أصــول الحــوار وآدابــه

[حـلـيـم]

أصـول الحـوار وآدابه في الإســلام
المـوضـوع مخـتصرا من كتاب الشـيخ صالح بن حميد...حفظه الله....حاولت جاهـدا إختصار الموضوع قدر الإمكان حتى لايكون طويلا

غاية الحوار هي....إقامة الحجة ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي.....فهو تعاون من المتناظرين على معرفة الحقيقة والتوصل إليها؛ ليكشف كل طرف ماخفي على صاحبه منها؛ والسير يطرق الإستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.

للوصول إلى ماتقدم آنفا من الغاية لا بد للمحاور من فهم وإعمال أصول الحوار وآدابه.....وهي:

أصــول الـحــوار:
الأصل الأول....سـلوك الطرق العلمية والتزامها..... ومنها:...تقديم الأدلة المثبتة أو المرجحة للدعوى....صحة النقل في الأمور المنقولة...ومن هنا جاءت القاعدة الحوارية المشهـورة (إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل)
الأصل الثاني....سـلامة كلام المناظر ودليله من التناقض..... فالمتناقص ساقط بداهـة.
الأصل الثالث....ألا يكون الدليل هـو عين الدعـوى.....لأنه إذا كان كذالك لم يكن دليلا؛ ولكنه إعادة للدعوى بألفظ وصيغ أخرى.
الأصل الرابع....الإتفـاق على منطلقات ثابتة وقضايا مسـلمة..... سواء كانت عقلية أو دينية؛ عقلية لا تقبل النقاش عند العقلاء المتجردين؛ كـحسـن الصدق وقبح الكذب ونحوه؛ ودينية محسومة كالإيمان بربوبية الله وعبوديته واتصافه بصفات الكمال؛ ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ وحرمة الربا والخمر والزنا ونحوها؛فكل هـذه قضايا مقطوع بها لدى المسلمين وإثباتها شرعا أمر مفروغ منه؛ وينبني على هذا الأصل؛ أن الإصرار على إنكار المسلمات والثوابت مكابرة قبيحة؛ ومجاراة منحرفة عن أصول الحوار والمناظرة؛ وليس ذالك شأن طالبي الحق.
الأصل الخامس....التجرد؛ وقصد الحق؛ والبعد عن التعصب..... والإلتزام بآداب الحوار. فالعاقل(فضلا عن المسلم) الصادق طالب حق؛ باحث عن الحقيقة؛ ينشد الصواب ويتجنب الخطأ.
الأصل السـادس....أهلية المحاور.....إن من الحكمة والعقل والأدب في الرجل ألا يعترض على ماليس له أهلا؛ ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤا؛ ومن الخطأ أن يتصدى للدقاع عن الحق من كان على الباطل أو لا يعرف الحق أو لا يجيد الدفاع عنه؛ إذا لا بد من التأهـيل العلمي للمحاور.
الأصل السابع....قـطعية النتائج ونسبيتهـا.....لا بد إدراك أن الرأي الفكري نسبي الدلالة على الصواب والخطأ؛ والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عـن ربهم سبحانه وتعالى؛ وعليه فليس من شرط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الطرف الآخر؛ ولكل منهما التمسك برأيه مادام في دائرة الخلاف السائغ.
الأصل الثامن....الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون والإلتزام الجاد بها وبما يترتب عليها..... وإذا لم يتحقق هذا الأصل كانت المناظرة ضربا من العبث الذي يتنزه عنه العقلاء؛ يقول ابن عقيل: وليقبل كل واحد منهما من صاحبه الحجة؛ فإنه أنبل لقدره؛ وأعون على إدراك الحق وسلوك سبيل الصدق.

وللموضوع بقية ...وهـو آدآب الحوار......

ما كان من صوابا فبفضل الله ومنته...وما كان من خطأ فمن نفسي والشـيطأن فأستغفر الله منه وأتوب إليه........