مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #51  
قديم 25-10-2004, 05:12 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking غذاء القلب والروح :




غذاء القلب والروح


محمد مصطفى ناصيف


اختار الله شهر القرآن العظيم شهر رمضان.. وفرض فيه الصيام الذي تتعدد حكمه ومنها:
في الصيام تحرير للإنسان من غرائزه وشهواته.


في الصيام تقوية للإراد وتربية على الصبر، فيجوع وأمامه الطعام الشهي، ويعطش وبجواره الماء البارد العذب، ويجتنب الشهوة وبجانبه زوجته، لا رقيب عليه غير الرب، ولا يعينه على ذلك بعد ربه إلا إرادته وصبره.



في الصيام يعرف الإنسان نعم الله عليه... عندما يذوق مرارة الجوع وشدة العطش.



في الصيام تذكير للغني بجوع الفقراء، وبؤس البائسين فيرق لهم ويعطف عليهم.



في الصيام تمام التسليم لله، وكمال العبودية لرب العالمين، ولهذا جاء في الحديث القدسي: ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي ) [ رواه مسلم ].



وفي الصوم تقوية للبدن، وشفاء له من الأمراض.



وفي الصيام.. راحة للمعدة من عناء الهضم، وتخليص الجسم من السموم والفضلات الضارة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ( صوموا تصحوا ) [ رواه الطبراني ].



شرع الصوم في الإسلام: إيقاظاً للأرواح، وتصحيحاً للأجساد وتقوية للإرادة.. وتعويداً على الصبر، وتربية لمشاعر الرحمة، وتدريباً على كمال التسليم لرب العالمين.


وقد كان نهار السلف في الصيام نشاطاً وإنتاجاً وإتقاناً، وليلهم تزاوراً وتهجداً وقرآناً... كان شهرهم كله تعلماً وتعبداً وإحساناً.. ألسنتهم صائمة لا تقع في رفث أو جهل... آذانهم صائمة فلا تسمع حراماً وعيونهم صائمة فلا ينظرون إلى حرام وفحش.. وقلوبهم صائمة فلا تعزم على خطيئة أو إثم وأيديهم صائمة فلا تمتد بسوء أو أذى.


ذلك هو الصوم في الإسلام.. لم يشرعه الله تعذيباً للبشر، ولا انتقاماً منهم، بل رحمة بهم وتفضلاً عليهم. فاجعلوا من رمضان موسماً لطاعة الله ومضاعفة الخيرات، والعطف على الضعفاء والمحرومين، فالله جعله للقلب والروح، فلا تجعلوه للبطن والمعدة، وجعله الله للحلم والصبر، فلا تجعلوه للغضب والطيش، وجعله الله للسكينة والوقار، فلا تجعلوه للسباب والشجار، وجعله الله تهذيباً للغني الطاعم ومواساة للبائس، فلا تجعلوه معرضاً لفنون الأطعمة والأشربة، تزداد فيه تخمة الغني.. بقدر ما تزداد فيه حسرة الفقير.. فاستعينوا بصومكم على تقوى الله لأنه سبحانه جعله عوناً على التقوى... لعلكم تتقون.





__________________

  #52  
قديم 31-10-2004, 04:59 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking هل تعرف أخي القارىء ماذا تعني الصلاة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


