مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 11-04-2006, 06:40 AM
محمد إبراهيم محمد إبراهيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 35
إفتراضي

الحلقة الثالثة:

أبدأ هذه الحلقة بأمرٍ سبق أن ألمحت إليه في الحلقة الأولى، وهي مسألة أني لم أكن صوفياً قط رغم ممارستي لبعض شعائرهم، وتأثري بهم في بعض الأمور حينها، ومجالستي لهم معظم وقتي خلال تلك الفترة. أعلم أنه قد يوافقني في هذا الأمر أو الرأي قارئ ويختلف معي آخرون، لكن لعلي أوغلُ في التلميح وأترك التصريح في هذا لأمرين، الأول هو أني سبق أن عرّضت إلى أني كنت شديد التأثر بالفكر المعتزلي البعيد عن الفكر الصوفي الأشعري وإن توافقا في قلة من مسائل العقيدة، وحين حزمت أمتعتي مفارقاً فكر الإعتزال بحثاً عن الحق عاهدت نفسي أن لا أُسلم عقلي وديني لمخلوق أياً كان مذهبه وإتجاهه حتى أصل إلى شاطئ الأمان، وقد كافئني صاحب الامتنان عليّ دوماً الذي مدّ لي في العمر حتى ذقت طعم الهداية وعشت سلامة المنهج وأسأله أن يحسن خاتمتي وخاتمة كل مسلم. الثاني هو أني قد جعلت هدفي لهذا السرد ما دبجته في العنوان، ولا يمنع أن أفرد لقصة الهداية عنواناً آخر، يستنبط العبر منه أخوةٌ لي في الدين، وشبابٌ يبحثون عن الحق ويتركون التعصب الأعمى والانزلاق وراء كل عاطفة يثيرها كل ناعق.

أعود لأول مولد حضرته مع صديقي...
قطع بكائي وقوف الحضور بلا استثناء مُطْرَبين مُنْشِدين، فأذهلني المنظر ولم أفهم المغزى من ذلك الوقوف الجماعي. مسحت دموعي بطرف كم الثوب الذي عليّ، ثم وقفت وبادرت صديقي متسائلاً عن سر هذا الوقوف!! فلم يجب، وكنت أشعر بالحرج الشديد، إذ أن منظري الغريب وقيامي متأخراً جعل الأنظار تتوجه إلي إضافة إلى شعوري الداخلي بأني غريبٌ عنهم. ولقد كنت شديد الحرص أن لا يتنبه لذلك أحد، كون أني أتيت لأرى وأبحث في مسألة المولد وأحتاج إلى صفاء ذهن وبُعد أعين الناس عني. المهم أن طرب بعض الحاضرين وتمايلهم أثناء وقوفهم، وانخفاض رؤوس آخرين كدلالة على التأثر والخشوع، جعلني أكرر على صديقي السؤال بإلحاح.
فأجابني: لقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم، لذا تجد المجلس قائماً إجلالاً وتعظيماً!!
قلت له: أين هو؟
فبدت علامات الإستياء من سؤالي على وجه صاحبي قائلاً: النبي صلى الله عليه وسلم حضر بروحه، ولهذا لم تره.
قلت: حسناً، لكن أين روحه الآن؟ أقصد عند من تقف الآن؟
فقال: لا أدري، انتظر إلى أن نخرج ثم نتكلم في ذلك..
أحسست أني ضايقته بالأسئلة، لكني كنت أبحث عن ديني ولم أكن أهتم إن تضايق أحد من أسئلتي وهذرتي عليه، ذلك أن لا أحد سيُشرك معي في الحساب يوم القيامة...

انتهى النشيد وحان وقت العشاء، وكانت الولائم معدة وجاهزة في فناء المنزل. تعشينا ثم خرجنا من المنزل استعداداً للرجوع إلى الجامعة. عندما خرجت أصابتني الدهشة والحيرة تجاه ما رأيت من بعض شبابهم ورجالهم، فالذين كانوا يسحون الدمع في الداخل، هم الآن يدخنون السجائر أما الملأ دون أن يتقدم لنصحهم أحد. ولقد كان هذا المشهد يشدني في كل مرة أتيت فيها للمولد بعد ذلك اليوم..

ركبنا السيارة وإنطلقنا إلى الجامعة، والصمت هو السيد في تلك اللحظات. كنت أنتظرُ سيلاً من الأسئلة الموجهة إلي من صديقي يسألني فيها عن رأيي في المولد هذا، خصوصاً بعد ذلك العراك الصامت الذي دار بيننا بالأعين أثناء الوقوف المسمى بالحضرة.. لكن شيئاً من ذلك لم يكن!!

