عاصفة في مجلس الشعب بسبب 'حجاب' فاروق حسني

[المصابر]

بداية ساخنة لمجلس الشعب بسبب تصريحات فاروق حسني حول الحجاب
سرور: علي المسئولين التدقيق في تصريحاتهم أو التحرر من مناصبهم
شهاب: الحكومة لا تقبل المساس بالأديان وملتزمة بالشريعة الإسلامية
إجماع النواب علي ضرورة اعتذار الوزير أو استقالته


شهدت جلسة مجلس الشعب أمس عاصفة احتجاج علي تصريحات فاروق حسني وزير الثقافة حول الحجاب شارك فيها نواب الأغلبية والمعارضة والمستقلين الذين اجمعوا علي ضرورة اعتذار الوزير او استقالته
واكد د. فتحي سرور رئيس المجلس انه لا يجوز لحرية التعبير ان تمس حريات اخري واهاب بالمسئولين التدقيق في تصريحاتهم الشخصية والا عليهم التحرر من اعباء الوظيفة والتعبير عن ارائهم بكل حرية مؤكدا ان هناك حدودا لهذه الحرية من بينها عدم المساس بالحريات والتعاليم الدينية.
واكد د. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية ان الحكومة لا تقبل اي مساس بالاديان وقال ان حكومة الحزب الوطني ملتزمة باحكام الدين الاسلامي وان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.


البداية


كانت البداية عندما عرض د. فتحي سرور رئيس المجلس خطابا تلقاه من فاروق حسني وزير الثقافة بشأن تصريحاته التي ادلي بها لاحدي الصحف المستقلة حول الحجاب.. وقال د. سرور ان هناك اكثر من 30 بيانا عاجلا قدمها اعضاء المجلس بشأن هذا الموضوع وانه قام بتحويل هذه البيانات والموضوع الي لجنة الثقافة والاعلام والسياحة لمناقشتها واعداد تقرير عنها.
واضاف انه سينقل خطاب فاروق حسني وسيقوم بعد ذلك بفتح باب المناقشة حول ما ورد في الخطاب.
ثم تلي د. سرور الخطاب والذي جاء فيه ان التصريحات التي نشرت علي لسانه حدث فيها لبس ولهذا فانه يوضح ان ما ذكره رأي شخصي ورد في محاورة عادية ولم يكن تصريحا للنشر وتم انتزاعه خارج سياق الحوار الاساسي وانه يجل ويقدر رجال الدين الاسلامي ولم يقصد في اي وقت اهانتهم وهو ما حاول البعض الالتفاف حوله.
وقال الوزير في خطابه ان هناك محاولة لتحريف تصريحاته وتهويل ما قصده من اجل مصالح سياسية.. مؤكدا ان ما ذكره هو في النهاية رأي شخصي محض.


دفاع واحتجاج



ثم فتح د. سرور باب المناقشة وكان اول المتحدثين د. عبدالاحد جمال الدين فقال: اننا في مجلس الشعب نحترم جميع الاراء وننادي بالرأي والرأي الاخر حتي يكون المجلس نموذجا في احترام الاراء مشيرا الي ان ما ذكره فاروق حسني وزير الثقافة امر تختلف فيه الاراء والمذاهب العلمية الاسلامية.. وهنا حدثت ضجة في المجلس ومقاطعة لحديثه وعاد د. عبدالاحد ليكمل حديثه وسط صيحات الاحتجاج من الاغلبية والمعارضة وقال ان هذا الموضوع اخذ اكثر من حقه ونحن لدينا العديد من المشاكل التي وجهنا اليها الرئيس حسني مبارك في خطابه التاريخي امام مجلسي الشعب والشوري.
وتحدث من بعده علاء عواره فقال ان ما تحدث فيه وزير الثقافة اذا كان يمثل الحكومة فهذا امر بالغ الاهمية ولابد ان يأخذ قدره من البحث العميق.. ولكن الوزير تحدث بصفته الشخصية وهو امر اخر.
وقال د. زكريا عزمي: اقدر شعور الاعضاء وما كان لوزير الثقافة ان يتحدث في موضوعات دينية وما ذكره هو رأيه الشخصي وليس رأي الدولة.. فنصف المسئولين محجبات وفي اثناء الحملة الانتخابية للرئيس حسني مبارك كان نصف القائمين عليها محجبات والدولة تقدر المحجبات واقدر ما في صدور الاعضاء من غضب من تصريحات الوزير الشخصية.


