلطان في السراي. وفي ذلك اليوم دوت ثلاث مرات صليات المدفعية من جميع بطاريات المدينة والأسطول ومضيق البحر الأسود احتفالاً بهذا الحادث. واستمرت الاحتفالات سبعة أيام"(26). وعين السلطان العثماني طوسون والياً لجدة، واستلم محمد علي والشريف غالب هدايا ثمينة من السلطان(27).

ولم تعد الأشهر التالية على المصريين بما يفرحهم. ففي ربيع وصيف 1813، قام الوهابيون بغزوتين موفقتين على الحجاز. وظهر سعود بنفسه قرب المدينة المنورة مع أنه لم يتمكن من احتلالها. وهجم أهالي عسير الذين ظلوا موالين للوهابيين على الفصائل المصرية قرب أسوار مكة وجدة تقريباً.

وفقد جيش الاحتلال المصري بسبب الإرهاق والحر والأمراض المتواصلة الناجمة عن سوء التغذية وتلوث المياه عدداً من الجنود أكبر مما فقده في المعارك. ويقول منجين أن جيش والي القاهرة فقد خلال هذه الحملة 8 آلاف شخص و 25 ألف جمل. وكان هلاك دواب الركوب والنقل قد حرم المصريين من إمكانية المناورة والمسيرات البعيدة وإيصال العتاد والذخيرة والأغذية في الوقت اللازم. وبدأت آمال البدو في والي مصر تخيب، وصاروا يتعاونون مع قواته على مضض(28).

وفي خريف 1813، ابتسم الحظ لطوسون من جديد. فقد قام القائد العسكري الوهابي عثمان المضايفي بغارة على الطائف ولكنه مني بالهزيمة وفر. وقبض عليه بدو عتيبة وسلموه إلى غالب(29). ثم أرسل إلى القاهرة ومنها إلى الأستانة حيث أعدم.

سياسة محمد علي في الحجاز. كان حاكم مصر يدرك أن الوهابيين لم ينتهوا رغم احتلال الحجاز. فقرر أن يتوجه شخصياً إلى الجزيرة العربية ويدرس الموقف هناك، ويؤدي فريضة الحج في الوقت نفسه. وفي خريف 1813، وصل محمد علي مع بضعة آلاف من الجنود إلى جدة(30).

واستقبله غالب. وعاهد أحدهما الآخر بالصداقة، وأقسما على ذلك في الكعبة، إلا أن خلافاً جدياً كان يختمر بين الوالي والشريف.

كان مركز شريف مكة قوياً بحيث لا يسمح بالتطاول السافر على سلطته. وكان مبعث قوته وجود بضعة آلاف من العبيد المسلحين والجنود المرتزقة والحجازيين الموالين له وسيطرته على قلعة مكة(31). إلا أن الوالي الداهية اعتقل غالب غدراً في أواخر عام 1813 بزعم أن السلطان طلب ذلك وأرغم محمد علي شريف مكة تحت تهديد الموت على أن يصدر أمره إلى أبنائه ليكفوا عن المقاومة، وبعد ذلك نفاه مع عائلته كلها إلى القاهرة. وعين محمد علي بدلاً منه صنيعته يحيى بن سرور وهو من أقرباء الشريف غالب وصادر أموال الشريف من نقود وأثاث وبضائع وبن وتوابل بلغت قيمتها ما يعادل 250 ألف جنيه إسترليني.

إلا إن السلطان أمر بإعادة قسم من تلك الأموال إلى الشريف غالب الذي أقام في سالونيكي وتوفي فيها بعد بضع سنوات (32).

لقد فاز محمد علي دون شكك من حيث الهدف البعيد الذي يتلخص في إخضاع الحجاز بصورة تامة. فقد جرد شريف مكة من السلطة والنفوذ وأستبعد احتمال انتقال غالب إلى صف الوهابيين. ووضع يده على مداخيل الشريف السابقة كلها تقريباً وساعد ذلك على تمويل الحملة الباهظة. وأخيراً حرم الباب العالي من إمكانية الاستفادة من التناقضات بينهُ وبين غالب.

إلا أن النتيجة المباشرة لغدر محمد علي تجلت في غضب سكان الحجاز ،وخصوصاً البدو، ولجوء الكثير من عوائل الوجهاء إلى الوهابيين خوفاً من التنكيل ومشاركتها في الحرب إلى جانب الوهابيين. وكان من بين هؤلاء الشريف راجح وهو قائد عسكري شجاع.كما لجأ إلى الوهابيين جزء من حرس غالب (33).

ومن الناحية العسكرية كان الإخفاق يلاحق محمد علي في بادئ الأمر. ففي أواخر 1813وأوائل 1814 مُنيت قواته بالهزيمة في تربة والقنفذة.

وعندما استولى الإنزال البحري على مدينة القنفذة قتل الجنود كثيراً من السكان العزل وقطعوا آذانهم لإرسالها إلى الأستانة كدليل على البسالة في القتال. وقال ج.فيناتي الذي شارك في هذا الإنزال إن الجنود كانوا أحياناً يقطعون آذان الأحياء لكي يحصلوا على المكافأة الموعودة(34).وتوحد السكان المحليون الغاضبون بسبب ذلك حول طامي أمير عسير الذي حاصر القنفذة وقطع عنها مياه الآبار الموجودة حولها ثم بدأ الهجوم بعد أن استنزف قوى المحاصرين. وفر الجنود إلى السفن في هرج ومرج. وقتل الكثيرون منهم وغرق آخرون أو هلكوا في الطريق بسبب العطش(35).