وصلنا للجامعة وذهب كل منا إلى غرفته. دخلت غرفتي وكان زميلي الذي يسكن معي في انتظار رجوعي من المولد الذي أخبرته عنه. سلمت، ثم ذهبت لأغير ملابسي وأنا أعلم أنه منتظر ومتلهف لما سأقوله حول تلك الرحلة، فلم أكلمه وكأني ما قرأت تقاسيم وجهه المتلهفة. كان الشوق عند زميلي لمعرفة تفاصيل الرحلة أقوى من أن ينتظر مبادرتي، فسارع هو بالسؤال: ذهبت؟
قلت: نعم.
قال: كيف رأيته؟
قلت: لا أدري!!
قال: كيف لا تدري وأنت من حضر..
قلت: دعني أنام وفي الصباح أشرح لك..
قال: لا. الآن تشرح لي، هل قابلت الولي صاحب الكرامات؟
قلت: نعم.
قال: هل رأيت بعض الكرامات التي حدثنا عنها صاحبك؟
قلت: لا أظن أن لديه كرامات أصلاً، فنفسي لم تلقى قبولاً له ولا إنشراحاً.
قال: الذي أفهمه من حديثك أنه كصاحبنا الذي حضر منذ مدة إلينا مدعياً أنه يطلع على الغيب.
قلت: ذاك لم يكن يدعي علم الغيب ولكنه ادعى أن له كشوفات.
قال: وما الفرق. المهم أنه أسقطك في حبائله وصدقت كذبته.
قلت: قد نالك منه ما نالني فلا تقلب المواجع ودعني أنام..
سكت، ولم يزد على قوله: تصبح على خير، فقد ساءته هذه الذكرى. وصاحب الكشوفات هذه له قصه، أقف عندها ليتنبه الناس أن يقعوا في مثل ما وقعنا فيه. وليعذرني القارئ إن أنا شرقت به أو غربت، فما أقصده من سرد تلك الأحداث هو الفائدة لا سواها.

قصة هذا الرجل صاحب الكشوفات حدثت في غرة الأحداث العصيبة التي كنت أمر بها قبل توبتي وعودتي إلى الله. وهي أن صاحبي الصوفي ذكر لي أن شيخاً قادماً من المنطقة الغربية لزيارة جامعتنا وذلك للقاء بعض شباب الجامعة، وأنه قد رتب له زيارة إلى غرفتي وحدد لي اليوم والساعة. فرحت بهذا الخبر وكدت أطير، فأخبرت زميلي الذي يسكن معي الذي لم تعجبه الفكرة وقال أنه لن يكون متواجداً في الغرفة ساعة الزيارة لأنه لا يؤمن بهذه الخرافات. كنت منتظراً لهذه الزيارة بشوق بالغ فلم أبالي برد زميلي الذي يسكن معي، وعندما حل الموعد كنت قد جهزت غرفتي وطيبتها وأزلت رائحة الدخان الذي كان يملأ فضاءها المسقوف، ورتبت عفشها المتناثر يمنةً ويسرة حتى سرقني الوقت وجاء الرجل يرافقه صاحبي الصوفي ودقا عليّ باب الغرفة ولم أكن قد أنهيت بعد لبس ثوبي. فتحت الباب وأزرار الثوب معلقة في كفي وقد أبت أن تتفكك فهي من النوع المترابط بعضه ببعض بواسطة سلسال من الحديد، ويعرفه أهل الحجاز أكثر من باقي المناطق. المهم أن الرجل دخل وحضرت لهم الشاي ودلف الرجل يتحدث وأنا مشغول أحاول تفكيك تلك الأزرار اللعينة والتي سببت لي كثيراً من الحرج. أحس الرجل بانشغالي عنه فقطع كلامه قائلاً لماذا لا تترك الذي بين يديك لوقت آخر. تركتها وجلست أتابع حديثه فإذا بفكري قد ارتحل سريعاً عن المجلس إلى حيث معناتي التي كنت أعيشها في تلك الأيام والتي أرقتني كثيراً. فتنبه الرجل لذلك وطلب من مرافقه (صاحبي الصوفي) أن يتركنا لوحدنا، فتركنا وبقيت أنا وإياه لوحدنا في الغرفة. أكمل حديثه عن بعض قصص السيرة النبوية، فلما انتهى قال: ألا تود أن تشاركني همومك..
قلت: لا أملك شيئاً من هم في الوقت الحالي ولله الحمد والمنة، إلا ما كان من أمور الدراسة العادية. من طبعي أن لا أشكو لأحد مهما كان قربه مني إلا إذا تكالبت عليّ الأمور فإني أزيح هموماً غير تلك أحس بها في تلك اللحظات ولا تعدو أن تكون أمراً طبيعياً يمر به كل البشر، وذلك لأترك مجالاً للهم الجديد فلا أسقط على وجهي من شدة ما أحمل.
أعاد علي السؤال بصيغة أخرى: ألا تثق بي؟
قلت: ليس القصد ذلك ولكن ليس بي شيء غير الذي قلته لك، ولم أكن على علم بأن صاحبي الصوفي قد أخبره بحالي كاملاً بل لم أكن أعلم أن صاحبي هذا يعلم كل تلك التفاصيل التي أخبر الرجل بها.
فاجأني بقوله: لماذا تسلك طريق الشيطان، ألأجل...................؟!!، وعرّض بهمي الذي هو السبب الرئيس في أرقي ودوامة المشكلات التي أعيشها. أصابني الذهول والدهشة من جرأة سؤاله فأخذت سلسال الأزرار من جديد مستنجداً بها لأهرب من السؤال الذي طرحه علي أعلل نفسي بمحاولة فكها مرة أخرى لكن دون جدوى.ظل كل منا صامتاً لفترة، فأخذ من السلسال من بين يدي وفكها في ثوانٍ معدودة... كنت مشوشاً قرابة الساعتين أو أكثر إلى درجة أن كل محاولاتي لفك ذلك السلسال قد باءت بالفشل، وفكها هذا الرجل في ثواني.