إهانة



وتحدث بعد ذلك حسين ابراهيم فقال ان الوزير أهان الحجاب والمحجبات ورجال الدين وقال انهم يصدرون فتاوي لا تساوي ثلاثة ملاليم. مشيرا الي ان مثل هذه التصريحات المستفزة هي سب وقذف لكل المسلمين فالوزير بهذه التصريحات اهان الشعب المصري باكمله.وتحدث ابراهيم الجوجري فقال ان الوزير تحدث في موضوع بعيد عن اختصاصاته وانه وزير للثقافة وكان عليه ان يتحري الدقة وان يكون علي قدر المسئولية.. ولابد من وقفة من الحزب الوطني ونواب الشعب ضد الوزير.

عبء



وذكر مصطفي بكري ان فاروق حسني لم يدل بحديثه بصفته الشخصية والا كان لابد ان يستقيل من منصبه الوزاري قبل ان يدلي به.. فالوزير اساء للنظام واحرجه وهو وزير غير ذكي لانه اوجد مشكلة لنواب الاغلبية.
اسأل وزير الثقافة هل السيدة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة متخلفة لانها محجبة.. وماذا سيقول لها عندما يلتقيان في اجتماع مجلس الوزراء.. وهل هذه النائبة المحجبة متخلفة هي الاخري؟!
فالوزير لا يعرف ما يقول.. وليس له اي علاقة بالدين فلماذا يقحم نفسه في مثل هذه الامور.. ليصبح عبئا علي النظام والحكومة؟!
وقال محمد سيد احمد... فاروق حسني مش احد الثوابت الدينية وتحدث في موضوع ما كان يجب ان يدلي برأيه فيه.. ولابد ان يعتذر الوزير عما بدر منه وان تتم محاسبته علي هذه الاراء.. فالحجاب من الثوابت الدينية ونصت عليه الشريعة الاسلامية.
وطالب بهاء الدين سيد عطية باقالة الوزير فورا.
وقال عادل شعلان: عندما قرأنا هذه التصريحات اصابتنا الصدمة.. فهي تصريحات مجحفة وكنا جميعا غاضبين.. ونحن كنواب للوطن ندين هذه التصريحات ولابد من وقفة مع هذا الوزير.

إثارة



وقال حيدر بغدادي: هذا التصريح المشين الذي ذكره فاروق حسني يثير الرأي العام المصري والعربي ويخالف الشريعة الاسلامية وما كان له الدخول في مثل هذه الامور الدينية.. وهذا الوزير لا يصلح ان يكون وزيرا في حكومة الحزب الوطني وعليه ان يعتذر او يستقيل.
وتحدث من بعده سعد عبود فقال ان الوزير له سوابق عديدة في مثل هذه الامور اطالب باستقالته فورا.
وقالت هيام عامر.. هذا الوزير لابد ان يقال فورا لأنه لا يصح ان يكون وزيرا.. وقال محمد حلمي عامر ان ما قاله الوزير يعد خروجا عن حدود وظيفته والحجاب لم يكن مطروحا للبحث .
وذكر مصطفي عوض الله.. علي الوزير ان يعتذر فان الرجوع للحق فضيلة والوزير يمثل حكومته وعليه ان يحتفظ بآرائه لنفسه وعليه ان يعتذر فورا او يستقيل لأنه اهان كل مصري واناشد الرئيس مبارك ان يقيله فورا.
وقال عبدالرحيم الغول.. لقد تجاوز وزير الثقافة حدوده وتحدث فيما لا يعنيه والحزب الوطني يشجب ويحتج علي هذه التصريحات.