كان محمد علي يدرك أنهُ إذا لم يحقق نصراً حاسماً في الجزيرة العربية فإن مكانتهُ في مصر سوف تتزعزع، ولذا بدأ باتجاه إجراءات عاجلة لِمواصلة الحملة. وفرضت ضرائب إضافية على الفلاحين المصريين، ووصلت إلى جدة إمدادات جديدة وذخيرة وعتاد وأغذية. فصارت المدينة بمثابة مستودع رئيسي. ووصلت عدة مئات من الخيالة من بدو ليبيا الموالين لمحمد علي باشا. وكانوا سنداً ثميناً له لأنهم متعودون على العمليات في الظروف الصحراوية. وازدادت وسائط النقل بآلاف الجمال التي اشترى محمد علي بعضها من الشام وجلب البدو الليبيون بعضها الآخر. واتفق محمد علي مع أمام مسقط حول إرسال السفن لنقل القوات(36).

واتخذت خطوات لتحسين العلاقات مع السكان المحليين. وألغى محمد علي بعض الإتاوات المرهقة جداً وقلص الرسوم الجمركية في جدة. ووزع النقود على المحتاجين ورمم الكعبة وقدم الهدايا لعلماء الدين وكشف خصيصاً عن ورعه وتدينه. وأمر جنوده بأن لا يمارسوا النهب والتنكيل وأن يدفعوا ثمن ما يأخذونه من أغذية. وتغير موقف الحجازيين من قوات محمد علي نحو الأفضل(37).

إلا أن الأمر الرئيسي يتلخص في استئناف الحج. فقد استلم البدو نقوداً من قافلة الشام بعد أن كانت السلطات العثمانية لا تدفع شيئاً منذ عشر سنوات. وأسفر توارد عشرات الآلاف من الحجاج عن ازدهار أحوال سكان الحجاز من جديد(38).

وكانت وفاة أمام الدرعية سعود في ربيع 1814(39) قد أفادت والي مصر. فأن موهبة سعود كقائد عسكري ورجل دولة معروفة للجميع. ولم يبخل أبن بشر بالكلمات في مدحه، فرسم له صورة الحاكم المثالي التي وردت أوصافها في الكثير من الروايات الشفهية وفي الأدب العربي. ويقول المؤرخ أن سعود كان محبوباً عند الرعية. وكان جيد الإطلاع على الكتاب والسنة بفضل تعلمه على يد محمد بن عبد الوهاب. وقد كافح في سبيل الإسلام وخاصة الجهاد ببسالة. وكتب وصايا للرعية أدهشت الجميع بعمق معرفة الفقه، ودلل على أفكاره بآيات من القرآن وأقوال من الحديث ومقتطفات مما كتبه أشهر الفقهاء. ودعا إلى الامتناع عن المحظورات: الزنا والنميمة والافتراء والأكاذيب والربا. وكان متواضعاً ورعاً سخياً وكان بسيطاً في معاملة المقربين أليه. كان فطيناً حاد الذكاء وقد حظي بإعجاب كبير وشعبية واسعة(40).

في فترة وفاة سعود كان الوهابيون قد فقدوا الحجاز كله وعمان والبحرين وقسماً من تهامة. وتسلم أبنه عبد الله دولة انتابها الخراب. وبعد أن قهر مقاومة المتذمرين ثبت مركزه على العرش وأخذ يستعد لموصلة الحرب ضد جيش محمد علي. وتشير أغلبية المؤرخين إلى أن عبد الله كان محارباً شجاعاً، ولكنه أقل من والده من حيث الدهاء السياسي والمرونة وسائر خصال رجال الدولة. وربما كان في هذا القول بعض الحق. فالتاريخ يدين المغلوبين بوصفهم غير موهوبين، مع أن الملابسات كانت في كثير من الأحيان أقوى منهم.

انتصار المصريين في معركة بسل وتقدمهم نحو عسير. أخذت سياسية محمد علي في الحجاز تؤتى ببعض الثمار. فقد تمكن من تحسين العلاقات مع البدو. والدليل على ذلك ما قاله أبن بشر من أن عبد الله هاجم مراراً القبائل البدوية الحجازية المالية لمحمد علي. واضطر أمام الدرعية إلى القيام بحملة تنكيلية ضد بدو مطير أيضاً(41). وفي أواخر عام 1814، تمكن محمد علي من الاتصال مع الشريف راجح وإقناعه بالعودة للخدمة عنده ودفع له مبلغاً ضخماً.

وحتى ذلك الوقت، صارت لدى محمد علي قوات كافية. ويقدر بوركهاردت تلك القوات بـ 5 آلاف شخص، ولكن محمد علي كان يعتقد بأن لديه 20 ألفاً(42). ويبدو أن الرقم الحقيقي هو بين هذا وذاك.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م