أخذ بعدها خطام الحديث وفكري لم يزل حائر في طريقة فكه لذلك السلسال... نسيت كل همومي وجلست أفكر: كيف استطاع تفكيك تلك العقد بسهولة. لا أخفيكم أن أرجعت سببها في نفسي إلى الكرامات التي يمتلكها فأسلمته نفسي وفكري، وبدأ يتحدث معي عن أزمتي وكيف أصنع لها حلاً، كل ذلك بالتلميح، فلم أكن لأسمح له أن تكون أسراري مرتعاً خصباً له. ثم بدأ بعرض عضلاته الكشفيه وأخذ يحدثني عن بعض أحداث طفولتي وأنا أستمع إليه في ذهول حتى جاء صاحبي الصوفي بعد أن ملّ الإنتظار في الخارج وقطع حديث الرجل وحبل أفكاره.

خرج الإثنان من عندي وقد وعداني بتكرار الزيارة في اليوم الثاني وذلك للقاء زميلي الذي يسكن معي. جاء زميلي فأخذت أحدثه عن كرامات الرجل وما فعل بسلسال الأزرار الخاص بثوبي وكيف استطاع كشف بعض جوانب حياتي في الطفولة. لقد بالغت في الوصف حتى جعلته يوافق على مقابلته في اليوم الثاني، ورتبت كذلك مقابلتين منفردتين لإثنين من أعز الزملاء عندي كانوا قد زاروني في غرفتي تلك الليلة وحدثتهم بصنيع الرجل معي. كان زميلي الذي يسكن معي والإثنين الآخرين من المقربين لي طيلة فترة دراستي في الجامعة وكانوا ثلاثتهم يثقون برجاحة عقلي الذي فقدته ذلك اليوم.

جاء الغد، وحضر الرجل وطلب مقابلة كل شخص على إنفراد. وقع زميلي الذي يسكن معي كما وقعتُ أنا في اليوم السابق، وتبعه الثاني. بقي زميلنا الرابع الذي دخل عليه وقد بدأنا نشك في أن الرجل دجال دعي، لا كرامة بين يديه ولا كشف. دخل وكان أذكانا، جلس هو يتحدث مع الرجل ويخبره بكرامات حصلت له ساعة ولادته وفترة طفولته والرجل صاحب الكشف منبهر وكأنه تلميذ عند زميلنا وكان يأخذ نفساً عميقاً كل ما سمع زميلي يحدثه بكرامة مكذوبة مدعياً أنه يعرف عنها مسبقاً.. ثم أخبر زميلي أنه على خير وأنه سيكون له شأن عظيم وخرافات تجعل الطفل يضحك في مهده.

سافر الرجل وترك الحادثة لنا ولبقية زملائنا الذين عندما عرفوا ما حصل اتخذونا هزواً بين أقراننا وحُق لهم ذلك. فلا أدري أين كانت تلك العقول عن تصديق مثل ذلك الرجل الذي لا يرقى أن يكون ممثلاً من الدرجة صفر في عالم الكذب والدجل. الأعجب من كل ذلك أني علاقتي مع صاحبي الصوفي استمرت وبقيت على حالها رغم أني صرحت له أن الرجل الذي جاءنا كذابٌ أشر.
يتبع..................
__________________
اللهم يا من رد يوسف على يعقوب.. وكشف الضر عن أيوب.. وأجاب دعاء يونس ابن متى.. اردد علينا اخواننا في كوبا..
  #12  
قديم 11-04-2006, 06:48 AM
صمت الكلام صمت الكلام غير متصل
كنتـُ هيّ ..!
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: QaTaR
المشاركات: 4,043
إفتراضي

شكرا اخي على هذه القصة الواقعية التي عشتها انت ....

انا منذ شهور قليلة عرفت ان الجفري صوفي وقواعده هدامة
كنت لا احب ان اسمع للاي عالم دين
فقط كنت اسمع محاظرات الجفري .........

لكن قيل لي انه صوفي ...
والان لم اعد اسمع له ...
فالله الحمد .....

