مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-11-2006, 07:42 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي إدارة التوحش .. كتاب للشيخ أبو بكر ناجي



مبحث تمهيدي : النظام الذي يدير العالم منذ حقبة سايكس بيكو 5
وهم القوة : مركزية القوى العظمى بين القوة العسكرية الجبارة والهالة الإعلامية الكاذبة 7
المبحث الأول : التعريف بإدارة التوحش وبيان السوابق التأريخية لها 11
المبحث الثاني : طريق التمكين 15
المبحث الثالث : أهم القواعد والسياسات التي تتيسر باتباعها خطة العمل وتتحقق أهداف مرحلة [ شوكة النكاية والإنهاك ] بصفة عامة وأهداف مرحلة [ إدارة التوحش ] بصفة خاصة - بإذن الله - 23
الفصل الأول : إتقان فن الإدارة 23
الفصل الثاني : من يقود ومن يدير ومن يعتمد القرارات الإدارية الأساسية ؟ 25
الفصل الثالث : اعتماد القواعد العسكرية المجربة 28
الفصل الرابع : اعتماد الشدة 31
الفصل الخامس : تحقيق الشوكة 34
الفصل السادس : فهم قواعد اللعبة السياسية للمخالفين والمجاورين جيدا والتحرك في مواجهتها والتعامل معها بسياسة شرعية 37
الفصل السابع : الاستقطاب 46
الفصل الثامن : قواعد الالتحاق 50
الفصل التاسع : إتقان الجانب الأمني وبث العيون واختراق الخصوم والمخالفين بجميع أصنافهم 52
الفصل العاشر : إتقان التربية والتعلم أثناء الحركة كما كان العصر الأول 54
المبحث الرابع : أهم المشاكل والعوائق التي ستواجهنا وسبل التعامل معها 63
(1) مشكلة تناقص العناصر المؤمنة 63
(2) مشكلة نقص الكوادر الإدارية 64
(3) مشكلة الولاء القديم لعناصر الإدارة 66
(4) مشكلة الاختراق والجواسيس 67
(5) مشكلة التفلت أو الانقلاب من أفراد أو مجموعات أو مناطق بأكملها تغير ولاءها ( كيف نتفهمها ؟ وكيف نتعامل معها ؟ ) 69
(6) مشكلة التحمس الزائد عن الحد وملحقاتها 71
المبحث الخامس : الخاتمة : هل توجد حلول أخرى أيسر من ذلك الحل ؟ 73
المقالة الأولى : معركة الصبر 81
المقالة الثانية : الابتلاء بين النفس البشرية وسنن الله في الدعوات 86
المقالة الثالثة : رجالنا وأفراد العدو تحت النار 90
المقالة الرابعة : السنن الكونية بين الأخيار والأغيار 95
المقالة الخامسة : منهاجنا رحمة للعالمين 101
المقالة السادسة : فتنة المصطلحات.. المصلحة والمفسدة نموذجاً 106
المقالة السابعة : الاستقطاب والمال 110












مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد :

كتبت في موضوع سابق عن قدر الإعداد المادي الذي قام به ذلك الفصيل من فصائل العمل الإسلامي الذي نحسبه قائمًا بأمر الله في هذا الزمن والذي نحسبه سيتنزَّل عليه النصر بإذن الله ، وتطرق الموضوع إلى المشروع الذي يطرحه ذلك الفصيل للخروج بالأمة مما هي فيه من الهوان لتعود لقيادة البشرية للهداية وإلى طريق النجاة ، ومقارنته بالمشاريع المطروحة من قبل باقي فصائل العمل الإسلامي والتي أصابت الشباب الإسلامي بالحيرة.
نعم.. كثير من الشباب قد اختار هذا الطريق أو ذاك بناءً على أنه وافق ما يميل إليه من العمل أو الهوى والراحة ، إلا أن البعض قد أصابته الحيرة من تعدد المشاريع لحل قضية حسمت حلها النصوص الشرعية في أعين النابهين على الأقل ومما جاء في الموضوع المشار إليه مع شيء من التصرف:
( أن من كل تيارات الحركة الإسلامية لم يضع مشاريع مكتوبة إلا خمسة تيارات فبعد إخراج تيار التبليغ والدعوة وتيار سلفية التصفية والتربية [ السلفية الصوفية ] وتيار سلفية ولاة الأمر وغيرهم سنجد أن التيارات التي وضعت مشاريع مكتوبة وتصلح للنقاش لما لها من واقع عملي ، هي خمسة تيارات :
(1) تيار السلفية الجهادية.
(2) تيار سلفية الصحوة الذي يرمز له سلمان العودة وسفر الحوالي.
(3) تيار الإخوان [ الحركة الأم.. التنظيم الدولي ].
(4) تيار إخوان الترابي.
(5) تيار الجهاد الشعبي [ مثل حركة حماس وجبهة تحرير مورو وغيرها ].
أما مشروع سلفية الصحوة خاصة في صيغته الأخيرة [ إنشاء المؤسسات ] فيشابه مشروع حركة الإخوان [ التنظيم الدولي ] إلى حد كبير قد يصل إلى التطابق في بعض فقراته إلا أني سأوضح بإذن الله أنه لا يمكن أن يتجاوز مراحله الأولى حتى بعد مرور آلاف السنين لأنه يتجاوز من السنن الكونية الكثير - التي هي شرعية أيضاً - مما يجعله يدور في حلقة مفرغة ليتلعب به الكفار والطواغيت وأهل النفاق ، مع مفارقة أن تيار سلفية الصحوة يحاول تنفيذه كما على الورق .. أما تيار الإخوان فهم يطرحونه على الورق نظرياً لينفّذوا من خلاله مشروعهم البدعي أو قل مشروعهم العلماني ويمرروا مشروعهم العفن على القواعـد التحتية من الشباب من خلال المنهـج النظري المكتوب والشعارات البراقة حتى إنهم لا مانع عندهم من رفع شعار [ الجهاد سبيلنا ، والموت في سبيـل الله أسمى أمانينا..! ] أو [ حركة سلفية !! ولا مانع من حقيقة صوفية أيضاً كما يصرحون ].
أما تيار السلفية الجهادية فهو التيار الذي أحسبه وضع منهجاً ومشروعاً شاملاً السنن الشرعية والسنن الكونية وعلى الرغم من أن هذا المنهج رباني إلا أن القائمين على تنفيذه بشر يعتريهم ما يعتري البشر من النقص وعدم الكمال وتنفذ فيهم السنن الكونية التي تنفذ في البشر ومشروعهم به من العثرات التي وقع فيها القرن الأول بل وأكثر بحكم أن الأفضلية للقرن الأول لا شك ، وراجع إن شئت مشكوراً مقال المثالية والواقعية للشيخ عمر محمود أبو عمر فك الله أسره.
أقول ومع بعض العثرات التي يمر بها مشروعهم التي هي جزء قدري من مشروعهم لا ينفك عنه إلا أن خطوات مشروعهم تسير كما هي مكتوبة على الورق على السنن الشرعية والكونية الصحيحة ، بل ينالهم بفضل الله من العناية والرعاية الإلهية ما يُطوى لهم فيه بعض المراحل ، وهم وأعداؤهم في صراع لا يُنكر أحدٌ أنه شبيه بصراع الرسل مع أهل الكفر والطغيان، إن لم يعترف بأنَّه استمرارٌ حقيقيٌّ لذلك الصراع.
أما تيار إخوان الترابي [ المنشق على التيار الأم ] فهو تيار أخذ من السنن الكونية ما أهّله لإقامة دولة - دولة البشير والترابي بغض النظر عن التنافر الواقع بين البشير والترابي الآن - إلا أنه لتجاهل ذلك التيار لبعض الأوامر الشرعية وتحريفه لبعض آخر جعل هذه الدولة دولة علمانية ليس فيها من الإسلام إلا المتاجرة باسمه وشرح ذلك كله ومشروع ذلك التيار يطول.
أما تيار الجهاد الشعبي [ مثل حركة حماس وحركة الجهاد بفلسطين.. ] فبالنظر إلى المشاريع الأربعة السابقة وما تعلمونه من أخبار ذلك التيار يمكنكم فهم طبيعة مشروعه ، وهو باختصار شبيه بمشروع التيار السلفي الجهادي إلا أنه مخترق في فكره السياسي بمنهج الإخوان الأم ومنهج إخوان الترابي ، مع قصور في بث المنهج العلمي الصحيح بين أتباعه أثناء ممارسة منهج البناء التربوي ، ويُخشى عليه أحد مصيرين إما ضياع الثمرة في النهاية وسقوطها في يد المرتدين العلمانيين والقوميين ، أو إقامة دولة شبيهة بدولة البشير والترابي بالسودان وشرح تفاصيل كل ذلك يطول.. ).
وقد أشرت في ذلك المقال أني في سبيلي إلى استكمال دراسة أفك فيها الاشتباك لكامل الفقرات السابقة ، وأبيِّن فيها الخطوط العريضة لمشروع أهل التوحيد والجهاد المتناثر في إصداراتهم وأدبياتهم منذ زمن طويل ويعلمه كل من تواصل معهم ، كذلك نناقش فيها المشاريع التي تطرحها باقي التيارات وأسأل الله الإخلاص والإنصاف والعفو عن الزلل.
هذه الدراسة الموسومة بـ [ إدارة التوحش... أخطر مرحلة ستمر بها الأمة ] عبارة عن خطوط عريضة لا تعنى بالتفاصيل وإنما تترك التفاصيل لفريقين ، فريق المتخصصين في الفنون التي تتحدث عنها الدراسة وفريق قيادات الواقع في مناطق إدارة التوحش ، وعندما تأتي بعض التفاصيل في ثنايا الدراسة فإنما تأتي لأهميتها أو كمثال لشحذ الذهن.
إدارة التوحش هي المرحلة القادمة التي ستمر بها الأمة ، وتُعد أخطر مرحلة فإذا نجحنا في إدارة هذا التوحش ستكون تلك المرحلة - بإذن الله - هي المعبر لدولة الإسلام المنتظرة منذ سقوط الخلافة ، وإذا أخفقنا - أعاذنا الله من ذلك - لا يعني ذلك انتهاء الأمر ولكن هذا الإخفاق سيؤدي لمزيد من التوحش..!!
ولا يعني هذا المزيد من التوحش الذي قد ينتج عن الإخفاق أنه أسـوأ مما هو عليه الوضع الآن أو من قبل في العقـد السـابق [ التسعينات ] وما قبله من العقود بل إنَّ أفحش درجات التوحُّش هي أخفُّ من الاستقرار تحت نظام الكفر بدرجات.