محاكمة



وتحدث رجب هلال حميدة فقال ان قضية الحشمة والشرف والعرض لا يدركها الا المؤمنون حقا.وقال سعد الجمال.. البرلمان لا يتستر علي من يسيء للاسلام وما يقال ان ما ذكره تصريحات شخصية فإن الشخصية ليست منفصلة عن منصبه.
وتساءل عبدالعليم داود: من يستطيع اليوم ان يحقق رغبة شعب مصر ويقيل هذا الوزير فقد مس ثوابت الدين.
وقال السيد زيد الموضوع المعروض علينا لا يختلف عليه احد من حزب الأغلبية او المستقلين واقترح ان يعتذر الوزير عما قاله وبعد ذلك يتخذ المجلس ما يراه مناسبا.
وذكر د.حمدي حسن أن وزير الثقافة اهان الشيوخ والمسلمات والمحجبات ويجب عليه ان يدفع الثمن.
وقال احمد ابوحجي: كنت اتمني ان يأتي الوزير الي مجلس الشعب ويواجه النواب ولكنه ليس عنده الشجاعة الكافية لذلك.. وتصريحاته العشوائية تؤكد دائما ان هذا الوزير لا يصح ان يكون احد اعضاء الحكومة.
وطالب أحمد داود الحكومة بأن تعاقب الوزير محذرا من ان تستغل الدول العلمانية مثل هذه الاحداث ضد الدين الاسلامي.


رأي



وتحدث بعد ذلك كمال الشاذلي فقال انني لا استشعر كنائب ان الحكومة أو الدولة ضد المحجبات.. لأن معظم أهالينا كذلك وانا زوجتي وابنتي محجبات وان تصريح الوزير تصريح شخصي وليس كمسئول في الحكومة وان كان من الصعب التفرقة بين حديث المسئول الشخصي او ارتباطه بمنصبه.. واطالب الحكومة بأن تؤكد للنواب والشعب المصري ان ما ذكره الوزير لا يمثل اتجاها واطالب باحالة الموضوع برمته الي لجنة الشئون الدينية ويحضر فيها الوزير ليوضح وجهة نظره ويقدم ما يجب ان يفعله باعتذاره للشعب المصري بأكمله.
وقال د.أحمد عمر هاشم ان هذه القضية محسومة ولا يجب الخوض فيها.. وما جاء في كتاب الله يجب ألان نتحدث فيه.. وهذه ليست قضية خاصة بالمرأة او بالمؤسسات الدينية ولكنها قضية تمس الأمن القومي وتعزز ارهابا من نوع جديد نحن لسنا في حاجة اليه.. ولا يصح ان يتهاون اي فرد في الرد علي هذه الافتراءات سواء كانت دردشة او تصريحات.. وقانونا يجب محاسبة كل من يتجرأ علي دين الله.


تصدي



وعقب د.مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية فقال لقد استمعت الي كل الآراء التي قيلت وطرحت من النواب سواء من الاغلبية او المعارضة وأشعر مثلكم بهذه المشاعر الجياشة التي عبرتم عنها واعلن باسم الحكومة

انه يشرفني ان اقول ان الحكومة لا تقبل اي مساس بأحكام الدين الاسلامي وملتزمة بها وتعتبر الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فكل الاحترام للدين الاسلامي والاجلال والتقدير لعلمائنا.. ونحن في بلد اسلامي ولا نقبل المساس بالدين.

واضاف لقد كان من المقرر ان يأتي وزير الثقافة هنا الي مجلس الشعب ليوضح مقصده من هذه التصريحات ولكن لظروف مرضية حيث اصيب بالضغط العالي ومع ذلك يأتي وفق ما يقرره المجلس لأن المجلس له السلطة الرقابية علي اعمال السلطة التنفيذية والحكومة ملتزمة بأن يحضر الوزير الي المجلس لمناقشته في كل ما قاله وفي ضوء هذا يتخذ المجلس الاجراءات التي يراها.