تحياتي
__________________
  #13  
قديم 11-04-2006, 07:39 AM
الدلــnanaــوعة الدلــnanaــوعة غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: جدة غير
المشاركات: 178
إرسال رسالة عبر MSN إلى الدلــnanaــوعة
إفتراضي

أخي محمد ابراهيم ان كنت من السادة أبناء الحسن بن علي فهناك رابط بيننا وهناك رابط اخر وهو فكرك فعلى الرغم من أنني من السادة إلا أنني لا أقتنع بكل ما يفعله الصوفيين,,

واود أن أخبركم بأن ليست كل أفكارهم خاطئة انما يوجد فيها شيء من الصحة وبالعقل الذي وهبنا الله اياه نستطيع ان ناخذ الحسن ونترك القبيح,,

هناك شيء اخر قد غفلتم عنه اخواني مع أنه شيء تراه العين , ألم تلاحظوا ذاك النور في وجه الجفري وتلك الابتسامة التي لا تغيب عن وجهه, هذا النور وتلك الابتسامة إذا كان الجفري على خطأ فكيف وهبهما الله له ؟ ولا تنسوا ان كثيرا هم الذين هداهم الله على يده,,

لذلك أنا لا أنكر أن هناك أشياء خاطئة لدى الصوفيين ولكن لديهم أشياء صحيحة أيضا,,

فأرجوا من الله أن يهديني واياكم سواء السبيل, وأن يرينا الحق ويرزقنا اتباعه ويبين لنا الباطل ويرزقنا اجتنابه,,

أختكم:
نانا
  #14  
قديم 11-04-2006, 08:51 AM
صمت الكلام صمت الكلام غير متصل
كنتـُ هيّ ..!
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: QaTaR
المشاركات: 4,043
إفتراضي

إقتباس:
هناك شيء اخر قد غفلتم عنه اخواني مع أنه شيء تراه العين , ألم تلاحظوا ذاك النور في وجه الجفري وتلك الابتسامة التي لا تغيب عن وجهه, هذا النور وتلك الابتسامة إذا كان الجفري على خطأ فكيف وهبهما الله له ؟ ولا تنسوا ان كثيرا هم الذين هداهم الله على يده,,

اختي نانا صدقتي في هذا الشئ عليه ابتسامة ونور ساطع بالوجه وقلبه طيب

وهذا لا يعني انني مع الصوفية بل انا ودرت اشرطته بسبب هذا بسبب بعض الافكار ..



لكن اللهم اهده الى سواء السبيل ....
__________________
  #15  
قديم 11-04-2006, 10:15 AM
محمد إبراهيم محمد إبراهيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 35
إفتراضي

الأخوات الكريمات..

لا يغرنكن إبتسامته ولا طلعته...

هناك من مات من الكفار وهو مبتسم..

نحن لدينا منهج واضح وطريق واحد من مشى خلاله رحبنا به وشددنا من ازره، ومن خالف نصحناه فإن أبى فهو وشأنه..

لقبول أي عمل عند الله شرطين: الأول الإخلاص والثاني موافقة العمل لما جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم...
__________________
اللهم يا من رد يوسف على يعقوب.. وكشف الضر عن أيوب.. وأجاب دعاء يونس ابن متى.. اردد علينا اخواننا في كوبا..
  #16  
قديم 11-04-2006, 12:30 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

حفظ الله الشيخ الحبيب وانار طريقه
اني احبه في الله وله ابتسامة تدخل السرور في القلب
رغم اني لست من اصحاب فكره
فلست متحزبا كما هو بادي للبعض ولست انتمي لحركة
تبدوا وضوحا يوما بعد يوم من خلال
من يتهمون البعض ويتغاضون عن البعض
ولست من اصحاب عباد القبور كما هو بادي من خلال البعض ويتهمون غيرهم بها
ولا من اصحاب الائمة المعصومين الذين يتهمون غيرهم بها ويمارسونها يوميا
من خلال مانقرا
ولااعتقد انني من الفرقة الناجية وغيري في نار جهنم كما يبدوا
فحسابي لايعلمه الا الله الواحد القهار
ولااملك لنفسي ضرا ولانفعا
واكيد ان البعض سيندم يوما عندما ينزع الحجاب ويزول الضباب
لاتهام البعض بالطعن وهو يمارسه
اختصار
كما قال احد الاخوة
اخذ ماهو مفيد.
لايهمني من اي جهة كان
سواء من الحبيب او من عمرو خالد
او من الظواهري
او من ابن باز يرحمه الله
او من حسن نصر الله
او من صدام
او او او او
واعتقد ان حسابهم كلهم لازال لم يحن بعد
ولازلنا لم نرى بعد
من هو من اهل الجنة او من اهل النار
لسنا في محكمة فنحن في حوار اعتقد
ولمن اراد ان يتوب فالتوبة لله
الذي يفرح بتوبة عبده
كما ورد
وكما ورد
ياعبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم

انتهى

آخر تعديل بواسطة أحمد ياسين ، 11-04-2006 الساعة 12:48 PM.
  #17  
قديم 12-04-2006, 03:50 PM
محمد إبراهيم محمد إبراهيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 35
إفتراضي

الحلقة الرابعة:

أعلم أن هذه الحلقة ينتظرها الكثير على أنها ليست الأكثر إثارة من بين الحلقات، وذلك أن فيها أول لقاء جمعني بمن اكتسح العالم الاسلامي بشهرته، وتسابقت القنوات لاستضافته، وتهافت كثير من الناس للالتقاء به. لن أُقيّم ولن أتحيز ولكن أترك للقارئ الكريم الحكم بعد الإطلاع، ومن صاحب اللب الحصيف أطلب الإنصاف، وذلك بعد سرد الحقائق لا سواها من غير تزييف ولا كذب.

