ح م ا س

[حنظله]

أشهر من أن يجهلها أحد في هذا الزمن ، وبالرغم من قوة حضورها السياسي الا أنها بدت مغيبة عن الأحداث عملياً ، فمنذ تسلم عرفات للسطلة ، لم تكف حماس عن اطلاق تهديداتها الثورية والحماسية بقض مضاجع الصهاينة والتنكيل بهم والكفاح المسلح الذي يتخونه منهجاً يسيرون على دربه حتى التحرير وفي المقابل لم نجد لها أي تطبيق فعلي لما تتوعد به ، ولو رجعنا بالزمن الى والوراء لوجدنا أصلاً أن عمليات حماس غالباً ما تكون انتحارية تصيب أهدافاً اسرائيلية مدنية ، ولا يهمها قتل أطفال أو شيوخ أو نساء ، وبغض النظر عن الفتاوى التي تحلل أو تحرم هذا -أقصد قتل أطفال ونساء العدو- فإنها من ناحية اعلامية وانسانية عالمية لا تخدم القضية ولا تثير التعاطف للمحايدين من البشر ، هذا فضلاً على أن كثيراً ما تنتهي عمليات حماس بفشل ذريع لا ينتج عنها الا قتل الانتحاري لوحده.
وحتى لا أكون قاسياً جداً على حماس ، فإن الظروف المحيطة لا تساعد على التحرك الحر ، فقد وقفت السلطة الفلسطينية كخط دفاع أول عن المصالح الاسرائيلية متخذة- مع الفارق- الدور نفسه الذي كان يلعبه الفلسطينيون العملاء .
قد يحسب لحماس عدم صدامها المباشر مع السلطة "لتفويت الفرصة على ما يراهن عليه الاسرائيليون من تمزيق الصف الوطني" إلا أنني أعتقد أن هذا قراراً غير صائب، فكون عرفات ورفاقه فلسطينيون لا يعني أبداً أن ما يقومون به هو مصلحة وطنية ، بل هم من يتحالفون مع العدو في قمع الشعب وتكريس الاحتلال على أنه أمر واقع وهذا ضد المصلحة الوطنية الفلسطينية وعليه فعلى حماس مجابهة السلطة على اعتبار أنها جزءاً تابعاً للاحتلال الصهيوني .
فيجب عليهم تطهير بيتهم أولاً قبل الخروج للشارع.