آخر تعديل بواسطة المصابر ، 23-11-2006 الساعة 07:48 PM.
  #2  
قديم 25-11-2006, 06:26 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


مبحث تمهيدي
النظام الذي يدير العالم منذ حقبة سايكس بيكو

إن المتأمل في القرون السابقة وحتى منتصف القرن العشرين يجد أنه عند سقوط الدول الكبرى أو الإمبراطوريات بل والدول الصغرى سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية ولم تتمكن دولة مكافئة في القوة أو مقاربة للدولة السابقة من السيطرة على أراضي ومناطق تلك الدولة التي انهارت تتحول بالفطرة البشرية مناطق وقطاعات هذه الدولة للخضوع تحت ما يسمى بإدارات التوحش.
عند سقوط دولة الخلافة حدث بعض من هذا التوحش في بعض المناطق إلا أن الأمر استقر بعد ذلك على قريب مما أقرته معاهدة سايكس بيكو فكان تقسيم دولة الخلافة وانسحاب الدول الاستعمارية بحيث انقسمت دولة الخلافة إلى دول ودويلات تحكمها حكومات عسكرية أو حكومات مدنية مدعومة بالقوات العسكرية ، وتمثلت قدرة هذه الحكومات على الاستمرار في إدارة تلك الدول بمقدار قوة العلاقة مع هذه القوات العسكرية وقدرة هذه القوات على المحافظة على شكل الدولة ، سواءً بالقدرة التي تملكها هذه القوات في شرطتها وجيشها أو القدرة الخارجية التي تدعمها.
لا نخوض هنا في كيفية قيام هذه الدول وسيطرة هذه الحكومات ، سواء حكمنا عليها أنها نالت السيطرة بحكم انتصارها على حكومات الاستعمار أو بحكم أنها كانت تعمل في الخفاء مع الاستعمار وكل ما في الأمر أنه انسحب ووكلها مكانه أو خليط من الأمرين ، فخلاصة الأمر أن هذه الدول سقطت في أيدي تلك الحكومات بسبب كوني هو أحد هذين الأمرين أو كلاهما.
وسواءً كانت هذه الدول مستقلة حقيقة أو اتبعت كل منها في الخفاء الدولة التي استعمرتها في السابق إلا أنها بعد فترة أصبحت تدور في فلك النظام العالمي الذي تمخض بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والذي كانت صورته المعلنة هيئة الأمم المتحدة وحقيقته قطبان هما عبارة عن دولتين يدخل تحت كل منهما معسكر من الدول الكبرى الحليفة ويتبع كل قطب عشرات من الدول التابعة.
ومقابل أن يدور نظام حكم دولة تابعة في فلك أحد القطبين محققاً مصالح هذا القطب الاقتصادية والعسكرية يقوم هذا القطب بدعم هذا النظام بمقومات الدعم المختلفة ، إلا أنه وطبقاً لطبيعة سكان بلادنا التي تحكمها هذه الأنظمة - أي كبلاد سكانها مسلمون - كان هذا الدعم في الغالب دعماً محدوداً ويذهب جله لدعم أفراد الأنظمة الحاكمة أو دعم شخصي لقادة جيوش هذه الدول والقيادات المتنفذة في تلك الجيوش.
وتلا تلك الفترة انهيار بعض الأنظمة وقيام أخرى إما لتخلي القطب عنها أو عدم قدرته على حمايتها من السقوط أو لقيام القطب الآخر بدعم مجموعة أخرى اخترقت هذا النظام وأسقطته وحلت مكانه بأخذها بسنن كونية محضة.
هذه الأنظمة ما أن يستتب لها الأمر حتى تقوم بفرض قيمها التي تحملها على مجتمع كل دولة تحكمها وإذا كانت تدور في فلك قطب جديد أو مازالت تتودد للقطب الذي كان يدعم النظام السابق لها تقوم بخلط قيمها الاجتماعية والاقتصادية بقيم القطب الذي تدور في فلكه وتفرض الخليط على المجتمع ، واضعة حول هذه القيم هالة من التقديس حتى لو كانت قيماً تأباها كل العقول.
خالفت هذه الأنظمة عقيدة المجتمعات التي تحكمها وقامت مع مرور الوقت والتدرج في الانحطاط بتضييع وبسرقة مقدرات تلك الدول وانتشرت المظالم بين الناس.
وطبقاً للسنن الكونية المحضة نجد أن القوى التي يمكن أن ترجع الحكم لقيم وعقيدة المجتمع أو حتى ليس من أجل العقيدة والحق من أجل رد المظالم والعدالة التي يتفق عليها الجميع المؤمن والكافر قوتان :
الأولى : قوة الشعوب وهذه تم تدجينها وتغييب وعيها بآلاف من الملهيات سواءً جانب شهوات الفرج والبطن ، أو اللهاث خلف لقمة العيش أو اللهاث لجمع المال ، فضلاً عن الهالات الإعلامية الكاذبة في اتجاهات شتى ، ونشر الفكر الجبري والصوفي والإرجائي بين شرائحها ، وبين فترة وأخرى يتم تقليم أنياب من يفيق من غفلته من هذه الشعوب عن طريق جيوش وشُرَط هذه الدول التي تعتبر هذه المهمة هي مهمتها الأساسية التي تتلقى الأموال والعطاء من أجلها وهي الحفاظ على هذه الأنظمة أو الحفاظ على دوران النظام الحاكم في فلك أحد القطبين.
الثانية : القوة الثانية التي يمكن من خلالها إرجاع المجتمع - ولو جزئياً طبقًا للسنن - إلى العدل وإلى عقيدته وقيمه هي قوة الجيوش وهذه تم إغداق الأموال المنهوبة عليها وشراؤها حتى لا تقوم بهذا الدور بل تقوم بنقيضه.
إلا أنه رغم أنف الشيطان تبقى فئة قليلة من العقلاء والشرفاء تأبى الظلم وتنشد العدل ، فيدور في خلد هذه الفئة استغلال ما في أيديها من القوة لتغيير هذا الواقع للأفضل بحسب اعتقادها ، إلا أن ثاني أمر يقع في خلدهم وجود القوة المجرمة التي لا تأبه بالقيم في هذه الجيوش أو في أحسن الظروف لو تم وضع خطة محكمة للالتفاف على تفاوت القوة سيقوم القطبان أو أحدهما تحت ستار الأمم المتحدة بإرغام النظام الجديد بالحيل أو بالقوة أو بالضغوط أو بكل ذلك على الدوران في فلك أحد القطبين وفرض منتفعين جدد على النظام الجديد ، ويتحول هذا الشريف الذي تسلم الحكم إلى سيرة شبيهة لسيرة أمثاله السابقين وما سودان البشير عنا ببعيد. (1)
وفي الغالب ينتهي التفكير بهؤلاء الشرفاء بالانصراف عن فكرة تغيير تلك الأنظمة والرضا بالأمر الواقع والانطواء على أنفسهم حاملين المرارة في قلوبهم ، ومن يصدق مع نفسه الضعيفة منهم يستقيل من عمله العسكري وإلا فلا يلبث أن ينزلق إلى مستنقع الظلم والانحطاط تحت شعار [ لا دين ولا دنيا ] أو [ لا خير وعدل ولا دنيا ].. هكذا هي الصورة تدور في هذا الإطار منذ سقوط الخلافة.


هامش:

1- وهو كذلك ما كان يُخطط لأفغانستان أثناء حكم طالبان قبل أحداث سبتمبر بصورة أخرى ألا وهي إنهاكها بالعقوبات الطويلة ثم في اللحظة المناسبة يتم بضغطة زر تحويل أموال وسلاح للمعارضة ودعمها بأفراد من دول الجوار والقضاء على تلك الدولة ، هذا على أقل تقدير فإن احتمال تدخل مباشر بأي حجة مسجل عليهم أيضًا.