لقد تلقيت في حياتي صفعات ما ندمت قط يوماً على تلقيها، لأنها تضيف إلي قوة وصلابة، خبرة ودربة، حنكة وحكمة. تعلمت من خلالها كيف أواجه الخصم العنيد، وأجالس ذا العقل الرشيد، وأتجاهل السفيه. تعلمت أن ما فات لا يمكن إرجاعه ولا إصلاح ما عطب منه على الأغلب، لكن الخطأ لا يتكرر إذا استوعبت الدرس، واستعنت بالله ثم بالحدس، فإن الله لا يخيب رجاء من سأله صادقاً وعاد إليه منيباً تائباً...


حضرت بعد ذلك المولد عدة موالد كانت كلها تقام في نفس المكان من كل يوم أربعاء، كل مرة أتفاجأ بطالب من طلبة الجامعة قد وقع في حبائلهم، وأظن بل أجزم أن كل من رآني منهم كان له نفس الشعور الذي جال في خاطري تجاه كل منهم.

ليس من السهل أن تتداخل وسط مجتمع مترابط متماسك لتكون أنت الغريب بينهم، وإن لم يُشعروك بذلك. كان صاحبي الصوفي يحس ويعلم أني أمشي حَذِراً على هذه الطريق، خائفٌ أترقب، أتوجس من كل شيء وأسأل عن كل شيء، فكان حذراً ألا يقع على مسامع أذني شيئاً من خرافاتهم التي لا يقبلها مجنون ولا يُقر بها طفلٌ غر، إلا من كان الران على قلبه فإنه بعيد عن سبيل الهداية يهوي بها في ظلمات الغواية إلا أن ينقذه الله منها فهو نعم الناصر والهادي، وإذا وقع الذي كان يحذر منه أو يخاف فإنه سرعان ما كان يبادر إلى محوها من ذاكرتي أو تشتيتها. كان قصده من ذلك أن أتدرج حتى أثبت، لكني كنت أشق الصفوف والناس بحثاً عن حقيقةٍ بَعٌدَت عني لسنوات طوال وغِبْتُ عن العيش في كنفها دهراً... كنت أسأل في كل شاردة وواردة تخرج من أفواههم وهو يحاول منعي من الاتصال بجماعته بشكل لبق غير رسمي إلا بحضوره ليكون رقيباً على كل ما يقال وينطق به قومه..

لقد كنت أقف عند مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في كل حوار كالشوكة الراسية الشامخة في البلعوم الضيق. كثيراً ما كان ينفض المجلس بقوله إذا لم تؤمن بهذه المسألة فهذا شأنك. وكنت أكرر عليه السؤال: هل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضة فيقول: لا.
فأقول له: لماذا لم تره؟ ألم تقل لي أن الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يراه.
فيقول: نعم، لكن الناس درجات.
فأرد عليه: هل في قلبك شك من حب النبي صلى الله عليه وسلم.
فيقول: لا. لكن عليك أن تبلغ درجة معينة حتى تراه يقضة.
فأكرر عليه السؤال حتى يمل. إذ كنت أراه غارقاً في المحبة لكنه الإصرار على الجهل. وكان يعرف ما أرمي إليه فيسكت.

مرت الأيام وإذا به يبشرني أن علي الجفري قادم للدمام قريباً لإحياء مولد لا أذكره الآن، فقد كانت مناسباتهم كثيرة لا تنتهي طوال السنة. كان يعلم أني بإنتظار رؤيته فلقد تكلمنا كثيراً عنه، وكان هو حديث الشباب في كل مجلس. كنت أنا قد التقيت بأخيه في عاصمة الضباب قبل سنتين من ذلك الموعد المنتظر، فقد جمعني به أكثر من مجلس، وهو شاب شخصيته تختلف عن شخصية علي الجفري كثيراً، كانت لقاءتنا محدودة نظراً لقصر المدة التي قضيتها في لندن تلك الأيام لكني أشهد له بالخلق الرفيع والأدب العالي، والتواضع الجم.

جاء موعد حضور علي الجفري إلى الدمام وكان الموعد كالعادة يوم الإربعاء. أخذنا في التجهز للذهاب إلى المولد، وأثناء ذلك فوجئنا بخبر يقول أن الجفري متواجد في الجامعة. ذهب صاحبي ليستقصي الخبر، ثم عاد. قلت له: ها.. أحقاً حضر إلى هنا.
قال: نعم.
قلت: أين هو الآن.
قال: لا يمكننا رؤيته إلا في الدمام، لأنه على موعد بلقاء بعض أساتذة الجامعة في جلسة خاصة سرية وسريعة، ثم يلحق بنا إلى الدمام.
قلت: لكني أريده على انفراد.
قال: صدقني، لا يمكن ذلك، وأعدك أن أرتب لك شيئاً من ذلك هناك في الدمام.
توضأت وأتممت تجهيزي وتوجهنا إلى مواقف السيارات حيث كان بانتظارنا أحد الطلبة ليقلنا بسيارته إلى هناك.
لقد أصابتني الربكة والقلق، فأنا مقدم على مقابلة شخصية ذات مكانة علمية مرموقة في نظري حينها، صاحب الطلعة البهية والابتسامة التي لا تفارق محياه. كان الصمت مخيماً على جو السيارة، فالموقف له رهبة ولهفة....