هل تعرف أخي القارىء ماذا تعني الصلاة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تعني ببساطة أنك في لقاء مع الله تبارك وتعالى
والدخول في الصلاة يعني الدخول على الله تبارك وتعالى
فهل تفكرت واستشعرت هذا المعنى ؟؟
وهل تخيّلت أنك عندما تقول : (( الله أكبر )) فإن الله بجلاله وعظمته يقبل عليك .. وينظر إليك ؟؟
هل استحضرت هذا المعنى العظيم والذي يجسده الحديث القدسي : (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل .. ))؟؟
لا يخشع في صلاته إلا من أحب الله تعالى .. ومن أمثلة المحبين لله تعالى حقا وصدقا ابن قيم الجوزية - رحمه الله - والذي يقول " في القلب شعث (أي تمزق) لا يلمه إلا الإقبال على الله , وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله , وفي القلب خوف وقلق لا يذهبه إلا الفرار إلى الله " .
ويقول ابن قيم الجوزية -رحمه الله - أيضا " إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله , وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله , وإذا أنس الناس بأحبابهم فأنس أنت بالله , وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله " .
ويقول أيضا رحمه الله (( لا تسأم من الوقوف على باب ربك...ولو طردت ))؟؟
بل ابك كثيرا وداوم الطرق فإنه ولا شك سيفتح لك (( فإذا فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ))؟؟؟؟؟؟؟
وأسألك أخي وأسأل نفسي قبلا : بالله علينا ما هي آخر مرة خشعت فيها لله في صلاتك ؟؟ وهل كنت تتمنى ألا تقوم من السجود أبدا ؟؟ وما هي آخر مرة اضطرب قلبك لملاقاة الواحد الأحد ؟؟؟؟؟؟
هل ذقت حلاوة الصلاة ؟؟؟؟؟
يقول ابن تيمية : مساكين أهل الدنيا , خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها ! قيل له : وما أحلى ما فيها ؟ قال : حب الله عز وجل
فأنت مسكين يا من لم تجرب البكاء في صلاتك بين يدي ربك عز وجل
مسكينة يا من لم تشعري بجسدك وقلبك يرتجفان لذنب أذنبتيه , خوفا من الله الواحد القهار
هل ابتسمت أخي وأنت داخل على الله في صلاتك ؟؟؟؟؟
يقول الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم : (( إذا قمت إلى الصلاة فكبر , ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن , ثم اركع حتى تطمئن راكعا , ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اجلس حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا , واجعل ذلك في صلاتك كلها ))
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال : (( ذلك اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته )) قيل كيف ذلك يا رسول الله ؟؟؟ قال : (( لا يتم ركوعها ولا سجودها ))
الآن اقرأ هذا الحديث المخيف
* إن الرجل إذا صلى الصلاة فلم يتم ركوعها ولا سجودها لفّت كما يلف الثوب الرديء فتلقى في وجهه وتقول : ضيعك الله كما ضيعتني , وإذا أتم ركوعها وسجودها لفت كما يلف الثوب الطيب الحسن ودعت له قائلة : حفظك الله كما حفظتني *
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يقبل على العبد في الصلاة ما لم يلتفت , فإذا صرف العبد وجهه انصرف الله عنه ))
فبالله عليك ... بعد كم ثانية ينصرف عنك الله ؟؟؟ أفلا تستحي أن ينظر الله إيلك بينما تنظر إلى غيره ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقال صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا أقبل على صلاته ثم التفت يقول الله تعالى : اإلى خير مني؟؟؟؟؟؟
الله يسأل : أوجد عبدي خيرا مني ؟؟؟؟؟؟؟ أوجد إلها أرحم مني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس للمرء من صلاته إلا ماعقل منها ))
ويقول أيضا : (( إن الرجل ليصلي الصلاة فلا يكتب له إلا ثلثها أو ربعها أو نصفها أو سدسها أو ثمنها أو عشرها ))
فيا ترى كم يكتب لنا من صلواتنا ؟؟؟؟؟؟
نماذج من خشوع الصحابة والتابعين
** روي أن سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى, فذهب إلى الطبيب صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول : (( يا رسول الله , إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت , فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله .. فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي )) ...
** وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول : إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة , فقيل له : كيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها ...
** ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة !! قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ...
** ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون , وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان !!!!!!! فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا ؟؟؟
** ويقول الإمام الغزالي رحمه الله : إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى , ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا , سئل كيف ذلك؟؟؟ فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه , وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا ... فأي سجدة هذه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( وجعلت قرة عيني في الصلاة )) .
فبالله عليك هل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك ؟؟؟؟ وهل اشتقت مرة أن تعود سريعا الى البيت كي تصلي ركعتين لله ؟؟؟ هل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله ؟؟؟؟؟؟
** وانظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم... كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله : يا رسول الله أنت لا تنام؟؟ فيقول لها (( مضى زمن النوم )) ويدخل معها الفراش ذات يوم حتى يمس جلده جلدها... ثم يستأذنها قائلا: (( دعيني أتعبد لربي )) ... فتقول : والله إني لأحب قربك ... ولكني أؤثر هواك ...
** ويقول الصحابة : كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء؟؟؟؟؟؟؟؟
** وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه ... فإذا سئل عن ذلك قال : أتدرون بين يدي من أقوم الآن؟؟؟؟؟؟
وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال : الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها .... وحملتها أنا .
** وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك ؟؟؟ قال : بأن أقوم فأكبر للصلاة .. وأتخيل الكعبة أمام عيني .. والصراط تحت قدمي ,, والجنة عن يميني والنار عن شمالي ,, وملك الموت ورائي ,, وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة , فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا ؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول سبحانه وتعالى :
(( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))
** يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات ,, فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا ... فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .... فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا .. فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية ؟؟؟؟
** الإمام الغزالي يقول : استجمع قلبك في ثلاثة مواضع
عند قراءة القرآن وعند الصلاة وعند ذكر الموت ... فإن لم تجدها في هذه المواضع فاسأل الله أن يمن عليك بقلب .......فإنه لا قلب لك
يوصينا حبيبنا صلى الله عليه وسلم ويقول
صل صلاة مودع
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ... وأسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون إلى القول (( أو يقرأ القول )) فيتبع أحسنه ........اللهم آمين ...اللهم ارزقنا قلبا خاشعا خاضعا ذليلا بين يديك يا الله .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين))