وهم القوة
مركزية القوى العظمى بين القوة العسكرية الجبارة والهالة الإعلامية الكاذبة

القطبان اللذان كانا يسيطران على النظام العالمي كانا يسيطران من خلال قوة مركزيتهما ، والمقصود بالقوة المركزية هنا هي : القوة العسكرية الجبارة التي تصل من المركز للسيطرة على مساحات الأراضي التي تخضع لكل قطب بداية من المركز وحتى أبعد طرف من تلك الأراضي ، والخضوع في صورته الأولية المبسطة هو أن تدين تلك الأراضي للمركز بالولاء والتحاكم وتَجبي إليه المصالح.
ولا شك أن القوة التي أعطاها الله للقطبين [ أمريكا وروسيا ] جبارة في حساب البشر إلا أنها في الحقيقة وبالنظر الدقيق في حساب العقل البشري المجرد أيضا لا تستطيع أن تفرض سلطانها من بلد المركز في أمريكا مثلاً أو روسيا على أراضٍ في مصر واليمن مثلاً إلا إذا خضعت تلك البلاد بمحض إرادتها لتلك القوى ، صحيح أن هذه القوة جبارة وأنها تستعين بقوة أنظمة محلية من الوكلاء الذين يحكمون العالم الإسلامي إلا أنها رغم كل ذلك لا تكفي ، لذلك لجأ القطبان إلى عمل هالة إعلامية كاذبة تصور هذه القوى أنها لا تقهر ، وأنها تحيط بالكون وتستطيع أن تصل إلى كل أرض وكل سماء وكأنها تحوز قوة خالق الخلق.
إلا أن الأمر المثير الذي حدث أن هذين القطبين صَدَّقا لوهلة دجلهما الإعلامي وأنهما بالفعل قوة قادرة على السيطرة التامة على أي مكان في أرجاء المعمورة ، وأنها قوة تحمل خصائص قوة الخالق ، فطبقاً للدجل الإعلامي فإنها قوة جبارة محيطة ويخضع لها الناس لا خوفاً منها فقط ولكن حباً فيها أيضاً لأنها تنشر الحريـة والعدل والمساواة بين البشر إلى آخر تلك الشعارات.
وعندما تخضع دولة - مهما بلغ قدرها - لوهم القوة الكاذبة وتتصرف على هذا الأساس فمن هنا يبدأ سقوطها.
وكما يقول الكاتب الأمريكي بول كينيدي : ( إن أمريكا تتوسع في استخدام قوتها العسكرية ، وتتمدد استراتيجياً أكثر من اللازم وهذا سيؤدي إلى سقوطها ).
هذه القوة الجبارة مدعومة كذلك بتماسك مجتمعها في بلد المركز وتماسك مؤسسات ذلك المجتمع وشرائحه ، فلا قيمة للقوة العسكرية الجبارة [ الأسلحة والتقنية والمقاتلين ] بدون تماسك المجتمع وتماسك مؤسساته وشرائحه ، بل قد تصبح هذه القوة العسكرية الجبارة وبالاً على هذا القطب العظيم إذا انهار تماسك كيان المجتمع.
وعوامل انهيار هذا الكيان عديدة تتلخص في عبارة [ عوامل الفناء الحضاري ] مثل الفساد العقدي والانهيار الخلقي والمظالم الاجتماعية والترف والأنانية وتقديم الملذات وحب الدنيا على كل القيم.. الخ.
وكلما كان القطب تجتمع فيه مزيج هذه العوامل بصورة كبيرة ، وتمتزج فيها تلك العوامل بصورة تنشط بعضها البعض كانت سرعة انهيار ذلك القطب أكبر ، وهذه العوامل قد تكون موجودة بصورة نشطة أو موجودة بصورة خاملة تحتاج الى عامل مساعد لتنشيطها فيسقط ذلك القطب وتسقط مركزيته مهما كان يمتلك من القوة العسكرية لأنه كما قلنا أن قوة مركزيته المتمثلة في القوة العسكرية الجبارة والهالة الإعلامية الكاذبة لا تقوم بدورها إلا في مجتمع متماسك.
  #3  
قديم 26-11-2006, 06:32 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


فما بالنا إذا كان هذا العامل المساعد هو قدر الله الذي قدره للعمل على هذه المحاور الثلاث فلا يعمل فقط على تنشيط عوامل الفناء الحضاري الخاملة بل يعمل كذلك على مواجهة القوة العسكرية بالإنهاك ، فتعمل هذه المواجهة وذلك الإنهاك ذاتياً على المحور الثالث ألا وهو الهالة الإعلامية الكاذبة ، فيقوم بنزع المهابة التي تصور هذه القوة أن لا شيء يقف أمامها البتة.
وهذا تماماً ما حدث للقطب الشيوعي عندما وُضع في مواجهة عسكرية مع قوة أضعف منه بمراحل بل لا تقارن به ، ولكنها نجحت في إنهاكه عسكريا والأهم من ذلك تنشيط عوامل الفناء الحضاري في دياره :
- عقيدة الإلحاد في مواجهة عقائد تؤمن بحياة أخرى وإله.
- حب الدنيا والملذات والترف في مواجهة أفراد ليس عندهم ما يخسرونه.
- انحلال خلقي أقل مظاهره أن يعود الضابط أو الجندي الروسي - إن عاد - فيجد زوجته قد أنجبت من غيره أو على علاقة بغيره.
- مظالم اجتماعية طفت بوضوح على السطح عندما ضعفت الحالة الاقتصادية بسبب الحرب ، فعندما يقل المال وتبدأ الأزمات المالية يظهر اللصوص الكبار خاصة إذا بدأت المحاسبة الدقيقة.
مع ملاحظة هامة : أن الضعف الاقتصادي الناشئ عن تكاليف الحرب أو الناشئ عن توجيه ضربات النكاية مباشرة إلى الاقتصاد هو أهم عوامل الفناء الحضاري حيث يهدد الترف والملذات التي تلهث خلفها تلك المجتمعات فيبدأ التنافس بينهم حولها بعد أن تقل بسبب ضعف الاقتصاد ، كذلك تطفو على السطح من خلال الضعف الاقتصادي المظالم الاجتماعية مما يشعل الحروب أو المواجهات السياسية والفرقة بين شرائح كيان المجتمع في بلد المركز.
كذلك عملت هذه القوة - على الرغم من ضعفها - على المحور الثالث أي بنزع المهابة من الجيش الروسي من قلوب الشعوب التي كانت تدور أنظمتها في فلكه في أوروبا وآسيا فبدأت بالتساقط منه والخروج عليه واحدة وراء الأخرى.
بل عملت هذه القوة الضعيفة على محور رابع خاص بالأمة ألا وهو إحياء العقيدة والجهاد في قلوب الشعوب المسلمة التي كانت خاضعة تحت كيان هذا القطب لما رأت المثل والقدوة في الجهاد من هذا الشعب الأفغاني الفقير المجاور لهم الذي استطاع الصمود أمام أقوى ترسانة حربية وأشرس جيش من حيث طبيعة أفراده في ذلك الوقت ، فرأينا الجهاد يخرج من أراضٍ لم يسمع بها كثير من المسلمين كالشيشان وطاجيكستان وغيرهما.
وكل ما سجلناه هنا واقع حادث بل والأهم من ذلك أن من نعم الله على من يخوض المعركة أنه أقرب أهل العلم والفراسة في تحسب ذلك ، فمثلاً تحدث الشهيد - نحسبه كذلك - سيد قطب رحمه الله عن سقوط الاتحاد السوفيتي وبين من السنن التي ستؤدي إلى ذلك الكثير لكنه ما كان يستطيع أن يحدد زمناً مُتوقعاً أو بيانات محددة ، في حين أن للشيخ عبد الله عزام - الذي استشهد رحمه الله قبل سقوط الاتحاد السوفيتي - تحليلاً تنبأ فيه بسقوط هذه الدولة العظمى وتشرذم جمهورياتها ونشوء حركات إسلامية مجاهدة في بعض جمهورياتها ، الأغرب من هذا أن تحليله كان مبنياً على أرقام حيث جاء فيه عدد قوات الجيش الروسي صاحب أكبر ترسانة سلاح في العالم وجيش أكبر من الجيش الأمريكي من حيث العدد وأشرس وأقدر على احتمال جو المعارك وخسائرها البشرية ، والأغرب من ذلك أيضاً أنه لم يكن مبنياً على انسحاب الروس من أفغانستان وإن كان يأمل ذلك وإنما مبني على أن ضغط المجاهدين سيدفع الروس لضخ مزيد من أعداد الجند داخل أفغانستان مما يقلل الاحتياطي في الجيش السوفيتي وأن هذا الضغط والنقص سيُجرئ الجمهوريات السوفيتية على محاولة الانفصال خاصة الإسلامية التي رأى سكانها قدوة عملية على إمكانية المقاومة ، وتقريبا كل ما قال حدث وكأنه فيلم سينمائي ، ومن هذا نعلم أن معرفة قدرات العدو وموعد هزيمته لن تتأتى لنا إلا بخوض الحرب العملية معه مهما كان لنا من عقل أو دراسات نظرية.
هنا نسجل أن بانهيار ذلك القطب سقطت جمهورياته في الفوضى لكن بسبب توفر عوامل معينة سرعان ما قامت في أغلبها إدارات دول - دون المرور بمرحلة إدارة توحش - نجح بعضها في الاستمرار حتى الآن.
نجحت إدارات التوحش في الشيشان وأفغانستان – أفغانستان لم تكن من الجمهوريات السوفيتية - في إقامة ما يمكن أن يُطلق عليه دول لكن تم إسقاطهما الآن ، بل تم إعادتهما إلى مرحلة ما قبل إدارة التوحش وهي مرحلة شوكة النكاية والإنهاك ، ونسجل أن تطور الأحداث في البلدين لم تكن بسبب أحداث دخول داغستان وأحداث سبتمبر ، وإن كانت قد تكون عجلت به وتفصيل ذلك يطول وقد أشرنا لما يخص أفغانستان فيما سبق.
هكذا انهار ذلك القطب ولكن سرعان ما تمكنت حضارة الشيطان من تدارك الأمر والاستمرار في التحكم في العالم من خلال تماسك القطب المتبقي [ أمريكا ] بحيث يقوم مع دول العالم عامة ودول منطقتنا خاصة بنفس الدور الذي كان يقوم به القطبان ، بل أصبحت الصورة أشد قتامة أمام بعض الشرفاء سواءً من أهل الدين أو من غيرهم في الدول الخاضعة لهذا النظام العالمي لظنهم أن القطب المتبقي مستعصٍ على الإفناء وأن عناصر قوته تختلف عن مثيلاتها في القطب المنهار ، خاصة أن هالته الإعلامية أضعاف أضعاف الهالة الإعلامية للقطب المنهار.
والبعض الآخر من أهل الصدق والجهاد كانوا يطرحون ما أراهم الله وأنشأ به التصور في أذهانهم عن ضعف العدو وقلته ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ، فكان هذا البعض يقول للباقين من أهل الدين والشعوب : يا قوم إن شراسة الجندي الروسي أضعاف ما عند الأمريكي ، ولو قُتل لأمريكا عُشر من قُتل لروسيا في أفغانستان والشيشان لولت هاربـة لا تلوي على شيء ، وذلك لأن بنية جنود أمريكا والغرب الآن غير بنية جنودهم في حقبة الاستعمار ، فقد وصلوا لمرحلة من الترف تجعلهم غير قادرين على تحمل المعارك مدة طويلة واستبدلوا ذلك بهالة إعلامية كاذبة ، يا قوم إن المركز في الاتحاد السوفيتي كان قريباً على قدر ما من البلاد التي فيها المواجهات ، بل كان لها حدود مشتركة مع أرض المواجهات فكانت تتدفق الإمدادات والآليات والمدرعات بسهولة وبدون تكلفة كبيرة بينما الأمر مختلف بالنسبة لأمريكا فبعد المركز الرئيسي عن الأطراف عامل جيد ليفهم الأمريكان صعوبة الاستمرار في خضوعنا لهم وتحكمهم فينا ونهبهم خيراتنا إذا قررنا رفض ذلك ، فقط إذا قررنا وأشعلنا المواجهة لإثبات ذلك.
هذه كانت الصورة حتى أحداث سبتمبر وإرهاصاتها التي بدأت بأحداث نيروبي ودار السلام.

