مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-03-2007, 01:57 AM
كريم الثاني كريم الثاني غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 150
Post القوامة على الناس

القوامة على الناس

تركي علي الربيعو



في تفسيره التوحيدي، يذهب المفكر حسن الترابي الى القول:" إن الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم"(المائدة الآية105)، جاءت في سياق العلاقة مع المشركين، فالخطاب موجه للمسلمين الذين عليهم أن يلزموا نفسهم الهدى، وألا يتأثروا بمواقف المشركين الذين تعصبوا لميراث آبائهم بغير علم ولا هدى ولا حجة ولا عقل، وألا يبالوا بذلك ما حفظوا أنفسهم استقامة على الهدى ودعوة ونصحا وأمراً بالمعروف. فان من اهتدى وبلغ لا يضره ضلال من ضل. ومهما يظهر من قوم اتبعوا آباء سلفوا أو وعظهم الهداة ولكنهم ركبوا الضلال فالخطاب للمؤمنين المهتدين:"إنكم جميعا أنتم وهم سترجعون الى الله يوم القيامة ليجد من اهتدى نبأه عند الله ثوابا في الجنة ويجد من ضل عذابا في النار".


يرفض سيد قطب وحده التفسيرات التي يمكن لها أن تعفي الضعاف من المسلمين من تعب الجهاد ومشاقه، فنحن اليوم أحوج الى التصحيح كما يقول والسير على الطريق القويم الذي سلكه السلف الصالح، ففي تفسيره للآية الكريمة المذكورة أعلاه ينشئ سيد قطب استقطابا حادا بين الجماعة المسلمة المؤمنة المتكافلة والمتضامنة وبين ما عداها، وهو يسميه بـ" التمييز والمفاصلة "، فالمسلمون منفصلون عن سواهم "وحدة منفصلة "، متضامنون متكافلون فيما بينهم ، وفي تفسيره الذي يقطع مع ما عداه يقودنا سيد قطب الى التالي:


أولا: "إن الأمة المسلمة هي حزب الله، ومن عداها من الأمم فهم حزب الشيطان. ومن ثم لا يقوم بينها وبين الأمم الأخرى ولاء ولا تضامن، لأنه لا اشتراك في عقيدة، ومن ثم لا اشتراك في هدف أو وسيلة، ولا اشتراك في تبعة أو جزاء".


ثانيا: "على الأمة المسلمة إن تتضامن فيما بينها، وأن تتناصح وتتواصل، وأن تهتدي بهدى الله الذي جعل منها أمة مستقلة منفصلة عن الأمم غيرها ثم لا يضيرها بعد ذلك شيئا أن يضل الناس حولها ما دامت هي قائمة على الهدى".


ثالثا: "لا يعني ذلك أن تتخلى الأمة المسلمة عن تكاليفها في دعوة الناس، فعليها إن تدعو الناس كافة، وان تباشر القوامة على الناس كافة لتقيم العدل بينهم، ولتحول بينهم وبين الضلال والجاهلية التي منها أخرجتهم".


رابعا: إن الأمة المسلمة قوّامة على نفسها أولا من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقوامة على البشرية كلها أخيرا كما يقول سيد قطب وهنا تكمن المحنة التي لم يدرك نتائجها إلا القليل من قادة الحركات الإسلامية لاحقا وبعد أن جلبت على الأمة الكثير من الكوارث.
في تفسير سيد قطب أن الضلال نوعان، ضلال الأفراد وهؤلاء يمكن الحديث معهم بالحسنى والإرشاد والإنارة بحسب تعبيره، وضلال القوى الباغية التي تصد الناس عن الهدى وهذه لا بد من مجاهدتها بالقوة. وفي رأيي، أنه يمكن موضعة الخطاب القطبي في المتن من ميثولوجيا دينية عريقة يسميها عالم الأديان مرسيا إلياد بالكوسموغونيا الدينية، التي تتفرع عنها كوسموغونيا سياسية.