درس



واختتم د.فتحي سرور المناقشات حيث قال من علي المنصة لقد تحدث 25 عضوا في هذا الموضوع حتي الآن وما كنا نناقش تصريحات الوزير وانما نناقش الخطاب الذي ورد الي المجلس.. واضاف ان كل شخص له الحرية في التعبير ولكن هناك فرق بين الشخص العام والخاص.. حيث تندمج الشخصية العامة في الخاصة ومن يحمل عبء المسئولية العامة يصبح لرأيه الشخصي علاقة بمسئوليته العامة وان اراد ان يعبر عن رأيه الشخصي فليتحرر من مسئولياته العامة لأن الشخص العام مقيد في حياته الخاصة ذلك امر مقر في القانون وهو ما استقرت عليه محكمة النقض واعتبرت ان الثقة في المسئول تتوقف علي سلوكه الشخصي واهيب بالمسئولين ان يدققوا في آرائهم الشخصية وحياتهم الخاصة لأنها عبء عليهم فاذا ارادوا ان يتحرروا فليتركوا المسئولية.. ولا يجوز لحرية التعبير ان تمس حريات اخري منها الأحاسيس الدينية وهذا امر مقرر في القوانين الدولية والوطنية.
ثم اغلق د.سرور باب المناقشة واحال الموضوع الي لجنة مشتركة من لجنتي الثقافة والاعلام والسياحة والدينية لاعداد تقرير عنه لعرضه علي المجلس.

[المصابر]

تعقيب :

فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى أحد أسباب الصدام بين الحكومة المصرية

و ما يسمى بالمتطرفين من الجماعات الأسلامية (الجماعة الأسلامية - تنظيم الجهاد )

فقد أثيرت الشبهات حول السلوك الشخصى لهذا الوزير منذ تقلد منصبه

و قد كان يحيا حياة فنان بوهيمى فى باريس على ما أعتقد

و جلبته الحكومة لتعينه وزيرا بعد أن ذاع صيت الفنان التشكيلى

فاروق حسنى على نطاق واسع دوليا

كعادة منظومة الحكم فى مصر بتولى واجهات دولية لمناصب رفيعة

لأظهار الحكم أو الدوله بصورة مقبولة من المجتمع الدولى

و خذ مثالا للمدعوا بطرس غالى و تقليده المجلس القومى لحقوق الأنسان فى مصر

و الرجل لا يفارق سريرة منذ فتره و معلوم مواقفه الباهته أثناء تقلده

منصب الأمين العام للأمم المتحده خاصة أمام مصيبة مذبحة قانا الأولى

و التى قصف فيها موقع لقوات الطوارئ الدوليه

الذى يتخذه سكان قانا ملجئ لهم من القصف الهمجى الأسرائيلى

و لاحظ معى أخى القارئ تعبير المجلس القومى لحقوق الأنسان

ألتفافا حول الدعوة الدوليه فى هذا المجال و التى تنص على أن تكون تلك

المنظمات لا تتبع الحكومات و الأنظمة و أن تكون تنظيمات أهلية

و كنواه هى و غيرها من المنظمات و الجمعيات للمجتمع المدنى

بعيدا عن كل مساوئ الأنظمة فى مشارق الأرض و مغاربها

من الأنظمة الدكتاتوريه سواء منها العسكرية أو البوليسية

أو العشائرية و القبلية و التى تصل الى حد التطهير العرقى

- راوندا و بروندى مثلا -

و معذرة أخى القارئ على الأطالة و لكنها ضرورية

لتبيان الخلفية وراء تقليد أمثال هذا الليبرالى أن لم يكن الماسونى

فاروق حسنى عليه لعنه الله و جام غضبه

و أمنوا معى بالدعاء أن يرينا فيه أحد عجائب قدرته عاجلا و ليس أجلا

هو و من يصر على تقليده هذا المنصب أيا كان

---

أرجوا لمن يحاول أسقاط ما فى بيئته و نفسه على الأخرين

أن ينظر الى الجذعه فى عينه بدلا من أن يدقق فى عين غيره

و أن لا يكون ممن قيل فيه أتق شر من أحسنت اليه

فالشعوب هى الأبقى و الحكومات و الأنظمة الى زوال

و بعض تلك الشعوب لها سوابق و أيادى بيضاء كثيرة

على غيرها لحكمة لا يعلمها الأ المولى عز و جل

و أخيرا ألتمس العذر على عدم التنسيق للتعقيب

فالأفكار تتطاير و تتداخل و يقينى أننا من البالغين الراشدين

و أرجوا من الله أن لايكون ماحدث فى البرلمان المصرى

كبسول مسكن و رهان على نعمة النسيان

التى حبانا بها الله نحن المسلمين دونا عن غيرنا من أجناس و ديانات الأرض

و هذا أيضا ليس أعترافا منى بالتحاكم الى غير الله .