والخلاصة : خلصت حركة التجديد المعاصرة بعد أن عركتها الأحداث والمعارك وتراكمت لديها الخبرات خلال أكثر من ثلاثين عاماً إلى أن عليها القيام ببعض العمليات النوعية المرتبة بنظام معين والتي بدأت بعملية نيروبي ودار السلام لتحقيق الأهداف التالية - بإذن الله - :
أ - الهدف الأول : إسقاط جزء هام من هيبة أمريكا وبث الثقة في نفوس المسلمين من خلال :
(1) كشف الهالة الإعلامية الكاذبة بأنها قوة لا تقهر.
(2) جعل أمريكا تستبدل حربها على الإسلام من نظام الحرب بالوكالة إلى أن تحارب بنفسها لتكشف أمام أعين شرفاء الشعوب وقلة من شرفاء جيوش الردة أن خوفهم من خلع الأنظمة لكون أمريكا تحمي هذه الأنظمة ليس في محله ، وأنهم عند خلع الأنظمة يمكنهم مواجهة أمريكا إذا تدخلت.
ب - الهدف الثاني : تعويض الخسائر البشرية التي منيت بها حركة التجديد في الثلاثين عاما الماضية عن طريق مد بشري متوقع يأتي لسببين :
(1) الانبهار بالعمليات التي سيتم القيام بها في مواجهة أمريكا.
(2) الغضب من التدخل الأمريكي السافر والمباشر في العالم الإسلامي ، بحيث يتراكم ذلك الغضب على كم الغضب السابق على دعم أمريكا للكيان الصهيوني مع تحويل الغضب المكبوت تجاه أنظمة الردة والظلم إلى غضب إيجابي ومد بشري لا ينضب لحركة التجديد ، خاصة عندما ينكشف لأهل الغفلة من الشعوب - وهم الأكثرية - حقيقة عمالة هذه الأنظمة لأعداء الأمة بصورة لا ينفع معها أي أقنعة كاذبة ، وبحيث لا يبقى حجة لأي مدعي بإسلام هذه الأنظمة وأعوانها.
ج - الهدف الثالث : العمل على إظهار ضعف القوة المركزية لأمريكا بدفعها إلى استبدال الحرب الإعلامية النفسية والحرب بالوكالة إلى أن تحارب بنفسها فينكشف للمترددين من جميع الطوائف والأصناف بل وينكشف للأمريكان أنفسهم أن بعد المركز الرئيسي عن الأطراف عامل هام جداً في إمكانية حدوث الفوضى والتوحش.
  #4  
قديم 30-11-2006, 08:37 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


المبحث الأول
التعريف بإدارة التوحش وبيان السوابق التأريخية لها

قلنا فيما سبق إن المتأمل في القرون السابقة وحتى منتصف القـرن العشرين يجد أنه عند سقوط الدول الكبرى أو الإمبراطوريات - سواءً كانت إسلامية أو غير إسلامية - ولم تتمكن دولة مكافئة في القوة أو مقاربة للدولة السابقة من السيطرة على أراضي ومناطق تلك الدولة التي انهارت تتحول بالفطرة البشرية مناطق وقطاعات هذه الدولة للخضوع تحت ما يسمى بإدارات التوحش.. لذلك تعرّف إدارة التوحش باختصار شديد بأنها : إدارة الفوضى المتوحشة..!!
أما التعريف بالتفصيل فهو يختلف تبعاً لأهداف وطبيعة أفراد هذه الإدارة ، فلو تخيلناها في صورتها الأولية نجدها تتمثل في : إدارة حاجيات الناس من توفير الطعام والعلاج ، وحفظ الأمن والقضاء بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش وتأمين الحدود من خلال مجموعات الردع لكل من يحاول الاعتداء على مناطق التوحش إضافة إلى إقامة تحصينات دفاعية.
قد ترتقي إدارة احتياجات الناس من طعام وعلاج إلى تحمل مسؤولية تقديم خدمات مثل التعليم ونحو ذلك ، وقد يرتقي حفظ الأمن وتأمين الحدود للعمل على توسيع منطقة التوحش.

لماذا أطلقنا عليها [ إدارة التوحش ] أو [ إدارة الفوضى المتوحشة ] ولم نطلق عليها [ إدارة الفوضى ] ؟
ذلك لأنها ليست إدارة لشركة تجارية أو مؤسسة تعاني من الفوضى أو مجموعة من الجيران في حي أو منطقة سكنية أو حتى مجتمعاً مسالماً يعانون من الفوضى ولكنها طبقاً لعالمنا المعاصر ولسوابقها التأريخية المماثلة وفي ظل الثروات والأطماع والقوى المختلفة والطبيعة البشرية وفي ظل الصورة التي نتوقعها في هذا البحث يكون الأمر أعم من الفوضى بل إن منطقة التوحش قبل خضوعها للإدارة ستكون في وضع يشبه وضع أفغانستان قبل سيطرة طالبان.. منطقة تخضع لقانون الغاب بصورته البدائية يتعطش أهلها الأخيار منهم بل وعقلاء الأشرار لمن يدير هذا التوحش ، بل ويقبلون أن يدير هذا التوحش أي تنظيم أخياراً كانوا أو أشراراً إلا أن إدارة الأشرار لهذا التوحش من الممكن أن تحول هذه المنطقة إلى مزيد من التوحش..!!

الصورة المثالية لمهمات إدارة التوحش التي نرومها :
بيَّنَّا فيما سبق مهمات إدارة التوحش في صورتها الأولية بشكل عام ، إلا أننا قبل أن ننتقل إلى نقطة أخرى نحب أن نوضح مهمات إدارة التوحش في الصورة المثالية التي نرومها ، والتي تتفق مع مقاصد الشرع ، هذه المهمات هي :
- نشر الأمن الداخلي.
- توفير الطعام والعلاج.
- تأمين منطقة التوحش من غارات الأعداء.
- إقامة القضاء الشرعي بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش.
- رفع المستوى الإيماني ورفع الكفاءة القتالية أثناء تدريب شباب منطقة التوحش وإنشاء المجتمع المقاتل بكل فئاته وأفراده عن طريق التوعية بأهمية ذلك.
- العمل على بث العلم الشرعي [ الأهم فالمهم ] والدنيوي [ الأهم فالمهم ].
- بث العيون واستكمال بناء إنشاء جهاز الاستخبارات المصغر.
- تأليف قلوب أهل الدنيا بشيء من المال والدنيا بضابط شرعي وقواعد معلنة بين أفراد الإدارة على الأقل.
- ردع المنافقين بالحجة وغيرها وإجبارهم على كبت وكتم نفاقهم وعدم إعلان آرائهم المثبطة ومن ثم مراعاة المطاعين منهم حتى يُكف شرهم.
- الترقي حتى تتحقق إمكانية التوسع والقدرة على الإغارة على الأعداء لردعهم وغنم أموالهم وإبقائهم في توجس دائم وحاجة للموادعة.
- إقامة التحالفات مع من يجوز التحالف معه ممن لم يعط الولاء الكامل للإدارة.