__________________

  #53  
قديم 07-11-2004, 01:53 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Exclamation أربعة أشياء :


قال ابن القيم رحمه الله
أربعة أشياء تُمرض الجسم
*الكلام الكثير ** النوم الكثير *** والأكل الكثير ****الجماع الكثير .
وأربعة تهدم البدن
*الهم ** والحزن *** والجوع **** والسهر .
وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته
*الكذب ** والوقاحة *** وكثرة السؤال عن غير علم **** وكثرة الفجور .
وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته
*التقوى **والوفاء *** والكرم **** والمروءة .
وأربعة تجلب الرزق
*قيام الليل ** وكثرة الاستغفار بالأسحار *** وتعاهد الصدقة **** والذكر أول النهار وآخرة .
وأربعة تمنع الرزق
*نوم الصبحة ** وقلة الصلاة *** والكسل **** والخيانة .
__________________

  #54  
قديم 02-12-2004, 04:41 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
Lightbulb

وهناك (11)وسيلة للتأثير على القلوب


1- الابتسامة : كالملح في الطعام / أسرع سهم تملك به القلوب / هي عبادة و صدقة .
2- البدء في السلام : شد الكف بالكف / حرارة اللقاء .
3- الهدية : لها تأثير عجيب تذهب بالسمع و البصر و القلب / تجلب الحب .
4- الصمت و قلة الكلام إلا فيما ينفع : إياك و تسيد المجالس / إياك و رفع الصوت / عليك بطيب
الكلام / و رقة الحوار .
5- حسن الاستماع و أدب الإنصات : عدم مقاطعة المتحدث / معرفة الوقت للدخول في الحوار .
6- حسن السمت و المظهر : جمال الشكل / اللباس النظيف و المرتب / طيب الرائحة .
7- بذل المعروف و قضاء الحوائج : تملك قلوب و عقول الناس بها .
8- بذل المال : المال مفتاح لكثير من القلوب لتفريج هم المهمومين .
9- إحسان الظن بالآخرين و الاعتذار لهم : أيسر طريق للقلوب .
10- أعلن المحبة و المودة للآخرين : للإيجاد الألفة و الأخاء .
11- المداراة : لين الكلام / التلطف / الثناء بالحق .


المصدر : شمس الاسلام ___ الشيخ : إبراهيم الدويش .