وصلنا إلى هناك وكانت السيارات قد غطت المكان من كثرة الحضور الذين توافدوا من كل حدب وصوب.. دخلنا إلى المجلس وإذا فيه شخصيات تبرز أهميتها من خلال تصدرها المجلس الرئيسي. كان الجميع ينتظر حضوره بشوق..
كان من بين الشخصيات وفد جاء من البحرين أي من صوفية البحرين وآخر من الأحساء، كلهم جاءوا يريدون مقابلة الجفري... إضافة إلى بعض الشخصيات التي تصدرت المجلس والتي لم أستطع أن أتعرف عليها إلا من خلال صاحبي الذي أشار على أحدهم بأنه لا يريد أن يعرفه أحد!! لم أكن مهتماً كثيراً بما يحدث حولي... فقد سبقني ذهني دقائق معدودة هي لحظة لقاءي بالجفري.. كان يرسم لقاءً آخر مع الجفري على الرغم من كونه لم يحضر بعد.. كنت أجلس في المجلس الرئيسي على الأرض وسط الجالسين وبين المنشدين وأصحاب الدفوف.

أصبح للمكان جلبة، فعرفنا أن الجفري حضر.. فدخل وسلم على الحاضرين وتوجه للسلام على الوفدين وكبار الشخصيات من الجالسين في صدر المجلس. لقد كانت نبضات قلبي تتسارع بشكل ما عهدته أبداً قبل تلك اللحظة. ها أنا ذا أقابل الرجل الذي حلمت بمقابلته طوال الثلاثة أشهر الماضية، هو الآن أمامي مباشرة... لقد كان للمكان رهبة في نفسي، بسبب أني كنت أنتظر هذا اللقاء بفارغ الصبر، بينما لم يكن كذلك صاحبي فهو قد اعتاد على رؤيته مراراً وتكراراً، بل ومن هم أعلى شأناً وأرفع درجةً وعلماً منه في عالم التصوف. كان صاحبي مرتاح أشد الارتياح حين رآني قد أُسرت بمقابلة الجفري وكيف تبدل حالي ولم أنفرد به بعد...

بدأ الإنشاد المصاحب بالدفوف وكنت هذه المرة بين المنشدين أُنشد وأشدو على غير عادتي في تلك المناسبات، وعندما جاءت الحضرة وقفت وأنا انظر لصاحبي غير راضٍ ولا مقتنع بهذا الذي يحصل، وفاجأني قيام الجفري ثم تمايله طرباً بتلك الأناشيد. بعد إلقاء القصائد المعتادة، جاء وقت الكلمة التي سيلقيها الجفري على مسامع الحضور والجالسين. تم تجهيز مكبرات الصوت التي وُصلت بأرجاء المنزل كله تقريباً وذلك ليتمكن الحاضرين في المجالس المجاورة والنساء اللواتي كن في القسم الآخر من سماع النشيد والكلمة. سبق كلمة الجفري بعض الكلمات المختصرة لبعض الحاضرين المتصدرين للمجلس ومن ثم أُعطي اللاقط للجفري ليبدأ حديثه..

كانت الأنظار والأفئدة منصته لما سيقوله الرجل، كان جل الحاضرين من الشباب الذين أتى أكثرهم من الجامعة ليستمعوا إليه على الهواء مباشرة، وهو بارع في استجذاب انتباه الشباب، قادر على أسر أذهانهم، وسلب أفئدتهم.. بدأ الجفري حديثه بالثناء على الكلمات التي أُلقيت قبله مرحباً بمن حضر من خارج المنطقة، ثم لما لا حظ أن الأغلب على الحضور هم الشباب، ألقى كلمة حارة حارة، موجعة للقلوب، مذكرة، مزلزلة، كانت عن عظمة الله. ثم بعد أن ألهب الحضور بعظمة الله بدأ يتحدث عن حال الإنسان حال فعله للمعصية والله يراه ويسمعه، والملائكة تكتب وتسجل... باختصار كانت عن التقوى لكنها كانت غاية في التأثير. أصبح للمجلس صوتٌ ودوي من البكاء. انتهى من كلمته وبدأ الحضور يتوافدون للسلام عليه في صف طويل. جاء إلي صاحبي وقال: ألا تريد السلام على صاحبك.
قلت: حتى يخف هذا القطار الطويل..
انتظرت إلى أن أوشك الطابور أن ينتهي ثم وقفت معهم، لقد كان الجو مهيباً بالنسبة لي. جاء دوري، فسلمت عليه وعرفت له بنفسي، فشد علي مرحباً بي بحرارة، فعرفت أنه يعلم أني من الأسر الهاشمية.
قلت له: لقد قابلت أخوك في لندن وجلسنا سوياً أكثر من مرة، وقد حدثني كثيراً عنك وها أنا ذا أراك اليوم. ثم عرضتُ عليه بعد ذلك بعض الرؤى التي رأيتها في منامي، ولم يأتي بتفسيرها كما فسرها لي ابن الرومي. وكنت قد رأيت بداية استقامتي بعض الرؤى المتتابعة فعرضتها على ابن الرومي فما أخطأ في شيء مما قاله لي في تفسيرها. أما الجفري فإني لم أعرض عليه ما رأيت إلا بإصرار من صاحبي الذي كان يريد أن يثبت لي أن ابن الرومي وهابي دجال.