السوابق التأريخية والمعاصرة لإدارة التوحش :
- السنوات الأولى من بعد الهجرة إلى المدينة :
إدارة التوحش قامت في تأريخنا الإسلامي مرات متعددة ، وأول مثال لها كان بداية أمر الدولة الإسلامية في المدينة ، فباستثناء الإمبراطورية الرومانية والفارسية وبعض الدول أو الدويلات التي كانت على أطراف الجزيرة كان النظام القبلي في الجزيرة يقوم على نظام مشابه لنظام إدارة التوحش ، ويمكن اعتبار المرحلة الأولى من العهد المدني - قبل استقرارها وإقامة دولة تأتيها الزكاة والجزية وتقيم وتعتمد الولايات حولها وتعين العمال والولاة - يمكن اعتبار تلك الفترة السابقة لذلك أنها أديرت فيها المدينة بنظام إدارة التوحش ، نعم لم تكن المدينة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم تُعاني من التوحش بل كانت تدار من قبل قبائل كالأوس والخزرج بنظام شبيه بنظام إدارة التوحش ثم عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة وأعطت العناصر الرئيسية فيها الولاء له أديرت المدينة في هذه الفترة الأولى بشبيه هذا النظام من قبل المسلمين ، بل بالنظام المثالي لإدارة التوحش الذي بينا ملامحه فيما سبق.
- أما على مدار تأريخنا الإسلامي ففي حالات خاصة عديدة ، حال الفترات العصيبة عند سقوط خلافة وقيام أخرى أو خلال تعرضنا لهجمات خارجية كالهجمة التتارية والهجمات الصليبية خلال مثل هذه الفترات العصيبة قامت مثل هذه الإدارات وارتقى بعضها بإقامة دويلات صغيرة ثم تجمع لإقامة خلافة أو دولة متجاورة مع دول أخرى أو مع خلافة ، وأوضح مثال لذلك كما ذكر الشيخ العلامة عمر محمود أبو عمر - فك الله أسره - هو فترة الحروب الصليبية حيث قال :
( أغلب من تكلم في هذه الفترة الزمنية عالجها من جهة بعض الأشخاص الذين أحدثوا أثراً تجميعياً للجهود المتفرقة السابقة لأعمالهم ، فنرى كاتباً يعالجها من جهة القائد نور الدين زنكي أو من جهة القائد صلاح الدين الأيوبي ، وهكذا.. فيظن القارئ على غير دراية أن هذا الجزء من التأريخ الإسلامي في معالجة الصليبيين تم عن طريق الدولة الجامعة لأمر المسلمين وهذا خطأ بين ، فالقارئ المتمعن لتلك الفترة الزمنية يرى أن المسلمين عالجوا أمر الصليبيين عن طريق تجمعات صغيرة ، وتنظيمات متوزعة متفرقة ، فهذه قلعة حكمتها عائلة من العائلات ، جمعت تحت إمرتها طائفة من الناس ، وهذه قرية ارتضوا حكم قائد عالم منهم وجاهدوا معه ، وهذا عالم انتظم معه جماعة من تلاميذه وارتضوا إمامته وهكذا ، ولعل خير من يشرح لنا هذه الأوضاع على حقيقتها هو كتاب [ الاعتبار ] للأمير أسامة بن منقذ ، وأسامة هذا من قلعة شيزر ، وعائلته آل منقذ هم حكام هذه القلعة ، ولهم دور مشهود في الحروب الصليبية، وأسامة شاهد عيان لحروب المسلمين ضد الصليبيين.
وقبل أن أنتقل إلى نقطة أخرى ، المهم التنبيه على أن دور القادة الكبار أمثال آل زنكي والأيوبيين هو تجميع هذه التكتلات والتنظيمات في تجمع واحد وتنظيم واحد ، ومع ذلك فقد بقي هو الدور الأكبر لتلك التكتلات الصغيرة القائمة على الحق في معالجة الحروب الصليبية.. ) أ.هـ. (1)
سبق هذه التكتلات الصغيرة التي سيطرت على بعض القلاع والمدن الصغيرة وتزامن معها القيام بعمليات نكاية وإنهاك ( إن شئت فاقرأ بالتفصيل ما كتب في ثنايا السطور عن الحروب الصليبية تدرك أن الإنهاك الذي كان يقوم به طائفة العلم والجهاد هو الذي حقق النصر في المعارك الكبرى لا المعارك الكبرى ذاتها ، بل لم تكن هذه المعارك الكبرى كحطين إلا محصلة لمعارك صغيرة لا تكاد تذكر في التأريخ لكنها كانت الأرقام الأولى لتشكل النصر الكبير النهائي ) .(2)
ومن الأمثلة العجيبة لإدارات التوحش ما نقله الشيخ عبد الله عزام - رحمه الله - عن قيام مائة رجل مسلم بإدارة منطقة جبلية بين ما يعرف بايطاليا وفرنسا الآن وفرض ما يشبه الجزية على ما يجاورها من المناطق واستمر ذلك فترة من الزمن.
كذلك من الحركات التي أقامت إدارات للتوحش بل طورت منـها وجمعت شتات المناطق المدارة بما يشبه دولة لفترة من الزمن [ حركة الإمام السيد ] التي جددت دعوة التوحيد والجهاد بالمربع السني في منطقة الهند وكشمير وباكستان وأفغانستان وعلى الرغم من قصر عمر هذه الحركة ككيان استمر فقط من بداية القرن التاسع عشر إلى بعد منتصفه بقليل إلا أن تأثيرها ممتد حتى الآن ، بل إن ما قامت به من أعمال ضد أعداء الله وعلى رأسهم الإنجليز يعتبر مصدر إلهام لحركات الجهاد في كشمير والهند وأفغانستان ، بل لعل امتداد بقاياها كان له أثر قوي في انفصال باكستان عن الهند –بغضِّ النظر عن مدى الانحراف في الحكومة الباكستانية التي قطفت ثمرة الجهاد- في منتصف القرن العشرين ، بل إن رجال الجهاد الأفغاني مازالوا يستلهمون العبر من سيرة ذلك الإمام ، كيف لا وقد عرف جبال أفغانستان وعرفته؟
هذا بالنسبة للمسلمين أما الكفار فهناك عشرات بل مئات الأمثلة لـ [ إدارات توحش ] أقامها الكفار في أوروبا وأفريقيا وباقي القارات في العصور السابقة.
أما في العصر الحديث فبعد معاهدة [ سايكس بيكو ] وارتقائها واستقرار وضعها بنهاية الحرب العالمية الثانية وبروز هيئة الأمم المتحدة وإحكام النظام الجاهلي السيطرة على العالم بأنظمة الجنسية والورق النقدي والحدود المُسيجة بين ما يُسمى دول العالم أصبح من الصعب إقامة مثل هذه الإدارات ، إلا أنه بالرغم من ذلك قامت العديد من إدارات التوحش خاصة في الأماكن التي تبتعد عن المركز وتتيح ظروفها الجغرافية والسكانية تسهيل ذلك.

وهناك أمثلة عديدة لتجمعات معاصرة سواءً إسلامية أو يسارية أو غير ذلك منها :
الفصائل المقاتلة في أفغانستان في المراحل الأولى للجهاد والمراحل الأولى لحركة طالبان حتى قيامها بإقامة دولتها - أعادها الله في عز ورفعة - بغض النظر عن مدى قرب هذه الإدارات من الصورة المثالية الواقعية الإسلامية أو بعدها عنها أو حتى مخالفتها لها.
كذلك حركة [ أبي سياف ] وجبهة [ تحرير مورو ] بالفلبين ، كذلك حركات الجهاد بالجزائر في بعض فترات الجهاد في التسعينات بغض النظر عن انحراف البعض.
كذلك الفصائل الإسلامية وغيرها في الصومال بعد سقوط دولة [ سياد بري ].
كذلك بعض المراحل الزمنية لبعض المناطق في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والشيشان.
تجدر الملاحظة هنا أننا لا نعتبر حركات مثل حماس والجهاد الإسلامي بفلسطين الآن والجماعة الإسلامية بمصر في فترة التسعينات وكذلك الجماعة المقاتلة في ليبيا ومن يشابههم قد أقاموا بعد إدارات توحش وإنما هم كانوا - وبعضهم مازال - في مرحلة ما قبل إدارة التوحش وهي مرحلة يطلق عليها مرحلة [ شوكة النكاية والإنهاك ] وهي مرحلة تسبق في العادة مرحلة إدارة التوحش في حالة إذا كان في حسابات من يقوم بالنكاية أن التوحش سيحدث ومن ثم الإعداد لإدارته ، وإلا فان بعض مجموعات النكاية تقوم بالنكاية دون أن تضع ذلك في حساباتها ، وأحياناً تقوم بالنكاية لإضعاف دولة لحساب دولة أخرى أو قوة أخرى ستتسلم حكم الدولة المُنهكة أو أرض التوحش وتقيم مكانها دولتها دون المرور بمرحلة إدارة التوحش.
هذا وسيأتي في المبحث القادم بيان أهداف والتعريف بمرحلة [ شوكة النكاية والإنهاك ] وهي المرحلة التي نمر بها الآن.
  #5  
قديم 01-12-2006, 12:42 AM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي

جزاك الله خيرا يا المصابر
  #6  
قديم 03-12-2006, 03:58 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


و لك مثله أخى كريم ثبتك الله
و جعل على طريق الحق خطاى و خطاك
  #7  
قديم 03-12-2006, 03:59 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


نعود للأمثلة المعاصرة لإدارات التوحش ونركز هنا على الحركات غير الإسلامية ومنها :
- حركة جون جارنج بجنوب السودان المسماة [ الجبهة الشعبية لتحرير السودان ].
- حركات اليساريين في أمريكا الوسطى والجنوبية ، ولعل اليساريين أبدعوا في بعض النواحي العملية في إدارة مناطق التوحش هناك وبعضهم أقام دول.. ولكنهم يديرون هذه المناطق بمبادئهم القذرة التي لا تقبلها المناطق المحيطة عادة مما يجعل مناطقهم غير قابلة للتوسع لرفض السكان الانتقال من الحكومة المركزية والانضمام لإدارة التوحش أو لإقامة دولة على أنقاض الدولة المركزية.. ويكفي أن نعلم أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانقطاع جانب مما كانت تعتمد عليه هذه الحركات في التمويل أصبحت جل هذه الحركات تعتمد في تمويلها على تحصيل أموال مقابل إيجاد ملاذات آمنة للخارجين عن قوانين البلاد هناك ، أو كبار تجار المخدرات بل يقومون بأنفسهم بزراعة المخدرات والاتجار فيها ، كذلك نهب السكان المحليين وخطفهم وأخذ فدية مقابل إطلاق سراحهم أو إبقائهم كرهائن ودروع بشرية ، ومجتمع التوحش الذي يديرونه وإن كان به قضاء إلا أنه مليء بالانحلال الخلقي تبعاً لمبادئ الإباحية التي يعتنقونها ، كذلك مناطقهم يتم تأمينها دفاعياً بصورة جيدة ، حتى أن أمريكا قد أصابها الجنون من عدم قدرتها على تدمير هذه الجيوب والقضاء عليها وإلحاقها بأنظمة الدول التي تدور في فلك أمريكا أو ما يطلق عليه زوراً الأمم المتحدة ، إلا أننا نسجل أننا نعتقد ونؤمن أن الحرب هناك بين منظومتين يجتمع فيهما الكفر والظلم.

هامش

1- " مقالات بين منهجين " للشيخ عمر محمود أبو عمر فك الله أسره.
2- من مقالة " تلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولن تموت " للشيخ عمر محمود أبو عمر فك الله أسره





المبحث الثاني
طريق التمكين

- مراحل المجموعة الرئيسية :
مرحلة [ شوكة النكاية والإنهاك ].. ثم مرحلة [ إدارة التوحش ].. ثم مرحلة [ شوكة التمكين - قيام الدولة - ].

- مراحل بقية الدول :
مرحلة [ شوكة النكاية والإنهاك ].. ثم مرحلة [ التمكين ] الفتح وشوكة التمكين يأتيان من الخارج.

هذا مع ملاحظة أن من المحتمل أن تمر بعض الدول غير الرئيسية بنفس مراحل الدول الرئيسية تبعاً لتطورات الأحداث.

الدول المرشحة كمجموعة رئيسية :
رشحت الدراسات القريبة لحركة التجديد والمرتبطة بالأحداث الجارية مجموعة من [ الدول ] - على الصحيح المناطق - ينبغي التركيز عليها من قبل المجاهدين حتى لا تتشتت القوة الضاربة للمجاهدين في دول لا مردود من وراء العمل المُركز فيها ، بالطبع هذا الترشيح المبدئي النظري يتيح لأهل كل بلد إمعان النظر واتخاذ القرار ومن ثم يمكن التركيز في النهاية على بلدين أو ثلاثة تم التحقق من استعداد أهلها للتحرك ، هذا بالنسبة للعمل المُركَّز ، لذلك يجدر التنبيه إلى أن الدراسات لم تغفل عن قيام باقي التجمعات المسلمة في العالم بالقيام بعمليات نكاية كتشتيت لتفكير وقوات العدو كذلك ، كإرهاصات للجهاد القادم من خارج الحدود بعد ذلك.
ونستطيع القول أن الأمر فيه من المرونة بحيث يتغير تبعاً للتطورات ، وقد تم نشر هذه الدراسات في ثلاثة الأعوام السابقة لأحداث سبتمبر ، أما بعد الأحداث وما تلاها من تطورات فقد أعلنت القيادة بعض التعديلات فاستبعدت بعض المناطق من مجموعة المناطق الرئيسية على أن يتم ضمها لتعمل في نظام بقية الدول وأدخلت بلدين أو قل منطقتين إضافيتين ألا وهما بلاد الحرمين ونيجيريا ومن ثم أصبحت الدول المرشحة مبدئياً لتدخل في مجموعة المناطق الرئيسية هي مناطق الدول الآتية : الأردن وبلاد المغرب ونيجيريا وباكستان وبلاد الحرمين واليمن.
هذا الترشيح مبدئي - بالطبع - وإلا فإن لأهل كل منطقة من هذه المناطق - ما صدقوا مع الله ثم مع أنفسهم - النظر بدقة أكبر في إمكانية تحركهم بصورة مركزة أم لا - هذا أولاً - أما ثانياً فإن المقصد من الترشيح أن هذه هي أقرب الدول المرشحة إلا أنه لا بأس بل قد يكون من الأفضل الاقتصار على بلدين أو ثلاثة يتحركون بصورة مركزة على أن تتحرك باقي الدول على نفس طريق ومراحل بقية الدول غير الرئيسية.. نسأل الله الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد.

تنبيه هام جداً : عندما أقول اليمن مثلاً وأسبقها بكلمة منطقة أقصد من ذلك عدم التقيد بحدود الأمم المتحدة بحيث يتحرك المجاهدون بحرية في حدود اليمن والحجاز وعمان ، أما عندما أقول مناطق أو منطقة التوحش فلا أقصد قطراً بالكامل وإنما في العادة منطقة التوحش تكون مدينة أو قرية أو مدينتين أو حتى حي أو جزء من مدينة كبيرة.

مقومات الترشيح :
بالنظر إلى الروابط المشتركة بين الدول التي يمكن أن يحدث فيها مناطق توحش نلاحظ أنه يجمعها بعض أو كل المقومات الآتية :
- وجود عمق جغرافي وتضاريس تسمح في كل دولة على حدة بإقامة مناطق بها تدار بنظام إدارة التوحش.
- ضعف النظام الحاكم وضعف مركزية قواته على أطراف المناطق في نطاق دولته بل وعلى مناطق داخلية أحيانا خاصة المكتظة.
- وجود مد إسلامي جهادي مبشر في هذه المناطق.
- طبيعة الناس في هذه المناطق ، فهذا أمر فضل الله به بقاعاً على بقاع.
- كذلك انتشار السلاح بأيدي الناس فيها.
ومن تصاريف الأقدار المبشرة - بإذن الله - أن أغلب الدول المرشحة في جهات متباعدة مما يصعب مهمة أي قوات دولية في الانتشار في مساحة واسعة في عمق العالم الإسلامي.
أما باقي مناطق العالم الإسلامي والتي بها مد إسلامي جهادي لا تخطئه العين - خاصة بعد أحداث سبتمبر وما تبعها من أحداث - إلا أنها تعاني من قوة الأنظمة الحاكمة لها وقوة مركزيتها خاصة لعدم وجود جيوب ومناطق تسمح تضاريسها الجغرافية بالتحرك كما في المناطق المختارة ، إضافة إلى طبيعة بعض شعوب هذه المناطق ، إلا أن هذه المناطق - كما سنبين بالتفصيل - عليها أن تبدأ في النكاية - بل هي بدأت بالفعل كما في تركيا وتونس وغيرهما -.
فالأمر باختصار - وسيأتي التفصيل - : مرحلة شوكة النكاية والإنهاك عن طريق مجموعات وخلايا منفصلة في كل مناطق العالم الإسلامي - الرئيسية وغير الرئيسية - حتى تحدث فوضى وتوحش متوقعة في مناطق عديدة بالدول الرئيسية المختارة طبقاً للدراسات كما قلنا ، بينما لن تحدث فوضى في مناطق باقي الدول لقوة الأنظمة فيها وقوة مركزيتها.. ثم ترتقي مناطق الفوضى والتوحش إلى مرحلة إدارة التوحش ، بينما تستمر باقي مناطق ودول العالم الإسلامي بجناحين جناح الدعم اللوجستي لمناطق التوحش المداراة بواسطتنا وجناح شوكة النكاية والإنهاك للأنظمة حتى يأتيها الفتح من الخارج بإذن الله.
( أقصد بالدعم اللوجستي [ المال ] ، [ محطة انتقال أفراد ] ، [ إيواء عناصر ] ، [ الإعلام ].. الخ ).