إن سيد قطب يحلم ببناء قوة سياسية دينية كبيرة، وهذا الحلم هو الذي يدفعه الى موقعة الجماعة الإسلامية والأمة الإسلامية في مركز الكون وهو عمل ميثولوجي محض وليس هذيانا سيكولوجيا كما يحاول أن يقنعنا هواة التحليل النفسي، ممن يسوقون التحليلات السريعة والعجلى من حول الحركات الإسلامية، وهذا جزء كما أسلفت من الكوسموغونيا الدينية، فالغاية من المركز في معظم الميثولوجيات أن يكون نقطة انطلاق وبوابة صعود (إسراء) الى السموات، لنقل الى الحقيقة المطلقة، وبحسب الميثولوجيا الدينية الى زمن الإنسانية اللاتاريخي الذي لم تشبه شوائب التاريخ، لاستلهامه وإعادة إحيائه وتحيينه باعتباره انموذجا بدئيا وأزليا لا يمكن مقارنته بأي انموذج تاريخي، لذلك ليس غريبا على قادة الجماعات الراديكالية في عقد الثمانينات من القرن المنصرم أن يهاجروا الى الجبال العالية والى المناطق المعزولة للتشبه بالنموذج البدئي والأولي الذي شكل لهم عاصما من ما يمكن تسميته بـ"زمن الإنسانية التاريخي" الذي أطاح بـ"الأنماط الأصلية " التي تشد الرحال إليها، وهذا ما ألحت عليه الجماعات الإسلامية في معظم أدبياتها، من أن الهدف هو أن يعيش الشباب في زمن المجتمع الإسلامي الأول. وهذه حالة بنيوية عرفتها جميع الأديان والثقافات ولم تكن حصرا بالدين الإسلامي وقد تصلح لأن تكون مدخلا الى فهم الظاهرة الأصولية على صعيد عالمي.


لا يقبل هذا التفسير الذي استلهمته الكثير من الحركات الراديكالية الإسلامية الجهادية بأقل من مجاهدة "القوة الباغية "وإعادتها الى جادة الصواب والرشاد، فهو لا يعفي المسلم من الجهاد والمجاهدة على الرغم من أنها عمل شاق، وبخاصة في هذا الزمن الذي تكتب فيه الغلبة ومنذ زمن بعيد للغرب الاستعماري ، والسؤال: ماذا ترتب ويترتب على هذا التفسير الذي يمهد الى ما يمكن تسميته بالغلو في الدين والغلو في التفسير معا ؟ وماذا جلب على الأمة الإسلامية التي يتصورها الخطاب القطبي "كأمة منفصلة عما عداها من أمم الشرك وأمم الجاهلية".


أولا: إن هذا التفسير يضع الأمة في مواجهة مع بقية العالم. ويعطي للأمة المسلمة القيمومة على الناس كافة مع أنها لا تملك أمر القيمومة على نفسها، وهو شرف وأمر يعجز المسلمون عن القيام به، أضف الى ذلك أن هذه القيمومة تجعلنا قيمين على أفكار الناس وأعمالهم، نستحسنها أو نستقبحها ونفرض بالتالي عليهم أن يفكروا كما نريد ويتكلموا كما نستحسن، وهو ضرب من التفكير البدئي عن العالم المعاصر الذي تنقصه الخبرة البصرية والمعرفة الحقيقية بالتحولات التي طالت العالم. أضف الى ذلك أن هذا التفسير يمهد حقيقة الى تقسيم العالم الى دارين وفسطاطين، دار الإيمان ودار الكفر، أضف الى ذلك أن هذه القوامة لا تمهد للحوار مع الآخر او الاستفادة من هديه وتجربته، فهي لا تنشد النهضة مع الآخر، وإنما تؤكد أن النهضة لا تتحقق إلا بتبعية الآخر لنا وسيره على خطانا. إنها المعادلة المستحيلة الحل التي لا تتصور إمكانا للنهضة إلا بتغييب الآخر، وهي المعادلة التي انتقل تأثيرها من التفسيرات الإسلامية المتشنجة الى الرحاب الحديثة للميثولوجيا المفلسفة كما يجسدها حسن حنفي، الذي لا يتصور إمكانا لنهضة الأمة الإسلامية إلا بانحدار الغرب وهذا ما يفسر كل هذا الولع الفكري بمقولة انحطاط الغرب، كذلك مقولة إفلاس الحضارة الغربية التي تلقى صدى واسعا في خطابنا المعاصر كما تترجمها الكثير من الكتابات.



ثانيا: إن الله قد أوكل لنا مهمة فريدة وتتمثل في فرض دينه على الجميع، على المجتمع والمنطقة والعالم، ومع أن الآية الكريمة مضمرة بالدعوة الى معرفة النفس البشرية وما جبلت عليه بالقول "من عرف نفسه عرف ربه" كما قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ومعرفة حجمها ودورها، لكي لا تنوء بمهمة هي اكبر من طاقتها.


ثالثا: إنه يمكن فرض الدين الإسلامي بالقوة والإكراه، وهذه كانت ذروة المراهقة الفكرية والسياسية عند بعض قادة الجماعات الإسلامية التي انخرطت في إطار موجة التكفير والتخوين.

http://www.alghad.jo/index.php?news=77569
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م