كانت أنظار الشباب الذين خلفي لا تفارق ما يدور بيني وبينه، فما إن انتهيت حتى انهالت عليّ الأسئلة ماذا قلت للحبيب أي للجفري؟ لماذا شد على يديك وهو يصافحك؟ ما ذا كان يقول لك؟
قلت: لا شيء، وذهبت أنا وصاحبي عائدين للجامعة.
سألني صاحبي ونحن عند باب غرفتي في الجامعة: هل سألته عن مناماتك.

يتبع..............
__________________
اللهم يا من رد يوسف على يعقوب.. وكشف الضر عن أيوب.. وأجاب دعاء يونس ابن متى.. اردد علينا اخواننا في كوبا..
  #18  
قديم 14-04-2006, 11:20 AM
محمد إبراهيم محمد إبراهيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 35
إفتراضي

الحلقة الخامسة:

قلت: نعم.
قال: وماذا أجابك..
قلت: اخبرك غداً..

لقد كنت متأثراً جداً... فهذا صاحب الكرامات والكشوفات قد عجز عن تفسير رؤاي التي أصر صاحبي عليّ بأن أفسرها عنده. ذهبت إلى فراشي مباشرة، لكن التفكير طغى على النوم فجلست أفكر وأفكر وأعيد شريط الأحداث لتلك الليلة مرات وكرات. ليس من السهل أن تنتظر وتنتظر ثم ترجع بغير الشيء الذي توقعت حدوثه... لقد كنت أحاول أن أجد له مخرجاً، فقد كانت محاضرته بالغة التأثير لمن حضر.

الجفري لم يتطرق في تلك الليلة أبداً لأي شيء يمس السلفية وأتباعها ذلك أنه رأى أن كثيراً من الحاضرين لم يكونوا من أنصار الطرق الصوفية، فكان يتساءل: ماذا في المولد غير الطاعات وعمل الصالحات؟ لقد طرح أسئلةً عدة على مثل هذا النسق، فهو يعلم أن هذه الليلة خالية من كل الشركيات، فقد كان دعاءه الذي ختم به تلك الليلة خالياً من أي توسل...
لقد كان رجلاً ذكياً، يعرف متى يأسر القلوب وكيف، يعرف كيف يجذب الشباب ومتى.

طلع الصبح وأنا مازلت أعيش ذهول الليلة السابقة، حتى جاء صاحبي الصوفي متلهفاً يريد أن يعرف رأيي فقد ساوره القلق حين لم أُجب على سؤاله. أفطرنا سوياً وجلسنا نشرب الشاي وأنا أرى في عينيه كثيراً من الأسئلة، تعمدت تجاهل تلك التساؤلات الصامتة، حتى ضاق من تجاهلي البيّن، فسألني: هل أجابك الجفري؟
قلت: على ماذا؟
قال: على الرؤى التي عرضتها عليه.
قلت: نعم.
قال: وبماذا أجابك؟
قلت: لقد أصاب الوهابي وأخطأ صاحبك...

فأطرق مذهولاً من وقع إجابتي عليه، فلم يكن يتوقع تلك الإجابة أبداً لقد ظن أني وقعت على حين غره، لقد توقع أني صيداً سهلاً، أتأثر بالعاطفة مهملاً عقلي الذي قدسته سنواتٍ مضت. كانت إجابتي تعبر عن حنقي وخوفي في نفس الوقت. أعرف أن كثيراً من أقراني تأثروا بهذا المنهج الأعوج المعتمد على العاطفة والخرافة والأحلام بسرعة البرق وكلمح البصر.
كنت حنقاً لأني استصغرت نفسي وعقلي أن يصدق كل ما يقولون، وخائفاً لأني مازلت لم أجد الطريق الذي أضع عليه قدمي، لقد كان الخوف يملئ قلبي وأطرافي لأني أعلم أن الحق ليس عند أهل الإعتزال الذين سبحت في وحلهم سنوات طوال، أكلتْ من عمري وفكري ما أكلت، وليس الحق عند أهل التصوف ولو أني وجدت عندهم بعضه.

لقد جلست أبكي ساعات طوال و أياماً معدودات أبحث عن الحق فلا أجده. لقد عاهدت ربي عندما تبت عند باب الكعبة أن أبحث عن الحق حتى أجده، وهاهي المدة تطول بي وأنا لم أركب سفينة النجاة بعد، تتقاذفني أمواج الضلالة، أَشْرَقُ بمياهها المالحة، أبحث عن العذب الفرات من الماء سائغُ الشراب، فلا أجد إلا ملحاً أُجاجاً.