الأهداف الرئيسية لمرحلة [ شوكة النكاية والإنهاك ] :
1- إنهاك قوات العدو والأنظمة العميلة لها وتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها وذلك في مناطق الدول الرئيسية المرشحة وغير المرشحة كذلك ، بعمليـات وإن كانت صغيرة الحجم أو الأثر - ولو ضربة عصا على رأس صليبي - إلا أن انتشارها وتصاعديتها سيكون له تأثير على المدى الطويل.
2- جذب شباب جدد للعمل الجهادي عن طريق القيام كل فترة زمنية مناسبة من حيث التوقيت والقدرة بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس ، ( أقصد بعمليات نوعية هنا أي العمليات النوعية المتوسطة على غرار عملية بالي وعملية المحيا وعملية جربة بتونس وعمليات تركيا والعمليات الكبرى بالعراق ومثل ذلك ، ولا أقصد عمليات نوعية على غرار عملية سبتمبر ، والتي شغل التفكير فيها قد يُعطل عن القيام بالعمليات النوعية الأقل منها حجماً ، كذلك إذا كان هناك إمكانية للقيام بمثيل لها فالأفضل عدم التسرع بدون معرفة رأي القيادة العليا ، فضلاً على أنها في الغالب قد تحتاج إمكانيات ودعم وتغطية لا تتوفر في الغالب إلا عن طريق القيادة العليا ، بينما عمليات على غرار بالي والمحيا مثل تلك العمليات لا تنتظر مشاورة القيادة العليا لكونها أذنت بها مسبقاً ويُمكن أن يكون معدلها بطيئاً مع الانتشار ومع العمليات الصغيرة المكثفة التي ذكرناها في النقطة السابقة ، ومن ثم بعد فترة مناسبة - يُعمل فيها على ترقية أصحاب العمليات العادية الصغيرة - يمكن جعل معدل العمليات النوعية المتوسطة تتصاعد بحيث يقترب من معدل العمليات العادية الصغيرة ).
مع ملاحظة : أنه يجب أن تُحسب قيمة العملية العادية الصغيرة جيداً ونتائجها فأحياناً تؤدي العملية الصغيرة لمفاسد أو مشاكل أو كشف لمجموعات أخرى تُحضِّر لعملية نوعية متوسطة ، وإذا كان من يقومون بعمليات صغيرة قادرين على الترقي وتطوير أنفسهم للقيام بعملية نوعية متوسطة فعليهم ذلك حتى لو تم إلغاء العملية الصغيرة من أجلها ، إلا أنه في الجملة أفضل طريق للترقي للمجموعات الناشئة للقيام بعمليات نوعية هو القيام بعمليات صغيرة في البداية ، ما التزموا بتحركات واحتياطات سليمة.
3- إخراج المناطق المختارة - التي اتخذ القرار بالتحرك المُركز فيها سواءً كانت كل المناطق المرشحة أو بعضها - من سيطرة الأنظمة ومن ثم العمل على إدارة التوحش الذي سيحدث فيها.. مع ملاحظة هنا أننا قلنا أن الهدف هو إخراج هذه المناطق من سيطرة أنظمة الردة وهو الهدف الذي نعلنه ونعقد النية عليه ، لا إحداث الفوضى.
مع ملاحظة : أننا قد نفاجأ في سقوط مناطق في أطراف أو في عمق دول [ غير مرشحة ] في الفوضى والتوحش ، وهنا لا يخلو الأمر من احتمالين إما أن توجد تنظيمات إسلامية في تلك المناطق قادرة على إدارة هذا التوحش أو لا توجد وفي هذه الحالة إما أنها ستقع تحت قبضة تنظيمات غير إسلامية أو بقايا أنظمة حاكمة أو عصابات منظمة.. الخ.
هنا لابد التنبيه على شبهة هامة يقول الشيخ العلامة عمر محمود أبو عمر فك الله أسره :
( وهنا لا بد من التنبيه على ضلال دعوة بعض قادة الحركات المهترئة بوجوب الحفاظ على النسيج الوطني أو اللحمة الوطنية أو الوحدة الوطنية ، فعلاوة على أن هذا القول فيه شبهة الوطنية الكافرة ، إلا أنه يدل على أنهم لم يفهموا قط الطريقة السننية لسقوط الحضارات وبنائها ) . (1)
4- الهدف الرابع من أهداف مرحلة [ شوكة النكاية والإنهاك ] هو الارتقاء بمجموعات النكاية بالتدريب والممارسة العملية ليكونوا مُهيئين نفسياً وعملياً لمرحلة إدارة التوحش.
الأهداف الرئيسية لمرحلة [ إدارة التوحش ] :
نستطيع أن نضع هنا أهم النقاط التي ذكرناها تحت عنوان " مهمات إدارة التوحش في صورتها المثالية " :
1- نشر الأمن الداخلي والحفاظ عليه في كل منطقة مُدارة.
2- توفير الطعام والعلاج.
3- تأمين منطقة التوحش من غارات الأعداء عن طريق إقامة التحصينات الدفاعية وتطوير القدرات القتالية.
4- إقامة القضاء الشرعي بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش.
5- رفع المستوى الإيماني ورفع الكفاءة القتالية أثناء تدريب شباب منطقة التوحش وإنشاء المجتمع المقاتل بكل فئاته وأفراده عن طريق التوعية بأهمية ذلك لدنيانا وآخرتنا ، بل وتبيين وجوبه المتعين ، وأنه ليس معناه أن يمارس القتال كل فرد في المجتمع ولكن أن يكون جزءاً أو ترساً من المنظومة القتالية على الصورة التي يتقنها والتي يحتاجها المجتمع.
6- العمل على بث العلم الشرعي الفقهي [ الأهم فالمهم ] والدنيوي [ الأهم فالمهم ].
7- بث العيون واستكمال بناء إنشاء جهاز الاستخبارات المصغر.
8- تأليف قلوب أهل الدنيا بشيء من المال والدنيا بضابط شرعي وقواعد معلنة بين أفراد الإدارة على الأقل.
9- ردع المنافقين بالحجة وغيرها وإجبارهم على كبت وكتم نفاقهم وعدم إعلان آرائهم المثبطة ومن ثم مراعاة المطاعين منهم حتى يُكف شرهم.
  #8  
قديم 13-12-2006, 11:48 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


10- العمل على الوصول للتمكن من التوسع ومن الإغارة على الأعداء لردعهم وغنم أموالهم وإبقائهم في توجس دائم وحاجة للموادعة.
11- إقامة التحالفات مع من يجوز التحالف معه ممن لم يعط الولاء الكامل للإدارة.
12- ونضيف إليها هدفاً مستقبلياً ألا وهو : الترقي بالمجموعات الإدارية للوصول لشوكة التمكين والتهيؤ لقطف الثمرة وإقامة الدولة.

كذلك في هذه المرحلة هناك أهداف نعمل لها في باقي المناطق غير المرشحة والتي لم تسقط في التوحش أهمها :
- الاستمرار في النكاية والإنهاك بقدر الإمكان.
- إنشاء شبكة دعم لوجستي لمناطق التوحش - المُدارة بواسطتنا - المجاورة والبعيدة.
وإذا حدث تعارض بين القيام بالنكاية والقيام بالدعم اللوجستي يقدم الأنسب والأفيد.