وجزى الله أخي النسري خيرآ
__________________
  #55  
قديم 13-12-2004, 07:26 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي قسوة القلب :


قسوة القلب


حين تجف داخلَ النفس الإنسانية عاطفة الإحساس بآلام الآخرين وحاجاتهم، وحين تنعدم من القلوب الرحمة تحل القسوة بالقلوب فتمسي مثل الحجارة التي لا ترشح بأي عطاء ، أو أشد قسوة من الحجارة؛ لأن من الحجارة ما تتشقق قسوته الظاهرة فيندفع العطاء من باطنه ماءً عذبًا نقيًا، ولكن بعض الذين قست قلوبهم يجف من أغوارها كل أثر للفيض والعطاء.

وقد وصل أقوام إلى هذا الحال من القسوة وانعدام الرحمة، فقد خاطب الله بني إسرائيل فقال: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)[البقرة:74].

إن من الحجارة ما يخرج منه العطاء، أما قلوب هؤلاء فلا تتدفق لأي مؤثر يستثير الرحمة، فتظل في قسوتها واستكبارها. ثم بيَّن الله السبب الذي لأجله قست قلوب أهل الكتاب: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)[الحديد:16].

إن أية أمة يطول عليها الأمد وهي تتقلب في بحبوحة النعم على فسق وفجور ومعصية ونسيان لربها، تقسو قلوبها فلا تخشع لذكر الله وما نزل من الحق، وبهذا يبتعدون عن مهابط الرحمة فتقسو القلوب أكثر فأكثر.

وحين تشتد قسوة قلوب الأمم، يكون آخر علاج لإصلاحها أن تنزل بها الآلام والمصائب، لتردها إلى الله، فتلجأ إليه وتتضرع بذل وانكسار لاستدرار رحمته. فإذا لم تستجب القلوب لهذا الدواء، أتى دور الهلاك وفق سنة الله بعد أن يفتح عليهم أبواب كل شيء من الترف والنعمة، حتى إذا اغتروا بما عندهم من زهرة الدنيا وزينتها أتاهم عذاب الله: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الأنعام:42-45].

إن الذين قست قلوبهم قسوة بالغة، فهي لا تلين عند ذكر الله، وتظل معرضة عنه، ولا يزيدها التذكير بالله إلا قسوة ونفورًا، فأولئك الويل لهم: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الزمر:22، 23]

إن أصحاب هذه القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي".


إن حرارة الإيمان تستطيع أن تنضج القلوب فتلينها وترققها، فإذا غذاها وقود العمل الصالح والإكثار من الذكر، ومراقبة عدل الله وفضله وسلطانه المهيمن على جميع خلقه رقَّت القلوب وخشعت.. ومتى وصلت القلوب إلى هذه المرحلة تدفقت منها الرحمة.

أما عند غياب هذه المعاني الإيمانية عن القلوب فإنها تتيه في ظلمات الضلال والغواية والعصيان، فتقسو وتتكبر. وما أعظمها من عقوبة ،والعجب أن صاحب هذا القلب لا يشعر بأنه معاقب. وما أشد هذه العقوبة وأعظمها، يقول مالك بن دينار: ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم.

أما عن أعظم أسباب قسوة القلوب فقد أخبر الله عنه عندما ذكر السبب الذي جعل ذريات بني إسرائيل تقسو قلوبهم، فقال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[المائدة:13].

فالمعصية ومخالفة أمر الله ونقضهم العهد والميثاق سبَّب لهم الطرد عن الله، فابتعدوا بذلك عن مهابط رحمة الله، فأمست قلوبهم جافة قاسية.

فاحذر أيها الحبيب مما يسبب لك قسوة القلب،وإذا وجدت قسوة في قلبك فامسح رأس يتيم ،وأطعم المسكين ، وأكثر من ذكر مولاك ، وسله شفاء قلبك.

رزقنا الله وإياك رقة القلب وأعاذنا وإياك من القسوة ، وصلى الله على أرحم الخلق محمد وآله وصحبه وسلم.
منقـ ــول
__________________

  #56  
قديم 07-08-2005, 12:12 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
Lightbulb

أخي الفاضل : النسـري



*******

__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م