لقد كان الألم يزيد عندما أسمع قول الحق تبارك وتعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ). إن أشد العذاب ولظاه، أمره وأدهاه، أصعبه وأقساه، أن تعرف أنك تسير على غير سبيل الرشاد، وتبحث عنه فلا تدركه.

المهم أن صاحبي وقف مشدوهاً أمام إصراري على التحقق من طريقهم وعدم التسليم لهم، والانقياد لأوليائهم وشيوخهم. لم أكن أبحث عن تفسير عند الجفري بقدر ما كنت أختبر كراماته المزعومة، وكان صاحبي يعلم ذلك علم اليقين، لذا فإنه لم يلبث أن خرج من عندي حيران أسفا.

مرت الأيام واليقين يتسلل إلى قلبي بأن هؤلاء القوم ليسوا على الطريق الصحيح ولا على النهج القويم، فأخذت أنعزل وأتغيب عن تلك الموالد، وصاحبي يحاول ذات اليمين وذات الشمال أن يعيدني إلى خط البداية على أقل تقدير. كانت محاولاته لا تعدو أن تكون عاطفية، فهو يردد دائماً الناس لا يحبون أهل البيت ويقصد بهم الذين هم نهج السلف الصالح، ولا يتوددون إليهم، وأذكر أنه ذات مرة احتدم النقاش، إذ أنه كان يردد تلك الجمل التي سئمت من سماعها في عهد الاعتزال الخائب وهاهي ذا تتكرر على مسامعي من جديد ولكن بثوب آخر. قلت له والغضب بادٍ عليّ: وماذا قدم أهل البيت المتأخرين من أتباع الجفري أو حتى الشيعة للأمة؟ من الذي يجاهد اليوم في الشيشان؟ من الذي حرر أفغانستان؟ من الذي يوصل المساعدات إلى أفريقيا وإلى كل مكان في العالم الإسلامي؟ ماذا قدم الجفري وأصحاب الكرامات للأمة؟ لقد انهلت عليه بأسئلة كالريح العاصف، والسيل والجارف، والمطر الهادر، لم تكن أسئلة بقدر ما كانت سيلاً من اللطمات المتعاقبة، كانت مفاجئة بالنسبة له. وكما هي العادة فقد أطرق قليلاً ثم خرج من عندي.

كانت تلك الأيام بمثابة المخاض لبداية هداية المنهج بالنسبة لي. أخذت علاقتي بصاحبي منحى التوتر والأخذ والشد حتى جاء موسم الحج، وما أدراك ما موسم الحج. ففيه الرحلة التي حججت بيت الله برفقة الجفري وكانت فيها قاسمة الظهر، وأعلنت بعدها الفراق لأتباع هذا النهج، وطلقت فكرهم طلاقاً لا رجعة فيه. إنها رحلة لن أنساها ما حييت، كيف لا وقد كشفت لي زيف فكر القوم، وهشاشة طريقهم، وظلال منهجهم.

يتبع.............
__________________
اللهم يا من رد يوسف على يعقوب.. وكشف الضر عن أيوب.. وأجاب دعاء يونس ابن متى.. اردد علينا اخواننا في كوبا..
  #19  
قديم 14-04-2006, 11:45 AM
الدلــnanaــوعة الدلــnanaــوعة غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: جدة غير
المشاركات: 178
إرسال رسالة عبر MSN إلى الدلــnanaــوعة
إفتراضي

حمدا لله الذي من علينا من بين جميع المخلوقات بالعقل

أخي لا أعلم مأقوله لك سوى أن تشكر الله على هدايته لك ولربما كانت مخالطتك تلك الفترة للصوفيين نعمة من الله حيث أنه يريد هدايتك فلذلك يبين لك ما هو صحيح في عقيدتهم لتتبعه وما هو خاطئ لتجتنبه فهنيئا لك من عباده الصالحين بإذنه

أختك:
نانا
  #20  
قديم 15-04-2006, 02:16 PM
محمد إبراهيم محمد إبراهيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 35
إفتراضي

غداً موعدكم إن شاء الله مع الحلقة الأكثر إثارة..

أسأل الله ان يوفقني لإتمامها كما يحب ويرضى..

كما أسأله سبحانه أن يجعل هذا العمل خالصاً في سبيله..

أيها الأخوة:

هذه الحلقات ليست للتسلية لكنها للعبرة...

فمن منّ الله عليه بنعمة الهداية فليتذكر قدر هذه النعمة عليه، وليتذكر أن أناساً آخرين الآن يعيشون على غير الهدى، وكل ذلك فضل من الله ومنة، لا بجهدك ولا بكدك وعرقك...

إن نعمة الهداية لا يعرف قدرها إلا من عاش الغواية أو ذاق حلاوة الأمن والإيمان، يقول المولى سبحانه: ( وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا)

أي وعيدٍ أشد من هذا، وأي تخويف هذا، الذي تكاد القلوب أن تنخلع عند سماعه...

اللهم إنا نسألك أن نحسن عاقبتنا إنك أنت البر الرحيم...
__________________
اللهم يا من رد يوسف على يعقوب.. وكشف الضر عن أيوب.. وأجاب دعاء يونس ابن متى.. اردد علينا اخواننا في كوبا..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م