خطة العمل والتحرك :
ضربات متسلسلة لأمريكا تنتهي بضربة سبتمبر تستحقها أمريكا شرعاً وستنجح قدراً - بإذن الله - إذا تم استيفاء أسبابها - وقد نجحت والحمد لله - ، وكانت النتيجة الحتمية لهذه السلسلة المتصاعدة [ سقوط هيبة أمريكا عند الشعوب ، وعند أصحاب الرتب الدنيا من جيوش الردة ].
ومع اشتعال الأحداث واقتراب النار من المنطقة حدث مد للتيار الجهادي فاق أضعاف ما خسره في أحداث التسعينات وهذا المد عادة ما يحدث مع الأحداث والعمليات الكبيرة تبعاً لحجمها.
من ثم ستعمل أمريكا على الانتقام ، وهنا سيحتدم الصراع ، فإما ستشن حرب محدودة وفي هذه الحالة لن يشفي غليلها ولن تنجح في تطويق هذا المد المتصاعد ، وتكون أمريكا قد أسقطت دولة أفغانستان التي كان مخططاً لها ذلك أو كانت ستنهار بدون أحداث سبتمبر ( راجع المبحث التمهيدي ).. لكن ستبدأ في مواجهة تحول هذا المد إلى عشرات الآلاف من مجموعات سبتمبر بل ويوجهون لها الضربات ولن تجد دولة تنتقم منها ككيان فالباقي عملاء..
كذلك تبين لها أن الأنظمة التي توفر لها الدعم لم تحميها من الهجمات ولم تحافظ على مصالحها الاستراتيجية ومصالح ربيبتها إسرائيل في المنطقة
.. فلا بديل لها إلا السقوط في الفخ الثاني.. أما الأول فقد ذكرناه وهو غزو أفغانستان فإن مجرد فشل أمريكا في تحقيق جميع أهدافها العسكرية في هذا البلد وبقاء هذا البلد طيلة عام أو عامين أو أكثر يقاوم يعكس نظرة لدى الشعوب ولدى بعض الشرفاء من جيوش الردة أن مواجهة أمريكا ممكنة ، أما الفخ الثاني فهو أن تجعل جيوشها التي تحتل المنطقة وتتخذ منها قواعد عسكرية بدون مقاومة في حالة حرب مع شعوب المنطقة ، والمُشاهد حتى هذه اللحظة أنها تحركت تحركات زادت المد الجهادي ، وأوجدت أفواجًا من الشباب تفكر وتخطط للمقاومة ، بعد أن كانت هذه القوات موجودة ومستقرة والشعوب نائمة بجوارها ولا تشعر بأي خطر ، وكذلك بدأ يتكشف للإدارة الأمريكية أنها تُستنزَف وأن سهولة الدخول في أكثر من حرب في وقت واحد كان كلاماً نظرياً يصلح على الورق فقط ، وأن بُعد المركز عن الأطراف مؤثر تأثيراً بالغاً على تمكنها من حسم الحروب ، وكل هذه النتائج تتعاظم يوماً بعد يوم والحمد لله من قبل ومن بعد.
وها هي يوجه لها ولحلفائها الضربات في مشارق الأرض ومغاربها.. وهذه هي الحالة حتى هذه اللحظة , فما هي الخطة التي نحرك بها الأحداث من الآن إلى أن نحقق أهدافنا التي ذكرناها كاملة - بإذن الله - ؟
- تنويع وتوسيع ضربات النكاية في العدو الصليبي والصهيوني في كل بقاع العالم الإسلامي بل وخارجه إن أمكن بحيث يحدث تشتيت لجهود حلف العدو ومن ثم استنزافه بأكبر قدر ممكن.. فمثلاً :
إقتباس:
إذا ضرب منتجع سياحي يرتاده الصليبيون في أندونيسيا سيتم تأمين جميع المنتجعات السياحية في جميع دول العالم بما يشمل ذلك من شغل قوات إضافية أضعاف الوضع العادي وزيادة كبيرة في الإنفاق ، وإذا ضرب بنك ربوي للصليبيين في تركيا سيتم تأمين جميع البنوك التابعة للصليبيين في جميع البلاد ويزداد الاستنزاف ، وإذا ضربت مصلحة بترولية بالقرب من ميناء عدن ستوجه الحراسات المكثفة إلى كل شركات البترول وناقلاتها وخطوط أنابيبها لحمايتها وزيادة الاستنزاف ، وإذا تم تصفية اثنين من الكتاب المرتدِّين في عملية متزامنة ببلدين مختلفين فسيستوجب ذلك عليهم تأمين آلاف الكتاب في مختلف بلدان العالم الإسلامي.. وهكذا تنويع وتوسيع لدائرة الأهداف وضربات النكاية التي تتم من مجموعات صغيرة ومنفصلة ، مع تكرار نوع الهدف مرتين أو ثلاثاً ليتأكد لهم أن ذلك النوع سيظل مستهدفاً.
الأهداف التي نطلب التركيز عليها وأسباب ذلك :
قلنا أنه ينبغي علينا ضرب جميع أنواع الأهداف الجائز ضربها شرعاً إلا أننا يجب أن نركز على الأهداف الاقتصادية وخاصة البترول ، قد يقول قائل سنُواجَه بحملة إعلامية توجه لنا كل التهم بداية من العمالة إلى العمل على إفقار وإضعاف البلاد اقتصادياً و.. و..
وسيذكرنا البعض أنه عندما وجهت الجماعة الإسلامية بمصر هجماتها إلى السياحة تحت شعار أنها تدمر هدفاً محرماً وتضعف اقتصاد نظام الردة ، لم تحسن استغلال فكرتها والاستمرار فيها ، كذلك لم تحسن الرد على الحملات الإعلامية للنظام ، ولنا عودة مع هذه النقطة.
أما بالنسبة لمهاجمة الأهداف الاقتصادية التي يستفيد منها العدو ، وخاصة البترول فسبب ذلك أن هذا هو بيت القصيد - أو المُحرك على الأقل - عند العدو وما قطع قادته البحار إلا من أجله واستهداف تلك الأهداف ستدفعه لحث الأنظمة المنهكة في حماية باقي الأهداف الأخرى - الاقتصادية وغير الاقتصادية - إلى ضخ مزيد من القوات لحمايته ، فيبدأ يحدث عجز في قواتها خاصة أن قواتها محدودة ، حيث أن هناك قاعدة لأنظمة الردة تقول : إن قوات الشرطة والجيش بصفة عامة وقوات مكافحة الإرهاب والحماية ضد العمليات الإرهابية بصفة خاصة يجب أن تكون مصونة من الاختراق ، فمثلاً جهاز المباحث في مصر أفضل له أن يتكون من خمسة آلاف ضابط مضمون الولاء من أن يتكون من عشرين ألفاً بهم مجموعة مخترقة الجهاز من الجماعات الإسلامية ، لذلك فقواتهم محدودة مُنتقاة ، لذلك ستجد الأنظمة تضع أولويات :

أولاً : الحماية الشخصية للعائلات المالكة والأجهزة الرئاسية.
ثانياً : الأجانب.
ثالثاً : البترول والاقتصاد.
رابعاً : أماكن اللذة.
وتركيز الاهتمام والمتابعة على تلك الأهداف يبدأ منه التراخي وخلو الأطراف والمناطق المزدحمة والشعبية من القوات العسكرية أو وجود أعداد من الجند فيها بقيادة هشة وضعيفة القوة غير كافية العدد من الضباط وذلك لأنهم سيضعون الأكفاء لحماية الأهداف الاقتصادية ولحماية الرؤساء والملوك ، ومن ثم تكون هذه القوات الكثيرة الأعداد أحياناً الهشة بنياناً سهلة المهاجمة والحصول على ما في أيديها من سلاح بكميات جيدة ، وسيشاهد الجماهير كيف يفر الجند لا يلوون على شيء ، ومن هنا يبدأ التوحش والفوضى وتبدأ هذه المناطق تعاني من عدم الأمان.. هذا بالإضافة إلى الإنهاك والاستنزاف في مهاجمة باقي الأهداف ومقاومة السلطات.

ولكن ما قلته هنا لا يكفي ليتفهم القراء مسألة البترول دون اعتراضات وشبهات ، فعلى القراء مراجعة العناوين التالية في المبحث القادم :
إقتباس:
- اعتماد القواعد العسكرية المجربة.
- فهم قواعد اللعبة السياسية للمخالفين والمجاورين والتعامل معها بالسياسة الشرعية.
- الاستقطاب - خاصة الجزء الخاص بالمال والجزء الخاص بالإعلام -.
كذلك فليرجع القراء إلى العناوين التالية من المقالات الملحقة بالبحث :
- مقال [ معركة الصبر ].
- مقال [ الاستقطاب والمال ].
- مقال [ السنن الكونية بين الأخيار والأغيار ].
كل عنوان أو مقال يتناول في جزء منه ما يُجلي هذه النقطة الخاصة بالاقتصاد والبترول في الأذهان وتسهل استيعابها ، ويُبين كيفية استهداف تلك القطاعات دون إهدار دماء أو أموال معصومة.
نعود لباقي الخطة.. عند حدوث التوحش : إذا كانت مجموعاتنا قريبة من مكان التوحش أو هناك وسيلة للوصول إليه وهناك عيون وأفراد تدين لنا بالولاء في منطقة التوحش علينا دراسة الوضع ومدى إمكانية نزولنا لإدارة هذا التوحش فإذا تجمعت بعض مجموعات النكاية في كيان واحد ونزلت لتدير منطقة من مناطق التوحش فعليها أن توازن مع مناطق التوحش بجوارها بين التكتل والانتشار بما يُشعر العدو بقدرة على الردع ويُشعره بعدم الاطمئنان ، الردع الذي يطول القادة والأتباع فيخوف القادة ويجعل الأتباع تفكر في التحول للانضمام للمجاهدين لتموت على الشهادة بدلاً من أن تموت مع الكافرين الظالمين ، هنا قد يجنح العدو للمسالمة - طبعاً بدون اتفاق - ويقنع العدو نفسه بالخطوط الخلفية لحماية الاقتصاد والمال فهو الغرض الذي حشد قواته له.
وبرجوع العدو للخطوط الخلفية ينسحب من مواقع ويزداد الانفراط الأمني والتوحش ويبدأ المجاهدون في استكمال التطور والمتابعة والتدريب والارتقاء لخطوات قادمة وتبدأ سمعة المجاهدين وأسهمهم في الارتفاع.
وكلما رأى العدو هذه الروح لن يكون أمامه إلا الانضمام إلى المجاهدين أو مزيد من الانسحاب وما ينتج عنه من مزيد من التوحش الذي علينا بعد دراسة منطقته والاتصال بطلائعنا فيها التقدم لإدارته.. وهكذا.

فك الاشتباك للخطة السابقة في نقاط محددة :
هذه الخطة تحتاج إلى :
إقتباس:
- استراتيجية عسكرية تعمل على تشتيت جهود وقوات العدو وإنهاك واستنزاف قدراته المالية والعسكرية.
- استراتيجية إعلامية تستهدف وتركز على فئتين ، فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عدد منهم للانضمام للجهاد والقيام بالدعم الإيجابي والتعاطف السلبي ممن لا يلتحق بالصف ، الفئة الثانية جنود العدو أصحاب الرواتب الدنيا لدفعهم إلى الانضمام لصف المجاهدين أو على الأقل الفرار من خدمة العدو.
  #9  
قديم 09-09-2007, 12:48 PM
أم أسامة أم أسامة غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: أرض الجهاد
المشاركات: 121
إفتراضي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م